رئيس لجنة النظام والمراقبة لامتحانات الشهادة الثانوية لـ”الثورة”:نتأنى في إعلان النتائج حرصاً على إنصاف الطلاب

 

64 لجنة تصحيح تضم 512 معلماً ومجمِّعاً ومقدِّراً ومشرفاً تعمل على مدار الساعة

الثورة/
سارة الصعفاني

من كنترول الشهادة الثانوية ” مستودع أسرار الامتحانات الوزارية “، ومن قلب عملية تقدير الدرجات ورصدها ، ورغم ” ضجيج “صالات لجان والتصحيح” وازدحامها “، و” الإضاءة الخافتة ” في بعض الأحيان في واقع فرض تعقيداته، إلا أن الجميع يتفانون في تأدية مهامهم، كلٌ حسب اختصاصه المحدد الموضح في لوحة مفصَّلة كُتبت بإخلاص لإعطاء كل طالب ما يستحقه حرصاً على مستقبل وطن يستحق منا التضحية، مع التأكيد على أن “مخرجات التعليم العام إنما هي حصاد المدخلات”.
صحيفة “الثورة” التقت رئيس لجنة النظام والمراقبة للشهادة الثانوية/عبدالسلام الغابري ليطلعنا على تجربة الامتحانات من الداخل وعملية تصحيح الإجابات والصعوبات والمعالجات.. وغير ذلك في هذا اللقاء:

