
> إشراك كل القوى الوطنية في صنع التغيير وحكم العدالة والمواطنة المتساوية
> كشف المناضل الشيخ ناصر علوي العواضي مستشار محافظ محافظة مارب عن تفاصيل جديدة في قضية معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية وقصة استشهاد ولدعمه الشيخ المناضل أحمد عبدربه العواضي في قصر السلاح بالعاصمة صنعاء.
وقال المناضل العواضي في حوار أجرته معه «الثورة» أن قضية الدفاع عن الثورة والجمهورية منذ فجر الـ26 من سبتمبر عام 1962م لم تكن محصورة على الثوار وحدهم أو منوطة بجماعة دون سواها بقدر ما كانت مسؤولية كل أبناء اليمن فإلى جانب أبطال القوات المسلحة وقوات الدعم المصري المساند وشباب الحرس الوطني ومتطوعي المقاومة الشعبية وقف رجال القبائل الاحرار من ارجاء الوطن اليمني في مواجهة اعداء الثورة والجمهورية والتصدي بكل حزم وشجاعة لكل المحاولات اليائسة من قبل الفلول الإمامية الملكية والمرتزقة والعملاء.
ملاحم بطولية
• في الحوار التالي نسلط الأضواء مع المناضل الشيخ ناصر علوي العواضي على جملة من الخفايا والاسرار التي اكتنفت مسار الثورة ومعارك الدفاع عنها على مستوى الساحة اليمنية حيث يقول اليوم ونحن نحتفل بمرور «51» عاما من عمر ثورة الـ26 من سبتمبر عام 1962م لا بد لنا من أن نستذكر بعضا من تلك الاحداث العظام والتي كان لنا شرف المشاركة في صنع ملاحمها وتتويج انتصاراتها حيث وقف رجال القبائل من ارجاء الوطن اليمني في مواجهة اعداء الثورة والجمهورية ومساندة طلائع الحرس الوطني بقيادة الضباط الاحرار وكذا اسناد ومساعدة القوات العربية من أبناء مصر العروبة وكان لرجالات القبائل اليمنية ومشائخها الاحرار الاوفياء أدوار ريادية رائعة في معارك الدفاع والفداء بدءا من ملاحم صرواح والعرقوب وخولان ثم في الحيمتين وبني مطر وأرحب ونهم والجوف وصعدة وباقم والاهنوم وكشر ووشحة وساقين والخوبة ومسور حجة وهران ..إلخ وصولا إلى ملحمة السبعين يوما في حصار صنعاء والتي سطر فيها اليمانيون على اختلاف مشاربهم ومستوياتهم أروع وأنصع صفحات البطولة والثبات وتحقيق اعظم الانتصارات لإرادة الشعب وثورته المجيدة وفتح آفاق جديدة أمام الشعب اليمني للتوجه نحو البناء الحضاري والانطلاق صوب حياة الحرية والعزة والتقدم والرخاء وإعلان نهاية البداية لأعتى نظام امامي كهنوتي رجعي متخلف حكم اليمن نحو سبعين عاما.
حتمية انتصار الثورة
• كيف كان مشاركتكم في الدفاع عن الثورة والجمهورية وماهي الخطوات والخطط التي سادت آنذاك في تشكيل ميليشيات القبائل الجمهورية في مواجهة نظرائهم الواقفين مع الجانب الملكي ثم ما هي حكاية تداول مقاولة معارك فتح الطرق بين صنعاء والمحافظات الأخرى عندما كانت تغلق أو تخرب من قبل الملكيين¿
– كما هو معلوم وغير خاف على كل من عاصر وعاش سنوات الثورة ومخاضاتها في اعوامها الأولى أنه كان لقبائل حاشد بقيادة زعيمهم المرحوم المناضل الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر الدور الريادي البارز في مؤازرة الثورة والدفاع عنها ودحر أعداء الوطن في كل جبهات القتال كما كان القبائل البيضاء يافع والعوالق ومصعبين وآل أبوطهيف والعبدية وآل حميقان وآل سواد وآل عواض وآل غنيم قيفة وكذلك قبائل آل الرويشان وآل الصوفي والحداء وآل القوسي وآل النصيري وآل دويد وقبائل أنس وبلاد الروس وهمدان وآل المطري وغيرهم من قبائل اليمن الشرفاء أدوارهم المشرفة في الدفاع عن الثورة والجمهورية رافعين جميعا الشعار الرائع الجمهورية أو الموت أما الخطط والخطوات التي رسمتها المسؤولية الوطنية والتاريخية فتمثلت في الايمان العميق لدى الجمهوريين جميعا من أبناء اليمن كما هي عند الثوار الاحرار بحتمية انتصار الثورة وثبات النظام الجمهوري وتجسيد أهداف ومبادئ الثورة على صعيد الواقع المعاش ليمن الحرية والعدالة والديمقراطية والازدهار فكان الهدف واحداٍ والخطوات موحدة والخطط ترسم للجميع معالم العهد الجديد وملامح المستقبل المشرق الوضاء.
