حسن الوريث
قال لي ابني وصديقي الصغير عبدالله: هل تعرف أن اللاعب اليمني الكابتن علي محسن المريسي أول لاعب عربي يسجل في ريال مدريد، قلت له صحيح وهو من أفضل اللاعبين اليمنيين والعرب .. فقال لي: وهل جاء إلى اليمن؟ فأجبته بالفعل جاء إلى اليمن وعمل مدرباً ثم معلقاً رياضيا بامتياز وكانت تحليلاته نابعة من خبرة وتجربة وذكاء أيضاً، فرد عليّ بقوله: وهل حظي بتكريم هنا؟ فقلت له أكيد .. أتعرف أن إستاد كرة القدم في مدينة الثورة الرياضية يحمل اسمه وهذا تخليد له وبالتأكيد انه يستحق أكثر لكن شيئاً أفضل من لا شيء وعموماً يا صديقي العزيز لقد تم تدمير الملعب وكل مرافق المدينة الرياضية من قبل العدوان.
عندما سمع ابني وصديقي العزيز أن العدوان دمر الملعب أطلق تنهيدة كبيرة وقال: لماذا استهدفوا الملاعب والمنشآت الرياضية؟ وهل يمكن أن نقوم بزيارة إلى هناك لنشاهد حجم الدمار؟ فقلت له لا مانع من زيارة المدينة الرياضية وكل المنشآت والمباني الرياضية التي دمرها العدوان في صنعاء .. وبالفعل بدأت جولتنا من مدينة الثورة الرياضية والتي ستظل شاهدة على الحقد الأعمى لبني سعود على الشعب اليمني وكان أول ما شاهدناه هو مقر اتحاد كرة القدم الذي تم تدميره رغم أن معظم مسؤولي الاتحاد في صف العدوان وهذه كانت نقطة تساؤل لصديقي العزيز .. لماذا تم تدمير المقر ورئيس وأعضاء الاتحاد معهم؟ وكيف كانت ردة فعلهم عندما تم تدمير المقر الرسمي لهم في صنعاء؟ قلت له هؤلاء يا عزيزي لا يهمهم شيء لأنهم باعوا وطنهم حتى أنهم كانوا يطيرون فرحاً عندما يتم قصف المنشآت الرياضية بل إنهم من الذين كانوا يحرضون دول العدوان على تدميرها، فلا تستغرب يا صديقي من هؤلاء ومواقفهم.
وقلت له يا صديقي العزيز لم تكن المنشآت الرياضية اليمنية بعيدة عن الاستهداف من قبل العدوان، بل كانت الرياضة ومنشآتها في مقدمة بنك أهداف العدوان، فمنذ اليوم الأول للعدوان السعودي على اليمن والمنشآت الرياضية كغيرها من المنشآت والبنية التحتية للشعب اليمني تتعرض لتدمير ممنهج وبالطبع فإن أي مبررات يسوقها العدوان غير مقبولة لأن هذا النظام الأحمق الغبي لا يحق له أن يعتدي علينا وأن يدمر مقدراتنا ويقتل شعبنا تحت أي مبرر ويجب أن لا ننساق وراء الرد على تبريراته، فعدوانه أصلاً ليس له مبرر لا من الدين ولا من الأخلاق ولا من الإنسانية وبالتالي فكل ما يترتب عليه باطل بطلاناً مطلقاً.
فأجاب فعلاً فما حصل من تدمير للمنشآت الرياضية يؤكد الحقد الأعمى لنظام بني سعود على الشعب اليمني ويدل على أن هذا النظام الغبي الأحمق وصل إلى درجة غير مسبوقة من الجنون والهستيريا ولكن لماذا هذا الحقد؟ قلت له يا صغيري العزيز، بعد فقدانه الوصاية على القرار اليمني، لأن النظام السعودي منذ تأسيسه يسعى لجعل اليمن دولة خاضعة له ولوصايته يتحكم في قرارها وتظل تابعة له، وعندما شعر بأن الشعب اليمني بدأ يخرج من التبعية والوصاية جن جنونه واستغل ثلة من الخونة والعملاء لتحقيق أهدافه وإلا هل يمكن أن يكون هذا التدمير هو من أجل مصلحة الشعب اليمني؟ وهل يمكن أن يكون استهداف المنشآت الرياضية من أجل إعادة الشرعية المزعومة؟ وهل يمكن أن يكون هناك عاقل في هذا العالم يصدق أن من تسمي نفسها “حكومة شرعية” تحرص على مصالح البلاد والعباد أن تسمح بكل هذا التدمير لكل مقومات الحياة؟.
