يجب أن يتعامل المواطن مع الشارع كجزء من بيته ويستشعر مسؤوليته ومصلحته في النظافة

مدير مشروع النظافة في أمانة العاصمة المهندس/جمال عبدربه جحيش لـ”الثورة”: تمت إبادة 14 ألف كلب ضال وهناك 70 ألفاً تنتشر في العاصمة وتتكاثر يومياً

نعمل على مدار 24 ساعة في خدمة 6ملايين نسمة برفع 1500 طن مخلفات يومياً
المبادرات المجتمعية موسمية ونسعى لإشراك المدارس في ترسيخ سلوك النظافة
نواجه ممارسات خاطئة من البعض تؤثر سلباً على الوضع العام للنظافة
استئناف حملة مكافحة الكلاب يحتاج إلى سموم “سلفاستركنين” غير المتوفرة بسبب الحصار
دمر العدوان منشأة المخلفات الخطرة والطبية ومباني ومعدات المقلب الرئيسي للمخلفات
غارات العدوان قتلت عدداً من كوادرنا لكننا صمدنا واستمر عملنا رغم الاضرار والتحديات
بدأنا تطبيق غرامات مخالفات النظافة ونحتاج تفعيل دور عقال الحارات والنيابة العامة

 

أكد مدير الإدارة العامة لمشروع النظافة في أمانة العاصمة المهندس جمال عبدربه جحيش استمرار عمل الإدارة على مدار 24 ساعة في خدمة ستة ملايين نسمة ،موضحاً أن عمال النظافة يقومون برفع وترحيل 1500 طن يوميا من المخرجات اليومية ، وقال إن ما يعيق دورهم في مكافحة الكلاب الضالة هو انعدام السموم وصعوبة وصولها صنعاء جراء حصار العدوان السعودي الاماراتي الأمريكي ،وكذا الإمكانيات اللازمة لإبادتها، مؤكداً أن البحث مستمر عن دعم لتوفير هذه السموم والحصول عليها حيث أن أسعارها مكلفة، وشدد على أهمية التعاون المجتمعي والتوعية في تحسين النظافة والممتلكات العامة، ودعا إلى تفعيل دور عُقال الحارات والمجتمع المدني والنيابة العامة في ضبط المخالفين وتطبيق قانون الغرامات المالية إزاء مخالفات النظافة ..كاشفاً عن الاضرار التي ألحقها العدوان السعودي الاماراتي الأمريكي وحصاره على قطاع النظافة وجهود تجاوزها ،وغير ذلك في هذا اللقاء:

الثورة/ رجاء عاطف

بداية.. ماهي المهام التنفيذية التي يختص بها مشروع النظافة دون صندوق النظافة والتحسين؟
– الإدارة العامة للنظافة إدارة كبيرة تخدم أكثر من ستة ملايين نسمة في رفع المخلفات اليومية، حيث أن من مهامها النظافة اليومية ورفع المخرج اليومي اضافة إلى الكنس اليدوي والجمع المباشر والجمع العادي إلى جانب الكنس الآلي، إضافة إلى أن من أعمالها إبادة الكلاب الضالة وكذلك رفع الأتربة الناجمة عن سيول الأمطار بشكل عام، وهدفها رفع مستوى النظافة وتحسينها بشكل يلبي طموحنا جميعا .

ما هو برنامج عمل المشروع والانجاز اليومي في تحسين النظافة وإزالة النفايات من أمانة العاصمة؟
– يتم ترحيل 1500 طن من المخلفات اليومية، ولا يمكن أن يتوقف عملنا ساعة واحدة، كما نعمل على مدار 16 ساعة يومياً وفي بعض المناطق يتم العمل على مدار 24 ساعة خاصة في الأسواق والمحلات التجارية وهنا يكون العمل حسب ورديات على مدار الساعة، النظافة طبعا بشكل عام مرتبطة بأكثر من عامل ولا بد من تكاتف أكثر من جميع المكاتب التنفيذية مع جهودنا ولا بد من تحسين مستوى النظافة ومستوى الرصف وترميم الطرقات والكثير من هذه العوامل تكون مساهمة في رفع مستوى النظافة بالشكل المطلوب.

