الدريهمي.. أزمة الضمير الإنساني وغياب مسؤولية المجتمع الدولي

 

الثورة / تحقيق / أحمد كنفاني

مر عام كامل على الحصار السعودي الأمريكي غير القانوني على مديرية الدريهمي محافظة الحديدة التي يعاني قاطنوها ظروفاً إنسانية صعبة للغاية في ظل الحصار الذي يفرضه المحتل الغازي من جحافل العدوان ومرتزقته والذي يشمل تدابير تعسفية تضر بالاحتياجات الحيوية لسكان المديرية .
يعيش في الدريهمي أكثر من مائة ألف مواطن في منطقة صغيرة تمتد على مساحة تقدر بـ”15″ كيلو على البحر الأحمر محاصرة جغرافيا وسياسياً يسيطر العدوان على المنافد المؤدية إليها برا وجوا وبحرا ويقطع عنها التواصل مع العالم الخارجي، ويشن على سكانها المدنيين الأبرياء العدوان المنظم..
إن مديرية الدريهمي ليست قضية “أزمة إنسانية” فحسب بل إنها أزمة الضمير الإنساني في القرن الواحد والعشرين ومسؤولية المجتمع الدولي الذي يغض الطرف عن استحقاقاتها في وضع القوة الغازية المحتلة موضع المساءلة والمحاسبة لتنفيذ التزاماتها تجاه الشعب والأرض التي تحتلهما ..
في تحقيقنا هذا سنستعرض قضية الدريهمي من كافة الزوايا ومجمل احداثها وما تعرضت له من قوى العدوان ومرتزقته من خراب وتدمير وحصار جائر أهلك الحرث والنسل وتخاذل المجتمع الدولي والأمم المتحدة حيال قضية الدريهمي وما حل بمواطنيها من ظلم وتهجير وتنكيل :
شهد العالم خلال العدوان السعودي الاماراتي الامريكي على اليمن على مدى أكثر من أربعة سنوات تشريد أكثر من 3 ملايين يمني قسرا معظمهم يقطنون في المناطق الساحلية وحرمانهم من المأوى والأمن والسلامة، وشهد على عمليات القصف والدمار الكارثي الذي خلفه العدوان واستشهاد واصابة اكثر من 60 ألف شهيد ومصاب بلغت أعداد الشهداء من الأطفال 2400 طفل وطفلة فيما بلغت أعداد المصابين منهم قرابة الثلاثة آلاف بحسب آخر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة العامة والسكان نال سكان الدريهمي النصيب الاكبر من ذلك التشريد والاعتداءات والجرائم، ورأى كيف صمد المشفى الوحيد الذي حاول توفير الرعاية الطبية الأساسية جداً للعشرات من الجرحى القاطنين فيها دون جدوى .
إلى يومنا هذا ما يزال المجتمع الدولي يتجاهل رفض دول تحالف العدوان ومرتزقته منح التصاريح لمن يحتاج إلى رعاية طبية حرجة من أبناء المديرية الأمر الذي أدى إلى وفاة 54 مواطنا مطلع العام الجاري وتجاهلتا أن 98٪ من المياه غير صالحة للشرب ما يجعل من مديرية الدريهمي مكاناً غير قابل للحياة وتجاهل أيضا ما نسبته 80٪ من انعدام الأمن الغذائي ومنع العدوان وقواته من الغزاة والمحتلين الصيادين القاطنين في قراها من ممارسة مهنة الصيد وكسب قوتهم والعيش بكرامة .
