حصـــــــاد الـمـــــيـــدان وجردة حساب الإنجازات
الصواريخ والمسيرات يد طولى نحـــو ترسيخ النصر وحماية السيادة
إذا كان هناك من عنوان للعام المنصرم الذي ودعنا آخر لحظاته منذ ساعات على المستوى اليمني فلن يكون سوى عام الردع للعدو واجباره بالقوة على الجنوح للسلام والمبادرة اليه من موقف القوي القادر الذي يتطلع الى سلام الشجعان السلام المشرف والعادل الذي يحافظ فيه الوطن وابناؤه على كرامتهم وكبريائهم واستقلال وسيادة بلادهم.
حفل العام 2019م بالعديد من الاحداث الهامة والانجازات النوعية على مختلف الاصعدة الامنية والعسكرية والسياسية على الرغم من كل التحديات والتداعيات المعقدة الناجمة عن العدوان والحصار وهو يوشك على اتمام عامه الخامس.
هذه الانجازات العظيمة التي حققها الشعب اليمني وقواته المسلحة الباسلة خلال العام المنصرم وخاصة في المجالات العسكرية والتصنيع الحربي كان لها الاثر الاكبر في كسر غرور وغطرسة قوى العدوان ووجهت اليه ضربات موجعة في عمقه الاستراتيجي واصابت شريانه الاقتصادي بالشلل وجعلته يعيد النظر في حساباته ويحد من طموحاته واوهامه في اليمن.
رصد وتحليل / حمدي دوبلة / محمد عبدالسلام
تلك العمليات النوعية الضاربة لسلاح الجو المسير اليمني بلغت ذروتها خلال العام 2019م ووصلت الى اقاصي اراضي العدو وغيرت المعادلات على الارض وقلبت الموازين في هذه المواجهة لصالح اليمن وابطاله من منتسبي الجيش واللجان الشعبية الذين اخذوا على عاتقهم الدفاع عن حياض الوطن وكرامة وحرية الشعب والثأر لدماء الشهداء من الابرياء الذين راحوا ضحايا لجرائم وانتهاكات العدوان المتواصلة.. نتحدث هنا عن عمليات الردع والتي كان سلاح الجو المسير رأس حربتها وتمكن من ضرب مفاصل حيوية واقتصادية هامة للعدو، ولا زالت عملية استهداف مصافي شركة ارامكو بعدة هجمات نوعية خلال العام الماضي تثقل كاهل العدو السعودي الذي لايزال يكابر رغم جراحاته العميقة ولم يستفد من مبادرة السلام التي اطلقها الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الاعلى عشية الاحتفال بالذكرى الخامسة لثورة الـ21من سبتمبر وسنتناول بشيء من التفصيل هذه العمليات النوعية في سياق هذا الرصد والتحليل لابرز أحداث العام المنصرم على الساحة الوطنية ناهيك عن انجازات متعددة حققها اليمن على الصعيد الأمني الداخلي ومنها اخماد فتنة حجور التي راهن عليها العدو كثيرا لضرب حالة الاستقرار وتماسك الجبهة الداخلية وغيرها الكثير من الاحداث والانجازات الهامة على الصعيدين العسكري والامني والتي كان لها الاثر الابرز في تهيئة عوامل الانتصار اليمني الذي بات قاب قوسين أو أدنى.
عام سلاح الجو المسيًر وعمليات الردع
في يناير من العام الماضي أعلن متحدث القوات المسلحة أن 2019م سيكون عاما لسلاح الجو المسير.
وأكد العميد يحيى سريع في مؤتمره الصحفي حينها أن لدى الجيش واللجان الشعبية مخزونا كبيرا من الطائرات المسيرة وقد حقق خطوات متقدمة في تصنيع الطيران المسير.
وأشار سريع أن لدى الجيش واللجان الشعبية مخزونا كبيرا من الطائرة المسيرة قاصف2K المصنعة محليا وكذلك صواريخ باليستية حديثة.
وكان لهذه الانجازات الكبيرة في مجال التصنيع الحربي وخاصة في سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية للجيش واللجان الاثر البالغ في قلب الموازين والمعادلة العسكرية لصالح اليمن الذي باشر في منتصف اغسطس وبالتحديد في الـ17منه أولى عمليات الردع والرد الحاسم على جرائم العدوان المتواصلة بحق الشعب اليمني.. عملية الردع الاولى تمثلت في قصف ” مصفاة نفط حقل الشيبة ” السعودي على بعد 10 كيلومترات من حدود العاصمة الاماراتية أبوظبي وكانت هذه العملية الاولى نوعية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وحملت كما يقول خبراء ومحللون عسكريون رسائل بليغة الى كل دول تحالف العدوان وليس للرياض وابوظبي وحسب.
واستهدف سلاح الجو المسير خلال عملية الردع الاولى حقل ومصفاة الشيبة الواقع جنوب شرقي والقريب من الحدود السعودية الإماراتية وذلك باستخدام 10 طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات .
واكد المتحدث العسكري للجيش اليمني العميد يحيى سريع حينها أن حقل الشيبة النفطي يضم أكبر مخزون استراتيجي في المملكة ويتسع لأكثر من مليار برميل.
وبيّن أن “عملية توازن الردع الأولى” تأتي في إطار الردع والرد المشروع على التحالف وحصاره للشعب اليمني، متوعدا السعودية وقوى” العدوان” بعمليات أكبر وأوسع.
ويبعد حقل الشيبة 40 كم عن الجزء الشرقي لواحة ليوة في أبو ظبي وبدأت شركة أرامكو السعودية بضخ النفط من هذا الحقل سنة 1998م بطاقة نصف مليون لتر لتتسع قدراته الى مليار لتر الى ما قبل الهجوم.
وماهي إلا أيام قلائل عقب عملية الردع الاولى حتى جاءت عملية الردع الثانية وكانت أكثر ايلاما للعدو ومثلت ضربة قاصمة لم تكن في حسابات العدو يوما، ففي الـ 14 سبتمبر نفذ الطيران المسير من النوع الجديد والتي تعمل بمحركات مختلفة وجديدة ما بين عادي ونفاث هجوما واسعا على العمق السعودي واستهدف بعشر طائرات مسيرة مصفاتي بَقيقٍ وخريٍص التابعتينِ لشركةِ أرامكو السعودية محققاً اصابات دقيقة ومباشرة ومخلفاً اضرارا وخسائر فادحة في هاتين المصفاتين اللتين تعدا العصب والشريان الحيوي لاقتصاد العدو.
