خبراء عسكريون لـ”الثورة “: عملية توازن الردع الثالثة ومنظومات الدفاع الجوي الجديدة أجهضت أحلام العدوان
لم يكد اقتصاد النظام السعودي يشفى بعد من جراح وأضرار عملية ” توازن الردع الأولى ” التي استهدفت ” حقل ومصفاة الشيبة ” في الجنوب و”عملية توازن الردع الثانية ” التي استهدفت معامل شركة أرامكو النفطية في بقيق وخريص بالمنطقة الشرقية والآن اثقلت جراحها وخسائرها في ” عملية توازن الردع الثالثة ” في ينبع والتي استيقظ السعوديون على دويها في المدينة الصناعية بعد عملية استراتيجية يمنية استهدفت شركة أرامكو وأهدافا حساسة أخرى في ينبع بواسطة طائرات مسيَّرة وصواريخ مجنحة وباليستية أصابت أهدافها بدقة عالية ,وما هي إلا أيام حتى أزيح الستار عن منظومات دفاع جوي جديدة ومتطورة قادرة على تحييد طيران العدوان رغم تعرض القوات الجوية اليمنية لاستهداف ممنهج منذ بداية العدوان، حيث عمل تحالف العدوان في أيامه الثلاثة الأولى على الإجهاز على قدرات اليمن الدفاعية الجوية بغارات مكثفة حشد لها 281 طائرة ليصبح الوجع وجعين، وهو ما زاد من حالة السقوط السعودي في مستنقع الحرب على اليمن..
خبراء عسكريون عبروا لـ”الثورة” في هذا الاستطلاع عن أهمية ودلالات عملية توازن الردع الثالثة وإزاحة الستار عن منظومات الدفاع الجوي الأربع.. تابعوا:الثورة / أحمد السعيدي
البداية كانت مع الخبير العسكري والاستراتيجي بوزارة الدفاع عابد الثور الذي تحدث قائلا: يعتبر كشف الستار عن المنظومة الدفاعية الجوية الجديدة بعد أيام من عملية توازن الردع الثالثة التي جاءت كردّ طبيعي ومشروع على جرائم العدوان والتي كان آخرها جريمة الجوف التي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى جلّهم من النساء والأطفال، وتحذيراً للعدوان بتلقيه ضربات موجعة ومؤلمة إذا استمر في عدوانه وحصاره على اليمن، ويعطي العدوان السعودي فرصة لكي يعود عن حماقاته في اليمن ولفتح باب الدبلوماسية لإنهاء هذا العدوان، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن في جعبة اليمنيين المزيد من المفاجآت لدول العدوان والتي قد لا تتحمل نتائجها وانه في حال استمرت السعودية بإجرامها وعدوانها فعليها أن تتحمل نتائج ” عمليات توازن الردع الرابعة والخامسة والسادسة، وبالعودة إلى إزاحة الستار عن منظومات الدفاع الجوي الجديدة ففي هذا دلالة كبيرة على أن اليمن اليوم يمتلك السلاح الاستراتيجي المتطور والقادر على أن يصنع الكثير والكثير وما تتمتع به هذه الأسلحة النموذجية من كفاءة في المواجهة العسكرية أمام تحالف العدوان، فاليمن اليوم دولة محورية في السياسة الاسترتيجية العسكرية في المنطقة لا سيما وقد أصبحت اليوم تمتلك ولله الحمد هذه الترسانة العسكرية والمكانة المرموقة بين دول العالم والمنطقة، وهذا التفوق في المنظومة الجوية يؤكد مدى ملاءمة مسرح العمليات للأعمال القتالية التي تخوضها قواتنا المسلحة من الجيش واللجان الشعبية ضد العدوان وعلى السعودية اليوم أن تعلم أن الطبيعة الجغرافية للجمهورية اليمنية لا تجعلها ميدانا مثاليا للقتال، ونحن نعلم دور الطبيعة الجغرافية الهام في انتشار القوات وتحقيق افضل الطرق في الأعمال القتالية والتعبوية والاستراتيجية وعلى العكس من ذلك فقد أثبتنا للعالم أن الجغرافيا السعودية هي الميدان الأمثل للحرب والقتال وان اتساع مسرح العمليات بأيدينا نحن ولدينا تصنيع حربي يعطينا زخماً اكبر لتحقيق الانتصارات الأكبر وبذلك نؤكد للعالم أن كشف الستار بين الحين والآخر عن أسلحة نوعية يكسبنا أهمية عسكرية نوعية في المعركة في المنطقة والاقليم ونحن نعلم أن اليمن خلال خمس سنوات تتعرض لحرب شعواء من قبل تحالف العدوان وكانت هذه الحرب بداية النهاية للنظامين السعودي والاماراتي وبداية النهوض والتقدم العسكري وبناء الجمهورية اليمنية والقادرة على تصنيع السلاح وتحقيق التوازن العسكري الرادع في الوقت والمكان المناسبين وامتلاك اليمن لإرادته ومصيره واستقلاله، وتمكنا خمس سنوات من العدوان من ردع العدوان في عملية التوازن الثالثة وقهرنا نظرية الاستكبار العالمي وأوصلنا رسالة بأن اليمن اليوم ليست دولة للتنافس بين القوى العظمى في العالم وأدواتها في المنطقة، فلا تظن السعودية والامارات أن أسناد أمريكا واسرائيل لهما واحتضانهما لكل جرائمهما بحق الشعب اليمن مقياس للحب والحنان والإخلاص لكنهما بذلك تضمانهما بالأحضان وتغرسان الخنجر في ضهريهما، فبمجرد ما تنتهي مصالح أمريكا معهما وتشعر بالخطر على كيانها الدولي والعربي ستتخلى عنهما وتقدمهما قربانا لمن اجرمتا في حقهم واساءتا لهم كما فعلت مع العراق وليبيا وأفغانستان، فطعنات اليهود والصليبيين الأعداء الازليين للمسلمين اخطر من ضرباتنا وطائراتنا وصواريخنا واليوم لا بد من ادراك حقيقة أن اليمن صدمت السعودية والامارات بهذا التصنيع وهذه العمليات والجرح يتسع اكثر واكثر حينما اكتشفتا بأن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل كانت تكذب عليهما وان النفاق والمجاملة واضحان على سياستيهما وان استمرارهما في عدوانهما وجرائمهما على اليمن هو استعجال منهما لفرض واقع عسكري جغرافي جديد واليمن هي من ستغير هذا الواقع بالسلب عليهما.
تحييد الطيران
العقيد احمد الزبيري – خبير ومحلل عسكري وسياسي, هو الآخر تحدث عن هذه العملية وهذه المنظومات قائلا: المنظومة التي تمت إزاحة الستار عنها مؤخراً من قبل رئيس المجلس السياسي الأعلى والقائد الأعلى للقوات المسلحة المشير مهدي المشاط هي إحدى وسائل الردع للطيران الحربي للعدوان وهذا السلاح يأتي في سياق عملية تطوير مستمرة لتأمين الأجواء اليمنية التي ظلت مستباحة لخمس سنوات والردع هو أنواع مختلفة، فهناك الردع في عمق العدوان وأهدافه الحساسة سواء كانت في ارامكو أو في ينبع وبقيق وخريص ومنها الردع الجوي الذي اثبت نجاحه فاستطعنا بفضل الله إلى حد ما تحييد الطيران العمودي وطيران الاباتشي واستطعنا إسقاط طائرات عديدة للعدوان منها الطيران المسير ونحن اليوم بفضل هذه المنظومات بصدد تحييد طيران الإف 15 و 16 والتورنيدو وبقية الطيران الحربي ولذلك هذه المنظومة هي جزء من عملية تطويرية سيشهدها هذا العام إلى أن نصل إلى تحييد المجال الجوي في الحرب مع العدو وخصوصا أن معظم الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان ومرتزقته في حق ابناء الشعب اليمني هي بفعل القصف الجوي عبر الطائرات المعادية بينما هم في المعارك البرية والمواجهات المباشرة قد اثبتوا فشلهم ولو كانت المعركة مقتصرة الحرب البرية لانتهت الحرب في فترة قصيرة لا تتجاوز السنة الأولى من العدوان ولكن بسبب امتلاكهم التفوق الجوي تأخر النصر رغم تفوقنا ميدانيا ليس لضرب العمق بل والتوغل في العمق السعودي، فهذه المنظومات هي نقلة نوعية ذات طابع استراتيجي سوف يتم استكمالها في الأيام والأشهر القادمة إلى أن نستطيع أن نمنع الطيران من التحليق في الأجواء اليمنية، أما عملية توازن الردع الثالثة التي نفذها الجيش اليمني مؤخراً في العمق السعودي، فإنها تؤكد على أن الرد اليمني على جرائم العدوان اصبحَ أقوى من ذي قبل، كما تكشف ان القدرة العسكرية لليمنيين باتت تمتلك الخبرة والمعرفة اللازمة لضرب السعودية في مقتل وإيقاف اقتصادها وضرب عمقها الاستراتيجي.
“فتوازن الردع الثالثة”.. هي رسالةٍ واضحةٍ باستمرار خط تصعيد الضربات الواسعة والمدروسة على المنشآت الاقتصادية الكبرى في المملكة، وهي تأتي بعد أكثرَ من خمسة أشهر من ضربات توازن الردع الثانية التي استهدفت مصافي “بقيق وخريص” في الرابع عشر من سبتمبر 2019م، والتي استندت إليها مبادرة الرئيس المشاط، كبرهان عملي على مصير الاقتصاد السعوديّ إذَا لم تستجب الرياضُ للسلام.
واتت مبادرة الرئيس مهدي المشَّـاط ، حينها لوقف الضربات الصاروخية والجوية على السعوديّة مقابلَ وقف العدوان والحصار، وهو الإعلانُ الذي جاء معززاً بتحذير قائد الثورة السيّد عبدالملك بدر الدين الحوثي من توجيه “ضربات أقسى وأشد إيلاماً”، في حالِ عدم تعاطي العدوّ السعوديّ بوضوح وجدية مع المبادرة، وهو التحذير الذي يتجسّد اليومَ بعملية عسكرية كبرى.
وبهذه العملية يكونُ الجيشُ اليمني قد أثبتَ قولاً وفعلاً تحذيراته المتكررةَ التي أطلقَها مراراً وتَكْراراً بضرب الاقتصادَ السعودي بكلِ قوة إذا لم يتوقفْ العدوانُ ويُرفَعْ الحصارُ عن الشعب اليمني”.
الأهداف الاقتصادية والعسكرية
بينما تطرق الخبير العسكري العميد ناصر الاوزري – علوم عسكرية دولية، إلى الأهداف الاقتصادية والعسكرية لعملية توازن الردع العسكرية والى أهمية منظومات الدفاع الجوي التي تم افتتاحها مؤخرا حيث قال :
“لا يشككُ اليومَ أحدٌ في أنّ هذه العمليةَ تُعتَبرُ انتكاسةً كبيرة للسعودية التي دخلتْ الحربَ منتفخةً، وستخرج منها صاغرة ذليلة ومثخنة بالخسائر المادية ومن المؤكد أن الوصول إلى منطقة ينبع الصناعية والنفطية يمثل في حد ذاته أهمية كبيرة، سيما وأن منطقة ينبع تعد ثاني أكبر مدينة على ساحل البحر الأحمر بعد مدينة جدة وتحتوي على ثلاثة مصافي للنفط ومصانع للبلاستيك ومصانع عدة للبتروكيماويات، فضلاً عن ميناء الملك فهد الصناعي وبالتالي فإن لعمليةُ الردعِ الثالثة أهمية استراتيجية من الناحية الاقتصادية أيضا حيث ستتضرر السعودية بشكل كبير من العملية باعتبار منطقة ينبع عاصمة للصناعات البتروكيماوية ومرفأ تصدير نفطي لشركة أرامكو العملاقة، ولعل نوعية الهدف لهذه العملية وتنفيذها كان في الوقت الذي يواصل فيه النظام السعودي الترويج لأسهم شركة أرامكو في الأسواق العملية، خاصة بعد ضرب سمعتها من خلال العملية السابقة، ولعملية الردع الثالثة أهمية عسكرية ، حيث شاركت فيها القوة الصاروخية بنوعية جديدة من الصواريخ الباليستية طويلة المدى والمتمثلة بصاروخ (ذو الفقار) الباليستي ؛ ما يشير إلى أن السنة السادسة للعدوان التي نقف على أعتابها ستحمل الكثير من المفاجآت سواءً من حيث الضربات المؤلمة أو تنامي القدرات القتالية والتقنيات العسكرية وتكتسي هذه العملية أهميتها من حيث الأسلوب الذي نفذت من خلاله، حيث مزجت بين عدة أسلحة في وقت واحد واستخدمت الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة وصاروخاً باليستياً بعيد المدى وأصابت أهدافها بدقة، وهذه تقنيات تحتاج إلى خبرات عالية بات اليمنيون يمتلكونها بجدارة كما يؤكد بنك الأهداف الحساسة الذي توعدت القيادة بقصفه تباعا ، حيث أن هناك دقة في الاختيار والتوجيه والإصابة من الناحية العسكرية وأيضا من الناحية العملية التي تؤلم مركز قيادة العدوان وتصيبه في مفاصل أساسية له مثل شركة أرامكو التي يراهن عليها ولي العهد السعودي في تثبيت مستقبله السياسي والمالي، وبالحديث عن جغرافيا العملية فإن الأهداف التي تم قصفها تقع في العمق السعودي على بعد أكثر من ألف كيلومتر من أقرب نقطة يمنية ، تثبت تطور القدرات العسكرية التي باتت متوافرة لدى القوات المسلحة اليمنية، واتساع طيف أهدافها ليشمل كل نقطة على ارض المملكة من الشرق الدمام وموانئ تصدير ارامكو هناك إلى ينبع ومرافىء التصدير النفطي على البحر الأحمر.
وإذا ما تحدثنا عن انتقاء الهدف فتؤشر عملية قصف ينبع بما تمثله من عاصمة للصناعات البتروكيماوية ومرفأ تصدير نفطي لشركة أرامكو العملاقة ، إلى أن بنك الأهداف الحساسة الذي توعدت القيادة العسكرية اليمنية بقصفه تباعا تحت مرمى النيران ، وانتقاء الهدف بعد جريمة الجوف ومبادرة الرئيس المشاط للتهدئة يكشف عن أن هناك دقة في الاختيار والتوجيه والإصابة من الناحية العسكرية وأيضا من الناحية العملية التي تؤلم مركز قيادة العدوان وتصيبه في مفاصل أساسية له مثل شركة أرامكو التي يراهن عليها ولي العهد السعودي في تثبيت مستقبله السياسي والمالي؛.
وبالنسبة لمنظومات الدفاع الجوي التي تم الكشف عنها مؤخرا فإنها تعد إنجازاً نوعياً، فرغم تعرض القوات الجوية اليمنية لاستهداف ممنهج منذ بداية العدوان، حيث عمل تحالف العدوان في أيامه الثلاثة الأولى على الإجهاز على قدرات اليمن الدفاعية الجوية بغارات مكثفة حشد لها 281 طائرة وبلغ معدل غارتها “120 غارة يوميا” استهدفت القواعد الجوية في العاصمة صنعاء والحديدة وتعز ومارب ولحج، ودمرت طائراتها ومعدل غارتها ومنظوماتها، و19 لواءً من ألوية الطيران والدفاع الجوي، إلا أن سلاح الجو أخذ منحى تصاعديا في فترات قصيرة مقارنة بالماضي كما شهدت ساحة المعركة في المرحلة الماضية دخول منظومات الدفاع الجوي التي أثبتت فاعليتها بالميدان من على مدى إسقاط العديد من الطائرات المتنوعة فخلال مراحل العدوان على مدى خمس سنوات تم انشاء وحدات دفاع جوي متعددة وتم تطوير القدرات العسكرية الجوية المحلية حتى أصبحت مسألة تحييد طيران العدوان على اليمن ليست بالأمر الصعب وقريبا ستتحقق وستصبح واقعا مسلما به على المدى القريب، فقد استطاعت المنظومات الأربع للدفاعات الجوية اليمنية حتى منتصف فبراير الجاري تحقيق إنجازات صادمة لتحالف العدوان، تمثلت في اعتراض مئات الطائرات وإصابة وإسقاط ما يزيد عن 220 طائرة متنوعة لتحالف العدوان، بينها 16 طائرة حربية نفاثة من طرازات F15SA و F 16 15 وتايفون وتورنيدو، و 30 مروحية وعسكرية من طرازات أباتشي وبلاك هوك وغيرهما، و 15 طائرة درون مقاتلة من طرازي MQ9 وMQ1 الامريكية وطرازي CH- 4 و Wing Loong الصينية، و 115 طائرة تجسسية وأكثر من 45 طائرة استطلاع.
كما نجحت منظومات الدفاع الجوي المطورة محليا في الحد من غارات طيران تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن، فبعد أن كانت ليلة 26 مارس 2015 م « بمعدل 120 غارة يوميا »، حسبما أعلن ناطق التحالف حينها العميد احمد عسيري، متباهيا بأنه تم« تدمير منظومات الدفاع الجوي والقوات الجوية وفرض سيطرة كاملة على الأجواء اليمنية »، انخفضت إلى متوسط يتراوح ما بين 25 إلى 20 غارة يوميا في العام الخامس للعدوان، وتراجع عددها من (15353) غارة في 2018م إلى (6534) في 2019 م.