أكد محمد صومل مدير عام المديرية أن الأزمة الانسانية التي تشهدها الدريهمي سببها الغزو والاحتلال والحصار غير القانوني الذي يفرضه العدوان ومرتزقته وسياساته القائمة على الخداع والكذب بتحريرها، وأشار صومل إلى أنه إذا ما استمر المجتمع الدولي والأمم المتحدة على موقفهما وتواطئهما فإنهما متورطان ومسؤولان بشكل مباشر عن إطالة أمد الغزو والاحتلال واستدامته على المديرية ويصبحان شريكين رئيسيين باستمرار الحصار عليها، ولفت إلى أنه كان من الأجدى عدم إهدار الوقت والجهد من المبعوث الأممي إلى اليمن في زيارات وجلسات واجتماعات لمجلس الأمن للبحث عن فرص سلام إنما المطلوب الضغط على دول تحالف العدوان ومرتزقتها وقف العدوان على اليمن ورفع الحصار عن موانئها ومطاراتها ومحافظاتها ومحاسبتهم وإلزامهم بتعويض اليمن عن كل ما تعرض له من خراب وتدمير وقتل وتشريد، مؤكداً أن شعبنا سيظل صامداً ومتجذراً في أرضه، ومتمسكاً بالقانون الدولي وبحقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره على أرضه حتى النصر ودحر الغزاة والمحتلين عن أرضه وفي جنوب أفريقيا خير مثال عندما قال نيلسون مانديلا “إن الطريق إلى الحرية طويل”، وأضاف إن الأجيال اليمنية القادمة سوف تستنير بما أسسه لهم آباؤهم وأجدادهم الذين عاشوا على هذه الأرض منذ فجر التاريخ .
وأوضح عدد من الإعلاميين والصحفيين والأدباء والمفكرين والشعراء اليمنيين والناشطين الحقوقيين في لقاءات وبرامج أجريت معهم وتقارير ونشرات ومقالات صادرة عنهم أن أهالي ومواطني مديرية الدريهمي يخضعون لحصار مشدد منذ أكثر من عام من فلول العدوان السعودي الامريكي ومرتزقته وتصعيده الأخير على المحافظة أمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والأمم المتحدة دون أن يحركا ساكنا بالرغم من ان أجواءها لم تكن بمنأى من العدوان ونالت نصيبها من غارات العدو ابان شن عدوانه على اليمن ولظى نيران العدوان مسها حرقا وتعذيبا وأصابها جوعا وحصارا وإن لم يكن مباشرا حيث مس الحياة وصعبها أكثر وأهلك الحرث والنسل وقضى على مزارعها وأشجارها بحصاره الظالم وحول حياة القاطنين فيها إلى جحيم لا يوصف.. وأشار الأديب والشاعر محمد سالم صادق إلى أن مئات المجازر والجرائم ارتكبتها قوى الغزو والاحتلال وعملاؤها ومرتزقتها بحق أبناء مديرية الدريهمي حتى أن من حاول النجاة منهم قتل في الطريق.
فيما أكدت بعض المنظمات الحقوقية أن قوى الغزو والاحتلال تحاصر الدريهمي منذ أكثر من عام من جميع الجهات، الجميع فيها فقد الأمل في البقاء على قيد الحياة بعد أن رأى بأم عينيه من يقتلون من إخوانه واقربائه وهم يخرجون، ففضل البقاء فيها حتى وإن كان لا يوجد هناك أكل ولا شرب نظيف ولا حياة في مدينة الدريهمي إلا أنهم صامدون ثابتون راضون بالعيش بكرامة وعزة مدافعون عن ما تبقى من منازلهم وأرضهم رغم الغارات والقذائف والقنص والقتل اليومي، وعبروا عن أسفهم إزاء التدهور الكبير الذي طال كافة البنى التحتية والخدمية فيها ونوهوا بأن الزحوفات المتكررة عليها على مدار الساعة وحيوا صمود الدريهمي وابنائها الذين يواجهون الغزاة بكل ضراوة وشراسة ويكسرون تسللات المعتدين رغم فارق السلاح والعتاد والعدد من المرتزقة إلا أنهم يتلاشون أمام المقاتلين الثابتين في المدينة الصغيرة ولفتوا إلى أن ذلك الصمود يجابهه العدو بقصف المدينة بالقذائف المختلفة مسببا عشرات الشهداء والجرحى من أبناء المدينة، مشيرين إلى تعرض غالبية الجرحى للوفاة بسبب الحصار وشحة الأدوية والعلاجات الإسعافية .
