الأحمر الشاب.. إنجاز .. أفراح ودموع



تأهل المنتخب للوطني للشباب لكرة القدم لنهائيات كأس آسيا للشباب 2014م التي ستقام بمانيمار العام المقبل عندما حل ثانيا بين منتخبات المجموعة الثانية والتي أقيمت منافساتها في العاصمة الأردنية عمان خلال الفترة من 4-12 أكتوبر الجاري عقب المنتخب الإماراتي المتصدر منتخبنا حصد 9 نقاط من ثلاث انتصارات ثمينة منحته بطاقة التأهل كأفضل ثاني من بين التسع المنتخبات التي حصلت على المرتبة الثانية كإنجاز جديد يسجل بأحرف من نور للكرة اليمنية التي هي في أمس الحاجة لهذه الإنجازات.
وعلى الرغم من أن منتخبات المجموعة لم تكن بالسهلة خاصة أنها تضم منتخبين بحجم منتخبي الإمارات المميز في الفئات العمرية خلال الفترة الأخيرة بالإضافة إلى منتخب الأردن صاحب الأرض والجمهور إلا أن الإرادة كانت كبيرة لخطف بطاقة التأهل عن المجموعة.

عطاء جميل رغم الخسارة
بداية مسيرة إنجاز المنتخب الشاب في التصفيات كانت أمام المنتخب الإماراتي على ملعب عمان الدولي والتي قدم فيها المنتخب الشاب مستوى مميز رغم الخسارة بهدفين لهدف إلا أنه استطاع أن يثبت مقدرته بالمنافسة والبحث عن تحقيق التأهل فقدم المنتخب مباراة جميلة بكل المقاييس وأضاع فرصا كانت كفيلة بكسب المباراة غير أن ثمة أخطاء والتي نتجت عن إرهاق السفر وقلة الراحة بين موعد الوصول والمباراة ساهمت سلبا على أداء المنتخب فكانت الخسارة التي لم يستحقها المنتخب ليصبح المنتخب في مهمة تحتاج إلى الإرادة بحثا عن بطاقة التأهل عن المجموعة فالفرصة لازالت سانحة.
عودة الروح
في المباراة الثانية أمام المنتخب الأفغاني والتي أقيمت على ملعب الزرقاء حقق فيها الأحمر الشاب الفوز بثلاثة أهداف ثمينة منحته الدفعة الكافية لمواصلة تحقيق الأمل في قادم اللقاءات باعتبار نتيجة المباراة هامة جدا لدى اللاعبين لتعزز من حالتهم النفسية وكان لهم ما أرادوا وأضافوا ثلاث نقاط هامة في إلى حسابهم في منافسات أمست بحسابات الفوز ولا شيء غيره.
مباراة تحديد المصير
بالفعل هذه ما يمكن قوله عن مباراة المنتخب أمام نظيره الأردني فقد كانت مباراة تحديد المصير واثبات الذات ومن خلالها تتضح ملامح التأهل من عدمه في مباراة مصيرية وصعبة أمام صاحب الأرض والجمهور الذي هو الأخر كان يسعى جاهدا أيضا لخطف النقاط الثلاث لضمان البقاء على المنافسة خاصة بعد تعثره في مباراته الأولى أمام المنتخب المالديفي بالتعادل وعلى الرغم من تقدم المنتخب الأردني بهدف السبق إلا أن أبناء قاسم كان لهم رأيهم عندما أستطاع علاء نعمان من إعادة المباراة لحالتها الأولى من رأسية بالدقيقة الـ20 ليخرج المنتخب بالتعادل الإيجابي في شوط المباراة الأول بهدف في كل شبكة.
غير أن الشوط الثاني كان يمنيا خالصاٍ سطر فيه لاعبو منتخبنا أجمل وأروع الفنون الكروية وأجبروا المنتخب الأردني على العودة لمنطقة الخلف والدفاع عن مرماهم وشن المنتخب عدداٍ من الهجمات على المرمى الأردني إلى أن أعلن مهاجم المنتخب سليمان عيسي الفرح اليماني بأجمل الأماني عندما لدغ شباك المرمى الأردني قبل انتهاء المباراة بعشر دقائق وسط سيطرة وتعامل إيجابي مع المباراة ليعلن الفوز اليمني الشاب وحفاظه على حظوظ التأهل عن المجموعة.
