الزيارة المرتقبة للرئيس إلى الصين ستسهم في دعم التنمية وجذب الاستثمارات
> متفائلون بأن تكون مخرجات الحوار المنطلق العام لإقامة الدولة المدنية
> ندعو الشعب اليمني إلى الالتفاف حول الرئيس هادي وإرغامه على الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة
عبر رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور عمر عثمان العمودي عن تفاؤله بأن تكون مخرجات الحوار الوطني بمثابة ميثاق وعهد جديد يرتكز عليها الدستور القادم وبحيث تكون المنطلق العام لإقامة الدولة المدنية آملاٍ أن يلتف الشعب اليمني حول مخرجات الحوار.
ودعا العمودي الشعب اليمني إلى إرغام الرئيس عبدربه منصور هادي على الترشح للرئاسة من جديد باعتباره رئيساٍ توافقياٍ قام بدوره بنجاح في هذه الفترة داعيا الشعب اليمني إلى الالتفاف حوله.
وتوقع في حديث لـ”الثورة” أن تحقق زيارة الرئيس عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية الصين إلى الشعبية المصالح المشتركة للبلدين الصديقين وأن تعود بالفائدة على الشعبين في مختلف المجالات الاقتصادية داعيا الصين إلى دعم التنمية في اليمن والمساهمة في التنقيب عن النفط والغاز.. وهذا نص الحوار:
• بداية.. قراءتكم للواقع السياسي في اليمن¿
– من متابعتي لمؤتمر الحوار الوطني الشامل آمالي كبيرة وعندي تفاؤل صحيح أن أغلب المشاركين كان يغلب عليهم طابع الانتماءات الحزبية لكن الملاحظ عليهم أنهم كفاءات يمنية يشهد لهم بالكفاءة ومن مختلف أرض اليمن شرقه وغربه وشماله وجنوبه ونأمل أن تكون هذه المخرجات بمثابة ميثاق وعهد جديد يرتكز عليه الدستور القادم وأن تكون هذه المخرجات المنطلق العام لإقامة الدولة المدنية دولة المؤسسات والنظام والقانون.. ودائما النجاح ليس بالكلام وإنما النجاح بالالتزام والتمكين وصدق النية والنظر إلى أن اليمن هي مصيرنا وبلدنا.
وأنا مع اليمن الواحد ولا يمنع أن يكون عندنا دولة فيدرالية من إقليمين أو خمسة أو سبعة ولكن على أساس توازني بزيادة التنوع والمشاركة والاستقرار.. ومعروف أن الدول التي تأخذ النظام الفيدرالي لها ركائز.. وآمالنا كبيرة أن يلتف أبناء اليمن حول مخرجات الحوار الوطني وكم أتمنى أن تكون مخرجات المؤتمر الوطني محل موافقة جميع الشرائح المشاركة في المؤتمر وغير المشاركة.. وأعتقد أن هذه الموافقة ستتجسد قريبا.. أنا دائما لا أحب مراحل الانتقال الطويلة.. مراحل الانتقال والتعثرات قد تقودنا إلى سلبيات ومشاكل ومعضلات يصحب بعدها البناء السريع لبلادنا.. وبهذه المناسبة سبق وأن كتبت عن الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وآمالي كبيرة أنه موضع الثقة العامة للشعب اليمني ونتمنى أن يكون هناك التفاف وتعضيد له وكما قام بدوره بنجاح في هذه الفترة السابقة ونتمنى أن يسلم السلطة بعد استقرار الأوضاع.. وأنا الآن أدعو الشعب اليمني إلى إرغام الرئيس عبدربه منصور هادي على الترشح من جديد لأننا محتاجون لخبرته وحنكته وطيبته وأنه هو رئيس توافقي وهو لا يمثل كتله قبلية أو حزبية فقد تمثلت فيه الروح التي تجذب الجميع ويشعر الجميع بالثقة الكبيرة فيه.
الدبلوماسية
• ماذا عن العلاقات الدبلوماسية اليمنية مع دول الخارج.. كيف ترونها¿
– أنا أتابع الآن أكثر دول العالم تشيد بالتجربة اليمنية ونريد النموذج اليمني عندما نقول للآخرين نحن نموذج يحتذى به يجب أن يتجسد هذا النموذج وقبل أن يتحقق وينجح لا نستطيع أن ندعو الناس عليكم بالنموذج اليمني ولكن نريد أن يتجسد في دستور ديمقراطي حقيقي في دولة مؤسسات دولة مدنية.. وهنا نقول للآخرين أن الحكمة يمانية قدمت أنموذجا للآخرين لكي يحتذوا به وجنب أبناء الشعب اليمني وكفاءتها العليا وأهل العقد والحل فيها والعلماء والصالحين والمسؤولين ويلات الخلافات والفوضى والاضطرابات.. العامان الماضيان عندما نقارنهما بالعامين السابقين لهما نجد فيهما الخير الكبير ونتمنى أن تتراكم الإصلاحات والجهود لكي نرى بلادنا تخرج معافاة سليمة من هذه الأزمة إلى بر الأمان.
العالم الخارجي جميعه يدعم الوحدة اليمنية القائمة على العدل والمساواة والتوازن وعلى أن تكون حقوق الإنسان والحريات متجسدة ليس في الدستور فقط بل في أرض الواقع وأن نتوافق عليه وأن ننظر لليمن بأنه لنا جميعا بأرضه وخيراته.
