, تقطع مستمر لناقلات وقود المؤسسة وعودة قوية للاعتداءات
, الحلول الإسعافية لن تصمد.. والدائرة الثانية ستبقى خارج الخدمة حتى تركيب برج حديدي
> بعد قرابة شهرين من انتظام عمل محطة مارب الغازية دون توقف في فترة تعد هي الأطوال على الإطلاق لم تخرج خلالها غازية مأرب عن الخدمة للعام الثالث على التوالي عادت هذه الاعتداءات خلال الأسبوع الماضي من استراحة بسيطة أشبه ما تكون باستراحة مقاتل في سلسلة جرائم منظمة الفاعلون معروفون ولا زالت الكثير من طلباتهم تنهال على السلطات الرسمية التي بدلا من أن تلقي القبض عليهم كمرتكبي أبشع الجرائم بحق عموم الشعب تميل للرضوخ لتلك الطلبات التي يتم فهمها على أنها مكافأة إزاء العمليات الإجرامية التي يقدمون عليها في منطق غريب لو أنه حدث لمرة واحدة سوف يستحيل على المرء تصديقه لكن تحوله إلى ما يشبه سياسة رسمية جعل مرور هذه الأخبار أمرا يسهل تقبله لأنها لم تعد تثير حفيظة أحد مع أنها جريمة هي الأسوأ من حيث حجم الضرر الذي تلحقه بعموم اليمنيين في حين أن المجرمين طليقون وتتم مكافآتهم..
إنه المنطق الأغرب تصديقا ومع ذلك يا سادة إنه يحدث بكل برود أعصاب حين تقتلنا بساعات الانتظار لعودة الكهرباء فيما حر الصيف يكوي المدن الساحلية ويرزح عشرات المرضى في المستشفيات وتضج مظاهر الحياة بأشكال من المعاناة في ظل جريمة يعيش الجميع تفاصيلها المريرة جريمة مستمرة الحدوث ولا يلوح في الأفق ما يبعث على التفاؤل أنها قد تختفي على المدى القريب طالما أن مرتكبيها لا حدود لمطالباتهم التي لا زالت الشهية مفتوحة أمام الكثير منها وحين كنا قرابة الشهرين لم نسمع عن أي اعتداء جديد كانت المؤسسة العامة للكهرباء تعاني من احتجاز نواقل الوقود المخصص لمحطات التوليد. وعلى الرغم أن مطلع هذا الأسبوع كان قد تم الافراج عن ناقلات الوقود المخصصة للمحطات فقد أرجع المهندس عبدالرحمن سيف عقلان مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء زيادة حالة الاطفاءات التي برزت في أمانة العاصمة والعديد من المدن الأخرى في غضون الأيام القليلة الماضية للقطاعات المتكررة لناقلات الوقود من مادتي الديزل والمازوت في محافظة مأرب ونهم من قبل عناصر إجرامية تقدم على احتجاز ناقلات الوقود وعادة ما يستمر الاحتجاز لأيام في أمر خلق معه نقصاٍ شديداٍ في كميات الوقود التي تحتاجها المحطات التي تعمل بالديزل والمازوت والاضطرار إلى توقف العديد من الوحدات التوليدية جراء عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل هذه المحطات بكامل طاقتها.
مفيدا بأن هذه الأعمال الإجرامية المتمثلة في احتجاز ناقلات الوقود لمحطات توليد الطاقة الكهربائية ضاعف من حالة العجز للطاقة الكهربائية وارتفاع معدل الاطفاءات وزاد من حجم المشاكل التي تتعرض لها المؤسسة العامة للكهرباء جراء اعتداءات تطال كافة مرافقها ومنشآتها وتأخذ أشكالاٍ وصوراٍ متعددة من الاعتداءات.
منوهاٍ بأنه في الوقت الذي تسعى خلاله المؤسسة العامة للكهرباء لتحسين مستوى الخدمة والانتقال إلى تنفيذ المشاريع الاستراتيجية والحيوية والقيام بمسؤولياتها فإن حجم التحديات والصعوبات التي تواجه المؤسسة كبيرة وبالغة التعقيد مع تعرض المنشآت الكهربائية لأسوأ الأعمال الإجرامية من اعتداءات لم تتوقف للعام الثالث وهو ما جعل المؤسسة في حالة استثنائية من العمل الطارئ لمواجهة آثار هذه الاعتداءات والحفاظ على ابقاء خدمة الكهرباء باعتبارها شريان الحياة وترتبط بها كافة مناحي الحياة والنشاطات الاقتصادية وعوامل التنمية .