وجاء هذا الهجوم الواسع والمؤلم كما يقول متحدث الجيش العميد يحيى سريع بعد عمليةٍ استخباراتيةٍ دقيقةٍ ورصدٍ مسبقٍ وتعاونٍ من الشرفاءِ والأحرارِ داخلَ المملكة.
واعلن وزير الطاقة السعودي اثر الهجوم عن توقف عمليات إنتاج النفط في مصفاتي معملي بقيق وخريص، مؤكدا تعرض قطاع النفط السعودي جراء الهجمات الجوية لخسائر كبيرة، مشيرا الى أن الانفجارات أدت حسب التقديرات الأولية إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو (5.7) مليون برميل، أو حوالي 50% من إنتاج الشركة.
وتكشف مع مرور الوقت ان الخسائر التي تكبدها العدو السعودي جراء هذا الهجوم النوعي لطيران الجو المسير أكبر بكثير مما تم اعلانه عقب الهجوم من قبل النظام السعودي.
انجازات نوعية
من أهم الثمار التي جناها اليمنيون من الانجازات النوعية للجيش واللجان في مجال التصنيع العسكري خلال سنوات العدوان والتي بلغت مستويات متقدمة خلال العام المنصرم ان اليمن انتقلت وبشكل جذري من الدفاع الى الهجوم الفاعل الذي يجعل من العدو يترنح وتهتز اركانه وهو يتلقى الضربات الموجعة الواحدة تلو الاخرى والتي تستهدف اهدافا عسكرية وحيوية وتحقق اصابات مباشرة مهما كانت المسافات بعيدة من مواقع انطلاق الصواريخ اليمنية او طائرات سلاح الجو المسيرة والتي استطاعت الوصول الى اهداف على بعد مئات الكيلو مترات في عمق أراضي العدو، هذه الضربات الحيدرية المسددة التي ضربت أهدافاً حيوية على بعد مسافات شاسعة في مملكة العدوان اصبحت تثلج صدور اليمنيين.
ويقول سياسيون واعلاميون وخبراء عسكريون إن هذه الهجمات الموفقة للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير في عمق اراضي العدو السعودي هي بمثابة البلسم لجراحات كل ابناء الشعب الذي تعرض لجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية طوال السنوات الماضية.
عمليات الردع اليمني لم تتوقف عند العمليات الكبرى بل طالت خلال العام المنصرم مواقع عسكرية ومنشآت حيوية هامة في عمق العدو السعودي واخذت الى ما قبل اعلان القيادة السياسية مبادرة السلام في سبتمبر الماضي منحى تصاعديا حيث شن سلاح الجو المسير التابع للجيش واللجان الشعبية عدة هجمات نوعية على مدى أشهر العام 2019م ونذكر هنا أبرز تلك العمليات والمتمثلة في الهجوم الواسع بعدد من طائرات صماد3 المسيرة على هدف عسكري في الرياض.
كما نفذ سلاح الجو سلسلة عمليات هجومية استمرت لأسابيع خلال شهري يونيو ويوليو على قاعدة الملك خالد الجوية حيث استهدفت طائرات تو كي مرابض الطائرات الحربية، ومبنى الاتصالات، وبرج الرقابة في القاعدة في نجران ما تسبب في إصابتها بالشلل التام كونها من أهم القواعد التي يستخدمها النظام السعودي منطلقا لعملياته العدائية ضد اليمن وشعبه”.
كما نفذ سلاح الجو المسير عدة هجمات بطائرات قاصف 2k على مطار ابها الدولي استهدفت برج الرقابة في المطار وكانت الاصابة تسببت فى تعطيل الملاحة الجوية في المطار.
واستهدفت القوة الصاروخية خلال تلك الفترة بعشرات الصواريخ البالستية نوع بدر 1 مرابض الطائرات الحربية والأباتشي في مطار جيزان الإقليمي ومواقع عسكرية أخرى في جيزان، الأمر الذي حد كثيرا من قدرة هذه المطارات والقواعد المعادية في تنفيذ اعمال عدوانية ضد اليمن وشعبه.
نصر من الله
من ابرز العمليات العسكرية النوعية لأبطال الجيش واللجان الشعبية خلال العام النصرم هي عملية “نصر من الله” والتي تم الاعلان عنها في الـ29من سبتمبر وكانت نتائجها صادمة للعدو حيث اسفرت عن سقوط 3 ألوية عسكرية وفصيل للقوات السعودية وآلاف الأسرى واغتنام مئات الآليات.
وكشفت القوات المسلحة أواخر سبتمبر وبمشاهد تليفزيونية موثقة عن عملية ” نصر من الله ” العسكرية الواسعة في محور نجران والتي نتج عنها سقوط 3 ألوية عسكرية من قوات العدو بالكامل وفصيل للقوات السعودية وآلاف الأسرى واغتنام مئات الآليات والمدرعات.
وأوضح العميد يحيى سريع الناطق الرسمي للقوات المسلحة أن العملية هي أكبر عملية استدراج لقوات العدو منذ بدء العدوان استمرت لأشهر عدة وشاركت وحدات متخصصة من قواتنا في إطار دعم وإسناد العملية في محور نجران وعلى رأسها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير والدفاع الجوي.
واضاف سريع ” بعد مرور 72 ساعة فقط على بدء العملية قامت قواتنا بإطباق الحصار على 3 ألوية من المخدوعين وفصيل كامل من الجيش السعودي، لافتا إلى تحرير مئات الكيلومترات طولا وعرضا خلال العملية النوعية”.
كما أفاد عن وقوع الآلاف من عناصر قوات العدو في الأسر بينهم أعداد كبيرة من قادة وضباط وجنود الجيش السعودي، مشيرا إلى أنه تم التعامل مع كافة الأسرى وفق مبادئ الدين، والعادات والتقاليد اليمنية الأصيلة.
