عندما وصلوا إلى باب المحل في تلك الساعة الثانية بعد منتصف الليل طرقوا الباب طرقات متتابعة وكان الباب مغلقاٍ من الداخل ففتح لهم عامل المحل وأراد حينها العامل أن يسألهم ماذا يريدون¿ ولكن قبل النطق سارع أحدهم فضربه في وجهه بسلاح مسدس كان بيده حتى أسقطه على الأرض ثم دخلوا للمحل وباشروا اشتباكهم مع بعض من كان بداخل المحل فقام أحد الأشخاص الذي كان جالساٍ على أحد أجهزة الإنترنت وهو ليس من أي الطرفين وحاول التدخل لفض الاشتباك قائلاٍ: أهدأوا.. وصلوا على رسول الله.. أهدأوا… ولكن الشخص الحامل للمسدس ألتفت نحوه وصوب المسدس إليه وأطلق منه النار عليه فأصابه بطلقة اخترقت أعلى صدره وسقط المجني عليه صريعاٍ على الأرض.. ثم لاذا الجاني مع مجموعته هاربين دون أن يعرف أحد لماذا وكيف..¿! وهاهي التفاصيل والأحداث من البداية..
في تلك الساعة وهي الثانية والنصف بعد منتصف الليل وصل البلاغ من عمليات أمن العاصمة صنعاء على إدارة امن منطقة الصافية عن وجود إطلاق نار بمحل جوار جسر شارع 45 ووجود مصاب أو مصابين هناك.
فانتقلوا من أمن المنطقة عقب هذا البلاغ وهم الضابط المناوب مع بعض الأفراد إلى محل الحادث وهو محل إنترنت وسألوا هناك حين وصولهم عن الواقعة والأشخاص المصابين فقيل لهم أن ثمة شخصاٍ أصيب بطلقة نارية في صدره واسم هذا الشخص المصاب منير.. وقد تم إسعافه من قبل بعض المتواجدين إلى مستشفى الثورة العام قبل حضورهم..
فقاموا بإجراءاتهم المتبعة في المحل وهي تحريز المكان وإبلاغ العمليات واستدعاء مختصي الأدلة الجنائية للمعاينة الفنية وجمع ما أمكن من المعلومات الأولية حول الواقعة والجاني فيها..
ثم تحركوا منتقلين بعد ترك بعض الأفراد في المكان لحفظه إلى المستشفى لمعاينة المصاب والإطلاع على حالته.. فوجدوا المصاب عند وصولهم وقد فارق الحياة متأثراٍ بإصابته وصار جثة هامدة وأن القضية أمست جريمة قتل.. فقاموا بإبلاغ العمليات بذلك وكذا بطلب مختصي الأدلة الجنائية للمعاينة والتصوير للجثة.. في الوقت الذي حرصوا على جمع المعلومات حول كيفية الجريمة وملابساتها من خلال سؤال المسعفين وأيضاٍ من خلال سؤال من كان في المحل أثناء وقوع الجريمة.
وتبين من ذلك بما يفيد: أن المجني عليه تعرض لإطلاق النار عليه من قبل شخص يدعى/ جابر ومعه مجموعة أشخاص عددهم من 8-10 أشخاص حيث جاء هؤلاء إلى المحل” مكان الجريمة” واشتبكوا مع مجموعة آخرين كانوا في المحل وأثناء ذلك حاول القتيل التدخل لفض الاشتباك من باب فعل الخير وبالكلام الحسنى ولكن الجاني صده وباشره بإطلاق الرصاص عليه ثم لما رأوه مرتمياٍ على الأرض ومصاباٍ ينزف الدماء انفضوا عن الاشتباك ولاذ الجاني مع مجموعته بالفرار….