والحقيقة إن مشاركتنا في الدفاع عن الثورة وحماية النظام الجمهوري شملت الكثير من جبهات ومواقع القتال والحديث عن تفاصيل ذلك يطول شرحه وسأكتفي هنا بالقول أن أهم دفاع عن الثورة والجمهورية هو انتصار الجمهوريين في ملحمة حصار السبعين أو ما عرف بحصار صنعاء حين كان يتقاضى المدافع الجمهوري مبلغ 18 ريالا جمهوريا وهو ما كان يساوي جنيهي ذهب بينما كان المقاتلون في صفوف الملكيين يستلمون 22 جنيه ذهب للفرد العادي وأكثر من ذلك للقياديين في الصفوف الملكية وكان هدف ومبدأ المدافعين عن الجمهورية والثورة يتمثل في «جمهورية أو الموت».
شائعات مغرضة
• أما بالنسبة للإجابة على الجزء الأخير من السؤال فيحز في النفس أن يصدق الإنسان مثل تلك الشائعات المغرضة إذ لا يمكن أن تجتمع صفة النضال مع القوال ولا يمكن أن يكون المناضل من أجل مبدأ أو هدف مقاولا في نضاله من أجل المال.
وما كان يحدث هو أن طريق صنعاء- الحديدة قطعت من قبل الملكيين سواء مباشرة أو عبر تدمير عقد عصيفرة أو الدليل أو حتى تدمير خط السير عند احد ممرات السيل والجبال والمنحدرات الوعرة فتسدعى لفتحها قبائل حاشد أو الحداء أو آل عواض أو غيرها لمعاونة الجيش على اعتبار أن القبائل أدرى وأعرف بمعالجة مثل هذه الأمور (وما تكسر الحجر إلا أختها) وما كان يعطى لهم من مال هو مؤن المعركة وكفاية الايام التي تستمر فيها من ذخائر وعتاد وزاد وزناد وماعدا ذلك فكذب وهراء وأنا ممن شارك في مثل تلك المعارك وأشهد على ذلك والشهادة لله بالواقع فلم يكن لا الشيخ العواضي ولا الشيخ القوسي ولا حمود عاطف أو غيرهم ممن عاصروا الاحداث وشاركوا فيها بتجار مقاولات فتح الطرقات بقدر ما كانوا وطنيين ومناضلين مخلصين لله وللوطن وللثورة ومن يقول غير ذلك فهو كاذب ومزايد لأن هم كل اليمنيين حينذاك كان ينصب على حماية الثورة والجمهورية والذود عن حرية الوطن واستقلاله وسيادته.
قصة قصر السلاح
• ما هي قصة مصرع ابن عمكم الشيخ أحمد عبدربه العواضي وما حكاية تحصنه في قصر السلاح¿
– قصة استشهاد المناضل الجسور الشيخ أحمد عبدربه العواضي بدأت بالصراع القائم آنذاك وتحديدا أواخر ستينيات ومطلع سبعينيات القرن الماضي بين القوميين العرب وبين البعثيين على وجه الخصوص لا سيما بعد أن عين المرحوم بقرار جمهوري محافظا لمحافظة تعز إذ أنه وبعد ثمانية أشهر فقط من تاريخ ذلك التعيين اشتد الصراع الشطري بين شمال الوطن وبين الجنوب وذلك في محوري الحدود الشطرية فيما وتعز ولحج من جهة وبين البيضاء والضالع من جهة أخرى فكان الشيخ أحمد عبدربه العواضي-رحمه الله- هو الرجل المقدام لقيادة محور البيضاء ثم دخلت المصالحة بين شطري الوطن وحينها كان الصراع في صنعاء على السلطة على أشده حيث استدعي الشيخ أحمد حينها إلى العاصمة وعند وصوله إلى منطقة قحازة قبل دخوله صنعاء فوجئ ومرافقوه بكمين بسيارة من معسكر العاصفة وحصل ما حصل من المواجهة المسلحة حيث اصيب الشيخ أحمد بطلقات نارية نقل على اثرها إلى المستشفى لتضميد ومعالجة جراحه بعدئذ عاد إلى منزله بالعاصمة وطالب الجهات المختصة احضار الجناة المتقطعين في الطريق العام ثم ذهب إلى وزارة الداخلية ومعه مجموعة من المشائخ ظنا منهم انها مؤامرة تستهدف الجميع وليس الشيخ العواضي وحده وهناك استفز العواضي من بعض القيادات ومنهم التيار البعثي فما كان من رئيس المجلس الجمهوري حينذاك القاضي عبدالرحمن الارياني إلا أن أصدر أمر بنقل الشيخ أحمد عبدربه العواضي إلى قصر السلاح وبالذات في الدار الواقعة وسط القصر تداركا للموقف المتوتر وتفاديا لنشوب صراع مسلح وحفاظا على الأرواح وحدث