مواجهة كورونا مسؤولية جماعية
محمد صالح حاتم
كورونا لم يعد وباءً، بل أصبح جائحةً، حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، وهذا يعني أن العالم سيواجه الموت ولن تسلم منه أي دولة، وأن خطورته قد وصلت إلى ذروتها.
ونحن في اليمن جزء من هذا العالم، ولسنا محميين من هذه الجائحة إلاَّ بقدرة الخالق عز وجل، رغم أنه إلى حد الآن لم تسجل في اليمن أي إصابة بوباء كورونا.
ولمواجهة هذا الوباء قبل وصوله، فقد اتخذت حكومة الإنقاذ الوطني واللجنة العليا لمواجهة الأوبئة العديد من القرارات والإجراءات، وهي قرارات حكيمة وصائبة وتصب في صالح الجميع، وعلى جميع المواطنين الالتزام وتنفيذ هذه القرارات.
إن مواجهة هذا الوباء مسؤولية الجميع حكومةً وشعباً، فعلى الحكومة إعلان حالة الطوارئ القصوى في جميع وزاراتها وأجهزتها ومؤسساتها المدنية والعسكرية، والاستعداد بكافة الوسائل والإمكانيات المتاحة مالياً وبشرياً، فيجب تجهيز محاجر صحية في جميع المحافظات وخاصة مداخل المحافظات التي يدخلها القادمون من دول الجوار والمحافظات التي تحت سيطرت الاحتلال وحكومة الفنادق، وأن تكون هذه المحاجر وفقاً للمعايير الصحية، وكذا تطبيق وتنفيذ القرارات على الجميع دون استثناء، فلا يوجد أحد فوق القانون، وعدم اتخاذ العقوبات الصارمة ضد من يخالف يعتبر خيانة للأمن القومي للبلد.
وعلى الحكومة رصد ميزانية مالية لمواجهة كورونا وأن يتم إيقاف كافة الصرفيات والنفقات التشغيلية لجميع الوزارات والمؤسسات الحكومية وتحويلها لميزانية مواجهة هذه الجائحة.
وكذا الاستعداد لتقديم الوجبات الغذائية للمواطنين في حالة لا سمح الله وظهر كورونا في اليمن وتم إقرار إغلاق المطاعم والفنادق والأسواق والمولات، وحظر التجوال، وإلزام المواطنين بالبقاء في مساكنهم؛ لأن تقديم الوجبات للمواطنين المحتاجين من مسؤولية الحكومة.
وأن على القطاع الخاص من تجار ورجال المال والأعمال مساعدة الحكومة، وتقديم الدعم لها مالياً نظراً للظروف الخاصة التي تمر بها البلاد.
وأن يتم تكثيف حملات التوعية بخطورة المرض، وضرورة الالتزام بتنفيذ القرارات، واتباع الإرشادات الصحية.
وكذا عدم التهويل إعلامياً لدرجة الخوف والفزع من الوباء، وفقدان المناعة، والتي تعتبر أخطر من المرض نفسه، وأن أكثر الوفيات ليست من كورونا، بل من الحالة النفسية، وانهيار المعنويات للمواطن حسب تصريحات الأطباء وتقارير المنظمات، فيجب توعية المواطن توعية تحميه وتقيه ليكون مستعداً لمواجهة كورونا نفسياً وصحياً وعقلياً.
وفي نفس الوقت فإن على المواطنين عدم التساهل والتهوين من خطورة الوباء، وعدم الخوف كثيراً لدرجة الفزع والانهيار نفسياً، وضرورة الالتزام بتنفيذ وتطبيق جميع القرارات التي تصدرها الحكومة واللجنة العليا لمواجهة الأوبئة، والعودة إلى الله بالمحافظة على الفرائض، والتقرب إليه بالعبادات، والإكثار من الاستغفار والتسبيح والدعاء لتجنيب بلدنا هذا الوباء.