أبناء العدل‮ ‬يبحثون عن العدالة‮.. ‬ويناشدون رئيس الجمهورية

‮> ‬حين‮ ‬يبحث أبناء العدل عن العدالة والإنصاف والمساواة ماذا سيكون حال الآخرين ومن سينصفهم ويعطيهم حقوقهم في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬لم‮ ‬ينصف بيت العدل بعض أبنائه ويعدل بينهم‮.‬
إذا كان مراقبة سير العمل في‮ ‬المحاكم والنيابات أهم واجبات وزارة العدل‮.. ‬فمن سيراقب هذه الوزارة التي‮ ‬لم تتواضع قيادتها وتنظر أو تتساءل عن الخيمة المنصوبة على باب مبناها منذ عامين وأكثر‮.‬
قد‮ ‬يكون في‮ ‬الأمر‮ ‬غرابة لكنه الواقع‮.. ‬وياله من واقع مرير‮.. ‬حين‮ ‬يفرق العدل‮ ‬يرسل‮ “‬133‮” ‬شخصا◌ٍ‮ ‬للوظيفة ويترك‮ “‬20‮” ‬فردا◌ٍ‮ ‬على باب مبناه‮ ‬يموتون ألما◌ٍ‮ ‬يوما◌ٍ‮ ‬تلو الآخر‮.. ‬ويجعلهم‮ ‬يفترشون الرصيف بيتا◌ٍ‮ ‬لهم‮.‬
أكثر من‮ “‬50‮” ‬وثيقة حصلت عليها‮ “‬الثورة‮” ‬الأسبوع الماضي‮ ‬تؤكد إقصاء قيادة وزارة العدل لـ20‮ ‬شخصا◌ٍ‮ ‬وعدم مساواتهم في‮ ‬التوظيف بزملائهم الذين حالفهم الحظ وحصلوا على أكثر ما‮ ‬يحلم به كل‮ ‬يمني‮ ‬منذ أن‮ ‬يبدأ مشواره التعليمي‮ ‬والعملي‮ ‬وهي‮ ‬الوظيفة الرسمية التي‮ ‬أصبح صعب الحصول عليها وربما مستحيل في‮ ‬ظل انتشار الفساد والرشوة والعمل بقانون الوساطة‮.. ‬حد تعبير المعتصمين‮.‬
الحكومة السابقة ورئىس الحكومة الحالية محمد سالم باسندوة وجهوا وزارات‮ “‬العدل¡‮ ‬المالية¡‮ ‬الخدمة المدنية‮” ‬بتوظيف المعتصمين والبالغ‮ ‬عددهم‮ “‬20‮” ‬شخصا◌ٍ‮ ‬وإلحاقهم بزملائهم الذين تم توظيف بعضهم لدى الخدمة المدنية والبعض في‮ ‬المعهد العالي‮ ‬للقضاء¡‮ ‬إلا أن شيئا◌ٍ‮ ‬من ذلك لم‮ ‬يحدث حتى الآن‮ .. ‬وهؤلاء الـ20‮ ‬لديهم فتاوى تؤكد توظيفهم واعتماد مالي‮ ‬كما‮ ‬يقولون‮.‬
تعددت التوجيهات من مختلف الوزارات لكن دون جدوى‮.. ‬وزارة الخدمة المدنية والتأمينات أكدت في‮ ‬مذكرة لوزير العدل الحالي‮ ‬بأنه قد تم استكمال إجراءات توظيف المذكورين وتحديد استحقاقهم المالي‮.. ‬وأحالت الخدمة المدنية إجراءات استكمال التوظيف لوزارة العدل كونها مستقلة ماليا◌ٍ‮ ‬وإداريا ولا تخضع لإجراءات التوظيف من قبل الخدمة‮.‬
رئيس الوزراء الحالي‮ ‬وجه بدوره وزارة المالية لاعتمادهم في‮ ‬موازنة العام الماضي‮ ‬وكذلك الخدمة المدنية والعدل‮.. ‬إلا أن توجيهات ومذكرات رئىس الحكومة لم تجد طريقها إلى التنفيذ‮.‬
وحين ضاقت بهم السبل وهاجمهم البرد¡‮ ‬وهزم أجسادهم¡‮ ‬قدموا إلى مقر الصحيفة‮ ‬يناشدون رئيس الجمهورية بمساواتهم بزملائهم وتوظيفهم بحسب التوجيهات السابقة من رئيس مجلس الوزراء والتي‮ ‬تاهت بين الوزارات المعنية‮.‬
هذه الوثائق تبث الكثير من التساؤلات وتصيب قارئها بالحيرة واليأس¡‮ ‬وتدمر كل الآمال حول إيجاد عدل في‮ ‬وطن لم‮ ‬ينصف بيت العدل أقرب الناس إليه‮.. ‬نضع هذه القضية على طاولة وزارة العدل وليس إدراجها كما حبست في‮ ‬العامين الماضيين بحسب الوثائق‮.‬

قد يعجبك ايضا