ذلك في وضح النهار وبعد ذلك كان الرئيس قد أمر بتجهيز جواز سفر للشيخ أحمد للسفر إلى خارج البلاد للعلاج من جهة ودرءاٍ لمحنة كادت تعصف بالبلاد ولكن القدر ومشيئة الله أرادا إلا أن يكون الشيخ أحمد عبدربه العواضي وبعد مظاهرة التحرير التي لفقت له بعض الأباطيل مما لم يفعله هو أو يطلق بها لسانه عندها جن جنون الرجل وفقد قوة التحمل خاصة أنه واجه تهديدا بالموت قتلا وتكالبت عليه تلك القوى بكل ما تحمله من حقد وخبث له ولأمثاله من المناضلين الشرفاء فقامت معركة حامية الوطيس بين الرجل منفردا متحصنا في دار قصر السلاح التي أحكم اغلاقها وأخذ السلاح من مخازن الدار فدامت تلك المعركة لمدة ثمان ساعات متواصلة استخدمت فيها أنواع الاسلحة الثقيلة والمتوسطة حتى استعان المهاجمون من خارج القصر بالدبابات وسلاح المهندسين وغطي قصر السلاح والمناطق المجاورة له بغمام كثيف من الدخان وتم قصف الدار التي تحصن فيها الشيخ أحمد نهائيا حتى سويت طوابقها الخمسة بالأرض واستشهد المناضل العواضي بعد أن أبلى بلاء حسنا فيما واجهه في ذلك اليوم لتصبح قصته كبطل يسجل له التاريخ الكثير من المواقف الوطنية العظيمة التي كانت يمكن أن تشفع له أية هفوات أو زلات نزق قد تحدث من أي إنسان مهما بلغ به الكمال لكنها كما نرى طبيعة العرب عموما في التآمر على أي قائد ناجح أو رمز وطني غيور فالشيخ أحمد عبدربه العواضي ولا شك كي لا تنساه الاجيال هو واحد من رموز الثورة اليمنية ومن الأبطال الذين دافعوا عنها وله دور كبير في ترسيخ دعائمها وإرساء النظام الجمهوري في اليمن الحديث.
صنع التغيير
• التغيير إلى الأفضل وبناء اليمن الجديد في ظل دولة مدنية يسودها النظام والقانون والعدالة الاجتماعية في وطن يتسع للجميع لا اقصاء لا فساد لا ظلم أهداف سامية جسدتها مبادئ ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة.. كيف ينظر المناضل الشيخ ناصر علوي العواضي إلى هذا التوجه النبيل الذي توج بثورة التغيير السلمية عام 2011م وكذا انتقال السلطة بالطرق السلمية الراقية التي تفردت بها اليمن عن سائر بلدان الربيع العربي ثم ما هي الطموحات المنشودة لمستقبل اليمن الجديد¿
– لا شك أن التغيير إلى الافضل هو ما يؤدي إلى تحسين أوضاع الناس وتغيير ميولاتهم وتوجهاتهم نحو حياة العزة والرخاء والأمن والاستقرار ونحن نؤيد التغيير ونطالب بالسير نحو الافضل واشراك كل القوى الوطنية في عملية الانتقال إلى ساحة الوعي الديمقراطي وحكم العدالة والمواطنة المتساوية لكن إذا كان التغيير يهدف إلى نقل شيخ مكان شيخ واستبدال مسؤول محل آخر ويتحرك وخلفه عدد من السيارات المرافقة والحرس المدججين بالسلاح المتنوع والسيارات المصفحة ضد الرصاص والعاكسات الزجاجية فهذا ليس بتغيير إلى الافضل وليس هو الهدف المنشود.. وإننا في هذه المناسبة الوطنية الخالدة نناشد القيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي بأن لا ينسوا أو يتجاهلوا الوطنيين الشرفاء الذين ضحوا وبذلوا أرواحهم رخيصة فداء لهذا الوطن ولثورته ونظامه الجمهوري ووحدته الغالية حيث أن كل المكاسب والمنجزات التي تحققت للشعب اليمني منذ قيام الثورة وحتى اليوم وعلى مدى 51 عاما ما كان لها أن تتحقق لولا البطولات والملاحم الرائعة لكل الشرفاء من أبناء اليمن مدنيين وعسكريين مشائخ كانوا أو رعية لما كان .. وعلينا جميعا في هذا البلد أن نحمد الله تعالى أن جنب اليمن ويلات الفتن والحروب وأخرج الشعب اليمني من أزمته مؤزرا بالنصر متفردا عن سائر دول الربيع العربي بما انتهجه من انتقال سلمي للسلطة والوصول إلى بر الأمان.