العالم الخارجي يدعم التجربة اليمنية ولا يجب أن نفسر دعم الآخرين بسوء النية يجب أن ننظر إليه بحسن نية ونشكرهم على هذه الجهود بأنهم يدعموننا معنويا وإعلاميا وماليا فهذا يعني أننا محتاجون إلى جهود الإخوة والأصدقاء في دول الخليج والدول الكبرى.. ولدينا مجلس الأمن بموجب القرارين مع اليمن الواحد واستقراره وهذا يدل على أن العالم الخارجي ينظر إلينا لكن التحرك والفعل الحقيقي والجهد الحقيقي هو من أبناء اليمن فلا تنمية لليمن ولا استقرار ولا أمن ولا نظام بدون جهود أبناء اليمن لصالح هذا الوطن.
الصين الشعبية
• رئيس الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي سيزور جمهورية الصين الشعبية قريبا.. ما أهمية هذه الزيارة¿
– أنا كتبت العديد من المقالات بأن الصين هي العملاق القادم وهي دولة عظمى تأتي في المجال التجاري قبل الولايات المتحدة واقتصادها متنام وقد أصبحت ثاني دولة من ناحية الدخل القومي بعد الولايات المتحدة.. الصين دولة كبرى وعظمى وعلاقتنا بها وثيقة وجيدة وراسخة منذ أكثر من خمسة عقود.. ومعروفه مشاريعها ودورها في بلادنا.. وعندما ننتقل من صنعاء إلى الحديدة نتذكر أن الصين هي من عملت هذا الطريق.. نريد أن تسهم الصين في بلادنا ونحن الآن نستورد بضائع من الصين سنويا بمقدار أربعة مليارات دولار تقريبا وربما أكثر من ذلك.. ونريد من الصين أن تنظر إلى اليمن نظرة إيجابية أكبر وأن تسهم معنا في مشاكلنا وبالذات المشاكل التي تحتاج إلى حلول عاجلة مثلا نريد الاهتمام بجانب الكهرباء والمياه وخدمات الصرف الصحي لا نريد قروضا نقدية نريد عملا على أرض الواقع من الدول المانحة ونستفيد من خبرة أبنائها ونحن أيضا معها بكل ما نملك وما نقدر عليه.
نأمل أن تحقق هذه الزيارة للبلدين المصالح المشتركة وأن تكون في طريقها دائما إلى تطور.. ونريد من الصين أن تشارك في التنقيب النفطي والغازي وأن تسهم في كل المشاريع الممكنة التي تعود بالفائدة للشعبين.. نريد مواقف إيجابية منها ونريد الخير لها مقابل ما تقوم به من أعمال في اليمن.. ونتمنى أن تكون هذه الزيارة موفقة والرئيس محل تقدير من الزعامة الصينية ويمثل الشعب اليمني وروح الشعب اليمني وتطلعاته ونأمل أن تكون هناك مخرجات لهذه الزيارة ونريدها ذات قيمة وفاعلة كبيرة للبلدين.. وأكرر حاجة بلادنا في ظروفها القاسية والصعبة إلى المزيد من دعم دولة الصين علميا وفنيا وإداريا وماليا.. كما نتمنى منها الاستثمار في بلادنا والمشاركة في المشاريع ذات العائد والمفيد للجانبين.
تجارب الحياة
• كسياسي وخبير في العلاقات الدولية.. ما الذي تنصحون بالتركيز عليه خلال هذه الزيارة¿
– يجب أن نعلم أن الرئيس جرب الحياة ويجمع في شخصه بين العلم والمعرفة.. ونحن كسياسيين أقرب من التنظير ولا يمنع أننا على علاقة بالواقع والسياسة العملية.. الرئيس يعرف مشاكل اليمن وما هي المشاكل العاجلة فهو على قمة القيادة السياسية وعملية صنع القرار في النظام السياسي الذي نطلق عليه مفهوم الصندوق الأسود.. دائما قمة القيادة هي التي تغربل أولويات البلد ومشاكل البلد وما له أهمية عاجلة ومرحلية ومستقبلية.. أتمنى أن يهتم بما هو عاجل وله جدوى ومفيد في إعادة بناء اليمن وترتيب أوضاعه الحالية.. وفي السنوات القادمة نحتاج إلى دعم مساعدة كل من يحب اليمن ويريد أن يوطد علاقته باليمن.. وأنا في رأيي أن اليمن كما ستأخذ ستعطي وأن تقوم اليمن في المستقبل بالعطاء أكثر من جميع الناس.. وفي ظل هذه الظروف نحتاج إلى مساعدات حقيقية وإلى دعم حقيقي وإلى ضغوط على الجهات المانحة لمراعاة الشعب اليمني المحتاج إلى الأمن والنظام والتنمية والضغط على كافة الأطراف خصوصا الزعامات منها وليس الضغط على الشباب الذي قام بالثورة التصحيحية نريد من القيادات السياسية المتمرسة في العمل الحزبي أن تراعي مصلحة اليمن.. والرئيس يعرف ما هي مصلحة اليمن وما هي أولوياته والعارف لا يْعرف.
بالإجماع
• في آخر هذا اللقاء ماذا تود أن تقول¿
– أتمنى أن أسمع خلال الأسابيع القادمة أن تظهر لنا مخرجات الحوار الوطني وأتمنى أن نلتف حولها.. وأشكر كل من شارك في الحوار وخاصة من لهم بعض الميول قد تتناقض مع الميول العامة لليمنيين مثلا سمعت عن عودة أبناء الحوار الجنوبي والحوثيين نتمنى من الجميع أن يفكروا جيدا في اليمن وما دمنا جميعا نسعى إلى إيجاد اليمن الديمقراطي الواحد القائم على العدالة والإنصاف والمساواة.. وأتمنى أن تكون المخرجات متفقا عليها ليس بنسبة 75 أو 80% بل نريد أن يتفق عليها الجميع.