كــــــورونا فـي السـعـوديـة.. إخفاء للأرقام الحقيقية للمصابين واقتصاد يتهاوى

 

الرياض/
في أواخر عام 2019م ، تم الإبلاغ عن تفشي فيروس كورونا في الصين وانتشر بسرعة إلى بلدان مختلفة حول العالم، وكانت السعودية في البداية من بين الدول التي نفت انتشار الفيروس، على الرغم من مزاعم المسؤولين الهنود عن إصابة مواطن هندي في السعودية.
وفي مطلع فبراير ، أعلن مسؤول في وزارة الصحة السعودية أنه لم يتم الإبلاغ عن حالات إصابة بفيروس كورونا في السعودية..وفي غضون ذلك، غرد مستشار الشؤون الخارجية الهندي بأن ممرضة هندية في السعودية تم تشخيصها بمرض مجهول، وأن الممرضة تعالج في مستشفى عسير في جنوب غرب السعودية، وقالت وزارة الصحة السعودية في بيان إن وزارة الخارجية الهندية تشير إلى مرض يعرف باسم “متلازمة الشرق الأوسط التنفسية”.
وأخيرًا، في 3 مارس، أعلن المسؤولون السعوديون عن تسجيل أول حالة وفاة بسبب فيروس كورونا (Qovid-19) ، وهو مواطن أفغاني.
وبعد انتشار فيروس كورونا في السعودية، اضطر المسؤولون السعوديون إلى فرض حظر التجول ليلاً، بناء على أمر من ملك السعودية، وبناء على هذا القرار يبدأ حظر التجول من الساعة 7 مساءً حتى الساعة 6 صباحاً، وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الأمر الصادر عن العاهل السعودي سيستمر 21 يوما.
ودعت السعودية -على لسان وزير الحج محمد صالح بنتن- دول العالم إلى التريث قبل القيام بأي خطط للحج، حتى تتضح الرؤية بشأن وباء كورونا. وأضاف وزير الحج السعودي في تصريح لقناة الإخبارية السعودية الثلاثاء الماضي ، إن السعودية “على استعداد لخدمة الحجاج في كل الأحوال، لكن الأولوية هي للحفاظ على سلامتهم”، ويبقى السؤال: هل ستلغي السعودية موسم الحج؟.
ويؤدي زهاء 2.5 مليون مسلم فريضة الحج سنوياً، والذين يشكل إنفاقهم خلال الموسم مورداً مالياً ضخماً لاقتصاد المملكة، يناهز الـ7 مليارات دولار، حتى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان قد قدّم مقاربة اقتصادية، العام الماضي، من خلال رؤية السعودية 2030م، تطمح إلى استضافة 30 مليون حاج ومعتمر، بإجمالي إيرادات يصل لـ50 مليار دولار سنوياً حال تحقيق الرؤية.
وبالنسبة لاقتصاد مدينة مكّة وحدها التي تحتضن شعائر الحج، فإن موسم الحج يمثل 70% من الإيرادات السنوية للمدينة، ويقدم الآلاف من الأعمال الموسمية لشباب وشابات مكة.
ويُنعش وجود الحجاج في مكة والمشاعر المقدسة مهناً خاصة عدة، كتجارة اللحوم، والحلاقة، وتحويل العملات، وتلعب الأخيرة دوراً حيوياً في تدفق النقد الأجنبي وتحسين ميزان المدفوعات بالسعودية، ناهيك عن تسوق الحجاج وشرائهم للهدايا.
الخيار الأكثر ترجيحاً أمام السلطات السعودية هو إلغاء الموسم بالكامل، فحتى اللحظة لا تزال جائحة كورونا مستعرة حول العالم، وما زالت الإصابات تتضاعف، وأوشكت أن تكسر حاجز المليون إصابة و50 ألف وفاة، ومن غير المستبعد أن يتم إيجاد لقاح للفيروس قبل عام على الأقل، كما ترجح منظمة الصحة العالمية وحكومات الدول التي بدأت العمل على ذلك.
جدير بالذكر أن كلاً من السعودية والإمارات تنفق عشرات المليارات لدعم اقتصاداتهما خلال أزمة الكورونا وتراجع أسعار النفط، لكن تقليص مشاريع كل من الدولتين يحد من التأثير، وفقا لتقرير وكالة رويترز.
ويرى التقرير أن هناك مشكلة سيولة في الدولتين، ويشير إلى أن الخبراء توقعوا أن يصل عجز موازنة السعودية إلى 22% في حال كان سعر البترول 30 دولارا، كما تتوقع مؤسسة ستاندرد آند بورز أن يصل عجز موازنة إمارة أبو ظبي هذا العام إلى 7.5% مقابل 0.3% في العام الماضي.
وسجلت أسعار النفط تراجعا إلى مستويات لم تشهدها منذ عام 2002م في ظل انهيار الطلب على النفط الخام وتفشي فيروس كورونا.
وكانت أسعار النفط قد تراجعت الشهر الماضي بأكثر من النصف ما اجبر شركات على تخفيض أو وقف الإنتاج.
وعلاوة على تراجع الطلب، اندلعت حرب أسعار بين السعودية وروسيا في وقت سابق من الشهر الحالي، حيث بدأت هذه الحرب بعد أن عجزت السعودية عن إقناع روسيا بدعم تخفيضات الإنتاج التي اتُفق عليها مع الأعضاء الآخرين في منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”.
ومع أنّ السعودية لا تخسر إذا باعت برميل النفط بسعر20 دولاراً، لأنّ إنتاجه لا يكلفها سوى 2.80 دولار، فإنّ حكومتها تحتاج إلى سعر برميل يزيد عن 80 دولاراً لموازنة ميزانيتها وتنفيذ خططها الطموحة لتنويع الاقتصاد وفق صحيفة لاتريبيون الفرنسية.
ويقول المراقبون إن روسيا والسعودية رغم تمتّعهما مالياً بمجال للمناورة لن تكونا قادرتين على المقاومة مع مرور الوقت، وها هو النفط الصخري الأمريكي يمر بفترة صعبة وعصيبة ،لأن انهيار الأسعار يمكن أن يكون قاتلاً للعديد من الشركات في هذا القطاع علماً بأنها تحتاج في المتوسط إلى أن يكون سعر البرميل بنحو 50 دولاراً لتحقيق الأرباح.
من جهة أخرى أعلنت وزارة الصحة السعودية، السبت الماضي، تسجيل 140 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في السعودية.
وبلغ إجمالي الإصابات بكورونا في السعودية حتى يوم السبت الماضي وفق وزارة الصحة 2179 حالة.
وبحسب وزارة الصحة السعودية فقد سجلت 4 وفيات بكورونا، ليصل تعداد الوفيات الناجمة عن الوباء إلى 29.
وأكدت الوزارة أن إجمالي المتعافين من فيروس كورونا وصل إلى 420 حالة.

قد يعجبك ايضا