قال لي وماذا عملت وزارة الشباب والرياضة؟ وهل تحركت من أجل إيصال رسالة إلى العالم بخصوص ما تعرضت له منشآتنا الرياضية من تدمير واستهداف في خرق واضح لكل الأعراف والمواثيق الدولية الرياضية وغير الرياضية .. أجبته للأسف يا صديقي لم نشهد أي تحرك من قبل الوزارة أو الاتحادات أو اللجنة الأولمبية، فما حصل من استهداف وتدمير همجي لمنشآتنا الرياضية يحتاج من قيادات العمل الرياضي إلى تحرك جاد لإيصال الصوت الرياضي إلى المجتمع الرياضي الدولي عبر الأطر الرياضية المحلية وفي المقدمة اللجنة الأولمبية الدولية الغائبة تماماً وربما أن مسؤوليها مشغولون بأمور السفريات والسياحة وجمع الأموال من اللجنة الدولية واللجان القارية مثلها مثل الاتحادات الرياضية التي لم تكلف نفسها حتى إصدار بيانات إدانة وتنديد وشجب إزاء تدمير المنشآت الرياضية والملاعب والصالات ومباني الاتحادات وفي مقدمتها اتحاد كرة القدم الذي ذهب بكل فريقه للعمل مع العدوان، بل إن مسؤوليه مازالوا يقدمون الشكر لدول العدوان التي تدمر بلدهم.
قال لي صديقي الصغير: أنا أعرف أن اللجنة الأولمبية اليمنية لها اتصالات مع اللجنة الدولية والاتحادات الرياضية، فلماذا لم تقم بدورها كما ينبغي؟.. أجبته فعلاً يا صغيري العزيز فقد كنا نتوقع أن تقوم اللجنة الأولمبية اليمنية بطلب لجان دولية لزيارة اليمن والمنشآت الرياضية التي تم تدميرها من قبل طيران العدوان وتعريفها بحجم الدمار وأيضاً العمل على تحييد المنشآت الرياضية بقرارات دولية ومعاقبة الدول التي تنتهك مواثيق العمل الرياضي الدولي التي تحرم استهداف المنشآت الرياضية وإرسال رسائل شديدة اللهجة إلى العالم وبشتى الطرق والوسائل وكشف نظام بني سعود الذي يستهدف كل مقومات الحياة في اليمن ومنها المنشآت الرياضية والاحتجاج على هذا التدمير المقصود للمنشآت الرياضية وتشكيل رأي عام عالمي ضد هذا النظام البربري، لكنها مازالت تضع أذناً من طين وأذناً من عجين.
أجاب صديقي العزيز بحسرة وألم: لماذا هذا الصمت الدولي والمحلي على ما تعرضت له منشآتنا الرياضية؟ هل يريدون أن يتحرك العالم من تلقاء نفسه دون أن يكون لنا صوت وخاصة من الناس الذين مازالت لديهم علاقات واتصالات مع الأطر الرياضية الدولية ومازالوا يستلمون مخصصات منها، قلت له يا صديقي وصغيري العزيز فعلاً .. يجب على قيادة وزارة الشباب والرياضة التحرك، فالبيانات الهزيلة التي يتم نشرها في وسائل الإعلام المحلية فقط لا تكفي، بل يجب أن تتحرك مع الأطر الرياضية المحلية في كل الاتجاهات وبكل السبل والوسائل بما يصب في إيصال الصوت الرياضي اليمني إزاء ما تتعرض له المنشآت الرياضية اليمنية من تدمير ممنهج، بل ومخالف لكل الأعراف والمواثيق الدولية الإنسانية والرياضية أما إذا استمر الحال على ما هو عليه من قبل وزارة الشباب والرياضة ومسؤوليها فإنهم يتحملون المسؤولية إزاء صمتهم وعدم قدرتهم على التحرك بل وتغييب صوت الرياضة والرياضيين اليمنيين أمام العالم.