فيروس "صفقة القرن" يعود للواجهة السياسية
قوات الاحتلال تقتحم المسجد الأقصى وتعتدي على المصلين بالضرب والرصاص المطاطي
الثورة/عواصم /وكالات
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى عقب صلاة فجر يوم أمس، واعتدت على المصلين بالضرب والرصاص المطاطي.
أعداد كبيرة من الفلسطينيين كانت قد أدّت الصلاة في الأقصى تلبية لدعوات للرد على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة. وأقدمت سلطات الاحتلال ليل أمس الأول على اعتقال وإبعاد عشرات المقدسيين عن الأقصى، كما أوقفت حافلات كانت متجهة إليه من داخل الأراضي المحتلة عام 48، ومنعتها من الوصول إلى الأقصى.
وشنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة فجر أمس، طالت عدداً من الناشطين والصحافيين في القدس المحتلة.
وسائل إعلام إسرائيلية أكدت أن قوات الاحتلال اعتقلت الناشطة المقدسية هنادي الحلواني بعد اقتحام منزلها في حي واد الجوز بالقدس، كما اعتقلت القوات الإسرائيلية الصحافي عبدالكريم درويش من منزله في حي بيت حنينا شمال القدس المحتلة، إضافة إلى الشاب محمد نادر العلمي من حي الصوانة بالطور، وعدد من أبناء البلدة القديمة.
من جانبها أعلنت الرئاسة الفلسطينية أمسأن أي حديث لم يجر مع واشنطن بشأن خطة السلام الأمريكية، المعروفة بـ”صفقة القرن”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد قال في تصريحات للصحفيين أمس الأول إنه “تحدث مع الفلسطينيين بإيجاز بشأن صفقة القرن”، مشيرا إلى أنه “سيتحدث معهم أيضا في فترة زمنية لاحقة”.
وأضاف إن الفلسطينيين “لديهم الكثير من الحوافز لفعل ذلك. أنا متأكد من أنهم ربما سيتفاعلون بشكل سلبي في البداية، لكن خطة السلام في الواقع إيجابية للغاية بالنسبة لهم”.
وكان ترامب قد أكد أن خطة البيت الأبيض للسلام في الشرق الأوسط ستعلن على الأرجح قبل استقباله رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ومنافسه السياسي بيني غانتس الثلاثاء المقبل.
ووصف ترامب صفقة القرن بأنها “خطة عظيمة”، مبديا قناعته بفعاليتها، وأكد أنه “فوجئ” بقرار نتنياهو وغانتس ترك حملتيهما الانتخابيتين للتوجه إلى واشنطن.
وكلما اقتربنا من موعد اعلان بنود “صفقة القرن” تتكشف تفاصيل أكثر وخبايا عن هذه “الصفقة” التي قد تغير وجه المنطقة لعقود طويلة، لاسيما وأن هناك تواطئ كبير من قبل بعض الأنظمة العربية لتمرير هذه الصفقة المشؤومة التي تم اعدادها في الغرف المغلقة الامريكية- الاسرائيلية، ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإضافة إلى المرشحين الاسرائيليين للانتخابات المقبلة بنيامين نتنياهو ورئيس تحالف “أزرق أبيض” بيني غانتس، يمضون بقوة نحو التحريض لإعلان هذه الصفقة في أقرب وقت ممكن على اعتبار أن هذا الاعلان سيكون محطة فاصلة في مستقبل هؤلاء الثلاثة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متحمس جداً لإعلان صفقة القرن بأي ثمن كان، خاصة وأنه ينتظر استحقاق انتخابي غير مضمون بالنسبة له بالتزامن مع سلسلة الغضب منه في أمريكا على مستوى النخبة السياسية والدعوات المستمرة لمحاكمته ومحاسبته، لذلك من وجهة نظره فإن الاعلان عن هذه الصفقة قد يعيد الكرة الى ملعبه ويمكنه من اعادة السيطرة على زمام الامور ويبعد اضواء الاعلام عن فضائحه.