وأشار إلى أنه “بعد استسلام الآلاف من قوات العدو، عملت قواتنا على تأمين الأسرى من غارات العدو التي حاولت استهدافهم، مطمئناً أهالي أسرى قوى العدوان بأن الجيش واللجان الشعبية سيتخذون المزيد من الإجراءات اللازمة لحمايتهم من استهداف الطيران الحربي المعادي”.
الردع ونبل المبادرة اليمنية للسلام
مع هذه الانجازات الملموسة للتصنيع العسكري وعمليات الردع التي بدأت تأخذ مستويات متصاعدة بدءا من العام الماضي لم يعد بإمكان دول العدوان كما يقول محللون سياسيون ان تنعم بالأمن والسكينة ولو للحظات وساعات قليلة طالما استمرت في عدوانها الاجرامي وحصارها الجائر على الشعب اليمني وهذه هي فحوى الرسائل والانذارات التي اصبحت تحملها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة اليمنية صباح مساء الى قيادات انظمة دول التحالف العدواني وهي الاشارات التي تجسد على الواقع تحذيرات ونصائح قائد الثورة الشعبية السيد/عبدالملك بدر الدين الحوثي ونداءاته المتواصلة لتلك القيادات الرعناء في مراكز صناعة القرار في دول تحالف العدوان لعلها تثوب الى رشدها وتكف عن ممارساتها الاجرامية بحق اليمن وشعبه العربي المسلم والاستفادة من المبادرة اليمنية للسلام أحادية الجانب والتي اعلنها الرئيس مهدي المشاط عشية الـ21من سبتمبر والتي قضت بوقف استهداف العمق السعودي وافساح المجال لجهود السلام وذلك من منطلق حرص صنعاء على تحقيق السلام وانهاء معاناة الشعب اليمني والجنوح للسلام من موقف القوي القادر على الدفاع عن الوطن ومصالح الشعب.
هذه المبادرة التي جاءت مباشرة عقب الهجوم الموجع على مصافي ارامكو في عمليتي الردع الاولى والثانية اعتبرها مراقبون سياسيون الفرصة الذهبية التي قدمها اليمن وقيادته السياسية للعدو ليكف عن طغيانه والخروج ببعض ماء الوجه شريطة ان يفهم مغازي ودلالات هذه المبادرة وان لا يعتبرها ناجمة عن ضعف وهوان ما لم فإنه سيجد نفسه امام السيناريوهات الاكثر وجعا وربما سيتجرع المزيد والمزيد من الهزائم النكراء والخسائر الفادحة قبل ان يتراجع مهزوما مدحورا .
وتبقى معادلة الردع اليماني بسيطة وغير معقدة على الرغم من انها أليمة وموجعة للعدو المتغطرس ومضمونها أن الردع اليماني متواصل طالما تواصل العدوان وحصاره الجائر وان الجيش اليمني ولجانه الشعبية بات يمتلك من الامكانيات والقدرات العسكرية ما يجعله قادراً على ضرب اي هدف في اراضي مملكة العدوان بل والذهاب الى ما هو ابعد من ذلك وضرب أهداف في الامارات وغيرها من بلدان التحالف الاجرامي وهو الانذار الصريح الذي ورد على لسان قائد الثورة الشعبية في خطابه عقب تنفيذ الهجوم الواسع لسلاح الجو المسير على حقل شيبة النفطي في اقصى شرق مملكة العدوان وعلى مقربة من الاراضي الاماراتية في اغسطس الماضي وتزامنت هذه التحذيرات مع تطوير اسلحة فعالة للرد والردع على كافة المستويات وهو ما توجب على العدو الفهم والادراك قبل فوات الأوان.
وكان الرئيس مهدي المشاط رئيس “المجلس السياسي الأعلى” قد اعلن مساء الجمعة الموافق 20 سبتمبر في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة من ثورة 21 سبتمبر مبادرة السلام ووقف استهداف أراضي المملكة العربية السعودية بالطيران المسير والصواريخ الباليستية والمجنحة وكافة أشكال الاستهداف”، مضيفا “ننتظر رد التحية بمثلها أو بأحسن منها” من جانب الرياض.
ورحب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، بالمبادرة التي أعلنها الرئيس المشاط بشأن وقف الأعمال العدائية العسكرية ضد السعودية.
وشدد المبعوث الأممي في بيان على أهمية الاستفادة من هذه الفرصة وإحراز تقدم في الخطوات اللازمة للحد من العنف والتصعيد العسكري والخطاب غير المساعد.
وكان قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في خطاب بمناسبة الذكرى الـ 21 من سبتمبر قد قال قاصداً التحالف الذي تقوده السعودية:” إذا أوقفوا عدوانهم وقصفهم وحصارهم سيوقف الجيش واللجان الشعبية الضربات التي يوجهها إلى العمق بالطائرات المسيرة والصاروخية، أما مع استمرار القصف والحصار والعدوان فإن الضربات الأكثر إيلاما والأشد فتكا والأكبر تأثيرا ستصل إلى عمق مناطقهم وإلى أهم منشآتهم الاقتصادية والنفطية والحيوية، ولا خطوط حمراء في هذا السياق”.
الانجازات العسكرية بأرقام رسمية
وبعد استعراضنا لأبرز العمليات العسكرية خلال العام الماضي نأتي الى التفاصيل بالأرقام الرسمية لما شهده العام 2019م وفقا لما اعلنه المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع والذي اكد في مؤتمره الصحفي يوم الاحد الماضي 29 ديسمبر توسع بنك أهداف القوات المسلحة ليشمل مراكز حيوية وحساسة على طول وعرض جغرافيا دول العدوان .. مبينا أن بنك الأهداف ينقسم إلى ثلاثة مستويات يشمل الأول تسعة أهداف بالغة الأهمية ستة في السعودية وثلاثة في الإمارات.
وأوضح العميد سريع أن القدرة الهجومية لسلاح الجو المسير تضاعفت بنسبة 400% عما كانت عليه في العام السابق.. مؤكدا أن العام 2020م سيكون عاماً للدفاع الجوي وتطوير الصناعات العسكرية.
