جمال الخولاني
سُحبت قبل أيام قرعة التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأسي العالم 2022م في قطر و آسيا 2023م المزمع إقامتها في الصين، ووضعت منتخبنا الوطني ضمن منافسات المجموعة الرابعة إلى جانب منتخبات: أوزباكستان وسنغافورة وفلسطين والسعودية.
القرعة التي أجريت في مقر الاتحاد الآسيوي بالعاصمة الماليزية كوالالمبور وزعت 40 منتخبا آسيويا على خمسة مستويات وفقا لتصنيف الأمانة العامة لاتحاد الكرة -عفوا أقصد الفيفا الذي يمنح صك الأفضلية بالاعتماد على آخر شهر في التصنيف.
كنت أحد الحاضرين في مراسم قرعة الدوري التنشيطي الذي أقره الاتحاد العام لكرة القدم تحديدا تجمع أمانة العاصمة الذي يضم ثمانية أندية ،حيث أوقعت القرعة قطبي العاصمة الأهلي والوحدة في مجموعة واحدة ما تسبب في لغط كبير خاصة في أروقة الناديين كون أحدهما سيغادر أسوار المنافسة من المرحلة الأولى للبطولة وفق اللائحة المجحفة التي تنص على إقامة التجمع من دور واحد بحيث يتأهل الأول من كل مجموعة للمرحلة النهائية التي ستحدد ملامح بطولة الدوري التنشيطي.
الأهلي والوحدة بالأرقام والمنطق والمعطيات هما الأفضل استعدادا والأكثر إنفاقا على مراحل إعداد اللاعبين وتنظيم البطولات والفعاليات والملتقيات التنشيطية، حيث تقاسم الفريقان معظم البطولات المذكورة، وآخرها الملتقى الرمضاني الذي أحرزه الوحدة على حساب غريمه الأزلي الأهلي.
لائحة الاتحاد أو بالأصح رسالة الامين العام غير منصفة قانونا ولا تمت للشفافية بصلة، فمن غير المعقول تقسيم الأندية الثمانية وتوزيعها على مجموعتين وفق تصنيف 2014م، وكان الأحرى فسح المجال للجميع في التنافس الشريف من خلال إقامة التجمع بنظام الكل مع الكل، بحيث يتأهل الأول والثاني للمرحلة التالية، أو إقامة الدوري بنظام المجموعتين ويتأهل الأول والثاني من كل مجموعة بطريقة المقص كأقل تقدير وهذا بحد ذاته يخدم الأندية المشاركة ويرفع من جاهزيتها البدنية والفنية، فضلا عن إثارة المتعة لدى الجمهور الرياضي التواق لرؤية دوران الأنشطة الرياضية من جديد بعد توقف قسري دام أكثر من خمس سنوات.
منتسبو وعشاق ومحبو الناديين الكبيرين لم ترق لهم نتائج القرعة، ليس خوفا من مواجهة بعضهما البعض والتي ستقرِّب الفائز من هذه المباراة للتأهل للمرحلة الثانية- طبعا على الورق- لأن كرة القدم عوَّدتنا على المفاجآت، وإنما لأحقيتهما في أفضلية المستوى بشهادة الجميع، فخروج أحد الفريقين من منافسات البطولة سيكون قاسيا.
التصنيف وآلية التوزيع هضما كثيرا تجمعي عدن وأمانة العاصمة، فلا ندري ما هي المعايير التي انتهجها اتحاد اللعبة في عملية التوزيع غير العادل، وكان بالإمكان توسيع رقعة التنافس بتغيير نظام المسابقة التي أنتظرها عشاق كرة القدم طويلا واستبشروا بكسر هذا الجمود والعزوف عن المدرجات.
بعيدا عن ضوضاء القرعة وتداعياتها دعونا نستمتع بعودة المنافسات ولو بطابع تنشيطي، فلقاء دربي الأمانة يعد بمثابة النهائي المبكر لما يتمتع به من خصوصية بالغة التأثير، وكذا المواجهة المرتقبة في مدينة نابولي بين العنيد والإتي، وجميعنا نعي تماما أهمية هذا اللقاء وحساسيته، والأهم من هذا هو استمرار المسابقات والأنشطة حفاظا على الأجيال والمواهب من الضياع على قارعة الطريق والاستفادة من امكانياتهم والبحث عن وجوه جديدة للمنتخبات الوطنية.