اليمن ينتصر لأمته 

لم تذهب الجهود التي بذلتها اليمن وقيادتها السياسية بزعامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على صعيد تطوير العمل العربي المشترك سدى¡ بل أنها أثمرت وبدأت تؤتي أ◌ْكلها ونتائجها الإيجابية على أرض الواقع م◌ْبشرة بعهد عربي جديد تستعيد فيه الأمة العربية ألقها ومكانتها وموقعها الريادي في عالم اليوم.
والحق أن مبادرة اليمن لتطوير منظومة العمل العربي المشترك قد شكلت البذرة الطيبة التي حركت المياه العربية الراكدة وأحدثت تغييرا◌ٍ كليا◌ٍ في سلم الأولويات العربية بحيث صار موضوع إعادة بناء النظام العربي يتصدر أولوية أجندة القمم العربية والتي كانت إلى ما قبل عدة سنوات تنتهي ببيانات وقرارات تغلب عليها عبارات التنديد والشجب التي تتلاشى في الهواء بمجرد الإعلان عنها في وسائل الإعلام إلى درجة ظل معها المواطن العربي يتساءل عن جدوى مثل هذه القمم طالما أن 95% من قراراتها لا تنفذ ولا تجد طريقها إلى التطبيق على أرض الواقع¿!!.
ولا نبتعد عن الحقيقة إذا ما قلنا أن من حسنات المبادرة اليمنية لتطوير العمل العربي المشترك التي تحولت بعد إقرارها من قبل اتحاد البرلمان العربي إلى مبادرة عربية¡ أنها دقت ناقوس الخطر ووضعت النظام العربي الرسمي أمام مسؤولياته التاريخية إزاء ما يتصل بالتحديات الكبرى التي تواجه أمته ومنطقته ومجتمعاته¡ مشخصة الداء والدواء معا◌ٍ¡ ومنبهة إلى جسامة الثمن الذي سيدفعه النظام العربي إذا ما بقي مستغرقا◌ٍ في تردده وحيرته ومشغولا◌ٍ في خلافاته وتبايناته ومنقسما◌ٍ على نفسه ومتشبثا◌ٍ بماضيه على حساب حاضره ومستقبله.
وبفضل المساعي الحثيثة التي بذلها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح المشهود له بأنه المدافع الصلب عن تطلعات أمته والمنافح الشجاع عن قضاياها وحقوقها العادلة¡ لم يطل بنا الزمن كثيرا◌ٍ حتى وجدنا تلك النبتة الطيبة تزهر أوراقها وتكتسي أغصانها الاخضرار كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء¡ فما كان بالأمس يوصف بأنه قفز على الواقع أصبح اليوم بالنسبة للعرب جميعهم ضرورة حتمية لا غنى عنها لتحقيق النهوض العربي¡ ويتأكد ذلك بما خرجت به قمة “سرت” من إجماع على أهمية الإسراع في تطوير منظومة العمل العربي المشترك بما يتماشى والتحديات الراهنة والأحداث والتطورات المحيطة بالمنطقة العربية والأخطار التي تحيق بها.
وحتى لا يبقى الأمر عائما◌ٍ فقد أقرت القمة تشكيل لجنة خماسية عليا تضم قادة اليمن وليبيا ومصر وقطر والعراق للإشراف على إعداد وثيقة تطوير منظومة العمل العربي المشترك لإقرارها بصيغتها النهائية في قمة استثنائية تعقد في موعد غايته شهر اكتوبر القادم.
وكما قلنا في السابق¡ فإن اليمن لم تبتغ من وراء ذلك العمل والجهد مصلحة أو منفعة أو مكسبا◌ٍ لنفسها¡ وإنما أرادت بذلك إعلاء شأن أمتها وإخراجها من وهدة الضعف والوهن وإكسابها المنعة والقوة والاقتدار¡ وهاهي تصل إلى مبتغاها ومقصدها النبيل¡ آملة أن يكون العام 2010م هو عام التحول العربي وعام الإنجاز الوحدوي¡ وعام الابتسامة العربية التي ترتسم على شفاه أبناء هذه الأمة بعد أن هجرتها هذه الابتسامة لعقود طويلة.. ولعلنا لا نستبق زمن القمة الاستثنائية المرتقبة التي يعول عليها إنجاز ذلك التحول¡ إذا ما أشرنا إلى أن أبناء الأمة سيظلون بانتظار ذلك اليوم على أحر من الجمر لشعور الجميع بأن قدرهم أن يكونوا معا◌ٍ في كيان اتحادي عربي واحد¡ وأنه لا سبيل أمامهم سوى أن يحموا معا◌ٍ وجودهم من العواصف والزوابع بالمزيد من التضامن والوحدة والشراكة والتكامل والاندماج.
وهذا الشعور هو ما عبرت عنه بعفوية بالغة تلك الهتافات الحارة التي أطلقها شيوخ ورؤساء المؤتمرات الشعبية الليبية في قاعة قمة “سرت” تحية لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وتقديرا◌ٍ لما طرحه في خطابه من محددات عكست ما يجيش في صدورهم ونفوسهم من تطلعات وطموحات لخصوها في ترديدهم الجماعي وبصوت واحد: “وطن عربي واحد”¡ إيمانا◌ٍ منهم بأن ذلك هو وسيلة النجاة الوحيدة للأمة

قد يعجبك ايضا