وكشف المتحدث الرسمي عن تفاصيل ومستجدات المعركة مع العدو وتطورات الصناعات العسكرية اليمنية وحصاد العام 2019م.. موضحا أن القوات المسلحة وهي على مشارف العام الجديد، تؤكد الاستمرار في تنفيذ المهام والواجبات دفاعاً عن الوطن واستمرار العمل على تعزيز القدرة الدفاعية وفرض معادلات عسكرية جديدة تقوم على استراتيجيات الضربات المفاجئة في المكان والزمان الذي لا يتوقعه العدو.
وأكد أن الرد سيكون بالمثل على العمليات العسكرية للعدو بما يتناسب مع كل عملية وحجمها وهدفها ونتائجها، واستهداف كافة التحركات المعادية التي تشكل خطراً على اليمن ورفع مستوى وحجم ونوعية الرد على الجرائم التي تؤدي إلى استشهاد وجرح مواطنين سواء بالغارات أو القصف البحري أو البري بما في ذلك الرد على جرائم قد ترتكب بحق المواطنين في المناطق المحتلة.
وقال” تعتبر القوات المسلحة استهداف تحالف العدوان للمرتزقة اليمنيين جرائم حرب تستدعي الموقف المناسب على اعتبار أن الضحايا وبغض النظر عن موقفهم يمنيون”.
وأضاف “قواتنا مستمرة في العمل بالتوجيهات القاضية بالتوقف عن إطلاق النار على كل من يفر من المعركة من قوات العدو لا سيما إذا كان من المرتزقة اليمنيين”.
وتابع” بعد تزايد ضحايا المرتزقة في الجبهات والذين يتعرضون لإطلاق النار من قبل ضباط وجنود العدو في حال تراجعهم وفرارهم من أرض المعركة، صدرت توجيهات للجيش واللجان الشعبية بإتاحة الفرصة لكل المرتزقة بالفرار من المعركة من خلال اللجوء إلى الجيش، بما يضمن عدم عودتهم حتى لا تطالهم نيران من أعدهم العدو لقتلهم في حال فرارهم “.
وقال ” استمرار استهداف بلدنا يعني استمرار قواتنا في الرد المشروع بضربات موجعة حسب ما تختاره القيادة من المستويات الثلاثة لبنك الأهداف”.. مؤكداً أن القوات المسلحة في جهوزية تامة لتنفيذ مرحلة الوجع الكبير إذا ما أصدرت القيادة توجيهاتها القاضية بتنفيذ العملية.
واعتبر نهب الثروة اليمنية من البر أو البحر أعمالاً عسكرية عدائية، تستوجب الرد المناسب وعلى الجهات الأجنبية المساعدة للعدو في نهب ثروة الشعب اليمني أخذ هذا التحذير على محمل الجد.. وقال “المنشآت العسكرية التابعة لقوى الاحتلال والعدوان في أراضي الجمهورية اليمنية وفي مياهنا الإقليمية وجزرنا أهدافاً مشروعة لقواتنا “.
كما أكد أن العام 2020م سيكون عاماً للدفاع الجوي وعام النصر مع العمل على تطوير الصناعات العسكرية وتعزيز المخزون الاستراتيجي للقوات المسلحة من مختلف أنواع الأسلحة وعلى رأسها أسلحة الردع الاستراتيجي.. مشيرا إلى إسناد الأجهزة الأمنية في تأمين مختلف المناطق وتعزيز تماسك الجبهة الداخلية وتوفير الحماية لكافة المواطنين.
ولفت العميد سريع إلى أن القوات المسلحة تهيب بكافة اليمنيين الأحرار المشاركة الفاعلة في معركة الاستقلال والتحرر ونيل شرف الدفاع عن الوطن في مواجهة الغزاة والمحتلين .
وقال” نحن اليوم أقوى مما كنا عليه وسنكون أكثر قوة مما نحن عليه، فإيماننا بالله وثقتنا بنصره تجعلنا أكثر قدرة على مواجهة مختلف الظروف، إرادتنا الصلبة لا يمكن أن تتراجع وعزيمتنا القوية لا يمكن أن تنكسر”.
وأشار إلى أنه وللعام الخامس على التوالي يستمر تحالف العدوان في استهداف مختلف المناطق والمحافظات، مرتكباً العديد من المجازر بالإضافة إلى تدمير الطرق والمراكز الخدمية ومنازل وممتلكات المواطنين .. مبينا أن إجمالي عدد غارات طيران العدوان خلال العام الجاري بلغ أكثر من ستة آلاف و534 غارة على 19 محافظة.
وبين أن أكثر من 50% من إجمالي عدد الغارات استهدفت محافظة صعدة تليها حجة بأكثر من ألف و427 غارة ومحافظة صنعاء أكثر من 424 غارة ومحافظة الجوف التي تم استهدافها بأكثر من 211 غارة وبقية الغارات توزعت على أمانة العاصمة والضالع ومارب وعمران والحديدة وذمار وتعز والبيضاء وإب ولحج وريمة وعدن وأبين وشبوة والمحويت.
وتابع ” إلى جانب الغارات الجوية دفع تحالف العدوان بقواته ومرتزقته إلى مختلف المناطق ومحاولة التقدم على الأرض، حيث تصدت قواتنا بنجاح لأكثر من ألف و226 عملية عسكرية لتحالف العدوان وأدواته منها 163 عملية هجومية و656 زحفاً و407 محاولات تسلل”.
وذكر أن القوات المسلحة بالإضافة إلى تصديها للمحاولات الهجومية، نفذت بنجاح عمليات عسكرية مختلفة منها عمليات نوعية شاركت فيها وحدات عسكرية من مختلف صنوف وتشكيلات القوات المسلحة أدت إلى تحرير وتأمين مناطق واسعة وتكبيد العدو والضالعين بخيانة الوطن خسائر فادحة.
وتطرق متحدث القوات المسلحة، إلى أبرز العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة ومنها عملية تحرير مناطق في محافظة الضالع وعملية “نصر من الله” بمرحلتيها الأولى والثانية بالإضافة إلى عملية عسكرية واسعة لم يُعلن عنها.
وبين أن عدد العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة بلغ ألفاً و686 عملية على طول مسرح العمليات وامتداد خارطة المواجهات منها 607 عمليات هجومية وألف و44 عملية إغارة و35 عملية تسلل.
