
كتابة »المنشورات« كانت بداية عملنا المناهض للحكم الإمامي
, السلال زودني بـ »لاسلكي« للتواصل معه مباشرة وهو لا زال معي إلى اليوم.
شكل قصر السلاح في نظر المناضلين الأحرار محوراٍ اساسياٍ ووسيلة هامة لنجاح ثورتهم والقضاء على النظام الإمامي لذلك لم يألْ جهداٍ في السيطرة عليه وتوظيفه ليكون رافداٍ لهم بالعتاد والسلاح ساعة انطلاق الصفر احد المناضلين الأحرار استطاع من داخل القصر أن يحول الغاية والهدف إلى حقيقة وأن يجعل مخزون قصر السلاح يْصرف لصالح الثورة.
في هذا اللقاء يروي لنا المناضل – عبدالرحمن عقبة دوره النضالي مع زملائه الأحرار وكيف أصبح قصر السلاح رافداٍ للثورة.. إلى التفاصيل:
بؤس وحرمان
¶ في البداية نود منك أن تحدثنا بشكل مختصر عن الحالة التي كان يعيشها المجتمع اليمني قبل الثورة¿
- كانت الأوضاع قبل الثورة السبتمبرية سيئة جداٍ وكان الشعب يعيش حالة من البؤس والحرمان والافتقار لأبسط حقوقه.. أتذكر أنني عندما ذهبت إلى مكة لآداء العمرة اشتريت ثوباٍ جديداٍ وعند عودتي إلى اليمن لبسته وخرجت به إلى الشارع وكان الأمر بالنسبة للناس شيئاٍ غريباٍ وملفتاٍ للنظر وهذا التصرف يرجع لعدم قدرة الناس على الشراء وندرة الثياب بأشكال مختلفة كما عانى الشعب من ويلات الحكم الجائر وملاحقة كل من يخرج عن حكم الإمام أو يعارضه. أضف إلى ذلك العزلة التي عاشها ابناء اليمن وجهلهم لما يدور حولهم من أحداث وتطورات في كافة مجالات الحياة. كما كان الاهتمام بالخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والمواصلات نادراٍ وقليلاٍ جداٍ.
¶ برأيك هل الأوضاع التي ذكرتها مهدت الأجواء لقيام ثورة سبتمبر¿
- نعم بالتأكيد.. فقد أعطى الوضع العام والحالة التي كان يعيشها الناس دافعاٍ وحافزاٍ أساسياٍ لقيام المناضلين الأحرار بالثورة والقضاء على النظام المستبد.. كما زادهم ذلك إصراراٍ على تحقيق أهدافهم وإخراج البلاد من براثن التخلف والجهل والانتقال به نحو مستقبل أفضل.
هدف واحد
¶ متى بدأتم النضال ضد حكم الإمام¿
- البداية كانت من المدرسة العلمية.. عندما كنت طالباٍ فيها ضمن مجموعة تضم عدداٍ من الزملاء أذكر منهم «عبدالوهاب الشامي- صالح الأشول – ناجي الأشول – حسين المقبلي- عبدالله المقبلي – أحمد محمد الرضي – عبدالكريم العرشي».
ومن خلال مجموعتنا هذه استطعنا أن نوحد أفكارنا ونطرح الخطط ونتشاور كيف يمكن تنفيذها على أرض الواقع.. فقمنا بعمل المنشورات المناهضة للنظام ما أدى إلى حبسنا والزج بنا في سجن القلعة لمدة ثلاثة أشهر. ثم خرجت أنا وبعض الزملاء من السجن واستمر التواصل دون انقطاع.
> بعد خروجي من القلعة بأسبوع توفي الإمام يحيى وكنت ساعتها أنا ووالدي رحمه الله في قصر السلاح وأثناء ذلك طلب منا عبدالله الوزير الحضور للقاء فذهبت أنا ووالدي إليه وكان موجوداٍ عنده عبدالسلام صبرة وطلب منا الاستمرار في قصر السلاح والعمل حسب توجيهاته فقط.. لم يدم ذلك أكثر من شهر ثم حدث تغير آخر إذ استطاع الإمام أحمد أن يسيطر على الحكم ويصبح إماماٍ للبلاد بعد منافسة من داخل الأسرة نفسها ونتيجة لذلك قام الإمام بتكليف شخص جديد ليكون مسؤولاٍ على قصر السلاح وهو حسين الهادي هذا الإجراء جعلنا نرفض تسليم مفاتيح قصر السلاح وقمنا بالتواصل مع الإمام أحمد عبر إرسال برقية حيث كان وقتها متواجداٍ في السخنة فطلب حضورنا وعلى الفور ذهبنا إليه وعند اللقاء به أخذ المفاتيح وقال: من الإمام وإلى الإمام.. استمر إغلاق القصر فترة قصيرة ثم تراجع الإمام عن قراره وأعاد مفاتيح القصر وبهذا القرار استطعنا أن نواصل النضال وأن نجعل قصر السلاح محوراٍ أساسياٍ لنجاح الثورة اليمنية 26 سبتمبر.
¶ أين كنت ساعة انطلاق الصفر¿
- في ذلك الوقت كنت في قرية غيمان بني بهلول وحينها أرسل لي المشير عبدالله السلال إحدى العربات العسكرية لإبلاغي بالوصول حالاٍ إلى صنعاء والتوجه مباشرة إلى المكان المتفق عليه »قصر السلاح« وعلى الفور لم أتأخر ووصلت إلى صنعاء وذهبت إلى قصر السلاح ومن داخل القصر بدأت بالتواصل مع عدد من المناضلين الأحرار تنفيذاٍ للخطة المعدة مسبقاٍ المتفق عليها ضمن المهام الموكلة لي.
توجيهات مباشرة
¶ ما هو الدور النضالي الذي قمتم به¿
- بعد أن أرسل لي المشير عبدالله السلال من يخبرني بالحضور إلى صنعاء والتوجة مباشرة إلى قصر السلاح بدأت بتنفيذ الدور والمهمة المكلف بها وانتظار توجيهات من قيادة الثورة.. وتمثل دوري في صرف السلاح وتوزيعه على الثوار إلى جانب رفض وعرقلة أي أوامر تأتي من قيادة النظام الإمامي هذه العملية كانت تتم عن طريق تلقي التوجيهات المباشرة من المشير عبدالله السلال من خلال تواصلي معه عبر الجهاز اللاسلكي الذي أعطاني إياه ولا زلت احتفظ به إلى اليوم كما كانت تتم عبر استقبال توجيهات مكتوبة متضمنة توضيحاٍ وإشارة إلى صرف عدد من قطع السلاح الخفيفة والثقيلة وتزويدها بما يلزم من ذخيرة ولم يقف الأمر عند ذلك فقط بل كنت أنا ومجموعة من الزملاء نقوم بالنزول الميداني وزيارة الثوار إلى مواقعهم المخصصة وتزويدهم بالعتاد والسلاح وهذه العملية كانت تنفذ بشكل سري وحرص شديد لكي لا ينكشف الأمر وتفشل الثورة وفي تلك الفترة كانت وسائل النقل صعبة جداٍ لذلك استخدمنا الجمال لنقل السلاح إلى هذه المواقع.
واستمر العمل النضالي إلى ان قامت ثورة 26 سبتمبر وانتصر الثوار على الظلم وتحقق للبلاد ما اراده الشعب.