بغداد/
ألقت القوات العراقية القبض على إرهابيين اثنين أحدهما متزعم في تنظيم “داعش” خلال عمليات لها غرب بغداد.
وقالت خلية الإعلام الأمني- في بيان نقله موقع السومرية نيوز “ –إنه من خلال عملية استباقية تمكنت قوة تابعة لوكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية من إلقاء القبض على متهمين اثنين ينتميان لعصابات داعش الإرهابية غرب بغداد” مبينة أن أحدهما كان متزعما في التنظيم الإرهابي في مدينة الفلوجة.
وكانت قوات الأمن العراقية المشتركة أطلقت قبل ثلاثة أيام عملية عسكرية لتطهير المناطق الغربية في العراق من فلول الإرهابيين أطلقت عليها اسم “إرادة النصر” تشمل المناطق المحصورة بين محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار إلى الحدود العراقية السورية.
من جانب آخر فقد أدى ظهور تنظيم داعش الارهابي بقيادة “ابو بكر البغدادي” في العراق واحتلاله جزءاً كبيراً من الاراضي والمدن العراقية إلى تفاقم الأزمة العراقية الداخلية وانهيار الهيكل السياسي العراقي بشكل جزئي خلال السنوات التي تلت عام 2003م ومن ناحية أخرى تسبب وجود هذه الجماعة الإرهابية في العراق في قدوم الكثير من القوات العسكرية الغربية غير المرغوب فيها، ولا سيما القوات العسكرية التابعة للولايات المتحدة، وبالنظر إلى مستويات هذه الأزمة نرى أن تلك القوات الغربية تسببت خلال الأيام التي تلت فترة نهاية خلافة تنظيم “داعش” الارهابي في العراق في الكثير من المتاعب للحكومة العراقية الحالية.
وحول هذا السياق كشفت العديد من المصادر الاخبارية عن تسجيل صوتي مسرَّب لمحادثة هاتفية بين قائد عمليات الانبار اللواء الركن “محمود خلف الفلاحي” وعميل للاستخبارات الأمريكية CIA عراقي الجنسية، ويظهر في التسجيل مطالبة عنصر الـ CIA من قائد عمليات الانبار ،بتزويده بإحداثيات مواقع الجيش العراقي و القوى الأمنية والحشد الشعبي وفصائل المقاومة، مشدداً وبالاسم على مواقع كتائب حزب الله في “القائم” بشكل خاص وكافة عملياته بصورة عامة، كما جاء في التسجيل أنه تم تنفيذ هجمات من قبل سلاح الجو الامريكي والصهيوني ضد القوات الأمنية المتواجدة في تلك المناطق، فضلا عن قصف مواقع فصائل المقاومة بمختلف تصنيفاتها، وطالب عنصر الـ CIA قائد عمليات الانبار بإجراء لقاءات مع قيادات الجيش الامريكي والمخابرات الامريكية على ان يختار مكان اللقاء بين اربيل والحبانية.
كما تضمن التسجيل محادثات على “الواتس أب” بين الطرفين، تضمنت تقديم “الفلاحي” إحداثيات ودراسة مفصَّلة عن الجيش العراقي وقوى الامن والحشد الشعبي وفصائل المقاومة في الانبار، ويظهر في المحادثات تعهد قائد عمليات الانبار بضمان ولاء بعض قادة الفرق ومن ضمنهم ضابط يدعى “مؤيد”، مطمئنآ عنصر الـ CIA بأن يقدموا على القصف ولا يتخوفوا من الجيش لأنه سيكون المسؤول عليهم، ولم ينتظر الفلاحي طويلا فقد كشف عن أماكن انتشار قوات الإمام علي ما بين الفلوجة ومنطقة أبو غريب على أطراف بغداد، في خطوة منه لخلق فجوة أمنية باتجاه العاصمة، كما زود الفلاحي عنصر الـCIA بمواقع استراحة ومنام القيادات في الحشد الشعبي وفصائل المقاومة، بعد تزويده بدراسة معززة بالصور والاحداثيات والإحصائيات.
وكانت العديد من المصادر الاخبارية كشفت عن أن رئيس مجلس الوزراء العراقي “عادل عبد المهدي” أعلن البدء في تنفيذ الأمر الديواني بشأن الحشد الشعبي، مشيرا إلى وضع آلية لإدارة المناصب بالوكالة داخل مؤسسات الدولة وحول هذا السياق قال “عبد المهدي” خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي: “الحشد الشعبي قوة مضحية ودماؤها ساعدت في تحرير العراق، ولقد بدأنا بتنفيذ الأمر الديواني بشأن تشكيلاته بناء على مقتضيات المصلحة العامة.. تعمل جميع قوات الحشد الشعبي كجزء لا يتجزأ من القوات المسلحة العراقية”، وفيما يتعلق بالمناصب الشاغرة في الدوائر والمؤسسات الرسمية أعرب رئيس الوزراء العراقي قائلا: “لقد وضعت آلية كاملة للانتهاء من ملف المناصب بالوكالة، إذ شكلت لجنة مهنية للتدقيق في أسماء المناصب الخاصة والمديرية العامين”.
وبالنظر إلى التغطية الإعلامية والكشف عن قضية التجسس على قوات الحشد الشعبي لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية، فإنه يبدو أن “عادل عبد المهدي” كان على علم بأن الأميركيين يتجسسون على قوات الحشد الشعبي، وهنا يمكن القول إن الاوامر المتعلقة بضم قوات الحشد الشعبي للجيش العراقي كانت من أجل حماية هذه القوات من المؤامرات الامريكية.
على مستوى آخر فإن عمليات التجسس التي تقوم بها المخابرات المركزية الأمريكية ضد قوات الحشد الشعبي العراقية المتمركزة في المناطق الحدودية للعراق تأتي تماشياً مع رغبات ومصالح الكيان الصهيوني،إذ يذكر أن قادة تل أبيب كانوا يطالبون البيت الابيض على مدار العقود الماضية بإضعاف دول غرب آسيا ،وهذا ما يؤكده الاستفتاء الفاشل لانفصال أكراد العراق عن الحكومة المركزية في عام 2017م، وفي وقتنا الحالي يبدو أن الولايات المتحدة تبذل الكثير من الجهود لتجنيد الكثير من الجواسيس للقيام بعمليات تجسس ضد قوات الحشد الشعبي لتنفيذ مطامع واستراتيجيات الكيان الصهيوني في المنطقة ،وقد أكد العديد من الخبراء والمراقبين السياسيين أنه في الوضع الحالي تعد المناطق القريبة من حدود العراق مع سوريا من أكثر المناطق حساسية للمضي قدما في إقامة عراق آمن ومستقر في فترة ما بعد القضاء على فلول تنظيم داعش الإرهابية.
إن قيام الولايات المتحدة بالاستعانة بقائد عسكري كبير للقيام بعملية التجسس ضد قوات الحشد الشعبي العراقية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن واشنطن فشلت ولم تتمكن من السيطرة على الشؤون السياسية والحكم في العراق وأن قادة البيت الابيض يسعون جاهدين إلى خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في بغداد،فقد ركزت الحكومة الامريكية منذ تولي الرئيس “ترامب” زمام الامور في البيت الابيض على منطقها الاقتصادي والأمني ??في منطقة غرب آسيا، ولهذا بذلت الكثير من الجهود للسيطرة على العراق، لكن التطورات الميدانية كشفت أن واشنطن لم تتمكن من تحقيق أهدافها في بغداد وأربيل، ولهذا لجأت إلى سياسة التجسس على قوات المقاومة.