نصر من الله.. القدرة الإلهية لتوقف قدرات البشر

 

منير اسماعيل الشامي

مع أن معظم العمليات التي نفذها بها أبطالنا البواسل من الجيش واللجان الشعبية خلال سنوات العدوان وفي مختلف الجبهات كانت عمليات أسطورية طالت الكثير من المواقع السعودية وابراج الرقابة والمعسكرات التابعة له في الربوعة والسديس وقلل الشيباني، وكذا معركة ذات السلالم وغيرها الكثير والكثير، يبقى العقل حائرا مذهولا عن كيفية تحقيقها إذا ما قيست بفوارق القدرات والإمكانيات أو وفقا للمعادلات والحسابات العسكرية والتكتيكات الحربية.
ولذلك قد لا يستوعب الكثير نتائج عملية -نصر من الله- وفق العوامل المادية خصوصا بعد مشاهدة مقاطع الفيديو التي أظهرت حجم الفارق الشاسع في امكانيات وقدرات الطرفين المادية فقط، بيد أن هذه النتيجة طبيعية عند أخذ جانب التفوق الذي يملكه ابطالنا المرابطين والمتمثل بسلاح الإيمان الصادق بالله.
قد يتهيأ لمن يشاهد هذه المقاطع وكأنه يشاهد احد أفلام هوليود والتي بدورها لم تبلغ مستوى المشاهد الحقيقية للمرحلة الأولى من عملية نصر من الله في خيال أي مخرج من مشاهير مخرجي تلك الأفلام السينمائية .
هي حقا تحكي مشاهد اسطورية وبطولات خارقة لملاحم البأس اليمني التي لا يمكن أن تكون ولن تكون إلا من ابطال اليمن فقط، دون كل جيوش العالم .
هذه العملية العسكرية الكبرى وكل ما سبقها من عمليات اسطورية لا يمكن تفسيرها وفقا للمنطق العسكري أو العقل الحربي إطلاقا، ويعجز حقاً الخبراء العسكريون والمراكز العسكرية المتخصصة في تفسيرها وفقا للقواعد العسكرية والتكتيكات الحربية .
واذا ما فسرناها فإنها وبكل بساطة تمت طبقا للقواعد الإلهية، حيث انطلق هؤلاء الرجال الصادقون لميادين الجهاد غير معتمدين أساسا على توفر القدرات والإمكانيات من الأسلحة والعتاد، فلوا كانوا أخذوا هذه الاعتبارات في الحسبان لما تجرأوا على الإقدام وخوض المواجهة ضد طرف يمتلك كل عوامل القوة والتفوق المادية عدداً وعتاداً ودعماً وإسناداً ومن مختلف وأحدث الأسلحة الحربية البرية والبحرية والجوية، لكنهم انطلقوا وسلاحهم الحقيقي هو الايمان بالله، والثقة المطلقة به، واليقين الكامل بوعوده، انطلقوا وهم بمعيته سبحانه وتعالى وهذا العامل أغناهم عن كثرة العدد وقلة العتاد .
هذا اليقين الذي هم عليه جعل مصدر قوتهم في المواجهة غير المتكافئة بالعوامل المادية من قوة الله ورميتهم بسلاحهم الخفيف هي رمية الله، فكانت هذه الرمية أقوى في أثرها على عدوهم من قوة قصف الطائرات والمدافع والرشاشات .
والخلاصة أن ما شاهدناه من مقاطع فيديو عن المرحلة الأولى من عملية نصر من الله هي لوحة إلهية واقعية وحقيقية تجسدت تلك اللوحة الإلهية التي رسمها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي في محاضراته ودروسه فجاءت هذه العملية المباركة والواسعة واقعة ميدانية تثبتها عمليا وتؤكدها ميدانيا لتكون شاهداً وآية من آيات الله لهذا العالم على قوة الله وتأييده لعباده المؤمنين وبرهانا قاطعا على أنه حينما تتدخل القدرة الإلهية فلا قيمة لكل حسابات البشر .

قد يعجبك ايضا