الثورة نت../
كشف فيلم “موت على الحدود” عن مقابر جماعية لمرتزقة يمنيين جندتهم السعودية للدفاع عن حدود الجنوبية .. مؤكدا أن ما قامت به السعودية هو عملية صناعة مرتزقة.
وبرهن الفيلم الاستقصائي الذي بثته قناة الجزيرة مساء أمس، بالصوت والصورة وعبر مقابلات مع عدد من الشخصيات، أن تجنيد المرتزقة للقتال على الحدود السعودية لا يوجد له أي مرجعية ويتم بدون أي شكل من أشكال التنسيق مع أي هيئة عسكرية يمنية على الإطلاق.
وأكد الفيلم الذي حاول تتبع خفايا وكواليس التجنيد العشوائي على الحدود السعودية وتفاصيل المعارك على الحد الجنوبي لها، أن عملية التجنيد تتم بدون طلب رسمي من السعودية أو جيشها.
وتتبع الفيلم رحلة أحد السماسرة الذين يحشدون المقاتلين ويقنعونهم للذهاب إلى الحد الجنوبي للسعودية، بعضهم لا يتجاوز عمره 15 عاما مقابل الحصول على مبلغ 500 ريال سعودي وصولا إلى الوديعة، وطريقة الاستقبال ونقلهم إلى معسكر تدريب غير نظامي داخل أراضي المملكة، دون المرور بالمنفذ اليمني أو تسجيل الخروج رسمياً.
وأشار إلى أن عملية التجنيد تتم بشكل سري وعبر سماسرة وبطريقة غير شرعية، كما تتم خارج الأطر القانونية والإنسانية .. معتبرا أنها عملية صناعة مرتزقة خطيرة تجعل من شباب اليمن دروعاً بشرية بحجة حماية الأراضي السعودية مقابل المال.
وتطرق الفيلم إلى مساعي النظام السعودي في تفخيخ المشهد اليمني والعمل على زيادة تعقيده عبر إنشاء مليشيات وكيانات وجماعات مسلحة ومرتزقة يعملون خارج إطار النظام والقانون.
وبحسب الشخصيات التي استضافها الفيلم الوثائقي، فإن تجنيد المرتزقة تتم بطريقة مناقضة لما هو معمول به في الجيوش ويتم الدفع بهم إلى المعركة بعد أسبوعين قبل أن يتمكنوا من التعامل حتى مع البندقية.
كما كشف الفيلم التعبئة الفكرية والدينية والطائفية لمن يتم تجنيدهم من المرتزقة عبر صور وتسجيلات لمحاضرات دينية وتعبوية.
وأثبت تحقيق الجزيرة قيام النظام السعودي بدفع مبالغ مالية للمرتزقة بشكل رواتب يتم قطعها عليهم بصورة مستمرة، ما لم ينفذوا مهام وعمليات عسكرية على الحدود السعودية مع اليمن في استغلال واضح للظروف التي يمر بها الوطن.
وتساءل فيلم ” موت على الحدود” لماذا نشاهد مقاتلين يمنيين بهذه الأعمار على أراض سعودية وكيف حشدت السعودية هذه المجاميع .. مؤكدا أن السعودية تستغل الحاجة لدى الناس نتيجة الحرب وتداعياتها.
ولفت الفيلم إلى دور ما يسمى القنصلية اليمنية في جدة لتسهيل دخول المرتزقة إلى السعودية من خلال منفذ الوديعة بمنحهم وثائق مخالفة للقانون.
وقدّم شهادات للضحايا منهم ضباط وجنود كانوا على مسرح الأحداث وكذا تعرض الضباط الذين استقالوا للملاحقة واضطرارهم للتخفي خوفا على حياتهم.
وبحسب الفيلم، حرص النظام السعودي على حماية جنوده واستبدالهم بيمنيين وأظهر تعامل قادتها بطريقة مهينة مع اليمنيين وإيداعهم في السجون.
وأظهر الفيلم أن القوات السعودية تستهدف من يخالفون أوامر ضباطهم حتى ولو نجحوا في المهمة من خلال قصفهم وتصفيتهم .. مؤكدا أن القرار العسكري بيد الضباط السعوديين.
كما بين فيلم ” موت على الحدود” المعاملة غير الأخلاقية واللا إنسانية مع من يتم تجنيدهم من المرتزقة على حدود السعودية وتساءل “هل اقتربت الحرب في ذكراها الخامسة من تحقيق هدفها المعلن باستعادة الشرعية أم أن الأمر انتهى باستخدام اليمنيين في الدفاع عن حدود المملكة”.
ووفقا للفيلم يعود بعض المجندين بجروح وأعضاء مبتورة والبعض بذكريات أليمة عصية على النسيان ومن يموت هناك لا تحفظ كرامته حتى بدفن لائق.
وركز الفيلم الوثائقي على عملية دفن المرتزقة ممن تجندهم السعودية للدفاع عن حدودها وكيف تتم بطريقة غير إنسانية ولا أخلاقية والدفن بشكل جماعي لتغطية الجريمة وآثارها وعدم عودة الجثامين إلى اليمن.
وأزاح الفيلم الستار عن مقابر جماعية ليمنيين في الأراضي السعودية وحرص قادتها على إخفاء هذه المقابر سواء التي تتم بشكل عشوائي أو التي تبدوا أنها منظمة وعدم السماح بدخولها أو حتى تصويرها.
وخلص الفيلم إلى أن البحث عن جثث الموتى في السعودية فصلا آخر من فصول المعاناة ومن يُدفن على أراضيها، قبره عصي على الزيارة إلى الأبد حتى الأسماء تٌسلب بعد الموت ولا تٌكتب على لحود أصحابها.
واختتم الفيلم بالتأكيد على أن الجبهات في الحدود الجنوبية للسعودية شكلت محرقة حقيقية قُتل فيها المئات من شباب اليمن الذين جندتهم السعودية، في حين ما يزال مصير الكثير منهم مجهولا حتى اليوم.
سبأ