ولفت إلى أن عمليات القوات المسلحة الواسعة والنوعية خلال العام 2019م، تؤكد حجم ما تتمتع به التشكيلات والوحدات العسكرية من كفاءة وخبرة، انعكست على طبيعة المواجهات وفرضت معادلات عسكرية جديدة.
واعتبر تلك العمليات العسكرية النوعية، نقطة تحول استراتيجي على صعيد معركة المواجهة ضد قوى العدوان وأدواته وإثباتاً لمستوى الجاهزية والروح المعنوية العالية.
وقال” وعلى طريق تحقيق الأهداف الاستراتيجية ضاعفت القوات المسلحة من جهودها على صعيد الإنتاج الحربي والصناعات العسكرية وإعادة بناء مختلف التشكيلات العسكرية بما يسهم في تعزيز الموقف القتالي”.. لافتا إلى أن العام 2019م شهد الإعلان عن صناعات عسكرية مختلفة منها منظومات صاروخية باليستية ومجنحة دخلت الخدمة لأول مرة وحققت نجاحات كبيرة.
وذكر أن القوات المسلحة تمتلك القدرة الكاملة على صناعة منظومات صاروخية متكاملة إضافة إلى أجيال مختلفة من طائرات دون طيار الهجومية والاستطلاعية، كما تمتلك مخزوناً استراتيجياً من الصواريخ بمختلف أنواعها إضافة إلى سلاح الجو المسير بما يؤهلها لشن عمليات عسكرية هجومية مدمرة.
وطمأن متحدث القوات المسلحة الشعب اليمني، أن القوات المسلحة بمختلف تشكيلاتها تعمل ليلا ونهارا من أجل تعزيز القدرات الدفاعية وأنها قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال وقادرة على إفشال مخططات العدوان.
وقال “شهد العام 2019م انضمام تشكيلات عسكرية جديدة إلى جانب وحدات قتالية نوعية مع آلاف المجندين والمتطوعين، كما نفذت قواتنا وفي ظل ظروف العدوان والحصار العشرات من المناورات التدريبية، شارك فيها المئات من منتسبي الدورات العسكرية بمختلف مستوياتها وكذا الكليات والمعاهد العسكرية والجنود والضباط من مختلف المناطق العسكرية”.
وأضاف “نجحت قواتنا المسلحة في تطوير سلاح الجو المسير خلال العام 2019م وهو ما عزز من حضوره على صعيد المعركة وحقق نجاحات كبيرة بتنفيذ عشرات العمليات النوعية الهجومية التي استهدفت منشآت عسكرية للعدو “.
وأشار العميد سريع إلى أن ما حققته القوات المسلحة على صعيد سلاح الجو المسير، جعلها تتصدر قائمة المؤسسات العسكرية المستخدمة بكفاءة لهذا النوع من السلاح الذي أثبت فاعليته وجعل الجميع أمام متغيرات مهمة في العلم العسكري وأسلحة القتال الحديثة.
وأكد أن العمليات الهجومية لسلاح الجو المسير كبدت العدو خسائر فادحة منها عمليات لا تزال خسائرها الاقتصادية مستمرة حتى اللحظة، فيما حققت العمليات الاستطلاعية أهدافها في رصد تحركات العدو وضرب تحركات معادية في الوقت المناسب ووفق الإمكانيات المتاحة”.
وذكر أن سلاح الجو المسير ينفذ العشرات من المهام الاستطلاعية وبنجاح خلال اليوم الواحد، كما تمكنت القوات المسلحة عبر سلاح الجو المسير من تغطية نسبة كبيرة ضمن المساحة الجغرافية الخاضعة للرصد الاستطلاعي.
وأَضاف” تتولى وحدة متخصصة في سلاح الجو المسير الرصد الاستطلاعي المستمر لأهداف ثابتة وأخرى متحركة منها في دول العدوان وقواتنا المسلحة ومن خلال سلاح الجو المسير تمتلك القدرة على تنفيذ عمليات هجومية واسعة ضد أهداف مختلفة وفي وقت واحد”.
وأوضح أن القدرة الهجومية لسلاح الجو المسير تضاعفت بنسبة 400% عما كانت عليه في العام السابق .. مبينا أن عمليات سلاح الجو المسير خلال العام 2019م بلغت ألفين و426 عملية منها ألفان و87 عملية استطلاعية وخمس عمليات هجومية نوعية مشتركة مع القوة الصاروخية، أكدت القدرة على تنفيذ ضربات موجعة للعدو.
ولفت العميد سريع إلى أن سلاح الجو المسير نفذ 196 عملية استهدفت قواعد ومنشآت ومطارات العدو، منها عمليات العند والمخا والجلاء وكذا استهداف المطارات والمنشآت العسكرية السعودية و92 عملية نوعية، منها عملية استهداف حقل الشيبة وتوازن الردع الأولى وعملية التاسع من رمضان وتوازن الردع الثانية فيما بلغ عدد العمليات المشتركة لسلاح الجو المسير مع سلاح المدفعية 46 عملية.
وبين أن القوة الصاروخية حققت نجاحات متصاعدة حيث شهد العام 2019م دخول منظومات صاروخية جديدة إلى خط المعركة، وقد نجحت كافة التجارب للمنظومات الصاروخية الباليستية الجديدة وكذلك المجنحة.. لافتا إلى أن القوة الصاروخية نفذت ضربات موجعة للعدو، منها عمليات أطلقت فيها 10صواريخ باليتسية دفعة واحدة.
وقال: إذا كان العام 2018م و2017م للصواريخ الباليستية، فقد كان العام 2019م عام الصواريخ المجنحة التي أصبحت جزءاً مهماً من الترسانة الصاروخية اليمنية وأحد أهم أسلحة الردع الاستراتيجي “.
وأفاد العميد سريع بأن إجمالي عمليات القوة الصاروخية خلال 2019م، بلغ 110عمليات منها ثلاث عمليات بمنظومة بركان الباليستية، واحدة من تلك العمليات قصفت هدفاً عسكرياً في منطقة الدمام وأربع عمليات بمنظومة قدس 1 المجنح و43 عملية بمنظومة صاروخ نكال الباليستية و12 عملية بمنظومة قاصم و47 عملية بمنظومة بدر بجميع أجيالها.. موضحا أن خارطة أهداف القوة الصاروخية خلال 2019م شملت مراكز وتجمعات ومنشآت عسكرية للعدو داخل البلاد وخارجها.
