الثورة نت/..
أعلنت طهران تخفيضا جديدا لمستوى التزامها بالاتفاق النووي، عباس عراقجي المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني وفي مؤتمر صحفي من طهران أعلن عن رفع مستوى التخصيب لنسبة تفوق ال3,67 % وفقا لأحكام الاتفاق النووي، في خطوة هي الثانية بعد قرار رفع نسبة احتياطي اليورانيوم عن ال300 كيلو وانتهاء مهلة ال60 يوما الممنوحة للأوروبيين لتفعيل آلية التبادل التجاري مع إيران العروفة بسنتكس.
لأكثر من 14 شهرا منذ خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وإعادة تفعيل العقوبات الأمريكية على طهران، حافظت طهران على التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي نص على عدم تجاوز طهران لنسبة تخصيب مقدرة ب3,67 % وإبقاء احتياطيها من اليورانيوم المخصب عند 300 كيلوا فقط، ومستوى معين من الماء الثقيل، وإغلاق منشأة آراك النووية، والتزام روسيا بتوفير يورانيوم مخصب بنسبة 5% لمنشاة بوشهر النووية.
يبدو أن أطرافا عديدة ليس الأوربيون وحدهم لم يفوا بتعهداتهم، من بينهم الروس وفقا لما جاء في المؤتمر الصحفي للمساعد السياسي لوزير الخارجية الإيرانية والمتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية بهروز كمالوندي، ما يعد مؤشرا إلى أن الإيرانيين سيصلون بنسبة التخصيب إلى 5%، ولا يعرف بعد إمكانيات طهران للوصول بنسب التخصيب إلى مستوى 20% وهي النسبة الملائمة لاستخلاص النظائر المشعة للأبحاث الطبية.
علميا تتم عملية التخصيب على مراحل حيث يتم في كل مرحلة عزل كميات أكبر من النظير المرغوب فيه (اليورانيوم-235) حيث يزداد اليورانيوم تخصيبا بعد كل مرحلة لحد الوصول إلى نسبة النقاء المطلوبة (5.3% لإنتاج الطاقة الكهربائية في مفاعلات نووية؛ أو 20% لمفاعلات البحوث العلمية أو 90% لإنتاج أسلحة نووية).
الخطوة الإيرانية اليوم أتت بعد فشل اجتماع فيينا الذي عقد مع المجوعة الأوروبية في الاتفاق النووي في بلوغ تطلعات إيران لمستوى تبادل تجاري مع أوروبا تدخل فيه عوائد النفط الإيراني بشكل أساسي ضمن آلية التبادل سنتكس التي ابتكرها الأوروبيون لتجاوز العقوبات الأمريكية.
في المؤتمر الصحفي أعلن عراقجي عن خطوة ثالثة لم يوضح ماهيتها، ومن الواضح أن تأجيلها تم بموجب اتصالات دولية وعدت بالعمل على انقاذ الاتفاق والتزام كل الأطراف بتعهداتها، لكن طهران التي نفذ صبرها الاستراتيجي، وتريد عوائدها النفطية، منحت تلك الأطراف مهلة 60يوما، ما يؤشر إلى إبقائها باب التصعيد مفتوحا ولا تقفله لمدة طويلة.
كان لافتا في المؤتمر الصحفي تأكيد عراقجي على أن احتجاز النقالة النفطية الإيرانية غيس 1 هي عملية قرصنة قامت بها لندن، كاشفا عن عملية قضائية بدأتها لندن لمقاضاة بريطانيا واحتفاظها بحقها في استخدام كل الأساليب للرد على هذه الخطوة الأمريكية بقفاز أوروبي.
أمريكا استخدمت كل أوراقها وعالجت الثغرات في نظام عقوباتها السابق لتخفيض عوائد إيران النفطية إلى مستوى الصفر تقريبا، إسقاط طهران للطائرة الأمريكية المسيرة كانت إشارة واضحة إلى أن إيران لن تنتظر الموت ببطء أو تفضل الصبر كما فعلت في الماضي بوجه عقوبات أمريكية فرضت عليها لما يزيد عن 30 عاما، فالعقوبات هذه المرة أقسى، لكن إيران أقوى..
رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشيف، قال اليوم الأحد، أن مسؤولية الحفاظ عليه تقع على عاتق الولايات المتحدة ، فيما اعتبر رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني بأن الخطوة الإيرانية خطيرة جدا .
ومن الواضح في ظل تفهم روسي للخطوة الإيرانية ،وصمت أوروبي ، وبوجود إدارة أمريكية عديمة الكفاءة وفقا لتوصيف السفير البريكاني لدى واشنطن ،فإن منطقة الشرق الأوسط مقدمة على تصعيد كبير، الأوربيون لا يبدون في موقع القادر على تجاوز الهيمنة الأمريكية وما لم يقوموا به في 14 شهرا ومهلة أولى 60 يوما لن يفعلوه في مهلة 60 يوما ثانية، والأعراب حاضرون لتمويل حماقات هذه الإدارة ، رغم كونهم أول من سيحترق بنارها ، الأيام حبلى بالمفاجآت ولا يمكن توقع سوى الأسوأ..
المصدر “المسيرة نت”