معاذ الخميسي
غادرنا كثيرون.. مضوا إلى قدرهم وفي موعدهم.. وأوجعنا غياب من سكنوا في قلوبنا.. وعاشوا مع نبض أوردتنا.. ومن فاجأنا غيابهم الأبدي.. ورحيلهم المبكر ولم نشبع بعد منهم.. ولا ندري القدر يترصد روح من منا.. ومن سيوجع بغيابه الآخر..!
الخضر العزاني.. هو أيضاً أغمض عينيه إلى الأبد.. سار إلى أجله.. وترك مجلس النواب وهموم الشعب.. وأوجاع الوطن.. والرياضة.. وكرة السلة التي أسس نجاحاتها وإنجازاتها.. وأولاده.. وزملاءه وأصدقاءه.. وارتاح من تعب الحياة.. وعناء المرض الذي داهمه فجأة.. وأوقف نبض قلبه الطيب.. وروحه النقية.
لم تخسره قلوبنا وأرواحنا فقط.. خسره الوطن.. ومجلس النواب.. ولجنة الشباب والرياضة في المجلس.. والرياضة اليمنية.. وكرة السلة التي أحبها وعشقها لاعباً مميزاً.. وحكماً دولياً ورئيساً بارزاً ومتفوقاً أوجد لها مكانة خاصة ولمع بها في سماء النجومية محلياً وآسيوياً وقدم أفضل وأقوى المنتخبات اليمنية في كرة السلة.. وعندما توارى عن المشهد السلوي سقطت اللعبة وضاعت وتاهت وباااادت..!!
ما عاد ممكناً أن يعود الخضر ليلم شمل كرة السلة اليمنية.. ولا ليجمعها بعد شتات.. ولا لأن يستضيف بطولات غرب آسيا في عدن 2001 وصنعاء 2008م وحضرموت 2005م .. ويغامر بإحضار كبار منتخبات القارة الأكبر (آسيا) في النهائيات الآسيوية التي استضافتها (صنعاء) في 2010م..وصار مستحيلاً أن يطل الخضر “مرة ثانية” ليمدنا بالثقة والاطمئنان وهو يتحرك بهدوء تام ليؤمن النجاح هنا أو هناك..!
لقد أحزننا مرضه.. فكيف بموته.. وهو الذي ما جرح قلباً.. ولا تسبب في ألم أحد.. وظل في حياته هادئاً وودوداً ومحباً ونشيطاً ومخلصاً وفاهماً ورزيناً وشفافاً وصادقاً وصريحاً وواضحاً.. اللهم ارحمه واغفر له وتقبله بأحسن قبول وأسكنه الجنة..ياااارب.