رسائل الجماهير اليمنية واضحة لكن الأعداء فشلوا في قراءة مضامينها لأربعة أعوام متتالية
وقفات في محراب يوم الصمود اليمني: مهرجانات الصمود المليونية محطات هامة على طريق الانتصار العظيم
الثورة /حمدي دوبلة
صار يوم الـ26من مارس يوما استثنائيا في حياة الشعب اليمني وبكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.
في هذا اليوم العظيم الذي صار مقترنا بالصمود والكبرياء والشموخ اليمني منذ العام 2016م يسترجع اليمنيون ذكرياتهم مع اللحظات الأولى لبدء تحالف العدوان الغاشم شن غاراته الإجرامية على الوطن وأبنائه الآمنين ومقدرات البلاد ومكاسبها وبناها التحتية وكيف تمكن اليمنيون بمختلف فئاتهم من احتواء ذلك الهجوم الوحشي والتغلب عليه والحد من آثاره وتداعياته.
ذلك الصمود الإعجازي الذي سطره الشعب اليمني ولايزال إلى اليوم وهو يستكمل العام الخامس من عدوان الأعراب ومعهم حلفاؤهم من رموز الشر والطغيان في عالم اليوم ويفتتح العام السادس من العدوان وهو اكثر شموخا وثبات وإرادة على مواصلة الصمود والاستبسال حتى تحقيق النصر الحاسم الذي بدأت بشائره تلوح في الأفق حتى وان لم يشهد يوم الصمود هذا العام الحشود الجماهيرية الملاينية التي عادة ما كانت تملا الميادين والساحات العامة في العاصمة صنعاء ومختلف محافظات البلاد تطبيقا للقرارات الحكومية الاحترازية للوقاية من خطر انتشار وباء كورونا الذي اجتاح معظم بلدان العالم باستثناء اليمن وبعض الدول القليلة حيث شملتهم العناية الالهية. .
محطات من الصمود المشرف
كانت المحطة الأولى ليوم الصمود اليمني في مثل هذا اليوم من العام 2016م وحينها احتشد الملايين من اليمنيين رجالا ونساء كبارا وصغارا إلى ميدان السبعين صباحا والى ساحة الكلية الحربية مساء ومن هاتين الساحتين الأكبر في اليمن وجه أبناء الشعب اليمني رسائل هامة إلى العالم والى تحالف العدوان تحديدا بان رهانهم على وهن وانكسار إرادة اليمنيين مع تطاول أمد العدوان ما هو إلا رهان خاسر مهما بلغ العدوان في ممارساته الإجرامية بحق الأبرياء ومقومات الحياة الإنسانية وان جرائم العدوان السعودي الأمريكي الصهيواماراتي وإمعانه في قتل الأبرياء لن تزيد اليمنيين إلا قوة وصلابة.
في ذلك الوقت كان العدو لايزال يراهن على عامل الوقت وربما اعتقد بان هذا الصمود والاستبسال العظيم ربما يتلاشى بعد العام الأول وهو الذي كان يتوقع أن يحقق أهدافه ومطامعه ويفرض سيطرته على اليمن في ظرف أيام أو أسابيع في أسوأ الأحوال.
لكن الحشود المليونية الضخمة التي شهدتها ساحتا السبعين والكلية الحربية في النسخة الأولى من يوم الصمود بدأت تزلزل ثقة المعتدي بعض الشيء وتجبره على مراجعة بعض حساباته الخاطئة لتفاصيل مغامرته في اليمن.
وكعادته في الغباء والجهل لم يعي تحالف العدوان رسائل يوم الصمود الأول ودشن عامه الثاني من الجرائم والانتهاكات على أمل كسر الإرادة اليمنية وإذا به يتفاجأ في العام التالي بالحشود الجماهيرية تحيي يوم الصمود الثاني في العام 2017م
واذا بطوفان الناس يغرق العاصمة صنعاء ومختلف الساحات واذا بتلك المهرجانات الحاشدة تكتسي بالمزيد من الزخم والحماس الجماهيري وهكذا كانت رسائل النسخة الثانية من يوم الصمود اليمني اكثر وضوحا وقوة لكن العدو المغرور لم يع دلالاتها جيدا وتمادى في صلفه وغطرسته لتأتي الأعوام التالية اشد ايلاما وتأثيرا على تحالف العدوان الذي بات يتصدع ويترنح على كل المستويات لينتقل الشعب اليمني من الدفاع إلى الهجوم وكان يوم الصمود في نسخته الثالثة عام 2018م إيذانا ببدء عمليات الردع التي طالت الأعداء في عقر ديارهم سورة الفاتحة إلى أرواح الشهداء.
الحشد الأكبر
الحشد الجماهيري الذي شهدته ساحة السبعين بالعاصمة صنعاء ومعظم محافظات الوطن اليمني العام الماضي 2019م في يوم الصمود بمناسبة استكمال العام الرابع من العدوان كان بحسب مراقبين ومتابعين للشأن اليمني واحدا من أكبر التجمعات البشرية في تاريخ المنطقة وقد حمل اهم الرسائل للعدوان بان الشعب اليمني لن يستسلم ولن يرفع الراية وانه ماض في تقديم التضحيات حتى تحقيق الاستقلال الوطني والانعتاق من الوصاية الأمريكية وللأنظمة العميلة التابعة لها في المنطقة.
جاء يوم الصمود في العام الماضي اكثر وخما ومهابة ليؤكد أن ملحمة الصمود الأسطوري لليمنيين متواصلة ومفعمة بوحدة وتماسك الجبهة الداخلية بوجه الأعداء وأن إرادة اليمنيين لا تقهر ومبشرا بأن العام الخامس سيكون على الأعداء وبالا وجحيما وبالفعل هو ما كان وتعرض العدو لضربات قاسية جعلته يترنح على كافة الأصعدة.
القادم أقسى وأمر على العدو
اليوم الـ26 من مارس وان غابت فيه الحشود الجماهيرية عن الساحات لظروف يعرفها الجميع في ظل التخوف من جائحة كورونا الوبائية يظل محطة أخرى للاقتراب اكثر من بلوغ يوم النصر الذي بات وفقا لكل المعطيات على الأرض قاب قوسين وادنى بفضل الله سبحانه وتعالى وبإرادة الشعب العظيم وتضحيات أبنائه الأبطال الذين عقدوا العزم أن يكون العام السادس من العدوان هو عام النصر وتطهير الأرض اليمنية من رجس الغزاة والمرتزقة ووأد المخططات الخبيثة للأعداء في تراب هذه الأرض الطاهرة والتي ستبقى على الدوام مقبرة للغزاة.