لعبت تعز دورا◌ٍ أساسيا◌ٍ في جميع الثورات.. والحجرية شهدت أول انتفاضة ضد الإمام يحيى

 - 
كانت تعز ومازالت تمثل  الحضن الواسع للمواطنين عامة والثورات بشكل خاص من مختلف مناطق محافظات الجمهورية وقد مثلت قلب الثورة فمنها انطلقت ومن خلالها كانت الفكرة للثورة الأم 26 سبتمبر.

> تعز كانت مدرسة وطنية لتربية وتدريب وتخريج كوادر وأفراد جيش التحرير والفدائيين

كانت تعز ومازالت تمثل الحضن الواسع للمواطنين عامة والثورات بشكل خاص من مختلف مناطق محافظات الجمهورية وقد مثلت قلب الثورة فمنها انطلقت ومن خلالها كانت الفكرة للثورة الأم 26 سبتمبر.
كما أنها لعبت دورا أساسيا وليس استثنائيا في جميع الثورات دون اختلاف وكان لأبنائها الدور الفعال في تغيير الحكم في اليمن ككل.. ولمعرفة المزيد عن دور هذه المدينة في دعم الثورات اليمنية التقينا الدكتور / سلطان عبدالعزيز محمد المعمري أستاذ التاريخ والدراسات الحديثة بجامعة تعز فإلى التفاصيل:

