الثورة / ساري نصر
الحصار الذي تفرضه دول العدوان الغاشم على اليمن وعلى رأسها السعودية تسبب بأكبر كارثة إنسانية عرفتها البشرية وحصد مئات الآلاف من اليمنيين أغلبهم من النساء والأطفال، أما الأحياء منهم يعيشون في خطر مواجهة الموت نتيجة شحة الغذاء والدواء وارتفاع مستويات الفقر وغلاء الأسعار وانتشار الأمراض الوبائية التي سببها عدوان غاشم وحصار جائر تمارسه دول عدوانية تعاني من أزمة أخلاقية وحالة من انعدام الضمير وتسعى جاهدة إلى ذبح شعب من الوريد إلى الوريد في ظل تخاذل أممي وصمت دولي مخز تجاه مأساة اليمن.
ويصنف الحصار الذي تنتهجه دول العدوان على اليمن المخالف لكل المواثيق الدولية والقانونية كجرائم حرب من الدرجة الأولى وفق التقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية والإنسانية والتي أكدت أن ما تقوم به دول العدوان من حصار على اليمن يعد جريمة ضد الإنسانية ومخالفا لكل المواثيق الدولية بالنظر لما خلفه من آثار وتداعيات كارثية على اليمنيين طوال خمس سنوات.
آثار مدمرة
أكد فريق الخبراء الدوليين والإقليميين بشأن اليمن أن الحصار الاقتصادي والحصار العسكري كأسلوب حرب المفروض على اليمن من قبل العدوان ، خلف آثاراً مدمرة على أكبر أزمة إنسانية في العالم وأن قيود الوصول إلى اليمن المفروضة من قبل العدوان، مثل الحصار البحري وإغلاق مطار صنعاء الدولي، كلاهما فرض قيوداً على الواردات وحرية التنقل، وساهما بشكل كبير في تدهور الاقتصاد اليمني وعززا الأزمة الإنسانية الحالية، بما في ذلك زيادة عرقلة إيصال إمدادات الإغاثة.
ولفت التقرير إلى أنه “بالنظر إلى أن حوالي 80 في المائة من جميع واردات اليمن تتدفق عبر ميناءي الحديدة الصليف وأن حوالي ثلثي سكان اليمن يعيشون في المناطق التي يخدمها مطار صنعاء مباشرة، فإن الإغلاق المستمر للموانئ يضع عبئاً هائلاً على توافر الغذاء في السوق ويزيد بشكل كبير من خطر المجاعة على نطاق واسع في اليمن “.
وأكد التقرير أن الإغلاق أدى بالفعل إلى تفاقم الأزمة بشكل كبير، موضحاً أن القيود المفروضة على واردات الغذاء والوقود والإيرادات التجارية أدت إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي بالإضافة إلى إضعاف الاقتصاد اليمني بشكل كبير.
تفشي الأوبئة
الحصار الوحشي ساهم بشكل كبير في تفشي الأمراض الوبائية القاتلة حيث أفاد تقرير لوزارة الصحة العامة والسكان أن عدد الإصابات بالكوليرا حوالي مليونين ومائتي ألف شخص توفي منهم نحو ثلاثة آلاف و750 شخصاً، يمثل الأطفال نسبة 32 بالمائة منهم فيما توجد 34 ألفاً و520 حالة إصابة بالحصبة توفيت منها 273 حالة 65 بالمائة منها أطفال.
ووفقاً للتقرير بلغ عدد المصابين بمرضى الدفتيريا أربعة آلاف و500 مريض، توفي منهم 253 يمثل الأطفال ما دون الخامسة حوالي 16 بالمائة.. مبيناً أن هناك 2.9 مليون طفل دون الخامسة مصابون بسوء التغذية من أصل 5.4 ملايين طفل وبنسبة 55 بالمائة، منهم 400 ألف طفل مصاب بسوء التغذية الحاد الوخيم.
وبين التقرير أن ستة مواليد يموتون كل ساعتين بسبب تدهور خدمات الرعاية الصحية، و65 طفلاً دون الخامسة من أصل ألف طفل يموتون بسبب نوع من أنواع الأمراض، لافتاً إلى أن 320 ألف مريض عجزوا عن تلقي العلاج في الخارج بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي، توفي منهم حوالي 42 ألف مريض وتبلغ نسبة الأطفال منهم 30 بالمائة.
فيما أكدت مدير مستشفى السبعين للأمومة والطفولة الدكتور ماجدة الخطيب وفاة ثلاثة آلاف و254 طفلا في أقسام الأطفال بالمستشفى منهم ألفاً و492 طفلاً توفوا في الحضانات نتيجة نقص الإمكانات الطبية والأدوية.
انعدام الأمن الغذائي
وبحسب التقارير الدولية فإن اليمن سيبقى هذا العام البلد الذي يشهد أكبر أزمة إنسانية كما في الأعوام السابقة حيث أشارت إلى أن “هناك أكثر من 22 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة” في اليمن، منهم “18 مليونا” يعانون من “انعدام الأمن الغذائي” لافته إلى أن “أكثر من 8 ملايين” يعانون من “انعدام خطير للأمن الغذائي، وأن هناك أكثر من خمسة ملايين طفل معرضون لخطر الموت جوعا.
وفي ظل استمرار الحصار الجائر وانعدام الأمن الغذائي تشير العديد من التقارير الدولية إلى أن الوضع التغذوي للأطفال في اليمن يواجه بصورة متزايدة مخاطر التعرض لتبعات وخيمة في مختلف المراحل العمرية حيث أصبحت معدلات سوء التغذية الحاد في الوقت الراهن عند مستويات بالغة الخطورة في كافة أرجاء البلاد، حيث يتناول 15 في المائة فقط من الأطفال الحد الأدنى المقبول من الغذاء والذي يحتاجونه لأجل بقائهم على قيد الحياة ونموهم وتنميتهم، حيث يُقدر عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد بحوالي مليوني حالة ممن هم دون الخامسة ويشمل ذلك 360.000 طفل مصاب بسوء التغذية الحاد الوخيم، وفي ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية يواجه ما يتراوح بين 1.8 وَ 2.8 مليون طفل خطر الوقوع في براثن انعدام الأمن الغذائي الحاد مع إمكانية تعرض عدد أكبر بكثير من ذلك لسوء التغذية الحاد الوخيم المهدد للحياة.