فركز فريق البحث والذين تشكلوا بعد ذلك من بعض رجال منطقة الصافية لتولي القضية على هذه الإفادة واهتموا بمتابعة المدعو/ جابر الذي قيل عنه أنه قام بإطلاق النار على المجني عليه مع مجموعته .. ومكثوا في المتابعة وراءه وتقصي أثره حتى تمكنوا بعد احتجاز بعض أقربائه على سبيل الضغط من إجباره على اظهار وتسليم نفسه .. غير أنه بعد إجراء فتح المحاضر معه واستنطاقه وكذلك بعد التوسع في جمع المعلومات والإفادات اتضح أن المتهم والجاني الحقيقي الذي قام باطلاق الرصاص على المجني عليه وأصابه هو شخص آخر من المجموعة ويدعى سام وهو شاب عمره حوالي 26 عاماٍ وليس المدعو جابر فانتقل اهتمام وتركيز رجال شرطة المنطقة في المتابعة على المدعو سام إضافة إلى متابعتهم لبقية المجموعة وقد توفرت معلومة بعد البحث والتحري عن المدعو سام تفيد بأنه يتواجد بأحد المنازل في منطقة بني الحارث شمال العاصمة .. فتحركوا منتقلين في أثره إلى منطقة بني الحارث وهناك تمكنوا بعد مغامرة أو مخاطرة حقيقية من ضبط المتهم المذكور المدعو سام مع ضبط أربعة أشخاص آخرين من المجموعة كانوا في المنزل وتم اقتيادهم وايصالهم إلى أمن المنطقة وهناك في المنطقة باشروا معهم كلاٍ على حده الاستنطاق بنفس اليوم ليظهر أثناء ذلك ومن خلال المحاضر والتحقيقات أن الجاني والذي قام باطلاق النار على المغدور به هو بالفعل المدعو سام وأن البذور الأولى للأحداث والقصة من بدايتها إلى نهايتها كانت قبل ما يزيد عن عشرة أيام مضت من ليلة الواقعة ولم يكن ما حدث وليد الدافع أو الصدفة بذات الليلة وأن البداية كانت في خيمة عرس أثناء زفاف أحد الشباب ولسبب كان مخيفاٍ غريباٍ ومخجلاٍ محزناٍ حيث ثبت وتبين من المحاضر والاعترافات النهائية للمتهم المدعو سام والأشخاص المضبوطين معه بما يكشف أنه وفي ليلة قبل عشرة أيام حدث أن كان المدعو جابر المشتبه الأول مع أصحابه مجموعته وهم بعض شباب يتواجدون في خيمة عرس وزفاف لأحد الشبان من الحارة وأثناء ذلك وقعت مشادة كلامية بين المدعو جابر وأشخاص آخرين كانوا متواجدين في العرس وبسبب قضية لا أخلاقية وتمس العرض والشرف واستفحلت تلك المشادة بين المدعو جابر وأولئك الأشخاص (الغرماء) وهم شباب أيضاٍ إلى أن تحولت إلى فتنة ومواجهة بالاشتباك بالأيدي واللكم والضرب المدعو جابر وأصحابه (مجموعته) كطرف وأولئك الأشخاص (الغرماء) كطرف آخر وكانت معركة بين الطرفين حامية الوطيس قلبت فرح العرس وزغاريده في الخيمة رأساٍ على عقب وعكرت صفوه .. ولولا لطف الله لكانت العاقبة في هذه المواجهة والمعركة وخيمة بالنسبة للطرفين أو لأي منهما ولكن الله كان أسبق بلطفه وحفظه للجانبين بحيث كانت النهاية مسلمة ولم يصب أحد بإصابة جسيمة باستثناء بعض الخدوش والجروح الخفيفة التي لم يسلم منها أي من المجموعتين وبعد هذه الليلة والمعركة بين الطرفين في خيمة العرس أدعى المدعو جابر واصحابه (المجموعة) أن خصومهم (الطرف الآخر) أخذوا سلاحاٍ مسدساٍ خلال الفتنة التي حصلت بينهم وأن هؤلاء الخصوم ينكرون الاعتراف بوجوده لديهم فراحوا بناءٍ على الدعوى هذه يلاحقون ويترصدون للخصوم المشار إليهم من أجل استعادة المسدس منهم .. وظلوا كذلك حتى كان مساء اليوم العاشر من تلك الليلة (ليلة الفتنة) والذي صادف فيه أن كان يوجد عرس وزفاف لشاب آخر في الحارة بالقرب من جسر 45 فدخلوا إلى خيمة العرس للبحث عن أي من أولئك الخصوم فيها وعند دخولهم قام المدعو/جابر بإشهار مسدسه وإطلاق منه طلقتين ناريتين للجو بهدف التخويف وإجبار أي شخص من الغرماء إذا كان متواجداٍ في الخيمة أن يظهر نفسه ولكن خاب ظنهم ولم يظهر أحد وتأكدوا أنه لم يتواجد أحد من الخصوم وقتها في الخيمة.. ثم وفي نفس المساء وبينما الساعة كانت تقارب الواحدة والنصف بعد منتصف الليل صادف أن عثروا على شخص تعرفوا عليه وشكوا فيه وكان هذا الشخص يشتغل في بيع القات «مقوتاٍ» والشك فيه أنه من الأشخاص الخصوم الذين يبحثون عنهم فتقافزوا عليه وأخذوه معهم بالقوة وساروا به ليحتجزوه في مكان مخفي.. فما كان ذلك المكان يا ترى¿! وماذا حدث بعد ذلك في تلك الليلة¿ ثم كيف تطورت الأحداث.
وتتابعت حتى وصلت إلى ذهابهم إلى محل الانترنت ووقوع جريمة القتل فيه.. كل هذا وغيره .. عزيزنا القارئ الكريم ما ستعرفه وتقرأه إن شاء الله تعالى وإلى اللقاء في الحلقة الثانية والأخيرة بعدد الأحد القادم.
Prev Post
قد يعجبك ايضا