مسلمو الصين .. عادات وطقوس رمضانية متواصلة رغم تداعيات الجائحة الوبائية

120مليون مسلم صيني من عشر عرقيات يحتفون بالشهر الكريم ويتسابقون إلى فعل الخيرات

 

 

الثورة  /
-كغيرها من بلدان العالم التي يعيش فيها المسلمون بأعداد كبيرة استقبلت جمهورية الصين الشعبية شهر رمضان المبارك لكن هذه المرة اختفت كما تشير إلى ذلك التقارير الإعلامية الكثير من المظاهر الرمضانية الاحتفائية التي ميزت المسلمين في هذه البلاد العريقة على امتداد مئات السنين بسبب تداعيات جائحة كورونا الوبائية التي غزت العالم وغيرت نمط الحياة للشعوب والأمم في مختلف أرجاء المعمورة.
-ومع ذلك يتوقع مراقبون أن يكون شهر رمضان المبارك لدى مسلمي الصين الأقل تأثرا بتداعيات كورونا مقارنة ببلدان العالم الإسلامي الأخرى التي تفشى فيها الوباء وذلك بعد تنفست هذه البلاد المترامية الأطراف الصعداء وتمكنت بإجراءاتها الاحترازية التي نالت إعجاب العالم من السيطرة على الوباء والحد من انتشاره وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها بش كل تدريجي حتى في مقاطعة ووهان معقل تفشي الوباء.
-هذه النجاحات اللافتة لاشك ستنعكس إيجابا على حياة اكثر من 120مليون مسلم صيني خلال الشهر الكريم ولن تختفي نها ئيا الكثير من طقوسه وعاداته وشعائره الدينية المميزة
-وتعيش في الصين التي عرفت على مر العصور بأنها موطن التعدد الفكري والعقائدي 56 أقلية عرقية 10 عرقيات منها تمثل المسلمين وهي “الهوي (المسلمون الصينيون) والأيغور والقيرغيز والكازاخ (القازاق) والطاجيك، والتتار والأوزبك والسالار والبوان والدنوغشيانغ” ناهيك عن أبناء الجاليات العربية والإسلامية والذين ينتشرون في مختلف أرجاء البلاد ويحرص جميع هؤلاء المسلمين باختلاف عرقياتهم على القيام بطقوس وعادات رمضانية تتشابه إلى حد كبير.
-مظاهر الاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك في الصين تبدأ منذ وقت مبكر ويتجسد ذلك من خلال تنظيف المنازل بالكامل حتى الأسقف والجدران وتزيينها باللوحات القرآنية وتزيين المساجد بالأعلام الملونة وفرشها السجاد الجديد وهو تقليد سنوي متواصل منذ عقود طويلة ويعبر عن فرحة المسلمين بهذا الشهر المبارك.
-وتنشط في الصين الجهود الدينية والخيرية قبل شهر رمضان، حيث يلقي الأئمة المسلمون دروساً دينية خاصة عن الصوم، وحث المسلمين على التقرب إلى الله بالصدقات والأعمال الصالحة.
وتحرص المساجد في الصين على فتح أبوابها أمام المسلمين وغير المسلمين خلال شهر رمضان من أجل تعريفهم بالدين الإسلامي.
-ومن أبرز مظاهر شهر رمضان في الصين هو تنظيم مأدبة الإفطار الجماعي، وذلك من أجل زيادة الروابط بين المسلمين .
-تأتى مائدة الطعام الصينية الشهيرة الرمضانية مصممة بشكل دائري ومتحركة وعادة ما تحتوي على أصناف الطعام المعروضة عليها في بيت المسلم الصيني، لكن بكميات محدودة لا تفيض عن حاجة الصائمين.
وتتكون وجبة الإفطار من فترتين الأولى يتناول فيها المسلمون الشاي الأخضر أو الأحمر وبعدها يتم تناول البطيخ ومن ثم يذهبون إلى المساجد لتأدية صلاة المغرب، بعد ذلك يعودون لاستكمال بقية وجبة الإفطار.
وتعتمد أغلب الأطباق بشكل أساسي على الأرز المسلوق من خلال عملية التبخير، كما يعتبر لحم الضأن المشوي من أبرز الأطعمة المشهورة بين مسلمي الصين خلال شهر رمضان.
أما بالنسبة للحلويات والمشروبات، فتعتمد أغلب الحلويات على التمر والفواكه الاستوائية مثل(دوريان، النجمة، الكيوانو، مانجوستين، الرامبوتان، سالاك.)
-ومن أشهر الحلويات المعجنات الإسلامية بالصين: الكعكة الغنية، وهي عبارة عن كعكة من التمر والزبيب والمشمش المجفف وسكر وسمسم.
والخبز المضفر عبارة عن عجين من الدقيق وبيض يحمص ليأخذ هيئة الضفيرة، وهناك أيضاً حلوى الأذن، وهي عبارة عن عجين بالسكر والعسل يشبه لي حد كبير الحلويات الشامية.
-ويتجمع المسلمون في المساجد في العشر الأواخر للاحتفال بليلة القدر ويكثرون فيها من الصلاة وقراءة القرآن الكريم.
-تًحدد الجمعية الصينية الإسلامية ومقرها في العاصمة بكين مطلع شهر رمضان الذي يسمى باللغة الصينية “باتشايط وفقاً للحسابات الفلكية لا برؤية الهلال كما هو الحال في معظم الدول العربية والإسلامية وبذلك يتسنى للمسلمين هناك إتمام الصيام ثلاثين يوماً.
-يوجد في الصين عشرات الآلاف من المساجد ومنها مساجد تاريخية يعود تأسيسها إلى قرون موغلة في القدم.
ومن أبرز المساجد التاريخية التي يرتادها مسلمو العاصمة الصينية مسجد نيوجيه في بكين والذي بني عام 996 ميلادية، والمقام على مساحة 6 آلاف متر مربع حيث يقصده آلاف المسلمين طيلة أيام وليالي الشهر الكريم لأداء الصلوات الخمس وكذلك إقامة صلاة التروايح ومن ثم قراءة القرآن الكريم ويجري شرح تعاليم الإسلام والعديد من الأنشطة الدينية والثقافية .
ويعتبر هذا الجامع الأثري الذي يزيد عمره عن ألف عام مجمعا دينيا متكاملا حيث يضم قسما للنساء، ومرافق اجتماعيا متنوعة.
ليبقى هذا الصرح الديني العظيم شاهدًا عبر قرون طويلة على المد الإسلامي وعظمة أبناء هذا الدين الحنيف وتمسك أبنائه بتعاليمه السمحاء وهو ما جعل المسلمين في هذه الدولة العظمى يحظون باحترام وإجلال الجميع.

قد يعجبك ايضا