وتابع القول: ناهيك عن ما تشكله من أهمية في حياة المواطنين على مستوى كل أسرة وفرد وهو ما يجعل المؤسسة العامة للكهرباء أمام مسؤولية وطنية للقيام بواجباتها ولا يمكننا بأي حال من الأحوال التخلي عن هذه المسؤولية وسط صعوبات وظروف غير طبيعية مع استمرار حالة الاعتداءات التي تتم بشكل يومي مما فرض على المؤسسة عملا استثنائيا ومهمة طوارئ إضافية وصرفها عن مهامها الحقيقية وحد من تطلعاتها في الانتقال إلى خطوات متقدمة من الأعمال الاستراتيجية. ولفت إلي أن الأسبوع الماضي ظلت أكثر من عشر ناقلات نفط محتجزة من قبل عناصر مسلحة وست من تلك الناقلات في مديرية نهم في حين أن الثلاثة الأسابيع الماضية شهدت أسوأ موجة اعتداءات واحتجاز لناقلات الوقود المخصص لمحطات توليد الطاقة التي تعمل بالمازوت والديزل وانعكس ذلك في ازدياد معدل الاطفاءات في الوقت الذي كان مستوى خدمة الكهرباء قد سجل تحسناٍ في الخدمة بعد أن أسفرت جهود المؤسسة العامة للكهرباء عن رفع جاهزية المنظومة الكهربائية من خلال العديد من الأعمال والخطوات المتعلقة في هذا الشأن من خلال برامج الصيانة وغيرها وتحسين الجهود والقدرات في محطات التوليد ومحطات التحويل والمحولات الرئيسية والثانوية.
> مضيفاٍ بالقول: وهو الحال الذي ظلت المؤسسة العامة للكهرباء مستمرة فيه دون توقف نظرا لاستمرار الاعتداءات التي تقوض كل تلك الجهود وجعلت المنظومة الكهربائية أمام مخاطر حقيقية قد تؤدي إلى انهيارها في أية لحظة وقد نصحو صباح يوم والبلد بلا كهرباء وهو أمر قد يصعب تصديقه من قبل المواطنين التواقين لخدمة أفضل والذين ليس أمامهم إلا أن يقابلوا كل حالة اطفاء بالمزيد من مشاعر التذمر والاستياء الذي يتحول بدوره إلى مزيد من الأسى والاكتئاب.
ويبدي مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء الكثير من المخاوف بالقول: إن هذه الاشكالية تضع البلاد أمام مستقبل مجهول غير واضح المعالم حول مستقبل الطاقة الكهربائية التي تتعر خلالها مصادر التوليد وسائر المنظومة الكهربائية لأسوأ حالات التدمير الممنهج من قبل عصابات اجرامية لا تكترث بمعاناة الناس وتجد من خلالها الوسيلة لممارسة الابتزاز على الدولة لتحقيق سبب غير مشروع وطلبات غير قانونية واشباع رغبات غير سوية في نفوس يسكنها الشر ويملأوها الحقد والكراهية لكل شيء في هذا الوطن والاستمتاع في الاستمرار بإلحاق الضرر بالمواطن اليمني البسيط أولاٍ وبالوطن عموما عبر الإقدام على أفعال في منتهى الفضاعة وأسوأ الأعمال الإجرامية التي تطال كل فرد من أبناء الوطن ولا تفرق بين طفل من حقه أن يلهو ويلعب وبين شيخ طاعن في السن ومريض بالفشل الكلوي والقلب والسكر ومرضى يرقدون في المستشفيات قد يكون انقطاع الكهرباء بالنسبة لهم لحظات مفارقة الحياة.