وبالنسبة لآخر تصريحاته فيما يخص صفقة القرن، فقد قال ترامب: إن واشنطن ستعلن خطة السلام في الشرق الأوسط، المعروفة إعلاميًا باسم “صفقة القرن” بين الفلسطينيين والإسرائيليين “قبل” اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومنافسه زعيم حزب أزرق أبيض بيني غانتس، يوم الثلاثاء في البيت الأبيض.
وفي المقابل كشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب، يوم الأربعاء الماضي، عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، توجه إلى الإدارة الأمريكية للحصول على موافقتها بشأن ضم منطقتي الأغوار وشمال البحر الميت إلى السيادة الإسرائيلية، قبل الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية “كنيست”، المقررة في الثاني من مارس المقبل، وقبل نشر خطة “صفقة القرن”.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء الماضي بتوقيع اتفاقيات سلام “تاريخية” مع مزيد من الدول العربية، وبضم جميع الكتل الاستيطانية بالقدس والضفة الغربية المحتلة.
جاء ذلك في كلمة له خلال إطلاقه الحملة الانتخابية لحزب الليكود بقيادته، استعدادا لخوض انتخابات الكنيست (البرلمان) المقررة في الثاني من مارس ، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وقال نتنياهو إنه يتعهد بـ “توقيع اتفاقات سلام تاريخية مع المزيد من الدول العربية، وتشكيل تحالف دفاعي مع الولايات المتحدة، وكبح إيران نهائيا”، دون مزيد من التفاصيل.
ماذا تتضمن صفقة القرن بحسب التسريبات المنتشرة حولها
أولا يجب أن نذكر ان الاستيطان الإسرائيلي، الذي يلتهم مساحات كبيرة من أراضي الضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية)، يمثل العقبة الأساسية أمام استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، المتوقفة منذ أبريل 2014م.
وتحول ضم أجزاء من الضفة الغربية ومنطقة الأغوار إلى “السيادة الإسرائيلية”، إلى حالة سجال وتنافس محموم في الحملات الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية، بعد أن كانت غائبة عن المشهد الانتخابي الذي استحوذ عليه فساد نتنياهو ومسألة الحصانة البرلمانية للتهرب من المحاكمة في قضايا فساد.
ورغم عدم الإفصاح عن بنود “صفقة القرن”، فإن ملامح الخطة المعدلة التي تستبعد إقامة دولة فلسطينية، تشير إلى موافقة الإدارة الأمريكية على ضم الكتلة الاستيطانية بما يتماشى مع الإجماع الإسرائيلي، إلى جانب ضم الأغوار، وفرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية، ونقل السفارة الأمريكية لمقر دائم بالقدس، بما يتناغم مع طرح نتنياهو وأحزاب اليمين.
وتتضمن الخطة عدم وجود سيطرة للسلطة الفلسطينية على الحدود، وستكون هناك سيطرة إسرائيلية كاملة على القدس، ووفق القناة 12 العبرية فإن بنود الصفقة، تشمل أيضاً فرض السيادة الإسرائيلية على المناطق المفتوحة المسماة (C)، والموافقة على كافة المتطلبات الأمنية الإسرائيلية، وأشارت القناة، إلى أنه سيجري خلال الصفقة عملية محدودة لتبادل الأراضي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وسيتم تعويض الفلسطينيين بأراض في النقب.
وفي قضية خطيرة أيضاً تمس الملايين من الشعب الفلسطيني المهجّر من أرضه قسرا، فإنه ووفق الصفقة، فلا تعويض للاجئين الفلسطينيين، كما كشفت القناة، مع احتمالية لاستيعاب محدود لعدد قليل منهم.
وذكرت القناة (12) العبرية أن الخطة جاءت وفقًا لكل المطالب الأمنية الإسرائيلية، مضيفة إن الخطة تتضمن مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية وجعل قطاع غزة منزوع السلاح، ونزع أسلحة حماس والاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
بطبيعة الحال، تقول التقارير الإخبارية إن الأردن يحتج على صفقة القرن لأنها تتجاهل حق إعادة النازحين الفلسطينيين الذين تتجاوز أعدادهم عشرات الآلاف والذين يعيشون في هذا البلد ولن يذهبوا من الأردن وفقًا لخطة دونالد ترامب ، لكن من المفترض أن يصبح الاردن وطنهم البديل.