العدوان الذي يشنه النظام السعودي على الشعب اليمني منذ أكثر من أربع سنوات وما تسبب به من أكبر كارثة إنسانية في العالم وفقاً للأمم المتحدة بات يلقي بظلاله على التحالف القائم بين نظام بني سعود والولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت تظهر فيها الأصوات المنادية بإنهاء هذا التحالف.
مجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية قالت في مقال مشترك أعده كل من “أوري فريدمان” و “يارا بيومي” تحت عنوان “التحالف الأمريكي السعودي على حافة الهاوية” إن “الكونغرس سئم من التكلفة الإنسانية المأساوية للتدخل العسكري الذي تنفذه السعودية في اليمن”.
وفي إشارة إلى ظهور دعوات في أمريكا لإنهاء هذا التحالف بينت المجلة أن جهوداً ومحاولات تبذل في واشنطن لإجراء مراجعة جذرية إزاء علاقات واشنطن مع السعودية إن لم يكن إنهاء التحالف بينهما مضيفة إن هذه المحاولات تصطدم بموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يقف وبقوة أمام أي تغير في مسار تحالفه مع النظام السعودي وخاصة ولي عهده محمد بن سلمان.
المجلة بينت أن الكونغرس سيدفع إلى محاولة فرض إجراءات رقابية أسبوعية على السعودية نتيجة حربها على اليمن مشيرة إلى أن بعض أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي والعديد من جماعات الضغط والمحللين والمسؤولين الأمريكيين السابقين يعتبرون أن التحالف الأمريكي السعودي ما عاد ممكناً وأنه في ظل وجود ابن سلمان الحاكم الفعلي للسعودية فإن العديد من المشرعين الأمريكيين يتجهون لفرض قيود على مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية ويدعون لمحاسبة ابن سلمان في قضية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول العام الماضي.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي أيد الشهر الماضي مشروع قرار يعارض خطة ترامب لإتمام صفقات بيع أسلحة للسعودية ودول أخرى تتجاوز قيمتها ثمانية مليارات دولار حيث صوت 53 عضواً مقابل 45 صوتاً لصالح مشروع القرار وهو من بين 22 مشروعاً تسعى إلى إلغاء خطة ترامب التي اتخذها في مايو الماضي لتخطي عملية مراجعة الكونغرس للصفقات وإتمام اتفاقات الأسلحة.
المجلة نقلت كذلك عن مسؤول في النظام السعودي لم تكشف عن اسمه قوله إن “العلاقة السعودية الأمريكية تعرضت مؤخراً لهزات عنيفة” فيما دفعت السعودية وفق المجلة ما يقارب الـ 40 مليون دولار لجماعات الضغط ومراكز الفكر والأبحاث الامريكية من أجل تحسين صورتها في الولايات المتحدة.
منظمات حقوقية دولية انتقدت مؤخراً مواصلة دول عديدة بينها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا توريد الأسلحة للتحالف الذي يقوده نظام بني سعود في عدوانه على اليمن منذ عام 2015 وارتكابه المستمر لمجازر لا تحصى بحق المدنيين وخاصة الأطفال والنساء في غاراته اليومية على المناطق الآهلة بالسكان كما خلف أوضاعاً صحية ومعيشية متدهورة للغاية نتيجة الحصار الذى يفرضه على الموانئ اليمنية وانقطاع الإمدادات الطبية ما أدى إلى انتشار الأمراض ووفاة عشرات آلاف اليمنيين.
الحكومة اليمنية من جهتها دعت مراراً المنظمات الدولية والإنسانية والمجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدورهم والعمل على وقف عدوان النظام السعودي على اليمن وتلبية احتياجات الشعب اليمني إلا أن تلك الدعوات ذهبت أدراج الرياح ولم تلق أي آذان صاغية ما يثير الكثير من التساؤلات حول حجم التآمر الذي يتعرض له اليمن من قبل القوى الغربية وخاصة واشنطن الحليفة للنظام السعودي.