ماذا لو تطرقنا إلى الأضرار الناجمة عن العدوان فيما يخص البيئة؟
– مشروع النظافة أكثر قطاع تضرر من العدوان الذي تسبب في خسائر كبيرة كما عمل لنا نوعاً من الارباك في العمل ودمر كلياً لمنشآة تدوير المخلفات الهطرة والطبية والتي كانت تقريباً جاهزة وقيد الافتتاح وتكلفتها مليون وثلاثمائة ألف دولار كما قصف العدوان المقلب الرئيسي للمخلفات واستهداف مبانيه بشكل مباشر، وكذا المشروع جوار المحطة، إضافة إلى تضرر بعض السيارات والتسبب بخسائر بشرية باستشهاد بعض السائقين والعمال.
لكن قطاع النظافة رغم هذا الاستهداف والخسائر والاضرار صمد صمودا كبيراً لأنه مرتبط بحياة ومعيشة الناس، فعملنا مع قيادة امانة العاصمة والمجلس المحلي لثبات هذه المؤسسة واستمرار عملها بشكل يومي حتى لا يتأثر المواطنون بأضرار تكدس المخلفات والآثار الخطرة لتراكمها في الشارع العام.

هل هناك دعم أو تعاون مشترك مع منظمات أو جهات حكومية فيما يخص النظافة والمكافحة؟
– هناك دعم ما بين دعم محدود وسخي كان من اليونبس (مكتب الأمم المتحدة لقطاع الخدمات والمشاريع) الذي قدم معدات وبراميل حاويات والآن مازال العمل مستمراً معهم في عدة مشاريع وفي إعادة اصلاح وتجهيز وترميم المقلب، وكذلك توفير ميزان وغرف جاهزة بدلا من التي دمرها العدوان وميزان في المقلب.
كما تم ترحيل المخلفات المتراكمة التي كانت موجودة نتيجة القصور من الفترة 2011م إلى فترة ما بعد العدوان 2015م، لأنها سببت تراكمات كبيرة كانت موجودة في الأطراف وتم ترحيلها بدعم من “اليونبس”، وأيضاً كان هناك دعم من الصليب الاحمر الذي وفر بعض أدوات النظافة ،كما كان لمنظمة اليونيسف دعم مباشر وغير مباشر في اعمال النظافة وفي التوعية، إلى جانب عمل أنشطة كانت محدودة لبعض المنظمات.

ماذا عن المبادرات المجتمعية.. هل تساهم في تحسين مظهر البيئة وشوارع العاصمة؟
– إن جهود النظافة وحدها لا تكفي ولا يمكن عمل شيء بدون مشاركة المجتمع ،وفي الحقيقة هناك كثير من المشاركات للمجتمع المدني فعالة في بعض الأنشطة وإن كانت موسمية ومحدودة ، إلا أن دورهم جيد ولهم مساهمات في يوم النظافة 12/12 و 1/1 ،ونحن الآن بصدد إشراك المدارس معنا في النظافة لغرس مفهوم النظافة لدى الطلاب، كما كان لنا لقاء واجتماع مع مكتب التربية وصندوق النظافة لتفعيل هذا الجانب لأن دور المجتمع مهم جدا في استمرار أعمال النظافة.

لماذا لا تُفعَّل الغرامات المالية بخصوص مخالفات قانون النظافة؟
– يتضمن قانون النظافة العامة رقم 39 لسنة 1990م – اقرار غرامات عن مخالفات النظافة وينص على تسديد الغرامة بموجب المخالفة الموجودة ،وطبعا تُفعل هذا إدارة الضبط ويتم ضبط مخالفات كثيرة إلا أنه أصبح لدى البعض من الناس نوع من الانحراف في السلوكيات وليس الكل يخرجون النفايات بشكل طبيعي للشارع العام أثناء مرور قلاب النظافة مما أدى إلى الإرباك حتى في رفع المخلفات.
القانون موجود ويُطبق ولكن يحتاج إلى تفعيل دور عُقال الحارات والمجتمع المدني والنيابة العامة، والبلاد تحتاج إلى استقرار وحتى تنفيذ القوانين يحتاج استقراراً وما مرت به بلادنا من أحداث 2011م و2012م حيث كانت لدينا مشاكل ولم نستطع الضبط، ولكن الآن بدأ تفعيل القانون وضبط المخالفين ولكن لازلنا نحتاج إلى توعية وضبط.

تهالك المعدات
اجمالاً.. ما الاشكالات التي تواجه أعمال مشروع النظافة؟
– نواجه مشاكل كثيرة أهمها أن المعدات التي لدينا اصبحت قديمة ومتهالكة في ظل زيادة المخلفات اليومية الناتجة عن توافد النازحين وتزايد عدد السكان في أمانة العاصمة لأنها أصبحت المنطقة الآمنة نظرا للظروف الطارئة والحرب ومشاكل العدوان وبالتالي أصبحت المعدات متهالكة وكثيرة الأعطال، كما أن ارتفاع أسعار قطاع الغيار والاطارات أثر ايضا على اصلاح المعدات نتيجة ارتفاع سعر الدولار وعدم توفر بعض قطع الغيار في الأسواق المحلية، وهناك مشاكل في هذا الجانب تؤثر على عملية استدامة واستقرار النظافة رغم الجهود التي تبذل لبقاء هذا القطاع يقوم بعمله بصورة يومية ومستمرة ان شاء الله.

