فتيات يمنيات يقهرن المستحيل ولا يجدن صعوبة في البدء بمشاريع خاصة بهن ومتنوعة رغم الحصار والحالة الاقتصادية الصعبة للبلاد
المشاريع الخاصة للشابات .. تأسيس لنهوض حضاري شامل ومتطور
مختصون :علينا توسيع قاعدة المشاركة في العملية الاقتصادية والإنتاجية للشباب والشابات وعلى الدولة أن تدعمهم
الأسرة/ خاص
تبدع الشابة نظيرة نعمان في صناعة كافة أشكال الحلويات وتجعل من منزلها ومطبخها مكانا لتأسيس أولى خطوات مشروعها القادم، متحدية كل عوائق الحياة، وتقول نظيرة إنها تصنع الحلويات المختلفة والمعجنات عبر مطبخها الخاص في المنزل لتلبية احتياجات الأفراح والمناسبات وأنها كانت تصنع الحلوى لبقالة واحدة ثم توسعت لأكثر من بقالة.
وتقول :نور يوسف “شيف حلويات ” إنها بدأت مشروعها منذ سنة ونصف، وإنها كانت في البداية خائفة من تقبل الناس لمنتجها وكانت تسمع كثيرا عن مشاريع لم تنجح ولكنها توكلت على الله وتخصصت بتزيين الكيك والحلويات رغم انها تعلمت ذلك من النت ولم يكن لديها موهبة مسبقة في صناعة الحلوات وأنها الآن أصبحت ماهرة بتزيين كل أصناف الحلويات وان مشروعها قد تطور وأنها مازالت تنتج وتقدم الأفضل.
وتقول :لؤلوة غالب مسؤولة قسم السيدات بجمعية الطهاة اليمنيين ومسؤولة التدريب والبرامج إنها بدأت بمشروع التدريب بفنون الطهي منذ 2014 وانها تستهدف ربات البيوت، حيث تقوم بتدريبهن على قائمة الطعام للمعازيم والإتيكيت وفنون الطهي ومنها انطلقت مع عدة مؤسسات وأفراد وتقدم حاليا استشارات للمطاعم والكوفي شوب واستشارات للتاجرات بمجال الوجبات والتدريب لربات البيوت في التدبير المنزلي والطبخ الاقتصادي.
أماً نجود الوزير، فقد بدأت مشروعها الحالي بإحياء التراث اليمني عبر أشياء بسيطة من المنزل وانها تحب الدمى كثيرا وتصنعها على شكل التراث اليمني الأصيل وتعتبرها تحفة فنية لإحياء التراث اليمني وتقوم ببيعها لمحلات بيع التراث الصنعاني وفي المناسبات المختلفة مثل الولاد والأعراس.
وتضيف : ليس هناك شيء صعب في حياتنا، فالإرادة تسير بك نحو النجاح وقد بدأت عملي من الصفر وقليلا قليلا حتى توسعت في عملي واشجع كل الصناعات التقليدية وأحث كل النساء اليمنيات على أن يفكرن بإقامة أي مشروع مهما كان بسيطاً في البداية إلا أنه سيتحسن ويكبر مع الوقت ومن هذه المشاريع الصغيرة تكون البداية لمشاريع اكبر مع مرور الوقت.
وتقول: غادة حسان: إن المرأة اليمنية هي من تعاني من الحرب فهي المسؤولة عن أطفالها وأسرتها خاصة في حالة فقدانها معيلها أو أحد أفراد أسرتها، وتضيف بأن الكثير من النساء والفتيات اضطررن للعمل وفتح مشاريع صغيرة تعيلهن وأسرهن، وتضيف غادة بأنها قد أقبلت مع إحدى صديقاتها على فتح محل صغير في منطقة شيرتون ” الواحة ” لبيع البخور والعطور وبعض المشغولات اليدوية التي تقوم بتصنيعها بعض الفتيات مثل الأساور والميداليات التي تصنع من الرخام وأنها تأمل أن يتوسع مشروعها مع مرور الأيام .
متفائلة بطموحاتهن
وتقول الدكتورة نجاة جمعان رئيس مكتب سيدات الأعمال : علينا توسيع قاعدة المشاركة في العملية الاقتصادية وفي العملية الانتاجية وأنا متفائلة وأنا أرى الشابات بطموحاتهن وتطلعاتهن ولديهن رغبة للتطوير والابتكار ويجب على الجميع دولة ومؤسسات ان يقفوا الى جانب كل المبتكرين والمخترعين وأصحاب المشاريع الريادية والصغيرة وتشجيعهم ودعم ريادة الأعمال للشباب والشابات.
ويقول الباحثون والمختصون في حماية التراث اليمني: إن بقاء معظم هذه الصناعات القديمة متداولة وعلى نطاق واسع في المجتمع اليمني بإمكانه أن يؤسس لمجتمع صناعي حديث ومتطور من شأنه النهوض بالبلد .
التشجيع والتبني
ويوضح الباحثون المختصون في مجال الموروث التقليدي أن هذا الإرث التاريخي الكبير لا يحتاج إلا لشيء من الاهتمام والتشجيع والتبني الرسمي الجاد ليكون نواة لمستقبل أكثر إشراقاً.
ويضيفون: الصناعات التقليدية المتوارثة منذ القدم ومنها صناعة الحلي والمجوهرات والفضة التقليدية والمنسوجات اليدوية والمصنوعات الجلدية والأواني الفخارية والحجرية وصناعة الجنابي، والدمى والقمريات وغيرها يمكن أن تشكل في المستقبل موردا مهما للدخل القومي ويشدد المختصون على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لتنمية وتطوير هذه الصناعات القديمة ودعم كل مشاريع الشباب من خلال فتح مراكز لتدريب الراغبين في العمل في هذه الصناعات والمهن ووضع ضوابط قانونية تحد من زيادة الاستيراد وما يسببه ذلك من آثار اقتصادية سلبية تهدد مصير الصناعة والحرف التقليدية في البلد.