من جانبها أكدت مصادر عسكرية يمنية على لسان متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع أرتكاب العدوان مئات المجازر بحق المواطنين في تلك المديرية التي غابت عن الأنظار بسبب الغارات والقصف المتواصل عليها إبان العدوان وبعد التصعيد الأخير على الحديدة، وأوضح المصدر أن أكثر من عشرة آلاف غارة شنتها قوى العدوان على مديرية الدريهمي خلال زحوفاتها المتكررة عليها من مختلف الجهات واستخدمت فيها دول تحالف العدوان مختلف أنواع الأسلحة جوا وبرا وبحرا بدءاً بغارات الطيران والبوارج الحربية والطيران التجسسي وكذلك القصف المدفعي وقذائف الدبابات والهاونات والقناصات وغيرها، وأظهرت لقطات بثها الإعلام الحربي من خلال الطيران الاستطلاعي التابع للجيش واللجان الشعبية أماكن مختلفة في أطراف المديرية ترابط فيها الدبابات والمدافع العملاقة التي تقصف مديرية الدريهمي على مدار الساعة .
ويصف خالد عبدالله مكي من مواطني مديرية الدريهمي بأن المديرية أضحت مقبرة لأبنائها وفي كل يوم يتوفى العشرات من الشهداء والضحايا والمرضى بسبب الجوع والقصف والإضطهاد وانعدام نظام الرعاية الصحية والمياه النقية والكهرباء وغيرها من الخدمات والبنى التحتية وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب إلى أكثر من 90% ناهيك عن أن معظم سكان المدينة فروا من منازلهم أو طردوا منها من مرتزقة العدوان وآخرون لم يتمكنوا من النزوح بسبب الحصار الذي تفرضه عليهم قوى الغزو والاحتلال .
سكان محافظة الحديدة منذ 6 أشهر وهم ينظمون الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات للتنديد بالحصار الذي يفرضه العدوان ومرتزقته على مديرية الدريهمي دون جدوى ولم يلقوا إزاء ذلك أي تحرك دولي أو أممي .
قبل أيام قليلة أكثر القطاعات الخدمية في الدريهمي كالصحة والبيئة وجهت تحذيرات شديدة اللهجة وأطلقت نداءات عاجلة لإنقاذ الدريهمى من الحصار ونقص شديد في المواد و الأدوية والمستلزمات الطبية “قبل إعلان موت من فيها” إلا أن تلك الإستغاثات هي الأخرى لم تجد آذاناً صاغية، لا من قريب ولا من بعيد في ظل تردّي أوضاع ابناء المديرية الإنسانية والمعيشية والاقتصادية ووصولها إلى الحضيض، بفعل تفاقم ويلات وأزمات الحصار المفروض عليها قسرا وظلما وبهتانا .
أكدت دراسة حول الظروف الاجتماعية والاقتصادية الخاصة باللاجئين والنازحين من مديرية الدريهمي إلى مديريتي الحوك والزهرة أصدرها مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالحديدة أواخر العام الماضي أن اللاجئين والنازحين من مناطق وقرى الدريهمي يواجهون التدهور الاقتصادي والعزلة الاجتماعية والخوف الدائم من عدم القدرة على توفير الاحتياجات الأساسية لأسرهم، حيث بلغ عددهم 14095نازحاً منذ قدومهم للمديريتين منتصف العام الجاري ويتعرضون للتهميش في المجتمع التهامي بسبب عدم وجود عمل أو مسكن مناسب لهم، إلى جانب تراكم الديون عليهم، واستعرضت الدراسة التي حملت عنوان ” درهيمو الحديدة نزوح وظروف انسانية مؤلمة” واقع التشرد والظروف الإنسانية المتدهورة لدرهيمي الحديدة في ظل حصار استهداف العدوان لقراهم .
ولفتت دراسة أخرى للباحث محمد حسن القاسمي في اطار الموضوع ذاته إلى الواقع المعيشي والاقتصادي السيئ الذي يعيشه النازحون من ابناء الدريهمي في عدد من مديريات المحافظة إضافة إلى قلة فرص العمل وارتفاع اسعار المواد الغذائية وارتفاع حرار الجو بشكل كبير، بالتزامن مع حصار العدوان للمديرية.. وأكدت الدراسة وفقا لتصاريح عدد من النازحين من أبناء الدريهمي ان معظم المنظمات الدولية كالغذاء العالمي وغيرها لم تلتزم بتقديم مساعداتها لهم بشكل منتظم، كما لم تقدم لهم الجهات الرسمية سوى بعض المساعدات القليلة وغير الدورية .
ونوه الاقتصادي الدكتور محمد عبدالإله المروني بأنه لا يمكن الجزم أن النازحين القادمين من الدريهمي إلى الحديدة بفعل العدوان والحصار يعيشون ظروفا معيشية جيدة، فهم بالكاد اليوم يتعايشون مع مدخلات ومخرجات الحصار المطبق الذي يفرضه العدوان على اليمن بشكل عام وموانئ الحديدة على معظم مناحي الحياة، واشار المروني إلى أنه بالكاد يستطيع الكثير من ابناء الحديدة اليوم توفير لقمة العيش في ظل الوضع الصعب الذي يشهده الوطن .
وكان المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني وقيادة السلطة المحلية بالحديدة في اجتماعات عقدوها مؤخرا مع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيت وبعثة الامم المتحدة المكلفة بتنفيذ اتفاق السويد الخاص بالحديدة، قد طالبوا المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل الفوري لرفع الحصار عن الدريهمي والضغط على دول تحالف العدوان السماح بإدخال المواد الغذائية والدوائية وتوفير الحماية الدولية لأهالي المديرية واشاروا إلى أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف صامتاً أمام جرائم العدوان ومرتزقته بحق المدنيين في الدريهمي، ولا يمكن لأحد أن يكون حيادياً أمام صور جثث المدنيين والأطفال الذين يموتون بسبب نقص الغذاء والدواء، واكدوا ترحيبهم بأي جهد لوقف إطلاق النار بالحديدة ضمن المساعي التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة وما تحقق من تنفيذ عملي في إطار اتفاق السويد من قبل الوفد الوطني والجيش واللجان الشعبية، آملين أن يقود ذلك إلى صون أرواح أبناء الوطن عامة ويوقف المأساة المتكررة على أهلنا في الحديدة والدريهمي، ولفتوا إلى أن دول تحالف العدوان تستخدم الحصار كأداة لتركيع الشعب اليمني وكسر إرادته وعزيمته، مشددين على أن الشعب اليمني سيبقى صامدا رغم كل المؤامرات التي تحاك ضده وسينتزع حقوقه المشروعة ودحر الغزاة عن ارضه، وحذروا من أن استمرار حصار العدوان للدريهمي سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا يحمد عقباها، معتبرين أن العدوان السعودي الامريكي وأدواته قائم على البطش والتهجير والتنكيل والقوانين العنصرية ويمارس كل انواع البطش ضد اليمنيين .