رسم معالم الفرحة
مع اقتراب تحقيق الحلم اليماني بالتأهل عن المجموعة شرط تحقيق الفوز في المقام الأول على المنتخب المالديفي صاحب النقاط الأربع من فوز على افغانستان وتعادل أمام نشامى الأردن أمست الإرادة أكبر وأعظم منذ ذي قبل فقدم الأحمر الشاب مباراة جميلة تسيد مجمل فتراتها معلنا كسب ثلاث نقاط وثلاث أهداف ثمينة جعلته بالتأكيد في المرتبة الثانية بتسع نقاط وصافي ستة أهداف بحثا عن التأهل عن المجموعة وفق قوانين الاتحاد الأسيوي الجديدة.
انتظار إعلان التأهل
على الرغم من حصد منتخبنا لنقاط تسع و6 أهداف إلا أن ثمة معايير وضعت لتحديد تأهل المنتخب من عدمه بدء من مباراة المنتخب السعودي مع المنتخب الإرياني في ختام مباريات المجموعة الرابعة والتي كان من الضروري خسارة المنتخب السعودي فيها بالإضافة إلى مباراة المنتخب العراقي مع نظيره الكويتي والتي كان من الضروري عدم فوز المنتخب الكويتي بأي نتيجة كما ارتبط تأهل المنتخب بنتيجة مباراة ثالثة في المجموعة الخامسة والتي جمعت المنتخبين الفلسطيني والبحريني ومن خلال نتائج هذه المباريات الثلاث يتحدد التأهل من عدمه ففي المباراة الأولى أستطاع المنتخب الإيراني أن يكسب مباراته أمام نظيره السعودي بهدف نظيف فتحقق جزء هام من المطلوب لتأهل منتخبنا وفي المباراة الثانية تعادل المنتخبان العراقي والكويتي ليبق تأهل منتخبنا مرهوناٍ بنتيجة مباراة البحرين وفلسطين حيث كان يحتاج المنتخب الفلسطيني لفوز بفارق هدفين والمنتخب البحريني يحتاج إلى فوز بثلاثية غير أن المباراة انتهت بالتعادل الإيجابي حينها تم إعلان تأهل المنتخب الوطني رسميا كأفضل منتخب ثان من بين ست منتخبات تأهلت من المجموعات التسع.
الفرحة والدموع
فرحة ما بعدها هي تلك التي عاشتها البعثة عقب إعلان تأهل المنتخب رسميا للمرحلة النهائية لكأس آسيا للشباب في مانيمار 2014 كانت فيها دموع الفرح هي العنوان الأبرز والأجمل تبادل فيها الجميع التهاني واعتلت هتافات النصر في فندق إقامة المنتخب وحمل فيها لاعبي المنتخب مدرب المنتخب الكابتن أحمد على قاسم على الأكتاف.
المنتخبات المتأهلة إلى النهائيات
وبانتهاء التصفيات في المجموعات التسع ضمنت المنتخبات التالية تأهلها إلى النهائيات وهي كالتالي:
في المجموعة الأولى تأهل منتخب قطر أولا بـ12 نقطة من أربعة انتصارات بينما حل المنتخب الأزوبكي ثانياٍ بتسع نقاط والذي خسر لقائه الأخير أمام قطر وتأهلا معا للنهائيات.
في المجموعة الثالثة استطاع المنتخب العراقي التأهل عن المجموعة أولا ووحيدا بفوزين وتعادل بعد أن ضاع أمل المنتخب الكويتي بالتأهل بدءاٍ من خسارته الغريبة أمام بنجلادش في الجولة قبل الأخيرة من مباريات المجموعة.
أما المجموعة الرابعة فقد أعلن فيها المنتخب الإيراني تأهله بتسع نقاط قبل أن يلعب مباراة الاختتام أمام المنتخب السعودي والتي كسبها هي الأخرى بهدف نظيف وهي النتيجة التي كانت كفيلة بحرمان المنتخب السعودي من التأهل.
المجموعة الخامسة حقق منتخب عمان صدارة المجموعة وتأهله عن المجموعة وحيدا كأول المجموعة أما في المجموعة السادسة فقد أعلن المنتخب الفتنامي تأهله عن المجموعة بتسع نقاط كاملة برفقة المنتخب الأسترالي بـ6 نقاط.
