خيانة الوطن عمالة لا حرية
عبدالفتاح علي البنوس
الوطن أغلى من الأشخاص والأحزاب والجماعات ، ودون الوطن يهون كل شيء ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال ، وتحت أي ظرف من الظروف، التهاون في حق الوطن ، وغض الطرف عن السوس الذي ينخر في جسده ، وهو يواجه على مدى خمس سنوات حربا عالمية وحصارا جائرا أتى على الأخضر واليابس وجاء ليهلك الحرث والنسل في بلد الإيمان والحكمة ، لا أحد فوق القانون ولا امتيازات ومستويات للمواطنة ولا مداهنات ولا مجاملات ولا مجال للدعممة واللا مبالاة عندما يصل الحال بالمثقف أو السياسي أو الإعلامي أو الحقوقي أو التربوي أو الأكاديمي الذي يتواجد في أوساطنا ، وينعم بالأمن والأمان ، ويمارس حياته الطبيعية دونما مضايقات أو استفزازات، وإذا به بعد هذا كله يتحوَّل إلى خصم فاجر في الخصومة ،يسخِّر قلمه وكتاباته ومنشوراته لمهاجمة القوى الوطنية وأبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يقاتلون بالنيابة عنه وعن كل اليمنيين في معركة الشرف والكرامة والسيادة ، حيث يتحوَّل إلى بوق من أبواق العدوان ، وأداة من أدواتها الرخيصة التي لا تجد حرجا في الدفاع عن جرائم قوى العدوان ، تارة ينكر أي صلة للعدوان بها ويحمِّل مسؤوليتها الجيش واللجان الشعبية ، وتارة يتفنن في اختلاق المبررات لقوى العدوان لتبرير جرائمها التي يندى لها جبين الإنسانية ، ويعمد إلى الغمز واللمز ، رغم أن القاتل السفاح اعترف بجريمته واعلن مسؤوليته عنها.
يحرِّض على العنف والفوضى ، ويدعو للتمرد والانقلاب على الدولة والحكومة التي يعيش في كنفهما وينعم بالأمن في ظلهما ، ولا يتردد في تبني مشاريع ومخططات العدوان والتي يطرحها وكأنها منشورات خاصة به ، لم نقرأ له أي منشور أو مقال ينتقد جريمة ارتكبها العدوان هنا أو هناك ، وكأنه غير معني بالحديث عنها ، وكأنها لا تخصه ، بما في ذلك الجرائم التي ارتكبها العدوان بحق أقرب المقربين إليه ، ويظل يحرض ويكذب ويدلس ويروج للأباطيل والشائعات بهدف الإثارة وخلق بلبلة في الشارع اليمني تصب ثمارها في مصلحة قوى العدوان .
تتعامل معه السلطة باحترام ، وتترك له الفرص، الواحدة تلو الأخرى ، على أمل أن (يدق رأسه ) ويعود إلى صوابه ، من باب التكريم والمراعاة والتقدير لأسرته وقبيلته ، وإذا به يتمادى ويقابل كل هذا الحلم والصبر والاحترام والتحمل بالتطاول السافر والسقوط المهين الذي تجاوز الخطوط الحمراء وقفز على كافة المحاذير وانتهك النظام والقانون و(عجن الحرية والديمقراطية ورفسهما رفس الرفس) ليصل به الحال إلى الثناء على الغازي المحتل والتماهي معه وتشويه صورة الجيش واللجان الشعبية والقوى الوطنية بطريقة سافرة وحقيرة توحي للمتابع له بأنه يقوم بمهمة موكلة إليه ، وأن الأمر لا يعبِّر عن قناعة شخصية فحسب .
وعندما تقوم الدولة بواجبها في الحفاظ على الأمن والاستقرار ، والتصدي لمروجي الشائعات والأكاذيب والافتراءات الذين يخدمون العدوان ويعملون لحسابه ، تقوم قيامة البعض ويتسابقون إلى اتهام السلطة بقمع الحقوق ومصادرة الحريات واعتقال المعارضين ، وهات يا منشورات وتعليقات وبيانات إدانة واستنكار ، وكأن القيامة قامت ، تحاول أن تُفَهِّم البعض بأن البلاد في عدوان وأن صاحبنا مرجف وأنه بات مصدر إقلاق للسكينة العامة وأداة من أدوات العدوان وقد يكون منخرطاً في إطار خلايا تابعة للعدوان ومن حق الدولة القيام بواجبها تجاهه حاله حال بقية المبقبقين ، ولكن دون جدوى .
بالمختصر المفيد، الوطن خط أحمر ، ولم تلده أمه بعد من يظن بأنه ( رقبة عاصية) وأنه ( طرزان) عصره ، الشعب قدم تضحيات كبيرة ولا مجال للتفريط فيها أو التهاون إزاء من يقلل من شأنها ويناصبها العداء ، نحن ضد الاعتقالات التعسفية والبلاغات الكيدية وتصفية الحسابات ، نحن ضد الظلم والإذلال ولن نقبل بذلك ، ولكننا أيضا ضد الخيانة والخونة والعمالة والعملاء والإرجاف والمرجفين والتدليس والمدلسين والنفاق والمنافقين والمجاملة والمجاملين ، ( كلنا عيال تسعة) إلا ما ندر والنادر لا حكم له ، الحرية سقفها الوطن ، وعندما تتجاوز الحرية الوطن وتتحول إلى معول يسعى لهدمه ، فإنها تتحول إلى خيانة ، بن سلمان قتل خاشقجي وقام بتقطيع جثته بالمنشار ، ولم تنبس قناة العربية ولا الحدث ببنت شفة، ولمجرد اعتقال أحد المرجفين اليمنيين ( شغلتنا) العربية وأخواتها بالحديث عن القمع والتضييق على الحريات ، هكذا وبكل وقاحة قنوات سعودية تتحدث عن الحقوق والحريات ، فعلا ( اللي اختشوا ماتوا وشبعوا موت من زمااااااااااااااااااان) .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .