الثورة / وائل الشيباني
أبناء السعيدة تزداد لحمتهم في وقت المحن وهذا ما نجده جلياً ونلمسه على أرض الواقع خاصة عندما تظهر ملامح التكافل داخل الأسرة الواحدة، فنجد الأسر اليمنية تعمل كيد واحدة متشاركة الهم والفرح بنفس طيّبة وبصورة غير مسبوقة، التكافل الأسري وتعاون الأسر فيما بينها لسد احتياجات الغير بغرض التخفيف عن همومهم وغير ذلك من التفاصيل تجدونها في السياق التالي:
في الأوضاع الراهنة أصبحت الأسرة أقرب الى بعضها البعض من ذي قبل هكذا استهلت المعلمة الهام العولقي حديثها عن التكافل الأسري الذي برز في هذه الأيام بشكل غير مسبوق وتضيف : الأسرة هي كل شيء قناعة مزروعة بداخلي منذ الصغر ولم تخذلن يوماً ففي كل شهر يأتي الأقارب إلينا للزيارة وتلمس حاجياتنا من سلع غذائية وغير ذلك والبعض الآخر يحضر معه بعضاً من المتطلبات بالإضافة الى الزيارات التي تكثر بين الأفراد كثر من ذي قبل والاتصالات الهاتفية التي تدوم طوال الشهر بصورة مستمرة بعكس السابق لذا فأنا أحب أسرتي لأنها تشعرني بالأمان والحب والامتنان لذا فإنا أتمنى من الله عز وجل أن يرقق قلوب ارحامنا علينا ويوحد صفنا باقي العمر وأن لا يكون مقتصراً على ظروف معينة .
أسرة واحدة
الحاج عبد الرب الأسودي ربّ أسرة تتكون من ثلاثة أبناء وأحفاد يقول : بيتي يتكون من أربعة أدوار يعيش أولادي الثلاثة مع زوجاتهم في الأدوار الثلاث الأولى ولا أجدهم كثيراً نتيجة لانشغالهم بأعمالهم ولكن في الأوضاع الراهنة يكثرون من زيارتي والسؤال عني وبتنا نجتمع في منزلي ونطبخ في مطبخ واحد ونأكل سوية ونتبادل الحديث قبل الطعام وبعده وبهذا أشعر بأن أسرتي باتت كجسد واحد وهذا الشيء يفرحني كثيراً ففي الجمع بركة فالمصاريف تخف على الجميع والخير يعم العائلة بأكملها فحينما نأكل ونشرب مجتمعين يشعر الجميع بأننا متساوون متحابون.
ظرف استثنائي
أم شفيق امرأة ثمانينة العمر تسكن مع ابنتها الوحيدة فهي كما تقول تشعر بالوحدة طيلة الوقت ولكن مع اشتداد الأوضاع الراهنة إلاّ أن اخوتي وأبناءهم يزوروني ويحضّرون لي حاجيات للمنزل بقدر استطاعتهم ويأخذونني معهم في غالب الأحيان لتناول الغدا وفي أحيان أخرى يأتون للعشاء في منزلي هم وأبناؤهم وهذا يسعدني كثيرا ويقتل وحشتي فالقلوب كما تؤكد أم شفيق تغيرت وأصبح الناس اكثر عطفاً ووداً وأتمّت أم شفيق حديثها بالدعاء لله عز وجل بأن يؤلف قلوب الأسر ويجعلها متحابة ومتعاطفة طيلة العام وليس فقط في هذا الظرف الاستثنائي والصعب على جميع اليمنيين.
أبي قريب منا
الطفلة سماح وأخوها سامح كباقي الأطفال فرحتهم بأن والدهم يكون قريباً منهم فهو لا يتناول القات كثيراً في هذه الأيام ويقوم بأخذهم معه في جولة يومية بالسيارة لشراء الخضار الطازجة والدجاج وغيره ويأخذهم كذلك الى الجامع الكبير في صنعاء القديمة لشراء الشعير والحلويات وهذا ما يجعلهم سعداء كثيراً هذه الأيام على حد قولهم بالرغم من صعوبة الأوضاع الراهنة فوالد الطفلين يكون بمقربة منهم ويستمع لهم ويتبادل معهم الحديث والضحكات ويأخذهم لزيارة الأقارب وغير ذلك من الأعمال التي لم يكن يقم بها اثناء انشغاله وتناوله القات بصورة يومية.