اغلبية البرلمان ترفض الوجود الأمريكي:

دعوات لطرد المحتلين.. نيران الغضب الشعبي العراقي تحاصر السفارة الأمريكية

 

 

بغداد/وكالات
ذكرت مصادر اخبارية عراقية بأن عدداً من الطائرات من دون طيار قامت الاحد الماضي بغارات جوية على مواقع تابعة لـ”حزب الله” العراقي أحد الفروع التابعة لقوات الحشد الشعبي العراقية في بلدة “القائم” الحدودية التابعة لمحافظة الأنبار، ولفتت تلك المصادر الاخبارية إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية أصدرت بيانًا عقب ذلك الهجوم بفترة قصيرة، ذكرت فيه أن قوات تابعة للجيش الامريكي استهدفت الليلة الماضية مواقع تابعة لقوات الحشد الشعبي العراقية بالقرب من مدينة “القائم”. كما أشارت تلك المصادر إلى أن تلك الغارات الجوية الامريكية تسببت في سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف كتائب حزب الله العراقية. وحول هذا السياق، قال “جواد كاظم الربيعاوي”، المسؤول في هيئة الحشد الشعبي: إن “حصيلة الاعتداء الآثم على مقرات اللواءين ٤٥ و ٤٦ بلغت ١٩ شهيدا و٣٥ جريحا”، وأضاف إن عددا من الجثامين “لا تزال تحت الانقاض”.
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي العراقية عن استشهاد 19 من مسلحيه على الأقل بينهم قياديون مساء يوم الأحد الماضي في الضربات الأمريكية التي استهدفت قواعد كتائب حزب الله العراقي في غرب البلاد وبالاضافة إلى ذلك تم تدمير ثلاثة مدافع ومركبتين للجيش العراقي. وفي السياق ذاته، كشفت العديد من المصادر الاخبارية بأن عدداً كبيراً من القادة العراقيين وممثلي الاحزاب السياسية والفصائل البرلمانية وشخصيات عراقية مختلفة أدانوا العدوان الأمريكي الصارخ على مواقع قوات التعبئة الشعبية (الحشد الشعبي) وأعربوا بأن تلك الهجمات الغادرة تعتبر انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية لبلادهم. ومن جهتها، أكدت كتائب “حزب الله” العراقية أنها ستنتقم لدماء شهدائها من القوات الأمريكية.
تشييع شهداء الهجوم الأمريكي على بلدة القائم العراقية.. احتشاد الآلاف من المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية
أقيمت جنازة مهيبة للشهداء الذين سقطوا إثر الهجمات الأمريكية الأخيرة على مواقع كتائب حزب الله العراقية وعقب الانتهاء من دفن الشهداء الاحرار، قام عدد من المواطنين العراقيين بتركيب خيام خارج محيط السفارة الأمريكية في بغداد. ولقد قرر المتظاهرون الذين شاركوا في مراسم تشييع شهداء قوات الحشد الشعبي العراقية الجلوس أمام السفارة الأمريكية، مؤكدين على ضرورة إغلاق السفارة الأمريكية وطرد الجيش الأمريكي والسفير الامريكي من الاراضي العراقية.
وخلال ذلك التجمع، ردد المتظاهرون الغاضبون شعارات ضد أمريكا وأحرقوا أيضاً العلمين الامريكي والصهيوني وعلى لافتة كان يحملها متظاهر عراقي مراهق، كتب المتظاهرون الغاضبون: “العراق لم يعد آمناً لأمريكا ومرتزقتها”. كما كتب المتظاهرون الغاضبون على جدار مبنى السفارة الأمريكية: “السفارة مغلقة بأمر الشعب (السفارة مغلقة بأمر وطني)”. وأطلق المواطنون العراقيون العديد من الشعارات الاحتجاجية ضد الهيمنة الامريكية، وشددوا على ضرورة إغلاق السفارة وطرد السفير الأمريكي. والشيء المثير للاهتمام هنا، هو حضور العديد من الشخصيات السياسية البارزة مثل “هادي العامري” و”فالح الفياض” مستشار الأمن القومي العراقي و”قيس الخزعلي” في هذه الاحتجاجات الغاضبة التي نصبت خيامها أمام مقر السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد.
وفي هذا السياق، قالت مصادر عراقية إن ناقوس الخطر انطلق من محيط السفارة الأمريكية، ولفتت تلك المصادر إلى أن عدداً من الدبلوماسيين الأمريكيين فروا من السفارة. وفي سياق متصل، ذكرت شبكة “الفرات” الاخبارية بأن رئيس الوزراء العراقي “عادل عبد المهدي” أعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام عقب استشهاد عدد من قوات الحشد الشعبي العراقية إثر العدوان العسكري الأمريكي على مقرات تابعة لكتائب حزب الله العراقية في بلدة “القائم”.
