كارثة اسمها الدنبوع

 

عبدالله الأحمدي
لم يكن اليمنيون يتوقعون كل هذا الاجرام والحقد الذي يصبه تحالف العدوان السعو/اماراتي ومن ورائه الرأسمالية المتوحشة التي تخطط لعودة الاستعمار الى اليمن لتقاسم موانئه، ونهب ثرواته واحتلال ارضه.
مئات الآلاف من الطلعات الجوية، ومئات الآلاف من الصواريخ المدمرة والقنابل المحرمة دوليا صبت على رؤوس اليمنيين، اهلكت الحرث والنسل، وقتلت النساء والاطفال في مضاجعهم، والعاملين في اماكن اعمالهم، واعادت اليمن الى العصور البدائية.
لا يعلم اليمنيون اين كان الزمن يخبئ لهم كل هذا الدمار والخراب والقتل،
ولم يكن كل هذا ليحدث لولا وجود طابور من الخيانات التي كانت تختبئ تحت دثار حكم الوصاية السعو/امريكية.
وهذا شيء معروف، فاليمن منذ العام ١٩٧٠م وهي مكب للنفايات السعودية.
والغرابة أن يأتي رئيس ائتمنه الشعب على استقلاله وسيادته وحريته وثرواته ويسلم البلاد والعباد لأعدائها الطامعين فيها، ويستدعي تحالفاً طويلاً عريضاً لقتل الشعب وتدمير الوطن، انها الخيانة – ورب الكعبة – التي ما بعدها خيانة يرتكبها رئيس عصابة الاشرار المدعو هادي الدنبوع ومن لف لفه من الخونة.
قالوا “إن من شب على شيء شاب عليه”، فالدنبوع الذي ادخل اليمن تحت البند السابع، واستدعى العدوان كان قد رضع الخيانة وتربى عليها منذ صباه، فقد جلبه جنود المستعمر البريطاني للعمل في جيش الليوي لمقاومة الثوار وقتل المواطنين المساندين للثورة في الجنوب، وبقي مخلصا خدوما لأسياده المستعمرين، حتى بعد رحيلهم، وبعد الاستقلال تم القبض عليه بتهمة التجسس وحكم عليه بالإعدام لولا ان شفع له الرئيس الشهيد ( سالمين )،لكن روح الشر تأبى إلا الاضرار بالآخرين، فكان الدنبوع واحدا من الذين قادوا مؤامرة ١٣ يناير ١٩٨٦م وقتل على يديه المئات إن لم يكن الآلاف، وتلطخت يداه بدماء الابرياء، ثم فر هاربا الى احضان الرجعية حاملا معه الحقد الذي ظل يسكنه، الى ان اتيحت له فرصة الانقضاض على الجنوب في حرب ٩٤م، إرضاء لحلم اسياده في الانقلاب على الوحدة السلمية واستباحة مقدرات وخيرات ودماء الجنوب.
كان حميد الأحمر مُصِرَّاً على صناعة رئيس ضعيف من الجنوب ليحكم من خلاله ويحافظ على المنهوبات التي سرقها من الجنوب، لكن الله خذلهم جميعا واسقط احلامهم.
كان الدنبوع رأس التآمر والقتل للجنوبيين قبل ان يستخدمه العملاء في منصب رئيس، بعدها مد تآمره على كل الخارطة اليمنية ومازال يلغ في دماء اليمنيين.
كانت المؤامرة واضحة من خلال تفكيك الجيش اليمني بما يسمى الهيكلة وتعطيل المنظومات الدفاعية بالإهمال، ونقل الصواريخ والطائرات الى قواعد يسهل للعدوان ضربها.
لقد تمسكن الدنبوع حتى تمكن، بعدها نفذ مخطط الاعداء في العدوان المباشر على اليمن.
اليوم يقبع الدنبوع وبقية عصابات الشر في فنادق الرياض يعطون الاحداثيات لقتل أبناء الشعب اليمني، ويوقعون على خرائط الاحداثيات واتفاقيات البيع لأراضي اليمن.
عصابات الارتزاق وتجار الحروب فرحون بمطمطة الحرب لأنها تحولت الى مصدر رزق لهم، ولا يهمهم ما تجلبه على اليمن واليمنيين من كوارث.
كبار المرتزقة حسموا أمرهم بالرحيل عن اليمن واستوطنوا اسطنبول والقاهرة، اشتروا الكثير من العقارات والمصانع لعلمهم ان اليمن لن تقبل بهم بعد الخيانة التي ارتكبوها.
قبل ثورة ١١ فبراير كان الدنبوع تحت مظلة عفاش، وبعد ان أصبح رئيسا انتقاليا مؤقتا استظل بمظلة حميد الأحمر وعلي محسن الأحمر، وكان عبدا مأمورا لهما، وبعد سقوطه والعصابات التي كان يستظل بها ذهب بعمالته ليستظل بالعدوان السعو/ امريكي.
لقد كان الدنبوع كارثة على اليمن ومازال وسيبقى بعد موته أكبر كارثة، ممثلة بهذا الدمار والموت الذي جلبه لليمن، ولكن لعنة المنتقم الجبار ستلاحقه إلى قبره، وما ربك بغافل عما يفعل الظالمون.

قد يعجبك ايضا