تحميل تحالف العدوان المسؤولية الكاملة جراء تدميره النظام الصحي وتداعيات تفشي الوباء
بعد تسجيل أول إصابة مؤكدة بالفيروس في صنعاء لمهاجر صومالي: العدوان السعودي الأمريكي يكلل مساعيه لنشر وباء كورونا في اليمن بـ”النجاح”
الثورة /حمدي دوبلة
أخيرا توج تحالف العدوان السعودي الأمريكي بقيادة نظام بن سلمان جهوده الحثيثة لإدخال وباء كورونا إلى اليمن بالنجاح ولعله الآن يتنفس الصعداء مع إعلان تسجيل أول إصابة مؤكدة بالفيروس في صنعاء لمهاجر صومالي وهو من ظل منذ بدء الجائحة الوبائية يستميت في استخدام كافة الأساليب الرخيصة والممارسات الإجرامية الخبيثة لتامين دخول الفيروس إلى البلاد مستغلا سيطرته على المنافذ البرية والبحرية والجوية وضعف وارتهان أدواته من المرتزقة ممن باعوا الوطن وأبناءه لقاء ثمن بخس وبالتالي عمل منذ البداية للزج بأعداد هائلة من الآفارقة إلى اليمن ناهيك عن ترحيله لأكثر من ألف من المعتمرين اليمنيين دون إخضاعهم للإجراءات الصحية المتبعة والمتعارف عليها في مختلف بلدان العالم أثناء انتشار الأمراض المعدية والجائحات الوبائية.
جهود دؤوبة
فتح المنافذ اليمنية أمام المهاجرين الآفارقة لم تكن الوسيلة الوحيدة التي انتهجها العدوان في سبيل إدخال وباء كورونا إلى البلاد بل عمل جاهدا ومنذ اللحظات الأولى لتفشي الوباء في مملكة العدوان وفي شريكتها الإمارات وغيرهما من الدول في المنطقة والعالم ..عمل بشكل دؤوب ووفق خطط ممنهجة ومدروسة تم إعدادها خصيصا لنشر الوباء في اليمن على أمل أن يحقق له الفيروس ما عجز عن تحقيقه عسكريا وسياسيا واقتصاديا خلال أكثر من خمسة أعوام من الحرب والحصار واقتراف أبشع الجرائم بحق المدنيين الأبرياء وتدميره المتعمد للبنى التحتية والمرافق الخدمية والتي نال القطاع الصحي النصيب الوافر من تلك الجرائم المتواصلة .
وها هو تحالف العدوان ومملكة سعود على وجه الخصوص يستنفد كل وسائله الإرهابية دون أن يتمكن من تحقيق مآربه في إخضاع الشعب اليمني وكسر إرادته لذلك لم يعد في جعبته المزيد من تلك الأساليب لذلك ليس من المستغرب أن يلجأ إلى الوباء كورقة أخيرة عساها تتمكن في النيل من عزيمة وإرادة الشعب اليمني التي لا تلين .
وفي هذا الصدد حذرت القيادة السياسية وماتزال تحذر دول العدوان وتحديدا النظام السعودي ومن ورائه الإدارة الأمريكية من مغبة استخدام الوباء كورقة سياسية للضغط على اليمن الذي يعاني من أوضاع إنسانية كارثية جراء استمرار العدوان والحصار لذلك نجد أن قائد الثورة السيد/عبدالملك بدرالدين الحوثي قد أكد من وقت مبكر بان العدوان لم يعد قادرا على فعل اكثر ما قد فعله في الأعوام الخمسة الماضية لذلك فقد لجأ مؤخرا إلى أساليب حقيرة وممارسات اكثر سقوطا وانحلالا وذلك عبر المحاولات المحمومة لإيصال وباء كورونا إلى اليمن بمختلف الوسائل والطرق في سقوط أخلاقي غير مسبوق.
تحذيرات مبكرة
قائد الثورة السيد المجاهد /عبدالملك بدر الدين الحوثي حذر مبكراً وفي أكثر من مناسبة من مساعي دول تحالف العدوان وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والنظام السعودي لإيصال وباء كورونا إلى اليمن اعتقادا منهم بأن شن حرب بيولوجية على الشعب اليمني قد تؤتي ثمارها في إخضاع هذا الشعب العظيم وحمل القائد كامل المسؤولية بالدرجة الأولى للإدارة الأمريكية عن نشر الأوبئة والأمراض والكوارث الموجودة في العالم.
ويضيف ” إن أي وصول لفيروس كورونا إلى اليمن سيكون بفعل وإشراف أمريكي عبر أدواته السعودية والأمارات وسيتم التصدي له على أنه عمل عدائي”.
وأكد السيد القائد في خطابه عشية الاحتفال بالذكرى الخامسة ليوم الصمود الـ26من مارس بان “بعض الشركات الأمريكية عرف عنها إنها قد تنشر وباء بعد أن تعد له لقاحا وبعد انتشاره تأتي لتبيعه بمبالغ كبيرة جدا”.
وأضاف “غيرُ بعيد أن يكون هناك توجه أمريكي لنشر وباء الكورونا واستغلاله حتى لو أضر بالمجتمع الأمريكي نفسه”. وبالفعل فقد كانت الولايات المتحدة اول الضحايا للفيروس وأكثرها تضررا بآثاره وتداعياته على مستوى الخسائر البشرية والاقتصادية
كما أشار السيد القائد حينها إلى التكتم الشديد الذي يبديه تحالف العدوان إزاء إصابة أعداد كبيرة من المرتزقة اليمنيين المنخرطين في صفوف العدو في مختلف الجبهات والمحاور ويوضح بان “معلوماتنا ومصادرنا أكدت انتشار وباء كورونا بأعداد مخيفة في أوساط المرتزقة وخاصة في محور ميدي”.