وفي حديث له من أمام السفارة الأمريكية، قال الشيخ “قيس الخزعلي” في كلمة ألقاها أمام السفارة الأمريكية: “هذا المكان (السفارة الأمريكية) هو مكان يقدم الكثير من الدعم لجماعات الجوكر ومثيري الشغب”، وأفادت وكالة الأنباء العراقية “العهد” أن 20 متظاهراً أصيبوا يوم الثلاثاء على يد قوات أمن السفارة الأمريكية. وقال إعلام الحشد، إن “عدد المصابين جراء فتح الرصاص والقنابل المسيلة للدموع من قبل حماية السفارة الأمريكية ضد المشيعين لشهداء الحشد الشعبي بلغ 32 مصاباً من مقاتلي الحشد الشعبي والمدنيين الذين شاركوا بتشييع شهداء الحشد الشعبي”. وأضاف إعلام الحشد في بيان أن “بعض الإصابات خطرة لأنها في منطقة الرأس”. كما ذكرت مصادر عراقية أن وزير الدفاع العراقي “نجاح الشمري” كان حاضرا في مكان الحادث.
وفي السياق نفسه، قال المكتب الإعلامي ل‍عبد المهدي في بيان إن الأخير “وجه بإعلان حالة الحداد العام لمدة ثلاثة أيام ابتداءً من يوم الثلاثاء على أرواح شهداء قواتنا المسلحة من منتسبي اللواء ٤٥ و٤٦ ومنتسبي الجيش والشرطة إثر الاعتداء الآثم الذي تعرضوا له في منطقة القائم”. وقال “عبد المهدي” القائد العام للقوات المسلحة العراقية في بيان له: “بسم الله الرحمن الرحيم. إن الضربة الأمريكية على قطعاتنا العسكرية يوم 29/12/2019، تمت ادانتها من قبل الحكومة بأعلى المستويات واتخذت الحكومة سلسلة اجراءات وتدابير لمعالجة الوضع بما يؤمن سيادة العراق وأمن مواطنيه. إن المراسم المهيبة لتشييع الشهداء جزء من الوفاء لدمائهم الزكية الغالية، لكن بعيدا عن الاحتكاك بمباني السفارات التي تقع مسؤولية حمايتها وتأمينها على الحكومة العراقية، لذلك نطلب من الجميع المغادرة فورا بعيدا عن هذه الأماكن، ونذكر أن أي اعتداء أو تحرش بالسفارات والممثليات الأجنبية هو فعل ستمنعه بصرامة القوات الأمنية وسيعاقب عليه القانون بأشد العقوبات.”
رد فعل السفارة الأمريكية
قال متحدث باسم السفارة الأمريكية في بغداد: إن مجموعة من المتظاهرين المسالمين نظموا احتجاجًا أمام مبنى السفارة، وأن عددًا صغيرًا من المتظاهرين المسالمين تمكنوا من دخول الباحة الأمامية لمبنى السفارة. وأعلنت أمريكا، الثلاثاء، إرسال أفراد عسكريين إضافيين لدعم طاقم سفارتها في العراق. وحول هذا السياق، قال وزير الدفاع الأمريكي، “مارك إسبر”، في تصريح صحفي: “أمريكا اتخذت إجراءات لضمان سلامة المواطنين الأمريكيين والأفراد العسكريين والدبلوماسيين”. وتابع: “قررنا إرسال قوات إضافية لدعم موظفينا في السفارة لضمان حقنا في الدفاع عن النفس”، وفي هذا الصدد، قال مسؤولان في الدفاع إن القوة الإضافية ستتألف من سرية إضافية صغيرة من حراس أمن المارينز. وأضاف المسؤولان إن “تلك القوة مدربة خصيصًا لتوفير الأمن للبعثات الدبلوماسية.
من جانب آخر، أكد النائب عن تحالف الفتح عباس الزاملي، أن الأغلبية داخل البرلمان العراقي ترفض الوجود الأمريكي في العراق، حيث سيصوت على اخراج هذه القوات فيما لو طرح تشريع قانون لاخراجها، مشددا على ضرورة قيام الحكومة بالضغط اكثر لاخراج هذه القوات تلافيا لوقوع مشاكل مستقبلية.
وقال الزاملي في تصريح لـ /المعلومة/، إن “الحكومة هي من تحدد التواجد الأمريكي داخل العراق من عدمه من خلال تحديد هل هناك اتفاقية مبرمة معها تؤكد وجود قوات قتالية على ارض العراق”.
وأضاف ان “الاتفاقية مع الجانب الأمريكي لم تنص على وجود قوات مسلحة قتالية على ارض العراق، حيث تم مغادرة آخر جندي أمريكي بنهاية عام 2011”.
وأوضح ان “البرلمان متوجه لدعم الحكومة المركزية بإجراءات اخراج القوات الأمريكية من العراق، وممارسة الضغط دوليا لاخراج تلك القوات”، مشيرا إلى أن “الحكومة يجب ان تضغط اكثر لاخراج القوات الأمريكية تجنبا للمشاكل المستقبلية التي قد تحدث”.
واكد ان “الكتل الكردية معظمها مع التواجد الأمريكي في العراق إضافة الى بعض نواب تحالف القوى مع وجود هذه القوات، لكنهم لا يمثلون اغلبية داخل البرلمان”، موضحا ان “البرلمان سيكون قادرا على تمرير قانون اخراج القوات الأميركية من العراق في حال تم المضي بهذا القانون.

قد يعجبك ايضا