كما شهد العام 2019م استكمال مرحلة تأسيسية مهمة على صعيد بناء قوات الدفاع الجوي وتفعيل المنظومات الدفاعية، بإعلان القوات المسلحة عن دخول منظومات دفاع جوي وجار العمل على تطوير منظومات أخرى.
وفيما يتعلق بعمليات الدفاع الجوي خلال الجاري أوضح العميد سريع أنها أدت إلى إسقاط 69 طائرة تابعة لقوى العدوان توزعت بين سبع طائرات مقاتلة وتسع طائرات استطلاع منخفض و53 طائرة تجسسية وبلغ عدد عمليات التصدي والاعتراض وكذلك الإجبار على المغادرة 237 عملية.
وذكر أن وحدة القناصة نفذت خلال هذا العام، 16 ألفاً و343 عملية، توزعت بين قنص 228 جندياً وضابطاً سعودياً و142 مرتزقاً سودانياً و16 ألفاً و50 مرتزقاً، بينهم 66 قائداً ميدانياً وقنص 221 آلية وعربة وسلاح قنص وإسقاط طائرتي استطلاع.
كما نفذت وحدة ضد الدروع ألفاً و180عملية منها 192 استهدفت آليات عسكرية محملة أفراداً وعتاداً و138 مدرعة و40 شيولاً وجرافة بجميع أنواعها و40 دبابة و26 عربة و155 مدفعاً وسلاحاً رشاشاً ثقيلاً ومتوسطاً و95 تحصيناً للعدو و494 تجمعاً لقيادات وأفراد وآليات العدو، فيما نفذت وحدة الهندسة العسكرية ألفين و752 عملية منها ألف و803 عمليات استهدفت تجمعات وتحصينات و769 عملية استهدفت آليات ومدرعات ودبابات.
وذكر العميد سريع أن المدفعية كان لها حضور مؤثر في المعركة وسيتم نشر تفاصيل عملياتها خاصة ما يتعلق بخسائر العدو في الدبابات والمدرعات والآليات.
وجدد التأكيد على التزام القوات المسلحة بأداء واجبها تجاه الشعب والوطن .. وقال” لقد تحمل شعبنا الكثير وحان الوقت لأن يعيش عزيزاً كريماً على أرضه وفي ظلال دولته المستقلة ولهذا لن يهنأ الآخرون وشعبنا يعاني “.
واختتم متحدث القوات المسلحة بالقول ” إن العدوان لن يستمر في البناء والتطوير على حساب معاناة شعبنا، فالأمن والاستقرار كما أكد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي من الجميع وللجميع ولهذا لا أمن ولا استقرار إلا بتوقف العدوان ورفع الحصار”.. موجها التحية لأحرار اليمن على التضحيات الجسيمة والمواقف المشرفة والدعم المستمر للمؤسسة العسكرية وأبطال القوات المسلحة المدافعين عن الشعب اليمني.
النجاحات الامنية
اصبحت اليمن وخاصة المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش واللجان الشعبية خلال العام المنصرم ورغم التحديات الناجمة عن العدوان ومخططاته التي لا تتوقف اصبحت اكثر استقرارا وامانا بفضل الله والجهود الجبارة التي يبذلها رجال الامن وتعاون المواطنين حيث تم القبض على مئات الخلايا الارهابية ذات الصلة بقوى العدوان لكن من ابرز النجاحات الامنية للعام الماضي تلك المتعلقة بإخماد فتنة حجور بمحافظة حجة والتي سخر لها العدوان الدعم العسكري والمادي الهائل بهدف ضرب الاستقرار الداخلي والسكينة العامة
واعلنت وزارة الداخلية بحكومة الانقاذ في الـ 7 من مارس عن تأمين مديرية كشر والعبيسة بمحافظة حجة بالكامل بعد تطهيرها من العناصر التخريبية بعد مواجهات عسكرية دامت اكثر من شهر ونصف الشهر والتي ارتبطت بالعدوان السعودي الأمريكي.
وقالت الوزارة “إن قوات الأمن وأبطال الجيش واللجان الشعبية وبمساندة رجال القبائل من أبناء حجور ومحافظة حجة استطاعت تأمين منطقة العبيسة والمناطق المجاورة لها بمديرية كشر في محافظة حجة بالكامل من العناصر التخريبية الخارجة عن النظام والقانون، والتي ارتبطت بالعدوان وأقلقت السكينة العامة”.
وأوضحت وزارة الداخلية أنه خلال العملية الأمنية النوعية تم القضاء على عدد من العناصر الخارجة عن النظام والقانون فيما سلم عدد من تلك العناصر أنفسهم لقوات الأمن والجيش، وأكدت أن منطقة العبيسة والمناطق المجاورة لها أصبحت مؤمنة بالكامل حيث تم فتح الطرقات الرئيسية بعد أن كانت قد قطعت من قبل العناصر التخريبية.
وأشارت إلى أن قوات الأمن والجيش واللجان الشعبية بملاحقة العناصر الفارة التي رفضت تسليم نفسها، داعية من تبقى من تلك العناصر إلى تسليم أنفسهم لقوات الأمن والجيش وسيتم معاملتهم كمغرر بهم، ولفتت الوزارة إلى أن هذه العملية الأمنية لاقت ارتياحا كبيرا من قبل المواطنين الذين أعلنوا رفضهم لكافة الأعمال التخريبية التي تقوم بها العناصر التخريبية المأجورة.
وأشادت وزارة الداخلية بالموقف الصادق والمسؤول لمشائخ وقبائل حجور وحجة الشرفاء الذين وقفوا إلى جانب الدولة وساندوا قوات الأمن والجيش حتى تم القضاء على تلك العناصر، وأكدت أن قوات الأمن وبمساندة أبطال الجيش واللجان الشعبية سيظلون عيونا ساهرة من أجل الوطن وأمنه واستقراره، ولن يسمحوا مطلقا لأي عابث بتهديد الأمن والسكينة العامة والسلم الاجتماعي وسيتم الضرب بيد من حديد.