لا زلنا نرى مظاهر تشوه شوارع العاصمة وبعض الأحياء السكنية، فكيف تفسرون ذلك؟
– عُمال النظافة لديهم إجازة راحة وعطلة يومي الخميس والجمعة، لذلك أحيانا يحدث نوع من القصور بسبب الإجازة ولكننا نحاول تشغيل المعدات والعمالة بشكل اضافي ونسعى إلى توفير حاويات لحصر هذه التجمعات والعشوائيات الموجودة خاصة في مناطق الأطراف ونبذل جهدنا ويتم ترحيل المخلفات.

ما دور المشروع في مكافحة الكلاب الضالة؟
– أصبحت الكلاب الضالة ظاهرة بل مشكلة في أمانة العاصمة وفي الجمهورية اليمنية بشكل عام بسبب ندرة وانعدام السموم المطلوبة والموازنات الكافية لإقامة الحملات الدورية، فالكلاب الضالة في تكاثر مستمر ولدينا احصائية بوجود أكثر من 70 ألف كلب تقريبا في أمانة العاصمة، والامكانيات المتاحة لدينا محدودة جدا، رغم تنفيذنا حملات وتلبية شكاوى الناس لكن السموم التي لدينا واشتريناها بطريقة غير مباشرة أو عبر جهود شخصية لا تكفي لمكافحتها.

هل هناك خطة مستقبلية لتحسين النظافة ومكافحة الكلاب الضالة؟
– بدأنا بإبادة 14 ألفا من الكلاب لكن المشكلة أن الكلاب تتوالد مرتين في السنة وتتكاثر بشكل كبير، ونحن نسعى إلى توفير السموم لتنفيذ حملة شاملة بمشاركة أكثر من جهة من أجل القضاء عليها خاصة وأنها أصبحت تزعج المواطنين والأطفال والشيوخ وطلبة المدارس وتشكل خطراً على سلامتهم، ونحن ندرك هذا سواء قيادة الأمانة أو القطاع، وحاولنا البحث عن بدائل كثيرة لهذه السموم لكنها غير مرضية في النتائج المحققة وكانت تسبب مشاكل، وهنا نناشد من لديه سموم من نوع “سلفاستركنين” حتى يمكننا من شرائه لأننا لم نحصل عليها في السوق المحلية ودخولها للبلد صعب كما أن الحصول عليها يتطلب الكثير وكذلك وصولها عدن في ظل ظروف تعيق عملية التوصيل.
أما بالنسبة لتحسين النظافة فلا ننكر أنه ليس هناك نظافة شاملة والجميع يطمح بالنظافة وهي مرتبطة بالكلفة والامكانيات وفي هذه الظروف الراهنة تبقى الجهود كبيرة للمحافظة على النظافة واستقرارها.

في نهاية اللقاء ما الذي تقوله للمواطنين والمجتمع بشأن النظافة؟
– أقول إن دور المواطنين مهم جدا في نظافة أمانة العاصمة ولا يمكن أن تتم لأمانة العاصمة النظافة إلا باستشعار المجتمع لمسؤوليته وأن الشارع يعتبر جزءا من البيت وليس ملكا شخصيا فهو ملك عام ويجب ان يحافظوا عليه سواء بالنظافة العامة أو الحفاظ على الممتلكات العامة وقد لاحظنا أن بعض البراميل تنقل وتسحب من اماكنها وهناك الكثير من الممارسات الخاطئة التي تؤثر على الوضع العام.
وإجمالاً أقول النظافة هي سلوك وثقافة وهي شعور بالمسؤولية وواجب ديني حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف، ويجب أن نحافظ بأكبر قدر على النظافة وإخراج المخلفات في أوقاتها أثناء مرور قلاب النظافة ووضعها في البراميل وعدم رميها في الجزيرة الوسطية لأن هذه الطريقة أصبحت مزعجة للمارة وللناس جميعا ونتمنى من المجتمع أن يعي هذه المسؤولية ، ولا بد من تفعيل الضبط لمثل هؤلاء الاشخاص المتهورين الذين لديهم سلوكيات خاطئة ولا يشعرون بأهمية النظافة وكيفية الحفاظ عليها.

قد يعجبك ايضا