فيما أدانت العديد من المنظمات الحقوقية والناشطة استمرار حصار قوات التحالف السعودي الإماراتي للمدنيين بمديرية الدريهمي- محافظة الحديدة منذ يونيو 2018م، وأشارت منظمة تهامة للحقوق والتنمية والتراث الإنساني في بيان صادر عنها السبت الماضي إلى أن حرمان المدنيين بالمديرية طوال عام كامل من الغذاء والدواء وما تعرضت له منازل المواطنين فيها من تدمير جراء يعمد قوى العدوان ومرتزقته استهدافها وقصفها بالمدفعية والهاون تعد جرائم حرب ولا يجب السكوت عنها ويجب على المجتمع الدولي التحرك إزاءها.. وعبرت المنظمة عن اسفها للوضع المأساوي الذي باتت تعيشه المديرية وقاطنوها في ظل الصمت المخزي للأمم المتحدة وعدم اكتراثها بالخطر الذي بات يهدد حياة ساكنيها، وحذرت المنظمة من تفاقم الأوضاع بالمديرية حيث اضحى الاطفال الرضع يموتون أمام أمهاتهم من شدة الجوع وإصابتهم بسوء التغذية ناهيك عن تعرض المرضى المصابين بالأمراض المزمنة والجرحى لخطر الموت بسبب نقص الادوية وعدم توفرها، ولفتت المنظمة الى ان هذه الجرائم التي يرتكبها العدوان ومرتزقته في حق ابناء الدريهمي تأتي في ظل استمرار اختراقه للهدنة ” اتفاق السويد ” وتنصله عن تنفيذ اعادة الانتشار أمام مرأى ومسمع من العالم وفي مقدمتهم الأمم المتحدة التي لم تقم بأي دور ايجابي حتى الآن يخدم اليمن وابناء الحديدة.. وأطلقت المنظمة نداء استغاثة لكافة أحرار العالم والمجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية بفك الحصار عن مدينة الدريهمي وإلزام العدوان ومرتزقته بالسماح بإدخال المواد الإغاثية والدوائية للقاطنين فيها والضغط على دول تحالف العدوان السعودي الاماراتي الأمريكي لتنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم بالسويد الخاص بالحديدة وإعادة الانتشار بموانئها وايقاف العدوان علي اليمن غير المبرر ورفع الحصار وتشكيل لجنة تحقيق محايدة في كل الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان ومرتزقته في كافة المحافظات اليمنية ظلما وعدوانا وراح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى ومحاسبتهم وفقا للقوانين والأعراف الدولية .
من جانبه أكد مدير مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة أن الوضع الإنساني بالمديرية لا يمكن وصفه أو الحديث عنه فالمعاناة كبيرة وظروف المواطنين القاطنين في غاية الصعوبة وأشار محمد علي صومل الأهدل في تصريح لـ”الثورة” إلى أن ما يقاسيه أهالي الدريهمي في ظل الحصار الذي يفرضه العدوان ومرتزقته منذ أكثر من عام وتصعيده الأخير على محافظة الحديدة فاق كل التوقعات والتصورات وصاحبه كم كبير من الاعتداءات الإجرامية والهمجية والوحشية واستهداف لمنازل وممتلكات المواطنين وتدمير للمواقع الأثرية والمساجد وتدمير للبنى التحتية والخدمية ناهيك عن أعداد الضحايا من الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء الذين لاحول لهم ولا قوة ويسقطون يوميا نتيجة القصف والقنص الذي تتعرض له المديرية أمام مرأى ومسمع من العالم، معتبرا  أن الدريمهي ضحية تحالفات منزوعة الضمير والإنسانية وصمت المجتمع الدولي وتواطؤ الأمم المتحدة عمق من جراحها وزاد من معاناة مواطنيها ولفت صومل إلى أن ما تتعرض له المديرية اليوم من العدوان السعودي الأمريكي وأدواته يأتي للضغط عليها وعلى أبنائها وإجبارهم على الخنوع والخضوع والاستسلام وبما يحقق مآربها في الهيمنة على طريق الملاحة الذي يمر عبر البحر الأحمر وباب المندب  وهذا هو أحد أهدافه وسعى من أجل الوصول إليها وتحقيقها.
وأكد أن الدريهمي تعيش اليوم مأساة إنسانية تدمي القلوب  بكل ما تعنيه الكلمة مشيرا إلى أهمية تسليط الضوء عليها اعلاميا وإطلاع العالم على معاناة سكانها اليومية في ظل العدوان والحصار وأوضح مدير مديرية الدريهمي أن معظم المدارس الاساسية والثانوية بالمديرية قد تم تدميرها من قبل العدوان وأدواتهم حيث تم تدمير مدارس الفتح بالنخيلة وعائشة وخولة تدميرا كليا فيما تعرضت مدارس الوحدة ومعاذ وعمر بن الخطاب والنجاح بالزعفران والفاروق بالسولة للتدمير الجزئي وكذا تدمير وتضرر 30 جامعاً ومسجداً حيث تم تدمير مسجد الرحمة كليا بمركز المدينة ومسجد الكحيل والجامع الكبير جزئيا فيما دمرت أيضا عدداً من المراكز الصحية والمستشفيات حيث تم تدمير مركز الأمومة والطفولة كليا وتعرض المستشفى الريفي لتدمير شبه كلي حيث تعرضا للقصف من قبل العدوان ناهيك عن خروج الوحدات الصحية التالية  الشجن والشجيرة والطايف والمكيمنية والجوارح وجميشة ودير حسن والشيخ عن الخدمة .
