الثورة/متابعات
أخذ الصراع المحتدم بين فصائل وأدوات العدوان في الجنوب في الاتساع والتصاعد ليشمل غالبية مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية من عدن وحتى سقطرى التي تشهد توترا ووضعا امنيا غير مسبوق في ظل المواجهات بين مليشيات ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً وبين عناصر الشرعية المزعومة التي تدعمها السعودية، فيما يؤكد محللون سياسيون أن قطبي العدوان في الرياض وأبو ظبي متفقان تماماً على تقسيم اليمن ونشر الاقتتال والفتن بين اليمنيين وإنما يسعيان من خلال هذا الاختلاف الشكلي على تغذية أسباب الصراع بين أدواتها من المرتزقة المحليين الذين باعوا ضمائرهم ووطنهم للأعداء.
ويأتي هذا الصراع المتفاقم بين المليشيات والكيانات التابعة لكل من الإمارات والسعودية في ظل استمرار تدهور مختلف الخدمات العامة للمواطنين في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية الشرقية الخاضعة للعدوان وفصائلها المتناحرة .
وتشهد محافظات عدن وأبين وشبوة ولحج والضالع وحضرموت وحتى محافظة سقطرى النائية تحشيدات عسكرية من قبل أطراف الصراع بإشراف ودعم مباشر من كل من أبو ظبي والرياض.
ويرى مراقبون أن هذا الصراع والتوتر يأتي بالتزامن مع مسرحية الحوار بين المرتزقة الذي ترعاه مملكة العدوان والتي لا يهمها التئام الشمل بين المكونات اليمنية .
على هذا الصعيد أكد شهود عيان وجود توتر أمني غير مسبوق وتحشيدات عسكرية في محافظات عدن أبين وشبوة وسقطرى منها تحشيدات ما يعرف بألوية العمالقة القادمة من الساحل الغربي تماشيا مع التصعيد الذي يقوده الانتقالي الانفصالي لاستكمال سيطرته العسكرية على المحافظات الجنوبية.
إلى ذلك اتهم موالون لـمليشيات الانتقالي الانفصالية حكومة الارتزاق بأنها قمعت الخميس في شبوة مظاهرة لأنصارها كانت تطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله.
وندد بيان بمقتل شخص واحد على الأقل من أتباع الانتقالي برصاص مليشيات هادي في مدينة عزان وإصابة آخرين خلال المظاهرة، واعتقال عدد من المتظاهرين في مديريات المحافظة كافة .
في غضون ذلك، أفادت مصادر ميدانية في محافظة أبين بأن القوات التابعة لحكومة الفار هادي عملت خلال الأسابيع الماضية على تعزيز وجودها العسكري في مناطق أبين الخاضعة لها المتاخمة لمحافظة شبوة بالتزامن مع استمرار مليشيات تابعة للمجلس الانتقالي الانفصالي في تعزيز وجودها في المناطق الخاضعة لها.
وكانت مواقع صحفية تابعة لحزب الإصلاح وأخرى للحراك الجنوبي قد كشفت عن تحشيدات عسكرية باتجاه المحافظات الجنوبية وفرض قرارات هادي الأخيرة التي قضت بإقالة ثلاثة من المسؤولين الموالين للإمارات.
وقالت مصادر محلية في محافظة أرخبيل سقطرى أن موالين للمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي سيطروا على مقر ما يسمى بقوات النجدة في المحافظة إثر قرار للفار هادي بإقالة مدير الشرطة في المحافظة من منصبه.
وبينما لا تزال الأوضاع يشوبها قدر من التوتر الأمني، ذكرت مصادر محلية في الجزيرة اليمنية الأكبر، أن جهودا تبذل من قبل وسطاء لتجنب أي مواجهة مسلحة بين مقاتلي قوات حكومة الارتزاق ومليشيات الانتقالي الانفصالي .
وبحسب مراقبين فإنه منذ سيطرة مليشيات الانتقالي الانفصالي الجنوبي على محافظة عدن ومحافظتي الضالع ولحج وأجزاء من أبين شهدت هذه المناطق تراجعا كبيرا في الخدمات الضرورية من قبيل الكهرباء والمياه وهي الخدمات غير المتوفرة أصلاً منذ سيطرة مليشيا العدوان عليها قبل عامين.
ويرى مراقبون بأن أدوات السعودية والإمارات يتقاسمون السيطرة على محافظات الجنوب بترتيب وتنسيق إماراتي سعودي فيما يظل الخلاف بينهما وفقا لخبراء ومراقبين عبارة عن مسرحية هزلية ومحرقة وقودها تلك الفصائل المتناحرة والأبرياء من المواطنين من أبناء المحافظات الجنوبية وهدفها الأخير ـ بحسب خبراء سياسيين وعسكريين يكمن في تجزئة اليمن وإدخال اليمنيين في دوامة من الصراع الذي لا ينتهي.