وقف استجواب أبو أنس الليبي لإضرابه عن الطعام

واشنطن (رويترز) –
أكد مسؤولون اميركيون مطلعون أن فريقا من نخبة المحققين الأميركيين اوقف استجواب متشدد ي◌ْزع◌ِم أنه على صلة بتنظيم القاعدة وألقي عليه القبض في ليبيا وذلك بعدما اضرب عن الطعام والشراب متسببا في تفاقم مشاكل صحية سابقة يعاني منها.
وقال مسؤول أميركي: إن المحققين الأميركيين لم يحققوا نجاحا يذكر في الحصول على معلومات استخباراتية من المشتبه به الملقب بأبو انس الليبي قبل أن يوقفوا استجوابه حينما كان محتجزا على متن سفينة للبحرية الأميركية.
وأنكر أبو أنس الليبي واسمه الأصلي نزيه الرقيعي امام محكمة اتحادية في نيويورك أمس الأول تهمة الضلوع في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا الذي أودى بحياة ما يربو على 200 شخص في عام 1998م.
واعتقلت وحدة من القوات الخاصة الأميركية الليبي في طرابلس مطلع هذا الشهر ونقل إلى السفينة الحربية (سان انطونيو) بالبحر المتوسط لاستجوابه.
ومع تدهور حالته الصحية قررت السلطات الامريكية نقله إلى نيويورك مطلع الأسبوع الماضي حيث خضع للعلاج في مستشفى. وبعد علاج استمر ليلتين تم تسليمه إلى السلطات القضائية.
ومع وصوله إلى الولايات المتحدة اصبح الليبي خاضعا لقوانين النظام القضائي الأميركي وهو ما يعني انه لم يعد ممكنا استجوابه دون ابلاغه بحقه الدستوري في تجنب الإدلاء بأي معلومات قد تورطه.
وقال مسؤولون أميركيون الأسبوع الماضي إن من الاسباب الرئيسية لاعتقال الليبي في عملية خاطفة في طرابلس هو أن الولايات المتحدة قد تستخلص معلومات استخباراتية منه.
وقامت الحكومة الاميركية بتشكيل فريق استجواب المعتقلين ذي الأهمية العالية وارساله إلى السفينة التابعة للبحرية الاميركية.
وعند اعتقاله قال مسؤولون اميركيون إنه من المقرر ابقاء الليبي على متن السفينة لأسابيع حتى يمكن للمحققين أن يحصلوا على اكبر قدر من المعلومات منه عن مخططات وافراد وعمليات تنظيم القاعدة.
وقال مسؤولون اشترطوا عدم نشر اسمائهم إن الليبي -الذي قالت اسرته إنه يعاني من الالتهاب الكبدي الوبائي (سي)- توقف عن الأكل والشرب بانتظام عقب نقله إلى السفينة الحربية.
ووصف مسؤول أميركي امتناع الليبي عن الطعام والشراب بأنه “متعمد” بينما قال مسؤول آخر انه ربما يتجنب الأكل والشرب لأسباب دينية وليس احتجاجا على اعتقاله. وقال إنه يعاني ايضا من مشاكل صحية اخرى غير معروفة.
وقال مسؤولون أميركيون إن الليبي ظل عضوا بارزا في تنظيم القاعدة وانه كان حلقة الوصل بين الجماعات المتشددة في ليبيا وشمال افريقيا والزعيم الجديد للتنظيم ايمن الظواهري.
وفي اعقاب هجمات القاعدة على الولايات المتحدة في 11 من سبتمبر 2011م عرضت الحكومة الاميركية مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض على الليبي. لكنها خفضت المكافأة فيما بعد إلى خمسة ملايين دولار.
ويقول بعض المسؤولين الاميركيين وخبراء مكافحة الإرهاب إن تخفيض المكافأة اثار شكوكا بشأن حجم الدور الذي قام به الليبي في انشطة القاعدة.
وفي العام الماضي أصدرت وحدة لمكافحة الارهاب في البنتاجون في جهد مشترك مع جهاز البحوث بالكونجرس تقريرا يصف الليبي بأنه “خبير استخبارات دربته القاعدة” وكلفه الظواهري بإنشاء شبكة للقاعدة في ليبيا.
وأضاف التقرير: إن الليبي “على الأرجح شارك في التخطيط والتنسيق الإستراتيحي بين ما تبقى من القيادات العليا للجماعة والميليشيات الإسلامية الليبية.

قد يعجبك ايضا