• ماهو دور تعز في الثورات اليمنية¿
– تعز التي كانت عاصمة ثانية لنظام الحكم الإمامي البائد بعد فشل حركة1948م أصبحت تعز يومها الأكثر حراكاٍ سياسياٍ وثقافياٍ وخلايا حزبية تحولت لاحقاٍ إلى تنظيمات حزبية تتبنى الثورة منها الجمعية الوطنية الديمقراطية عام 1957م وجماعة المناضل الوطني عبدالغني مطهر وجماعة القوميين العرب 1959م وفي نفس العام ازداد عدد خلايا جماعة عبدالله باذيب الذي وصل إلى مدينة تعز بعد أن رحله الاستعمار من عدن وكانت قد شكلت أولى الخلايا الماركسية عام1941م منذ نهاية الأربعينيات من القرن العشرين وصارت تعز حاضنة اللقاءات الأوسع للمواطنين من مختلف مناطق الوطن فتواصل اللقاء بين المجتمع الزراعي والمجتمع التجاري الذي كانت المدينة حينذاك تعيش مفاعيله اقتصادياٍ اجتماعياٍ ثقافياٍ ما جعلها شديدة الاختلاف عن صنعاء بنزوعها التجاري وكثــرة خيوط اتصالها بعدن المحتلة حينها وبسائر الأقطار المنتجة للبضائع والمصدرة لها وكانت مناخ تعز أصح من غيرها مناخاٍ لمتابعة جديد الأخبار وجديد المعامل وتوافدت إليها مجاميع كبيرة من المحافظات المختلفة.
ومن تعز كانت الهجرات مستمرة في بداية الخمسينيات ومنذ الثلاثينيات إلى عدن المستعمرة وإلى القرن الأفريقي لذا انخرط بعض المهاجرين في أعمال تجارية فكونوا رساميل مكنتهم لاحقاٍ من فتح محلات ومكاتب تجارية خاصة بهم في بلدان المهجر ثم فتحوا مكاتب استيراد وتصدير في عدن وتعز ومؤسسات تجارية مساهمة وطنية في أكثر من مجال إلى جانب تصدير سلع من شمال الوطن إلى عدن وجلب أخرى إلى تعز.
منطقة جذب
• ماهي الأنشطة التي كانت تتميز بها تعز حينها عن غيرها من المحافظات¿
– كانت تعز تتميز بأمور مختلفة كثيرة وبرأيي ان الجانب الإعلامي كان له أثر بالغ بتعز منها: إصدارات تصل إلى تعز حصاد المطابع ودور النشر العربية وافتتحت مكتبات خاصة وانتشر المذياع ووصل إلى أقاصي قرى تعز دون إذن رسمي وذلك كله جعل من تعز منطقة جذب اقتصادي واجتماعي ومركز جذب سياسي..وحاضنة لحراك وطني متعدد الأطياف السياسية بعد أن عرفت منطقة الحجرية نشاطاٍ لخلايا تنظيمية.
أول انتفاضة شعبية
• الحجرية.. ماهو الدور الذي قامت به ¿
– الحجرية شهدت أول انتفاضة شعبية فلاحية وهي انتفاضة المقاطرة ضد الإمام يحيى حميد الدين في عام 1922م ولم يكن لها مثيل بين 1919ـ 1922م من قواها المحركة “الفلاحون” والتوجه الفكري لقيادتها وتكمن أهميتها بأنها حركة شعبية قاومت الحكم الإمامي فكانت نواة طيبة صنعت وعياٍ وطنياٍ وفهماٍ ثورياٍ لطبيعة الأوضاع الظلامية.
إسهامات متعددة
• الثورة التي قامت في 1962م لا بد أن لها تحضيراٍ مسبقاٍ.. ماهو الدور الذي مثلته تعز كمقدمة للثورة¿
– تعز كان لها دور بارز وكانت من أوائل الذين حضروا لانطلاقة هذه الثورة من بداياتها وخلال في الفترة من 57ـ 1962م استطاعت التيارات الحزبية أن تشكل تنظيماٍ موحداٍ هو “الجمعية الثورية الوطنية الديمقراطية” والتي حملت طابعاٍ جبهوياٍ ـ تحالفاٍ عريضاٍ في مكانه وزمانه وبعد دعوات إلى إصلاح النظام من 1936م جاء التنظيم الجديد إطاراٍ جامعاٍ ضم ممثلين عن مختلف مكونات المعارضة التي امتلكت من عام 55ـ1962م برامج مكتوبة ومعلنة تتبنى الثورة طريقاٍ لإسقاط نظام الحكم الإمامي الملكي وإيجاد البديل الوطني فكان لتعز ومواطنيها من شباب ومثقفين وتجار وعلماء وسياسيين ومشائخ قبائل ودين مستنيرين وعسكريين وطلائع عمالية ومزارعين ونساء..كما في انتفاضة المقاطرة ـ أدوار وإسهامات طيلة سنوات التحضير للثورة السبتمبرية والانتصار لها عام 1962م والدفاع عنها وعن نظامها الجمهوري .. فالتنوع الاجتماعي والفكري والثقافي كان على مر العصور سمة مميزة لتعز ومواطنيها.
أدوار فعلية
• أحرار تعز في الداخل كان لهم دور بارز .. فما هو دور أحرار تعز حينها والذين كانوا في الخارج¿
– قبل قيام ثورة 1948م كان أحرار تعز تحديداٍ ونشاطهم الوطني في أماكن اغترابهم بالحبشة جيبوتي والصومال قاعدة للمعارضة الوطنية ومصدراٍ رئيسياٍ لتمويل مختلف أنشطة المنظمات السياسية المعارضة للنظام الإمامي والنموذج الأول لدعم النضال الوطني يتمثل بشراء مطبعة للجمعية اليمنية الكبرى بعدن تنفيذاٍ لمقترح قدمه المناضل أحمد عبده ناشر العريقي عام 1945م وتم شراؤها بتبرعات المهاجرين في الحبشة وقام بجمعها الشيخ جازم الحروي والذي قام بإيصال المطبعة إلى عدن وكان صدور صحيفة “صوت اليمن” لسان حال المعارضة وطباعة منشوراتها وأدبياتها من ثمار هذه المطبعة.. كما كانت لتعز وأبنائها أدوار فعلية عسكرية ومالية وإعلامية عشية ثورة 26سبتمبر 1962م وتمثل ذلك بشراء ونقل الأسلحة من القاهرة إلى عدن ومنها إلى تعز ومن تعز إلى صنعاء وغيرها وأيضاٍ القيام بنقل الرسائل ذات الأهمية التنظيمية والسياسية من قادة العمل الوطني في الداخل إلى قادة تجمعات المغتربين الأحرار ومعظمهم أبناء مناطق تعز وبرغم فشل حركتي 48و 1955م وإعلان إفلاس بعض التجار المغتربين بسبب التداعيات اللاحقة واصل تجار تعز في المهجر والداخل دعمهم المادي والمعنوي حتى قيام ثورة سبتمبر 1962م.
• مع فجر الثورة السبتمبرية 1962م ماذا كان يعمل أحرار تعز حينها¿
– لم يكد المذيع ينتهي من قراءة البيان الأول للثورة يوم الخميس 26 سبتمبر حتى كان أحرار تعز في الميدان يسيطرون على المواقع الهامة مدنياٍ وعسكرياٍ لتطبيع الأوضاع العامة وتأمين مشاركة المواطنين في الدفاع عن الثورة ونظامها الجمهوري من خلال تدافع الشباب إلى ثلاثة معسكرات فتحت للتجنيد وتم إرسال بعضهم إلى مصر عبر ميناء الحديدة للتدريب والتعليم وكانوا في المعسكرات بالآلاف عندما تجمع فلول النظام البائد ضد الثورة واجترح بعضهم بطولات في معركة الدفاع عن الثورة وفك حصار صنعاء.
ومثلما كان شباب تعز في ساحة الحرب كانوا أيضاٍ يد الثورة في ساحة الجبهة المدنية الاقتصادية والمالية والصناعية والتعليمية والثقافية والفكرية والإعلامية.
مدرسة وطنية
• تعز الجغرافيا والإنسان.. ماهي المهام التي قامت بها لمساندة ثورة 14 أكتوبر¿
– تعز أضافت إلى سماتها الإيجابية بعد عام 1962م سمات جديدة فهي المدينة المنتعشة اقتصادياٍ واجتماعياٍ تعايشت فيها تيارات فكرية منها ماهو وطني وقومي واشتراكي علمي وإخوان مسلمون وعام 1963م أصبحت مدرسة وطنية لتربية وتدريب وتخريج كوادر وأفراد جيش التحرير والفدائيين لمنازلة قوات الاحتلال البريطاني في عدن والمناطق الجنوبية فالجبهة القومية افتتحت مكتبها الرئيسي في تعز ومنه توزعت مهام العمل اليومي والاستراتيجي ولاحقاٍ افتتح مكتب الأمانة العامة والمكتب التنفيذي والمكتب العسكري والمالي ومكتب العمل الجماهيري وإلى تعز توافدت قيادات فرع حركة القوميين العرب لتنظيم وقيادة الأنشطة المختلفة للجبهة ووصلت أول مجموعة للتدريب بتعز في يونيو 1964م تضم “40فرداٍ” واحتضنت المدينة الفعاليات السياسية والثقافية والإعلامية والتنظيمية وشهدت كثير من مناطقها المظاهرات والمسيرات المؤيدة للكفاح المسلح وحملات لجمع التبرعات لصالح ثورة 14 أكتوبر ومن تعز تم إرسال الأسلحة بأنواعها إلى جبهات القتال وأبطال ثورة أكتوبر 1963ـ 1967م التي هزمت الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس ذات يوم.

قد يعجبك ايضا