وهناك في أندونيسيا خطف المنتخب الأندونيسي الأضواء عندما أستطاع تصدر المجموعة السابعة بتسع نقاط بعد فوزه على منتخب كورية الجنوبية الذي لحق به للتصفيات النهائية بست نقاط وبفارق 7 أهداف منحته أيضا التأهل.
أما المجموعة الثامنة فكانت كورية الشمالية على موعد فيها مع التأهل عن المجموعة أولا بتسع نقاط وإلى جوارها المنتخب التايلندي الذي خطف ست نقاط أخرى وبفارق أهداف جعلت منه احد المنتخبات المتأهلة لكاس أسيا للشباب 2014 كأفضل ثاني أيضا.
وفي المجموعة التاسعة والأخيرة استطاع المنتخبان الياباني والصيني إعلان تأهلهما أولا بسبع نقاط لكل منهما إلا أن فارق الأهداف كان لمصلحة المنتخب الياباني الذي حل أولا والصيني ثانيا.
جوانب من التصفيات
عدة نجوم تألقوا في صفوف منتخبنا في جميع المباريات بدءاٍ من كابتن المنتخب علاء نعمان الذي بذل جهدا رائعا في جميع المباريات وتسجيل أهداف حاسمة وهامة أيضا استطاع اللاعب سليمان حزام مهاجم منتخبنا الذي هو الآخر كان حاضرا بقوة في جميع المباريات التي لعبها وخصوصا المباراة أمام الأردن عندما أستطاع تسجيل هدف الحسم في آخر عشر دقائق مانحا منتخبنا فرصة استمرار المنافسة على بطاقة التأهل فكان هداف المنتخب في التصفيات بكل جدارة والتميز والعطاء الجميل لنجم الدفاع مجاهد الحجري الذي كان حاضرا بقوة في جميع المباريات وبمستوى ثابت أستحق كل الإشادة والإطراء علوي فدعق وعلي حفيظ نجمان كان لهما حضورهما القوي في التصفيات رغم غياب علوي فدعق عن المباراة الأخيرة أمام المالديف بسبب العملية التي كان من المؤكد إجراؤها في اليوم التالي للمباراة غير أن العملية تأجلت وتم الاكتفاء بالعلاج حسب نصيحة طبيب آخر بعدم ضرورة إجراء العملية.
الجماهير الوفية من أبناء الجالية اليمنية كانت هي الأخرى حاضرة في جميع المباريات سواء في ملعب عمان الدولي أو الزرقاء وكانت اللاعب رقم 12 والمؤثر إيجابا في مسيرة المنتخب بالتصفيات وما لفت الانتباه أن عدداٍ من الجماهير الحاضرة تحاملت على ألم المرض والوجع وآثرت الحضور لتشجيع المنتخب فألف تحية حب ووفاء وإخاء.
أمين العيسي بذل جهودا رائعة في علاج بعض لاعبي المنتخب المصابين والمرضى.
إصابة حارس مرمى المنتخب ياسر مناجي عقب مباراة أفغانستان حرمته من المشاركة في المباراتين أمام الأردن والمالديف ليكون البديل عبدالوهاب الكوكني الذي كان هو الآخر حاضرا بقوة وساهم في تحقيق الفوز بالمباراتين وتحقيق التأهل.
● انطباعات بعد التأهل
لطف: التأهل إنجاز جاء في الوقت المناسب
رئيس لجنة النشء والشباب باتحاد الكرة عبدالفتاح لطف أكد أن إنجاز منتخب الشباب غالياٍ جداٍ كون الجماهير اليمنية كانت بحاجة إلى فرحة.
وقال: حقيقة فخورون جدا بما قدمه المنتخب في التصفيات سواء من اللاعبين أو جهاز فني فهو جهاز مقتدر ومتعاون وطموح وأستطاع أن يضع بلادنا في النهائيات.
