الجمهور وقضايا المجتمع تتصدر الأجندة

تحتفل صحيفة الثورة اليوم بصدور عددها 17845 ليسجل عيد ميلادها الحادي والخمسين وسط نجاحات جديدة وقصة مسيرة أجيال من الصحفيين والفنيين الذين عاشوا في بلاط صاحبة الجلالة مواكبين للتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها بلادنا حتي وصلت اليوم لعالم الصحافة الإلكترونية و الإعلام الرقمي والشبكات الاجتماعية.

فها هي صحيفة الثورة وبعد خمسة عقود من العمل اليومي تفتخر بأنها سجل وذاكرة مسيرة يومية تحكي تطور أمة بأكملها واكبت تغيرات جذرية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي لملايين اليمنيين وتعاقب على تحريرها قيادات وكوادر صحفية ماهرة قدمت كل جديد بحرفية ومهنية دون كلل.
وينظر لصحيفة الثورة أنها مرآة تعكس تاريخ الصحافة الحكومية اليمنية في شقها الرسمي الجاد لكنها تميزت بتطور فنونها الصحفية لتعكس ثقافة ومهنية محرريها بالدرجة الأولى والذين يمثلون أجيالا متعاقبة تخرجت من كليات ومعاهد الصحافة المرموقة في الداخل والخارج .
ولا يغفل الباحثون في مجال الدراسات الصحفية قصة التحول الدراماتيكي في بنية وبيئة العمل الصحفي في صحيفة الثورة خلال الفترة القريبة الماضية ويؤكدون أن صحيفة الثورة تمكنت خلال العامين الماضيين من إقامة علاقة تفاعلية مع جمهورها في صورة إيجابية عكست التفاعل مع قضاياهم المجتمعية والحياتية بشكل عام فيما باتت تنقل هموم وتطلعات السياسيين اليمنيين من جهة أخرى على كافة الاتجاهات لانجاح الحوار الوطني خلال هذا العام والإيمان العميق بمخرجاته ¡ وبالتالي فإن تأثيرها على الجمهور اتسم بقوة صاعدة لبناء اتجاهات الرأي العام لم يسبق لها مثيل.
ورغم معاناة الصحيفة بشكل حاد من آثار الأزمة السياسية التي عصفت باليمن خلال العام 2011م فإن تلاحم محرريها وأداريها جعلها تتمكن من تجاوز عقبات مالية وإدارية عديدة كادت أن تعصف بها في يوم ما ويرى الخبراء أن التغيير في الهيكل القيادي القائم بالاتصال في مؤسسة الثورة وصحفها وعلى رأسها صحيفة الثورة اليومية مكنها من تشكيل رأي عام مستنير نحو القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن ما بعد ثورة الشباب في فبراير 2011م وهو مايعد تغييرا◌ٍ جذريا◌ٍ في السياسة التحريرية مكنها من الانفتاح على كافة الأطياف السياسية في البلد وجعلت شعار بناء يمن جديد رأس أجندتها اليومية .
ويعترف الخبراء بأن طبيعة وبنية واتجاهات المضمون الصحفي في صحيفة الثورة تطور بشكل لافت الأمر الذي أثر بدرجة كبيرة على قوة تفاعل الجمهور معها لأن الخطاب الصحفي فيها اتسم بالطابع الواقعي وخصوصية الطرح¡ فلم تنجر للأسلوب العاطفي (الإنفعالي)¡ والصيغة الدعائية المناسباتية كما تمارسه الصحافة الحزبية والأهلية.
وحسب دراسة بحثية أجزيت حديثا فإن الخطاب الصحفي بصحيفة الثورة اتسم في معظم الأحيان بنوع من المصداقية¡ والدقة¡ والموضوعية دعمها في ذلك التوسع الكبير الذي شهدته الصحيفة في إصدار ملاحق يومية تناولت الأسرة والقضايا المجتمعية والثقافة والاقتصاد والسياحة والرياضة والدين والحياة الأمر الذي ارسى منهجا وفرصا لقيام صحافة متخصصة تنبع من هذه الصحيفة العريقة .
ورغم التحديات التي واجهت صحيفة الثورة فإن المحافظة على نهج سياسي متوازن في سياستها التحريرية لم يكن دائما موفقا لكنها ومنذ الثورة الشبابية الحديثة استقرت على هذا النهج انطلاقا من أنها ملك للشعب اليمني كاملا ولهذا خلت صفحاتها منذ أمد قريب من مهمة الدعاية للنظام السياسي والتبرير له والدفاع عنه مستخدمة وسائل الرأي والرأي الآخر فاتسمت صفحاتها بالانفتاح على الآخر الأمر الذي مكن كل الأطراف من الظهور فيها دون احتكار الأفكار من طرف لطرف آخر وهو ما جعل خطابها يوازي بينما حققته الدولة مع الواقع المعاش¡ مما يجعل الجمهور يقبل على متابعتها حيث باتت المصداقية والواقعية شعارها الجديد.
وشهدت صحيفة الثورة نقلة نوعية في المجالات الفنية فالإخراج يتم وفقا لأحدث البرامج وبأجهزة عالية الدقة من أجهزة الماكنتوش من ابل محمل بها احدث الإصدارات كما يتميز الكادر الفني بمهارات عالية وخبرات متراكمة فيما تمتلك مطبعة حديثة تعتبر من احدث المطابع في اليمن دون منازع .
ولصحيفة الثورة موقع متميز في عالم الصحافة الإلكترونية ويحظى بمتابعة محلية وخارجية تصل في اليوم إلى مئات الآلاف من المتابعين ويعتبر موقع الثورة نت من أهم عشرة مواقع يمنية حسب تحديد موقع اليكس المتخصص .

قد يعجبك ايضا