ومن الانجازات اللافتة للجهاز الامني الوطني خلال العام الماضي ما اعلنته وزارة الدفاع في الـ26نوفمبر من اصدار أول تقرير رسمي عن اغتيال الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي تم الكشف فيه عن المنفذين للجريمة بعد غموض دام اكثر من 42عاما.
وكشف التقرير بالوثائق تفاصيل وملابسات وتبعات وأسباب اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي والمنفذين الرئيسيين لجريمة الاغتيال، حيث أصدرت دائرة التوجيه المعنوي التقرير الرسمي الأول عن ملابسات الاغتيال معززة التقرير بوثائق تم الحصول عليها بعد مقتل الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح إحدى هذه الوثائق وأهمها وُجدت في منزله السابق بحي الحصبة وسط العاصمة صنعاء.
تغييرات جذرية وانكشاف القناع
بحسب محللين سياسيين ومراقبين للشأن اليمني فإن 2019م كان العام الذي مثل فيه اليمن بؤرة تغيير موازين القوى في المنطقة والإقليم، والسبب في ذلك القفزة النوعية التي حققها الجيش اليمني في مجال الصناعات العسكرية والحربية من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة (كروز) ومؤخراً منظومة الدفاع الجوي الخاصة بتحييد المروحيات وطائرات الدرون الغربية المتطورة، وما أحدثته القدرات العسكرية اليمنية من تغيير في موازين القوة في المنطقة بفعل الضربات الموجعة التي وجهها الجيش اليمني لدول العدوان وما كشفته من قدرات عسكرية على المستويات (البحرية والجوية والبرية).
كما مثل العام 2019م عام جدلاً دولياً بسبب تضارب أجندات تحالف العدوان السعودي الإماراتي في جنوب اليمن والذي تمثل في القتال المحتدم بين حلفاء الطرفين ما يسمى بـ(الانتقالي والشرعية) الأمر الذي أتى ليؤكد أن تحذيرات القيادة السياسية في صنعاء بشأن المشروع والهدف الحقيقي من العدوان على اليمن المتواصل لخمسة أعوام لم يكن لمجرد المزايدة الإعلامية أو لتبرير موقفها من مواجهة المشروع الكبير للاعداء وانما اثبتت الاحداث والاقتتال بين ادوات العدوان في المناطق المحتلة والذي بلغ ذروته خلال العام الماضي والذي اسقط بشكل بهائي شعار واكذوبة دعم الشرعية في اليمن، وعلى الرغم من توقيع ما يسمى باتفاق الرياض بين مرتزقة كل من الرياض وابوظبي والذي تم في نوفمبر ظل هذا المبرر المتمثل في دعم الشرعية والحفاظ على وحدة اليمن واستقراره ابرز الغائبين وانما كرس الانفصال واعاد توزيع نفوذ قطبي العدوان على مناطق الجنوب للمضي في مخططاتهم واجندتهم لتمزيق البلد والسيطرة على ثرواته ومقدراته ونشر الصراع والفرقة والاقتتال بين أبنائه.
ما شهدته الأراضي المحتلة من احداث دامية في العام المنصرم بين ادوات ومرتزقة العدوان وسيطرة مليشيات ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل مطلق على عدن وبدعم علني من المحتل الاماراتي وتواطؤ مفضوح من النظام السعودي جعل الشرعية المزعومة للفار هادي خارج المشهد السياسي عمليا .. وتقول لجنة العقوبات الأممية التابعة لمجلس الأمن في تقريرها السنوي: إن عودة “الشرعية” لليمن واستعادة سيطرتها على المناطق اليمنية أصبح مستحيلاً خاصة مع استمرار تآكل هذه الحكومة وفقدان سيطرتها على مناطق لصالح المليشيات الانفصالية.
المسار السياسي والتفاوضي
خلال العام المنصرم تمكنت اليمن وقيادتها السياسية ممثلة في “قيادة الثورة الشعبية والمجلس السياسي الاعلى وحكومة الانقاذ الوطني” من تحقيق اختراق كبير في جدار العزلة الدولية التي فرضتها دول تحالف العدوان على اليمن والذي تم تتويجه في 17 اغسطس بتعيين سفير لليمن في الجمهورية الاسلامية الايرانية والذي يعتبر بحسب كثير من المحللين السياسيين انجازا سياسيا ودبلوماسيا لافتا بالنظر الى ما تسخره دول العدوان من امكانيات مادية هائلة لاستمرار فرض العزلة الدبلوماسية الخانقة على اليمن وقواه الوطنية الفاعلة.
وعلى الرغم من التداعيات والآثار الكارثية للعدوان وما يفرضه من حصار خانق على اليمن إلا اليمن حقق انجازا سياسيا وديمقراطيا لافتا خلال العام الماضي وذلك بعقد انتخابات برلمانية تكميلية لشغل المقاعد الشاغرة في البرلمان بدلاً عن الأعضاء المتوفين.
وفي 13 ابريل بدأ الناخبون بالإدلاء بأصواتهم لاختيار مرشحيهم لعضوية مجلس النواب في أربع وعشرين دائرة نيابية تضم أربعمائة وثلاثة وخمسين مركزا انتخابيا في أمانة العاصمة وعدد من المحافظات.
وشهدت المراكز الانتخابية إقبالا كبيرا للناخبين من المواطنين والمواطنات وبدأ الناخبون بالإدلاء بأصواتهم في تمام الساعة الثامنة والنصف صباح الـ13من ابريل وسط اجراءات أمنية وتنظيمية ناجحة أشاد بها رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور خلال زيارته التفقدية لسير عملية الانتخابات بعدد من مراكز الاقتراع في أمانة العاصمة، واعتبر رئيس الوزراء أن سير العملية الانتخابية يعد شكلا من أشكال بناء الدولة اليمنية الحديثة، موضحا أن اجتماع الخونة في سيئون ليس سوى مسرحية هزلية مدفوع الأجر لكل من حضر الاجتماع من الخونة الذين انتفت صفة تمثيلهم للشعب اليمني.
