من عام التحولات..إلى عام النصر

 

يبدأ -اليوم- عامٌ جديدٌ بما فيه وبما عليه وبما هو له ، وبعد انقضاء سابقه الذي رسم تحوّلات ومصائر أحداث وحروب ونزاعات ، من الطبيعي أن تختلف التوقعات بما سيكون عليه الوضع في العام البادئ هذا ، إنما وبالتأكيد فإن ما يشغل هموم المواطنين هو اندحار العدوان وانكسار المؤامرات العدوانية عنهم ، وبأن يكون عام فرجٍ ونصرٍ إن شاء الله.
مع ما شهده العام 2019م من أحداث غيَّرت في مسارات الحرب مع تحالف العدوان ومعادلات المواجهة ، فإن صنوف المعاناة والبلاء والحصار لم تُثنِ اليمنيين عن متابعة معركتهم في مختلف الميادين ، فواجهوا في الميدان العسكري وانتصروا واستعادوا وحققوا انتصارات هي أشبه بالمعجزات ، وبذلك استحق أن يكون 2019 عام التحولات الإستراتيجية.
أما إقليمياً فقد كان 2019م عاماً لسقوط الوصفات الجاهزة ، فمن سقوط مخطط الفوضى في إيران ، إلى انكشافه في لبنان ، منتهيا بالحماقة الأمريكية في العدوان على العراق وما تلاه من طرد للسفير الأمريكي وإحراق السفارة بالأمس ، كل ذلك أعاد تشكيل وصياغة عناوين المعارك الدائرة إقليميا بين حلفاء الصهيونية ، ومحور مقاومتها.
أما يمنيا فاستحق أن يكون 2019 عام التحولات الاستراتيجية إذ لم يعد ما بعده مستقيماً مع ما قبله ، فالضربات التي شنتها المسيَّرات اليمنية ودمرت منشآت أرامكو في إبقيق وخريص ، ومن بعدها أم المعارك “نصرٌ من الله” في نجران ، كانتا نقطتي تحول إستراتيجيتين حاسمتين لمسار الحرب ومصيرها انحدارا على ضفة تحالف العدوان ، وتصعيدا في سياق حرب النفس الطويل الدفاعية التي يخوضها اليمنيون منذ خمس سنوات ، ويقال بأنهما والقياس مع الفارق النوعي عمليتان تشبهان معركة “ديان بيان فو” بين القوات الفرنسية والقوات الفيتنامية ، والتي انتهت عملياً بخروج الأولى من الحرب..ومثّلت نقطة فاصلة وحاسمة في مسارها.
عامٌ يبدأ اليوم ويعرف اليمنيون أن الدروب طويلة وشاقة ، وهم بالتأكيد لم يكونوا في يوم من الأيام مستسهلين لها ، بل إنهم المشغولون بالحرب والمواجهة مع العدوان ، عامٌ يبدأ وقد أعلنت اليمن عن نفسها بأنها القادرة على درء الأخطار في الجو والبر والبحر ، والمقتدرة على مواجهة الحروب الكبرى ، عامٌ جديدٌ يبدأ اليوم وثمة من يحمل البندقية ليخوض معارك الشرف ، ومن يبدع في ابتكار صنعة السلاح ولبوس الحرب ، ومن يعمل في حقله ومن هو في مدرسته ، وجامعته ومقر عمله ، وأعين الجميع نحو الانتصار ، فمهما كانت الصعوبات فثمة قدرة يمنية خلّاقة سوف تتجاوزها، وتستكمل البناء وتعزز النصر الذي تحقق في الميادين كافة.‏

كتب / رئيس التحرير

قد يعجبك ايضا