الحصار في زمن الكورونا
خالد لطف عبيد
يعيش العالم اليوم في حالة رعب لم يسبق لها مثيل جراء تفشي فيروس كورونا حيث وقف العالم عاجزا عن الحد من انتشاره واحتوائه ما دفع بالحكومات لتسخير كل طاقات وموارد دولها لمواجهة طاعون العصر -فيروس كورونا- وأصبح شغلها الشاغل وهذا ما يؤكده الإعلام العالمي المرئي والمسموع والمقروء الذي خصص معظم -إن لم يكن كل- ساعات البث لأخبار جائحة كورونا وعواقبه الوخيمة على النظام العالمي واقتصاد الدول وحياة البشر التي وضعها الفيروس على المحك مبينا أعداد الإصابات والوفيات التي تتصاعد بصورة مخيفة مخلفة كسادا عالميا حادا وتوقف لمختلف الأنشطة السياسية والاقتصادية والسياحية والبشرية ما يترتب على ذلك أزمة مالية عالمية حادة ستكون أشد وطأة من أزمة عامي 1935و2008م حسب توقعات خبراء مختصون -منهم على سبيل المثال لا الحصر- وزير الخارجية الأمريكي الأشهر هنري كيسنجر عبر مقال كتبه مؤخرا في إحدى الصحف الأمريكية الشهيرة قال فيه أن النظام العالمي سيتغير كليا بعد فيروس كورونا. ورغم تلك العواقب والمحاذير التي يطلقها الخبراء العالميون إلا أن هناك حكومات ودول رغم تفشي فيروس كورونا على أراضيها مازالت غير آبهة بمواجهة وغير مهتمة بسلامة أراضيها ومواطنيها من هذا الفيروس القاتل ومنشغلة بنزواتها مثل السعودية والإمارات اللتان ما تزالا مشغولتان بالعدوان على اليمن وحصاره وجعلهما-العدوان والحصار- محط اهتمامهما ونصب أعينهما رغم ما سببه ويسببه لاقتصادهما وسمعتهما من انهيار وتضعضع في ظل انهيار أسعار النفط عالميا الذي ترتب عليه شحة مواردهما واستنزاف احتياطاتهما ما دفعهما إلى البحث عن مصادر لتوفير الأموال عبر عرض أسهم بعض مؤسساتهما الاقتصادية السيادية للاكتتاب العام المحلي والخارجي- قيام السعودية بعرض جزء من أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام – مع الأخذ بعين الاعتبار أن السعودية هي الأعلى بين الدول العربية في عدد الإصابات بفيروس كورونا ورغم ذلك فإن السعودية والإمارات مازالتا مصرتان على حماقتهما وصلفهما بعدم الرضوخ لصوت الحق والعدل والمنطق وأيضا المصلحة نظرا لانعدام وازعهما الديني والأخلاقي والإنساني وما ذاك إلا من باب المكابرة والتظاهر. وبالعودة إلى ادعاءات تحالف العدوان على اليمن الذي يدعي كذبا أن ما يقوم به من عدوان جائر وحصار فاجر إنما جاء من باب الوقوف مع اليمن ونصرة للشعب اليمني والحفاظ على أمنه واستقراره. من هنا أقول كيف هذا الوقوف؟ وأين هذا الدعم؟ وهل استمرار العدوان حماية للشعب اليمني؟ وهل استمرار الحصار دعم للشعب اليمني؟ خاصة في ظل جائحة كورونا التي تتربص بالشعب اليمني عن كثب وهو يعاني من انعدام الإمكانيات المادية والصحية والبشرية لمواجهة تفشي فيروس كورونا بعد انهيار نظامه الصحي جراء خمس سنوات من العدوان والحصار ما جعل اليمن يعاني من أسوأ كارثة إنسانية في العالم -أكبر وأسوأ كارثة إنسانية قبل تفشي فيروس كورونا فما بالكم بعد تفشي الفيروس-
وختاماً أقول: ألم يأنِ للسعودية والإمارات الرجوع عن غيهما وصلفهما وحماقتهما وتعودا إلى جادة الحق والعدل والصواب وتتوبا عما اقترفته أياديهما من إثم في حق اليمن أرضا وإنسانا؟
قال تعالى: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).