ويرى المهندس عبدالرحمن سيف مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء أن هذه الجرائم ترتقي إلى مستوى الجرائم اللاإنسانية وهي كذلك بالفعل لأنها ترتكب من قبل عصابات إجرامية يسكنها الشيطان وتجردت من أبسط القيم الإنسانية وتمارس بحق عموم الشعب اليمني أفضع الجرائم من خلال اعتداءات تطال المنظومة الكهربائية للعام الثالث على التوالي وليس من الواضح بعد متى يمكن أن تتوقف في أمر يصعب تفسيره إزاء جريمة كاملة المعالم الفاعلون فيها معروفون وطليقون وغالبا ما يعلنون عن أنفسهم مع كل عملية إجرامية تسبق أو تلحق طلباتهم التعجيزية كي تتم مكافأتهم من قبل الدولة على كل عملية إجرامية وهو ما لا يستطيع العقل تقبله في واقع يبدو فيه المجرم يمسك بكل خيوط اللعبة وتقبض الثمن مكافأة تحددها نفسه المريضة التي يسكنها الشيطان ويدفع بها للمارسة أفضع جريمة في تاريخ اليمن المعاصر.
ويحذر مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء من استمرار هذا الوضع الكارثي على حاضر ومستقبل البلاد ويقول لم يعد بمقدور المؤسسة العامة للكهرباء المزيد والتحمل لمواجهة تبعات هذه الجرائم عبر اعتداءات لا زالت مستمرة على مدى ثلاثة أعوام متتالية دخلت خلالها المؤسسة العامة للكهرباء برنامج طوارئ لإصلاح تبعات تخريب الكهرباء في مهمة بدت متواصلة دون توقف من العمل الشاق لأن الاصلاحات تقابل بشكل فوري باعتداء آخر ممنهج.
وينبه بأن هذا الوضع بات يهدد المنظومة الكهربائية بالانهيار وهو ما حذرنا منه مرارا وتكرارا وما تعمله المؤسسة العامة للكهرباء على أن لا يحدث رغم أنه يستنزف كافة الجهود والامكانيات المادية المحدودة للمؤسسة المطالبة اصلا بالالتزامات الضخمة.
وقال: لقد استنفدت المؤسسة مخزون قطع الغيار المخصص لعشرات السنوات في إعمال من الاصلاحات التي لا تنتهي والتي بدت بأنها عبثية مع استمرار حالات الاعتداءات لكن لا بديل أمام المؤسسة العامة للكهرباء سوى الاستمرار في اعمال الصيانة التي تتطلب امكانات هائلة وجهوداٍ كبيرة تذهب ادراج الرياح لأنها تقوض باعتداء فوري دون أن يكلف مرتكبوها شيئاٍ بل يشكل طريقا لتحقيق مطالباتهم غير المنطقية قبل أن تكون غير قانونية وربما يشبع جزءاٍ من رغباتهم المريضة التي تسكنها هواجس الشر والأهواء الشيطانية ومتعة الحاق قمة الضرر بالضحية التي تشكل مجموع الشعب ويؤكد أن كل ذلك يحدث في ظل تدني مستويات التحصيل لفواتير الكهرباء إلى أدنى مستويات في ظل تزايد الأعباء والالتزامات التي تتحملها المؤسسة نظير تقديم هذه الخدمة المكلفة.
ويختتم حديثه بالقول لن يكون بمقدرونا تحمل المزيد من هذه الاعتداءات فهي ليست قدرا إلهيا علينا القبول به فهذه جرائم والجرائم لا ينبغي بأي حال من الأحوال السكوت عليها وها هي الاعتداءات تسفر عن انهيار البرج رقم «425» الذي كان قد تعرض الأسبوع الماضي لتفجير قواعده في حال جعله عرضة للسقوط في أية لحظة وهذه اللحظة حلت مساء الجمعة الفائتة حيث أدت الرياح إلى سقوط البرج وانهياره كليا مما يتطلب عمل برج جديد بديل له وهنا يتطلب الكثير من الجهد والامكانيات ومع ذلك لن تصمد الحلول الاسعافية التي لجأت إليها المؤسسة عبر استخدام برج خشبي مؤقت يعوض برج إحدى دوائر النقل «مارب- صنعاء» بينما ستبقى خيوط الدائرة الثانية خارج الخدمة بانتظار تركيب البرج البديل وبالتالي حدوث أي اعتداء في هذه الأثناء على خطوط الدائرة سيعمل على خروج المحطة وبالتالي انتظار اصلاحها وهي القصة المستمرة لفصول جريمة جديدة قديمة ستظل كذلك حتى إشعار آخر لا نستطيع التنبؤ بانتهائه.