ماجدة الصبري: المرأة نزلت للشارع وكانت شهيدة فمن العيب أن نقول لا للكوتا

استطلاع / بلقيس الحنش –

كان الحديث عن المرأة فيه الكثير من المبالغة اللفظية لما سيقومون به تجاهها وتهميش لها في الواقع العملي ومع هذا نزلت المرأة اليمنية إلى الشارع مع أخيها الرجل منادية بالحرية وضحت بالكثير واستشهدت وقالت بصوت عالُ انا هنا أقف وأنادي وأناضل مساندة لك يا أخي الرجل ومع هذا هناك اليوم من يصرخ بصوت الدين والعادات والثقافة بنبرة الرفض لإنصافها.
اليوم هناك من يقول (لا للكوتا) دون مبالاة مدعيا أن الكوتا غزو فكري وخارج عن الدين والأعراف بينما كان يشيد بدورها عندما كانت بجانبه تنتظر تلك الرصاصة التي قد تخترق جسدها ومدعيا بإنصافها بعد النضال تناقض يعيدنا إلى نقطة الصفر وتساؤل يجول في خاطر المرأة متى سينصفني هذا الرجل¿ الكوتا وتداعياتها¿ ومدى تغيير واقعها الاجتماعي والسياسي في حالة نفذت الكوتا على جميع المستويات¿ كل هذا نعرفه فقط من وجهة صاحبة الشأن (المرأة) في الاستطلاع التالي:

ماجدة الصبري إعلامية وناشطة تشير إلى أن الكوتا سيغير من واقع المرأة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وسيوجد العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية وسينشأ المنافسة بين الرجل والمرأة كما أنها ترى أن نسبة الثلاثين في المئة ليست محددة وبنفس الوقت لا يمكن أن تكون أقل منها وعلى المرأة أن تضع في اعتبارها قضايا المرأة الريفية وكيفية تحسين وضعها.
وتضيف قائلة: إن الكوتا إذا وجدت في كل المجالات مجال السلطة التنفيذية والتشريعية والمجالس المحلية والقضائية سيغير واقعها وواقع مجتمعها مثلا في السلطة التشريعية عندما تعمل قوانين خاصة بالمرأة كيف يقوم الرجل بعمل هذه القوانين وهو لا يشعر بقضيتي وليس ملامساٍ لوضعي وبالتالي فإن هذه القوانين التي ستنبثق عنه ستضرني وطفلي وبالتالي فمن المفترض أن أقدم مقترحات القوانين وتشريعها لأني صاحبة الشأن.
المرأة صانعة للسلام.
إضافة إلى أن وجود المرأة في المؤسسات وفي جميع المجالات معناه القليل من الفساد والرشوة وزيادة الشعور بالمسؤولية وسيكون العمل منظماٍ فهي تناشد السلام وصانعة للسلام كما أن الكوتا سيعطيها شعوراٍ بأنها مثل الرجل في العطاء وسيحدث تنافس بينها وبين الرجل في المؤسسات وستلبي احتياجاتها كامرأة وستساهم في تحسين وضعها التعليمي والصحي والاقتصادي المرأة وإن كانت في البيت فهي ستقوم بتعليم أبنائها فهي ربة بيت وتقوم بتدبير أمور منزلها المالي ولا ننسى أن المرأة نزلت للشارع في الثورة وكانت المناضلة والشهيدة فمن العيب اليوم نقول لا للكوتا.
تشاركها الرأي زينب علي بأن المرأة لها دور فاعل ومهم وتعتقد أنها إذا أخذت حقها ستقدم الكثير وإذا نفذت الكوتا في جميع المجالات سيساهم في تطوير وضعها وتطوير إمكانياتها وفي حالة وصلت إلى مراكز أعلى سوف تقدم الكثير لمجتمعها لأنها أثبتت في المراحل السابقة جدارتها.
بينما ركزت سمر وندى أن الكوتا هي نسبة مبدئية إلى أن يقبل المجتمع مشاركتها الفاعلة وستكون مستقبلا أكثر من خلال المنافسة النزيهة مع الرجل كما أنهما نوهتا بأن المرأة بحاجة إلى تطويرإمكانيتها أكثر وتمكينها من المشاركة الحقيقية حتى تصل لمرحلة التنافس مع الرجل.
بداية جديدة
أما أحلام عون فقد نوهت بأن المرأة قد وصلت إلى مواقع مشرفة وتستطيع أن تضغط المرأة الوصول لمواقع صنع القرار وبالتالي سيكون لها تأثير في النظم واللوائح والقوانين التي تدعم مشاركتها في كل نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية.
وأن نسبة 30% تعد بادرة جيدة وبداية جديدة لواقع المرأة فبهذه النسبة تستطيع المرأة أن تطور من نفسها ومجتمعها لأنها قادرة على ذلك وستكون مطلوبة مثل الرجل وهذا سيساهم في تغيير وتحسين واقعها الاجتماعي والاقتصادي كما أن النسبة دليل لتقدير المرأة لنفسها أولا ولمجتمعها ثانيا وأضافت أن المرأة لابد وأن تكون قادرة على إدارة حياتها الاجتماعية والعملية بحيث تكون المرأة المثالية في أسرتها وفي عملها لابد أن تكون قوية ومتوازنة.
فيما أكدت غيداء أنها مع الكوتا باعتبارها الطريقة الأمثل لضمان مشاركة المرأة بشكل حقيقي وفاعل وتضيف قائلة: لم أكن أعلم في البداية معنى الكوتا وكنت أرفض مع الأصوات المنادية معتقدة أنها فعلا هي ضمن الغزو الفكري لكن بفضل صديقتي أدركت أن الكوتا هي إعطاء المرأة نسبة 30% في مجال معين وأدركت أيضا أن النسبة هي قليلة مقارنة بالنضال الطويل الذي قدمته المرأة اليمنية فإذا افترضنا أن هذه النسبة سرت في المجالس المحلية معناه أننا سنجد نساء في القرى ممثلات للمنطقة التي ينتمون لها وبالتالي تلك المرأة في وسط القرية عندما تكون صانعة قرار بالتأكيد ستعمل من أجل أختها من أجل أطفالها وأعتقد أنه يكفي أن يتحسن الوضع التعليمي والصحي والاقتصادي في الريف لأن الجميع يعلم واقع المرأة هناك.
الخاتمة
الجميع اتفق أن الكوتا نسبة مبدئية لمشاركة فاعلة للمرأة وأن القضية الأساسية التي ترهق النساء باختلاف ثقافتهن هو معاناة المرأة الريفية واعتبار أن الكوتا وسيلة قد تخفف من تلك المعاناة فهل تعمل الأحزاب السياسية والتنظيمات الاجتماعية على إعطاء المرأة هذه النسبة عن قناعة¿ أم أن على المرأة النضال من أجل إقرار هذه النسبة بالقوة¿

قد يعجبك ايضا