اليمن سيكبح جماح غرور الإمارات
زيد البعوة
في الوقت الذي تسعى فيه القيادة اليمنية في صنعاء الى خلق فرصة لتحقيق السلام في اليمن ووقف العدوان من خلال مبادرات سلام صادقة وانسانية الا ان دويلة الإمارات تحشد المزيد من القوات العسكرية الى الجنوب اليمني المحتل وتستمر في التصعيد وتعمل على تعقيد الوضع بشكل اكبر وهذا تحد واضح وصريح لكل التحذيرات التي وجهتها القيادة للإمارات وايضاً غطرسة وعرقلة لأي مساع من شأنها تمهيد الطريق للوصول الى حل سياسي في اليمن وهذا يعني ان الإمارات تسعى الى جر الأمور الى مربع ليس لمصلحتها على الاطلاق لأن الشعب اليمني بقيادته وجيشه ولجانه سوف لن يقفوا مكتوفي الأيدي امام هذه الممارسات التعسفية التي تقوم بها الإمارات.
ما بثته قناة الميادين قبل ايام من مشاهد توثق لحظة وصول قوات اماراتية الى اليمن وما تحدثت عنه الميادين خلال هذه الأيام من وصول تعزيزات عسكرية اماراتية جديدة تهدف إلى إشعال معركة كبرى قد تكون في الحديدة او في تعز يؤكد ان الإمارات لا تزال مصممة على الاستمرار في العدوان على اليمن وانها تعمل وفق توجيهات امريكية وتنفذ مشاريع استعمارية وتسعى الى استمرار الحرب وإهدار المزيد من الدماء اليمنية وتدمير ما تبقى من البنية التحتية وايضاً هذا يؤكد ان الإمارات ليس لديها أي نوايا لصناعة فرصة للسلام في اليمن خصوصاً ان هذه التعزيزات والحشود تأتي بعد المبادرة التي قدمها الرئيس المشاط للسلام ولكن في كل الأحوال القيادة والجيش واللجان الشعبية يراقبون ما يحصل بدقة وهم على اتم الاستعداد للتعاطي مع الغطرسة والغرور الذي يسيطر على الإمارات ومن يقف خلفها.
الرسائل سياسية وعسكرية واضحة لم تعد بحاجة الى تفسير في الوقت الذي قيادتنا تسعى للسلام دول العدوان تتجه إلى إرسال المزيد من الحشود والقوات العسكرية واضرام نيران المعركة وتوسيع دائرتها بشكل أكبر وهذا يعني ان لديهم ضوءاً اخضر من امريكا على الاستمرار في العدوان وكل هذه الممارسات التعسفية تدل على أن الإمارات اليوم تعيش حالة من الكبرياء وجنون العظمة خصوصاً بعد استفرادها بالمناطق الجنوبية المحتلة التي تسيطر عليها من قبل قواتها ومرتزقتها و مجلسها الانتقالي وهيمنتها على القرار في الجنوب وطرد مرتزقة السعودية ما يسمى بشرعية هادي لهذا هي اليوم تظن انها قادرة على حسم المعركة لصالحها وتحقيق انتصار في الحديدة وتعز وبقية المحافظات والمناطق وهذا الغرور سيقود الإمارات الى هزيمة حتمية مؤكدة ويرمي بها الى مزبلة التاريخ.
هناك العديد من الأمور التي شجعت الإمارات على التصعيد والتعنت وعرقلة مساعي السلام اولها انها تستغل مبادرة السلام التي قدمها الرئيس المشاط وتحشد قوات عسكرية بهدف استئناف المعركة التي لم تتوقف ولكن هذه المرة يريدون توسيع دائرة العدوان بشكل اكبر وعلى ما اعتقد ان الإمارات تقول انها تسعى للسيطرة على تعز لكنها في الحقيقة تعزز قواتها للسيطرة على الحديدة وكذلك لتعزيز نفوذها في الجنوب هذا التصعيد وهذا التحشيد يدل على انه لا توجد نوايا حقيقية لمنح فرصة حقيقية للسلام في اليمن ويعتبر هذا تَنّصُلا وغطرسة وقطعا للطريق على أي مبادرة سلام يمنية ويدل ايضاً على ان امريكا تواصل الدفع بالإمارات والسعودية إلى الهاوية وإلى الاستمرار في العدوان على اليمن.
هم يظنون ان المبادرات التي تقدمها القيادة في صنعاء من اجل السلام تأتي في إطار الخوف والضعف ولا يدركون أنها ناتجة عن حرص حقيقي على تحقيق السلام ولكن في المقابل اذا كانت دول العدوان تعمل على إشعال فتيل نيران المعركة اكبر مما هي عليه فعليهم ان يتحملوا التبعات والمسؤولية والنتائج العكسية التي لن تكون لصالحهم بل ستؤدي بهم الى الهزيمة والفشل والخسارة بشكل اكبر واكبر.
وفيما اذا استمر العدوان في التصعيد العسكري فهذا يعني ان المرحلة القادمة ستشهد المزيد من التطورات العسكرية على المستوى المحلي والخارجي في ما يتعلق بدول العدوان وفي مقدمتها السعودية والإمارات ولا شك ان الجيش واللجان الشعبية سيعملون على تفعيل منظومات عسكرية جديدة وتنفيذ عمليات نوعية كبرى في السعودية والإمارات وكذلك عمليات برية ضخمة تمزق قوات العدو كما حصل في عملية “نصر من الله” وكما حصل في معركة الساحل الغربي وهذا وارد والشعب اليمني يثق بالله ويعتمد عليه ولن يبالي بالتحديات مهما كان حجمها.
وعلينا كشعب يمني أن نثق بالله وأن نثق بقيادتنا الحكيمة ممثلة بالسيد عبد الملك حفظه الله أكثر من أي وقت مضى وأن نعمل على تعزيز عوامل ومقومات الصمود ومنها رفد الجبهات بالمال والرجال والاصطفاف الشعبي من خلال تعزيز الروابط الاجتماعية والوطنية.
لدينا رصيد هائل من الدروس والعبر والأحداث وقد لا حظنا ولمسنا كشعب يمني كيف أن الله من علينا بالكثير من الانتصارات وأيدنا ومكننا من إلحاق خسائر كبيرة في صفوف العدوان وهو قادر على أن يحقق النصر المبين على أيدينا إن شاء الله ويهزم الأعداء شر هزيمة ونحن اليوم اقرب الى النصر من أي وقت مضى.