وقدم شكره وتقديره لكل من وقف بجانب المنتخب وسانده في مسيرته بالتصفيات من جماهير وفية رافقته حتى ملعب الزرقاء وكذا الجماهير اليمنية في الداخل التي تفاعلت مع المنتخب وكذا لرئيس الاتحاد العزيز احمد العيسي الذي قام بتوفير كل متطلبات المنتخب في معسكره الداخلي أو الخارجي وفي البطولة رغم الأمكانيات الصعبة وتجاهل الوزارة للمنتخب وغيره من المنتخبات الوطنية.
قاسم: بنينا ثقة التأهل من عطاء اللاعبين
مهندس التأهل الكابتن أحمد علي قاسم مدرب المنتخب أكد أن فرحته كبيرة جدا بالتأهل الذي جاء نتاج جهود بذلت من الجميع لاعبين وجهاز فني وإداري وقيادة اتحاد الكرة وكذا الجماهير من أبناء الجالية اليمنية بالأردن والتي كانت ملح التصفيات واللاعب رقم 12 موضحاٍ أنه كان واثق من التأهل نظراٍ لما يتمتع به لاعبي المنتخب من فنيات ومهارات رائعة بالإضافة إلى الغيرة والإحساس بالمسئولة رغم أن أعمارهم أقل من المطلوب وقصر فترة الإعداد.
واستطرد قاسم بالقول: نهدي التأهل إلى الجماهير اليمنية الوفية وإلى كل من ساند المنتخب في مسيرته من بداية المعسكر الداخلي حتى انتهاء التصفيات.
الجعدي: الشكر لكل من ساند المنتخب
إداري المنتخب أحمد الجعدي تحدث هو الآخر عن إنجاز وفرحة التأهل قائلا: لله الحمد التصفيات كانت ممتازة واستطعنا بتوفيق الله عز وجل ومن ثم الجهاز الفني واللاعبين وقبلهما قيادة اتحاد الكرة ممثلة برئيس الاتحاد أحمد العيسي والشكر موصول لكل من ساند ووقف إلى جوار المنتخب من جماهير و إعلام.
متمنيا مواصلة الاهتمام بالمنتخب خلال الفترة القادمة كونها مرحلة أهم والمنتخب بحاجة ماسة إلى المزيد من الاهتمام والإعداد الأفضل.
علاء: توفقنا في التأهل
كابتن المنتخب علاء نعمان أكد أن فرحته بالتأهل لا توصف معتبراٍ أن التأهل جاء نتيجة جهد طيب وكبير بذله الجميع سواء اللاعبين الذين تعاهدوا على تشريف اليمن أو الجهاز الفني بقيادة المدرب القدير احمد على قاسم ومساعديه محمد صالح ومحمود علي عبده والجهاز الإداري أيضا والجماهير متمنياٍ أن يجد المنتخب إعداداٍ أفضل في الفترة القادمة كونه قادم على النهائيات التي تعتبر أهم وتشارك فيها منتخبات أقوى.
حزام: نهدي التأهل للجماهير الوفية
هداف المنتخب سليمان حزام تحدث عن فرحة التأهل قائلا: الحمد لله على تحقيق التأهل إلى النهائيات بعد أن قدمنا مباريات قوية رغم الخسارة الأولى أمام المنتخب الإماراتي إلا أننا عوضنا في المباريات الأخرى وخاصة مباراة المنتخب الأردني التي كانت مصيرية وذلك تحقق بجهود اللاعبين والجهاز الفني بقيادة المدرب القدير احمد علي قاسم والجهاز الإداري.
عبدالوهاب: بتعاون الجميع تأهلنا
حارس مرمى المنتخب عبدالوهاب الكوكني أكد أن التأهل جاء نتاج التعاون والمحبة والألفة بين الجميع اللاعبين أو الإداريين أو الجهاز الفني فالعزيمة والإدارة كانت موجودة لتحقيق التأهل موضحاٍ أنه وبحمد الله سبحانه وتعالى أستطاع المنتخب أن يعلن تأهله رغم مواجهة منتخبات قوية وفي مقدمتها الإمارات الذي يملكون لاعبين تجاوزوا الأعمار المحددة وكذا الأردن الذي كان يمتلك عاملي الأرض والجمهور مهدياٍ التأهل إلى الجماهير اليمنية المحبة سواء التي رافقت المنتخب في الأردن أو المتواجدة في أرض الوطن والتي تابعت المنتخب أولاٍ بأول.

قد يعجبك ايضا