وأشار إلى تعرض سوق المدينة لتدمير شبه كلي وكذا العشرات من المنازل منها ما دمر كلي ومنها ما دمر شبه كلي ومنها ما دمر جزئيا ومنها ما سلم .. ولفت إلى أن الحديدة لم تستفد حتى الآن من اتفاق ومفاوضات ستوكهولم التي تمت في السويد منتصف العام الماضي ولم ترفع الحصار والمعاناة التي يتجرعها أبناؤها من مرارة العدوان والتصعيد عليها من قبل فلول الغزاة والمرتزقة، مشيرا إلى أن معظم مديريات الحديدة ما تزال تقبع تحت آثار الحصار وتكتوي بنيران العدوان ومرتزقته بالرغم من تنفيذ المراحل الأولى من بنود اتفاق السويد المتمثلة بإعادة الانتشار من قبل وفدنا الوطني والجيش واللجان الشعبية وتعنت العدوان وحكومة الفنادق بالرياض في التنفيذ وعبر عن أسفه من السلبية المفرطة التي يتعامل بها المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيت ورؤساء لجان التهدئة في الساحل الغربي أمام جريمة حصار الدريهمي بالرغم من كثرة الاحتجاجات والمظاهرات والمطالبات التي قامت وتقدمت بها السلطة المحلية والمجلس المحلي وأبناء المديرية برفع الحصار والسماح بإدخال المساعدات والمعونات الغذائية والدوائية لأبناء المديرية دون أي تحرك او استجابة منهم ومعه أضحى عشرات الآلاف من سكان المدينة الذين يتجاوز تعدادهم اليوم الـ100 ألف نسمة يفتقدون لكل مقومات الحياة من الغذاء والدواء والمستلزمات طبية ويتجرعون مرارة المعاناة ووفاة العديد من المواطنين الذي اذا لم يمت بالقصف مات بالمرض المزمن والجوع في المدينة بسبب عدم توفر الدواء الخاص بحالاته وعجزه على الحصول عليه أو الخروج من المدينة إلى أقرب مركز صحي لشرائه وتوفيره نتيجة  استهداف دول تحالف العدوان ومرتزقته لأي شيء يتحرك خروجاً ودخولا إلى المدينة ضارباً بكل المواثيق والاتفاقيات الدولية والإنسانية عرض الحائط.
وأشاد صومل في ختام تصريحه لـ”الثورة” ببأس وثبات وقوة إيمان الأبطال من جيشنا ولجاننا الشعبية وأحرار الدريهمي ووقوفهم معا سدا منيعا أمام صلف الغزاة المعتدين وجحافل المرتزقة الذين تم جلبهم بالمال السعودي والإماراتي من أجل احتلالها والسيطرة عليها وتحويلها إلى منطلق لمعركة الحديدة رغم الزحوفات الواسعة والعمليات الهجومية المكثفة التي تواجهها المديرية وبشكل يومي وعلني أمام مرأى ومسمع من العالم والدول العربية والاسلامية الذين معظمهم باعوا ضمائرهم ودفعت لهم السعودية والإمارات مقابل سكوتهم وتجاهلهم هذه المعاناة والمأساة ولا مصلحة لهم من ليمن واليمنيين بعد أن ارتهنوا للخيانة والعمالة وصاروا عبيدا لمن اشتراهم بالمال .

قد يعجبك ايضا