تستميت في مضاعفة معاناة الناس

قوى العدوان تصعّد من خروقاتها لاتفاق السويد بالحديدة وإفشال جهود السلام

اللواء الموشكي: “قدمنا تنازلات أحادية الجانب من موقع القوة لتجنيب أبناء الحديدة المزيد من المعاناة

/ حمدي دوبلة

منذ التوقيع على اتفاق السويد الخاص بالحديدة قبل اكثر من عام ولا يكاد يمضي يوم واحد دون ان يرتكب الغزاة ومرتزقتهم العشرات من الخروقات والانتهاكات لمضامين هذا الاتفاق الذي رعته الامم المتحدة باعتباره الخطوة الاولى لإحياء عملية السلام والبناء لتسوية سياسية شاملة.
هذه الخروقات بلغت كما يقول ناطق القوات المسلحة بالآلاف ولا تزال مستمرة يوميا بمختلف اشكالها سواء باستهداف منازل المواطنين والمؤسسات المدنية بالحديدة بمدافع ورشاشات المرتزقة او من خلال الاستحداثات العسكرية وكذلك الغارات الجوية لطائرات العدوان التي لم تتوقف للحظة في اجواء مدينة الحديدة في حين لم تقدم دول التحالف العدواني على أية خطوة جادة في تنفيذ بنود الاتفاق ولو في الجوانب الانسانية سواء ما يتعلق بإطلاق الاسرى والمعتقلين أو ما يخص مرتبات الموظفين بعكس الطرف الوطني الذي نفذ النسبة العظمى من التزاماته بشهادة مختلف الفرق الأممية المعنية بالإشراف على تنفيذ هذا الاتفاق.
وفي هذا الصدد أكد رئيس الفريق الوطني في لجنة التنسيق وإعادة الانتشار اللواء علي الموشكي أن دول العدوان لم تقدم أي شيء لاتفاق السويد منذ التوقيع عليه وحتى الأمم المتحدة لم تحرك ساكنا ولم تفِ بالتزاماتها.
وقال الموشكي في تصريح نقلته قناة المسيرة الفضائية أمس “قدمنا تنازلات وخطوات أحادية الجانب في اتفاق السويد من موقع القوة سعيا لتجنيب أبناء الحديدة المعاناة ورفع الظلم والحصار عنهم”.
وأضاف “استطعنا انتزاع وثيقة وطنية لتأسيس العملية السلمية في اليمن إذا صدقت قوى العدوان في نيتها للسلام”.
وأوضح الموشكي أن فريق التفتيش الأممي رحل بين ليلة وضحاها أثناء المفاوضات وعند سؤالهم عن السبب برروا ذلك باعتراض الإمارات على هذه الخطوة.
ولفت الى أن اتفاق السويد لم يستطع أن يقدم أي شيء لمدينة الدريهمي المحاصرة منذ عام ونصف برغم أن الاتفاق كان إنسانيا بالضرورة.
وبين اللواء الموشكي أن الوفد الأممي ولجنة الصليب الأحمر لم يقدمان المساعدات لأبناء الدريهمي عندما تمكنوا من الدخول للمدينة مؤخرا، بل عرضوا عليهم النزوح من منازلهم وترك ممتلكاتهم.
وفي سياق متصل أوضح تكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان، خلال مؤتمر صحفي عقد أمس بالحديدة، أنه كان من المفترض أن يكون اتفاق السويد هو النقطة الأولى لخطوات إعادة الثقة والحد من المعاناة الإنسانية التي يعيشها أبناء الحديدة واليمن.
وأشار التكتل إلى أن الأمم المتحدة لعبت دورا هاما في إعطاء قوى العدوان المبررات الكافية والتغطية السياسية والتنصل وتعطيل اتفاق السويد.
وحمل التكتل قوى العدوان المسؤولية الكاملة لأي تصعيد قد يؤثر على سلامة وأمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
ولم يكتف الغزاة والمرتزقة بالخروقات والانتهاكات المتواصلة لاتفاق السويد والاستماته في سبيل افشاله بكل الطرق والوسائل بل عمد العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي مؤخرا في تصعيده وارتكاب جرائمه بحق المدنيين الأبرياء وممتلكاتهم وخاصة في محافظة الحديدة بهدف تضييق الخناق على المواطنين ومضاعفة معاناتهم من خلال الحرب الاقتصادية الشعواء التي يشنها دون هوادة منذ خمس سنوات بالتزامن مع عملياته الحربية.
وتتعرض مدينة الحديدة ومختلف مديرياتها وبشكل يومي منذ اتفاق السويد لقصف مستمر بمختلف أنواع الأسلحة جويا ومدفعيا من قبل طيران العدوان ومرتزقته.
ويؤكد الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع أن تحالف العدوان مستمر في انتهاك الهدنة في محافظة الحديدة مضيفا ان العدوان السعودي الامريكي استهدف مؤخرا عدة مناطق منها الصليف وبيت الفقيه وحيس والدريهمي ومديرية التحيتا وكيلو 16 ومناطق أخرى متفرقة، مشيرا الى أن طيران العدوان قصف عدة مواقع وألقى قنابل عنقودية على مراعي ومزارع المواطنين أدت إلى خسائر فادحة في الأرواح ونفوق الكثير من المواشي.
كما تطرق العميد سريع الى أن خروقات تحالف العدوان والمرتزقة والعملاء والخونة في محافظة الحديدة منذ توقيع اتفاق السويد تجاوزت الثلاثين الف خرق توزعت بين إطلاق صواريخ و قذائف ونيران الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ومئات عمليات الاستحداثات ومئات العمليات الهجومية وعمليات تعزيز لقواتهم الى جانب الاف الخروقات لطيران العدوان.
وعلى الرغم من كل هذه الخروقات يؤكد العميد سريع بأن القوات المسلحة تجدد التزامها الكامل بما جاء في اتفاق ستوكهولم مع احتفاظها بحقها في الرد على أي تصعيد من قبل قوات العدو وأي عمليات هجومية واسعة أو محدودة لقوات العدوان ستقابل بالمثل وسيظل حق الرد كما أسلف أولوية بالنسبة للقوات المسلحة بمختلف تشكيلاتها».
وقال «مراهنة العدوان على عامل الوقت وكذلك على الطبيعة الجغرافية والظروف المناخية في الساحل الغربي أثبتت فشلها والغزاة لم يدركوا بعد أن أبناء تهامة الشرفاء في صدارة المدافعين, عن أرضهم وبلدهم ومعهم وإلى جانبهم كل أبناء الشعب اليمني الحر.
هذا الموقف العقلاني للطرف الوطني والذي يؤكده قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك الحوثي وكان آخرها خلال لقائه امس الاول المبعوث الاممي يأتي حرصا من القيادة السياسية على تجنيب الوطن وابنائه المزيد من الدمار والمعاناة والتأسيس الفعلي لعملية تسوية سياسية شاملة تحقق السلام المنشود والمشرف لهذا الشعب الكريم الذي قدم الكثير من التضحيات الجسيمة دفاعا عن وطنه ومكتسباته وحقوقه المشروعة في الحياة الكريمة والاستقلال بقراره الوطني.

قد يعجبك ايضا