اما من ناحية العملية السياسية وفقا لاتفاق السويد الذي تم توقيعه في أواخر العام 2018م فقد كان العام المنصرم شاهدا على عدم جدية العدوان ومرتزقته في المضي قدما في عملية السلام وعلى الرغم من تنفيذ الطرف الوطني للنسبة الأكبر من التزاماته في الاتفاق إلا أن الطرف الآخر ظل يماطل ويتهرب ولم ينفذ أيا من التزاماته بل واصل وبشكل يومي خروقاته وانتهاكاته في محافظة الحديدة.. ومع ذلك لم يكن للأمم المتحدة مواقف واضحة إزاء تلك العراقيل الواضحة من الطرف الآخر ومن خروقاته وانتهاكاته واكتفت بمواصلة رعاية المشاورات وجلسات اجتماعات لجان التنسيق على متن سفينة تابعة للأمم المتحدة في المياه الإقليمية اليمنية قبالة الحديدة وكانت تجتمع بشكل متقطع حتى تم الاتفاق على نقاط مراقبة مشتركة بين قوات الطرفين تم تنفيذها ووضعها في محيط مدينة الحديدة برعاية المنظمة الدولية.
ويقول محللون سياسيون إن إعلان الطرف الوطني تنفيذ مبادرة أحادية الجانب بشأن اتفاق الحديدة والمتمثلة بإعادة الانتشار من موانئ الحديدة الثلاثة (الحديدة – الصليف – رأس عيسى) كبادرة حسن نية وضع تحالف العدوان السعودي الإماراتي في موقف محرج أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكشف على الملأ بأنه من يعرقل تنفيذ اتفاق السويد ورفضه سحب قواته من محيط مدينة الحديدة ورفع الحصار عن مدينة الدريهمي ووقف العمليات العسكرية في الحديدة، لكن الطرف الآخر واصل الخروقات والانتهاكات الصارخة للاتفاق وبشكل يومي لتصل خلال العام الماضي الى عشرات الآلاف من الانتهاكات .
الجانب الانساني
شهد العام 2019م أول عملية تبادل للأسرى بين القيادة السياسية الوطنية بصنعاء وتحالف العدوان السعودي حيث كانت صنعاء هي المبادرة لتنفيذ أول عملية إفراج عن أسرى تابعين للتحالف والشرعية، بعد أن أعلنت عن تنفيذها مبادرة أحادية الجانب تقضي بالإفراج عن 350 أسيراً بينهم أسرى يحملون جنسيات غير يمنية كبادرة حسن نية بعد أن توصلت جهود المفاوضات في ستوكهولم نهاية 2018م والتي امتدت حتى مطلع هذا العام إلى طريق مسدود بسبب عدم امتلاك مفاوضي طرف الشرعية للقرار بشأن الإفراج عن الأسرى بالإضافة إلى عدم قدرتهم على الوصول إلى المعتقلات التي يتواجد فيها أسرى قوات صنعاء والذين جرى تسليم معظمهم للتحالف السعودي.
بعد مبادرة صنعاء بالإفراج من جانب واحد عن 350 أسيراً تابعاً للعدوان بقيت الرياض وأبوظبي في موقف محرج آخر أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة وبعد نحو شهرين من مبادرة صنعاء أعلنت الرياض إفراجها عن 135 أسيراً من مقاتلي الجيش واللجان الشعبية.
صنعاء في أبهى الحلل احتفاءً بمولد الرسول الكريم
من الاحداث البارزة التي شهدتها العاصمة صنعاء ومختلف محافظات الوطن اليمني خلال العام المنصرم، الاحتفالات الجماهيرية الحاشدة ابتهاجا بذكرى المولد النبوي الشريف.
وظهرت العاصمة صنعاء وهي في ابهى الحلل وازدانت باللون الاخضر والاضاءات الفرائحية التي عكست مدى حب وارتباط اليمنيين برسولهم الكريم ونهجه الرباني .
وشهدت صنعاء ومختلف المحافظات في التاسع من نوفمبر 2019م والذي وافق الـ12من ربيع الاول فعاليات جماهيرية حاشدة احتفاءً بمناسبة مولد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في حشود هي الأكبر في تاريخ اليمن والمنطقة.
وفي هذه الاحتفالات الجماهيرية المليونية وغير المسبوقة وجه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي كلمة متلفزة للجماهير المحتشدة في العاصمة صنعاء والساحات في المحافظات، حيث حيا في مستلها المشاركين في ساحات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وقال” حضوركم المشرف يعبر عن الفرح والابتهاج برحمة الله للعالمين المتمثلة بخاتم أنبيائه وسيد رسله سيدنا وقائدنا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله”.
وأشار إلى أن الشعب اليمني في هذا العام والأعوام الماضية يتبوأ الصدارة في الاحتفاء والاهتمام بذكرى المولد النبوي الشريف حيث جعل منها محطة توعوية وتعبوية وتربوية ومعرفية لتعزيز الولاء والمحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولترسيخ المفاهيم الإسلامية والحث على الاقتداء برسول الله وما حمله من قيم وجسده من أخلاق.
وقال” شعبنا وبحكم انتمائه وهويته الإيمانية أدرك أهمية هذه المناسبة وما تمثله من فرصة كبيرة في مرحلة حساسة تعاني فيها الأمة الإسلامية من مشاكل وتحديات خطيرة وهي في أمس الحاجة إلى العودة إلى ينابيع الحكمة وأسباب الفلاح والنجاة والخلاص”.
وتطرق قائد الثورة إلى ما تعرض له الرسول من عداء في المرحلة المكية قبل انتقاله إلى المدينة وما شهدته من حروب وتحالفات معادية للرسول وبالرغم من ذلك انتصر الإسلام واحدث تغييرا كبيرا وتحولا فارقاً ونقلة كبيرة في واقع المسلمين من أمة مستضعفة إلى أمة في المرتبة الأولى.
ودعا قائد الثورة، الأمة الإسلامية والشعب اليمني إلى السعي الحثيث لتعزيز التمسك بالقرآن ورسالة رسول الله صلى الله عليه وآله والإقتداء به والابتعاد عن كل أشكال التبعية لدول الاستكبار وتعزيز الاستقلال الحقيقي على المستوى الثقافي والفكري والاقتصادي والسياسي وفي كل مناحي الحياة.