إلى أي مدى نتائج الثانوية العامة عادلة؟
– من حيث المعايير التي نلتزم بها في عملية تقدير الدرجات فالنتائج عادلة، لكن ما نعايشه أفرز واقعاً غير طبيعي وغير عادل بالتأكيد من حيث الغش والنقص في المعلم والكتاب وتدخلات المجتمع وتخاذل جهات معينة وعدم إكمال المقررات وعدم انتظام التعليم وتوقف المرتبات والعدوان … إلخ، هذه المشكلات تعطينا نتائج كارثية، وتجعل الطالب يشعر بالظلم وإن أخذ ما يستحقه من درجات وفقاً لإجابته.
ما المشكلات التي تواجه الكنترول ” مستودع أسرار الامتحانات الوزارية ” ولجنة النظام والمراقبة بالأخص؟
-المشكلات التي تواجهنا إدارية ومالية وضغط نفسي فاقمتها أعباء إضافية نتيجة أوضاعنا الحالية كتغير آلية العمل؛ فمثلاً لم يعد هناك دفتر إجابات كما كان سابقاً ما جعل مهمتنا أصعب، أيضًا تنقلات الطلاب والحالات الخاصة وكثرة محاضر الغش وانتحال الشخصية فازدادت الإجراءات المتخذة .
لكن للأسف الشديد لم يكن هناك إشراف مركزي هذه السنة ووجد نقص في عدد الملاحظين و المراقبين الميدانيين نتيجة المستحقات المالية، وتم الاكتفاء بالإشراف المحلي فقط، لكن رغم كل شيء نمثل جانباً مضيئاً قياساً بواقعنا.
ما الذي توصلت إليه لجنة التحقيق في الفوضى المنظمة وشبكات الغش؟
– دورنا كلجنة نظام ومراقبة أو لجان امتحانية إحالة التقارير والبلاغات التي تصلنا إلى لجنة تحقيقات برئاسة مدير عام الشؤون القانونية، يمكنكم التواصل معه ليطلعكم على خفايا ما حدث، ونتائج ما توصلت إليه اللجنة، والإجراءات القانونية المتخذة .
إجمالاً.. كيف تقيِّم سير الامتحانات والتعامل مع وقائع الغش؟
-للأمانة بعض مكاتب التربية في المحافظات تمثل لجنة تحقيقات بحد ذاتها، إذ تواجه المشكلات في حينها وتتخذ الإجراءات ضد المخلين بالعملية التعليمية من معلمين وموجهين وغيرهم أو مجتمع محلي .. إحساساً بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية خصوصًا بعد تفعيل الإشراف المحلي والاعتماد الكلي عليه ما جعل الانتهاكات التي ترفع لوزارة التربية والتعليم تتناقص هذه السنة .. وبالتأكيد لا غنى عن الإشراف المركزي.
إلى ماذا تُرجع تأخير إعلان نتائج الثانوية العامة في العادة؟
– بإمكاننا إعلان النتائج في غضون أسابيع، لكننا نؤدي مهامنا وفقاً لجدول مزمّن نراعي فيه كثافة عدد الطلاب، حيث نتعامل مع 200 ألف طالب وطالبة، ومليون وسبعمائة ألف ورقة في عملية تقدير درجات تمر بمراحل متعددة نحرص أن نتأنى فيها حرصاً على أبناءنا الطلاب، وتخفيفاً على اللجان ، وتماشياً مع الإمكانيات المحدودة.
متى سيتم إعلان النتائج؟
– أستطيع تحديد موعد لتسليم النتائج.. أيضاً عادت المركزية كمشكلة، فبعد أن كان لدينا في السنوات الماضية ستة فروع للكنترول في المحافظات إذ نعمل حالياً بكنترول رئيسي في صنعاء العاصمة وآخر في محافظة إب فقط ، وأغلق كنترول محافظة تعز بسبب الأوضاع الأمنية، فلابد من مواجهة الأعباء وتقليص الفترة الزمنية لافتتاح كنترول في كلٍ من ذمار وحجة والحديدة.
ما هي أسباب ارتفاع معدلات الثانوية والصعود المستمر في نسب النجاح في السنوات الأخيرة رغم الواقع المتعثر للتعليم؟
-للأسف المشكلة فنية وموضوعية؛ فلم تعد الأسئلة عميقة تكشف مستوى ذكاء الطالب واجتهاده ،ولم تعد الإجابة عنها تتطلب استيعاباً للمنهج بل صارت شائعة بسيطة مباشرة بإمكان أي طالب ملم بدروسه أو تمكن من الغش الإجابة باختصار شديد في الفراغات المتروكة في ورق الأسئلة بدلاً من دفاتر الإجابات التي لم نحصل عليها بعد عام 2013م لجوانب مالية.
فضلاً عن انتشار الغش كظاهرة مجتمعية، رغم جهود مكافحتها إذ تواجه وزارة التربية والتعليم مجتمعاً بأكمله بمن فيهم للأسف تربويون وأعضاء برلمان ومجالس محلية كحاضن للغش، أيضاً لعبت الجامعات والمناخ السائد دوراً في التهافت على معدلات الثانوية.
على ذكر الجوانب المالية.. كم تبلغ مخصصاتكم من المالية لتسيير عملية الامتحانات؟
– ليس هناك أي دعم من المالية، وبعد مناقصات وتفاصيل لا يسر أحد معرفتها وتبرعات من اليونيسف ، ومن مؤسسات إيراديه بعد مخاطبتها غطينا مبلغ400 مليون ريال بينما تبلغ الميزانية الطبيعية للامتحانات ملياراً وستمائة مليون لامتحان 278 ألف طالب، فما حصلنا عليه لا يمثل 30% من احتياجنا الفعلي .. وهنا تكمن المشكلة.
ما هي آلية تصحيح الإجابات وتقدير الدرجات والمراجعة.. وهل أعيد النظر فيها لتلافي الأخطاء؟
-تغلبنا على الأخطاء والإشكاليات بنسبة 98 %، حيث شكلت لجنة بإشراف وكيل المناهج والإدارة العامة للتوجيه ولجنة النظام والمراقبة لفحص بيانات المشاركين في عملية تقدير الدرجات من مشرفين ، ومراجعين ، ورؤساء مواد ،ومقدرين .. وعممنا عليهم مهام محددة بحسب اللائحة، وتعليمات هامة خاضعة للمعايير، وهناك متابعة مباشرة منا وإشراف ميداني على 64 لجنة .
كل لجنة فيها ثمانية مقدِّرين ستة منهم معلمون بعدد الأسئلة ومجمِّع درجات ومراجع ومشرف على الجنة ليتأكد، ثم رئيس المادة يشرف عليهم جميعاً، وككنترول نراجع مرة أخرى حتى يتم ضبط عملية تقدير الدرجات، بل نحن بصدد وضع كاميرات مراقبة تحسباً لأي اختلالات.. عملية التقدير منصفة ومنضبطة، فقط هناك مستوى صعوبة 5% للمستويات العليا؛ ما يفسر توهم بعض الطلاب المتفوقين بأن هناك ظلماً وقع عليهم .
لماذا لا يخضع أعضاء لجان الكنترول لامتحان كفاءة .. وهل يكفي أن يكون معلماً وموظفاً رسمياً مثبتاً؟
هناك موجهون مسؤوليتهم التقييم، ولدينا كفاءات علمية كالمعلم أحمد الإبي موجه كيمياء بدرجة عالم، ويقيناً لم يكن الكنترول يوماً خاضعاً لتمرير قرارات تعيين سياسية بمعزل عن الخبرة والكفاءة لكن لا مانع أن يخضع جميع المتقدمين القدامى والمستجدين لمعيار الأفضلية بالمشاركة في امتحان قبول يقيس الحصيلة المعرفية، ويكشف المؤهل العلمي، ولا يغفل سنوات الخبرة.
هل من آلية تقدير درجات تمكِّن كنترول التربية من إنصاف طلاب الشهادة الثانوية ومراعاة ظروف المدرسة وموقع المركز الامتحاني؟
-هناك مشرف مقيم في المركز الامتحاني ،وضبط العملية التعليمية مسؤولية مكاتب التربية .. هذه الإشكاليات تحكم بالنتائج الأولية وتقارير المراكز الامتحانية التي ترفع إلينا يومياً لنتخذ آلية تصحيح معينة أو بعد عملية تقدير الدرجات نتدخل، لكننا في الأغلب نتجنب التعميم كي لا نظلم طالباً مجتهداً ذنبه أنه يؤدي امتحاناته في مركز امتحاني فيه غش.
بماذا تختم هذا اللقاء؟
– أشكركم على تسليط الضوء على عملية تقدير درجات الامتحانات ؛ كي لا نشعر أننا نعمل في الظلام.

 

قد يعجبك ايضا