وأهاب السيد عبدالملك الحوثي بجميع اليمنيين حتى من هم في صف العدوان بالحذر وعدم الانسياق وراء مخططات العدو لإيصال هذا الوباء إلى اليمن الذي يواجه منذ اكثر من خمسة أعوام “فيروس العدوان وجراثيم الخيانة في حرب مسعورة” داعيا الجميع إلى التعاون مع الجهات المختصة والالتزام بالإجراءات الاحترازية الوقائية التي أقرتها للحماية من انتشار الوباء في اليمن .
هذا التكتم السعودي بشأن إصابة المرتزقة اليمنيين عكس ومنذ وقت مبكر النوايا الخبيثة التي يكنها النظام السعودي والتي باتت واضحة وتتكشف يوما إثر آخر من خلال الخطوات والإجراءات المشبوهة لإيصال كورونا إلى الأراضي اليمنية وهو ما تم بالفعل مؤخراً بتسجيل أول إصابة مؤكدة بصنعاء لمهاجر صومالي.
خطط ممنهجة
النظام السعودي استغل سيطرته على المنافذ البرية والبحرية والجوية وعمد إلى الترحيل المستمر للمغتربين اليمنيين وإعادتهم إلى اليمن دون الالتزام بأيّ معايير أواشتراطات صحية متعارف عليها دوليا أثناء انتشار الأمراض والأوبئة ولم يكتف بذلك بل استهدف وبشكل مباشر من خلال غاراته الجوية المحاجر الصحية ومنها المحجر الصحي بمدينة الصليف بالحديدة وفي منفذ عفار بالبيضاء ناهيك عن مساعيه المحمومة لاستهداف وإفشال الإجراءات الاحترازية لحكومة الإنقاذ الوطني وتسليط أبواقه الإعلامية ومرتزقته لتنفيذ حملات إعلامية واسعة ضد تلك الإجراءات والتباكي على أوضاع المواطنين العائدين من الخارج أومن المحافظات المحتلة في المحاجر الصحية التي أقامتها حكومة الإنقاذ على غرار المحجر الصحي بمنطقة عفار بالبيضاء وغير تلك من المحاولات المتواصلة التي نفذها ولايزال النظام السعودي وفق خطط مدروسة وممنهجة من أجل إدخال فيروس كورونا إلى اليمن.
وتؤكد مصادر محلية في عدن وغيرها من المحافظات المحتلة بأن قوافل العائدين من الأراضي السعودية الموبوءة بفيروس كورونا تزايدت في الآونة الأخيرة بشكل كبير عبر مختلف المنافذ البرية والبحرية والجوية ودون أي مراعاة أوالأخذ في الاعتبار الاحتياطات الصحية اللازمة المتعارف عليها بين دول العالم أثناء هذه الجائحة الوبائية.
لقد تعمد النظام طيلة الأعوام الخمسة الماضية في إغراق اليمن ببحر من الأمراض والأوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك وغيرها من الأوبئة التي أودت بحياة الآلاف من الأبرياء بعد أن استهدف المرافق والمؤسسات الطبية في البلاد ولم يكتف بذلك بل عمل ولايزال إلى اليوم يسعى وبشكل ممنهج ومدروس لإيصال كورونا إلى اليمن عبر مختلف الوسائل وفي هذا الصدد توضح مصادر بمدينة عدن المحتلة بان طائرات عسكرية تابعة للاحتلال السعودي قامت خلال الفترة الماضية بنقل أعداد من المرتزقة من أبناء المحافظات الجنوبية إلى مطار عدن بعد أن تلقوا تدريبات في الأراضي السعودية وقامت سلطات الاحتلال بتوزيعهم على مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرة قوى الغزو والعدوان ودون أن تخضع هؤلاء المجندين لأي فحوصات طبية.
كما ظلت رحلات الطيران ما بين السعودية والأمارات من جهة وبين مطارات عدن والغيضة بالمهرة والريان بالمكلا متواصلة وبشكل يومي على الرغم من تعليق حركة الطيران حول العالم في ظل إجراءات الحد من انتشار الوباء ما يعكس المساعي المحمومة والمبكرة لدول العدوان من اجل إدخال الوباء إلى اليمن لينجح أخيرا في بلوغ هذا الهدف الخبيث.
مسؤولية المجتمع الدولي
اليوم وبعد أن تمكن العدوان من إيصال الوباء إلى صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية وتحديدا في المناطق المحتلة حيث تم تسجيل عدد من حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس فان المجتمع الدولي أمام مسؤولية إنسانية وأخلاقية كبرى إزاء اليمن الذي يعيش في ظل عدوان همجي وحصار شامل منذ اكثر من خمس سنوات وما تسبب فيه من تدمير شبه كلي للنظام الصحي في البلد وإخراج اكثر من 50% من المرافق الطبية عن الخدمة ناهيك عن ما اسفر عنه الحصار البري والبحري والجوي من أزمة خانقة في توافر الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية والتداعيات الكارثية للعدوان على الوضع الإنساني والمعيشي للمواطنين ما يجعل البلاد أمام تحديات كبيرة لمواجهة مخاطر تفشي هذا الوباء الخطير الذي يصعب التكهن بمآلاته ونتائجه وهو الأمر الذي يجب على المجتمع الدولي أن يدركه جيدا ويمارس الضغوط الفعلية على دول العدوان لكي تتحمل مسئولياتها المباشرة والكاملة جراء انتشار الوباء وتداعيات تفشيه وانتشاره.