
بدأ مليون ونصف من حجاج بيت الله اليوم بالوصول إلى مزدلفة لجمع الجمرات وأداء صلاتي المغرب والعشاء قصرا وجمعا والمبيت فيها ثم التوجه إلى منى قبل طلوع الشمس في أول أيام عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة الكبرى ثم الحلق أو التقصير فيتحللون من إحرامهم تحللا أصغر.
ونفر جموع الحجيج من عرفات بسلام إلى مشعر مزدلفة ليبيتون فيها حتى الصباح ويجمعون الحصى لرمى جمرة العقبة ومن بعد يتحللون من إحرامهم.
وتعد هذه النفرة هي المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم.
وشهدت الطرق التي سلكها الحجاج في طريقهم إلى مزدلفة انتشار رجال المرور والأمن والحرس الوطني والكشافة لمساعدة الحجاج وتسهيل حركتهم.
كما راقبت الطائرات العمودية التي تحلق فوق الطرق المؤدية إلى مزدلفة حركة سير مركبات الحجيج والمشاة في نفرتهم إلى مزدلفة لتزويد الأجهزة المختصة بحالة ضيوف الرحمن حتى يتسنى تقديم المساعدة والإرشاد لمن يحتاج إلى ذلك.
ووفرت الجهات المعنية بشؤون الحج خدماتها لضيوف الرحمن من المياه والكهرباء والمواد التموينية كما انتشرت المستشفيات الحديثة مراكز الرعاية الصحية لخدمتهم والعمل على رعايتهم صحيا.
من جهة أخرى جهزت وزارة الشؤون البلدية والقروية السعودية نحو 13 ألف لوحة إرشادية لتسهيل تحركات حجاج بيت الله الحرام, ضمن مشروعها الخاص بالتسمية والترقيم والإرشاد في حج هذا العام 1434هـ.
وكانت الوزارة قد أجرت في الأيام الماضية أعمال الصيانة لهذه اللوحات التي تحمل أسماء الطرق الرئيسية والطولية وطرق الربط بين المشاعر, بما في ذلك الطرق والأنفاق الجديدة التي تم إنشاؤها لربط منطقة الشعيبيين والمعيصم بمنشأة الجمرات, وكذا طرق ربط منطقة العزيزية بمنشأة الجمرات, إلى جانب اللوحات الخاصة بترقيم المخيمات الجديدة بمشعر عرفة التي تم استحداثها في المواقع التي كانت مخصصة للحافلات بجوار محطات قطار المشاعر في عرفة ولوحات طرق المشاة والشوارع الفرعية وأرقام جهات الخدمات العامة ومواقف السيارات والحافلات وتقاطعات الطرق والانعكاسات واللافتات التحذيرية فضلاٍ عن عدد كبير من اللوحات التي يستطيع الحاج من خلالها التعرف على موقعه داخل كل مشعر من المشاعر المقدسة.
وقد وقف نحو مليون ونصف المليون من حجاج بيت الله الحرام أمس على صعيد جبل عرفات الطاهر لأداء الركن الأهم في الحج وسط تكامل الخدمات التي وفرتها الحكومة السعودية لضيوف الرحمن لتمكينهم من أداء شعائرهم بكل يسر وسهولة.
وكان الحجاج قضوا يوم التروية في مشعر منى حيث وصلوا إلى المشاعر بانسيابية أرجعتها الداخلية السعودية إلى التزام الحجاج بتعاليم الحج.
وتقدم الجهات المعنية بشؤون الحج أفضل خدماتها لضيوف الرحمن في مشعر عرفات الذي تتوفر فيه الطرق والمظلات وطرق المشاة وجميع الخدمات الأساسية من مستشفيات ومراكز صحية وأخرى إسعافية ومياه وكهرباء واتصالات سلكية ولاسلكية ودورات للمياه إضافة إلى مواد التموين التي تفوق حاجة الحجاج مما يجعلهم يقفون على هذا الصعيد الطاهر في أجواء مفعمة بالأمن والإيمان والطمأنينة.
وبحسب ما ورد في وكالة “الأنباء السعودية” (واس) هناك انتشار كثيف في مشعر عرفات لرجال المرور يساندهم أفراد الأمن على الطرق المؤدية للمشعر والساحات المحيطة به والشوارع داخل مشعر عرفات لتنظيم حركة سير المركبات والمشاة تساندهم دوريات أمنية تجوب أرجاء المشعر تمهيدا لتطبيق خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات.
هذا وأعدت المديرية العامة للدفاع المدني خطة متكاملة للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن أثناء وقوفهم بعرفة يوم الحج الأكبر واتخاذ كافة إجراءات مواجهة الطوارئ من خلال تكامل جهود الفرق والوحدات الميدانية المتخصصة في أعمال الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والإشراف الوقائي وأركان السلامة والحماية المدنية.
وأكد قائد الدفاع المدني بمشعر عرفة العميد عبدالرحمن بن حسن الزهراني جاهزية رجال الدفاع المدني للتعامل مع كافة المخاطر الافتراضية أثناء وقوف الحجيج في عرفة وحتى نفرتهم باتجاه مشعر “مزدلفة” وذلك على ضوء رصد دقيق لكافة المخاطر المحتملة.
وفي الجهة الشرقية من صعيد عرفات وعلى بعد أمتار قليلة من جبل الرحمة يطل مستشفى عرفات العام وفي داخله زهاء 248 موظفا أساسيا موزعين بين أطباء وممرضين وفنيين يضاف إليهم 180 آخرين متحركين بنفس التخصصات.
ويعد مستشفى عرفات العام المزود بمهبط للطائرات العمودية نقطة التواصل الرئيسة بين العديد من الحالات المرضية “الحرجة” في صعيد عرفات وشبكة المستشفيات السعودية المتخصصة في مكة المكرمة أو خارجها ويبدأ عادة استعداداته الفعلية منذ اليوم السابع من شهر ذي الحجة كل عام.
يذكر أن مستشفى عرفات العام ليس الوحيد في هذا المشعر إذ يقع على بعد أمتار قليلة منه مستشفى جبل الرحمة إضافة إلى مستشفى نمرة وآخر تم إنشاؤه في موسم الحج الماضي يسمى مستشفى شرق عرفات جميعها تعمل بكامل طاقتها التشغيلية طوال فترة الحج.
إلى ذلك نشرت السلطات السعودية حوالى مئة ألف من الشرطة من أجل ضمان أمن الحج محذرة من أنها لن تتساهل حيال أي تظاهرات أو تحركات من شأنها صرف الحجيج عن تأدية المناسك.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي خلال مؤتمر صحافي “لن نسمح بأي حال من الأحوال بأي فعل أو عمل يمكن أن يؤدي إلى تعريض سلامة الحجاج إلى أي مخاطر أو إعاقتهم أو تعطيلهم عن أداء نسكهم”.
ومن أجل ضمان أمن الحجاج عمدت السلطات إلى وضع 42 ألف كاميرا للمراقبة في مكة والمشاعر تتمتع بتقنية رفيعة المستوى بحيث يستطيع بعضها التقاط الصور لمسافة ستين كلم دائريا.
وخصصت السلطات السعودية 25 مستشفى وعشرات المراكز الطبية والعديد من آليات الدفاع المدني لخدمة الحجاج الذين وصل منهم مليون و400 الف من الخارج.