تقرير/أمين النهمي
في يوم القدس العالمي سجل الشعب اليمني حضورا فاعلا ومشرفا على المستوى الإسلامي ولم يشهد له مثيل على مستوى المنطقة العربية، وما خاب ظنك يا قائد الثورة ولن يخيبَ عند شعب تشبع إيمانا ووعيا وثقافة وجهادا وتضحية وفداء وقوةً وجسارة، وهو يخوض معركته التحررية في مواجهة العدوان والحصار، وازداد تجليا وتميزا وهو يحتشد نصرةً لثالث الحرمين غيرَ مبال بخناجر الغدر تستهدفه أمريكيا بقفازة سعودية من جوار البيت الحرام الذي جعله الله مثابةً للناس وأمنا، وجعلته المملكة خوفا وقتلا للمسلمين ومنصةً لترويج السلام مع الصهاينة المحتلين.. وفي يوم القدس العالمي تسقط المؤامرات وتفشل الصفقات وتنتصر المقدسات.
يوم القدس العالمي الذي يكتسب هذا العام أهمية استثنائية عقب إقدام الولايات المتحدة الامريكية على الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ودخول صفقة القرن حيز التطبيق بتواطؤ خليجي وعربي واضح.
إنه شعب عظيم ومواقف عظيمة جسدتها العاصمة صنعاء و12 محافظة يمنية، عصر الجمعة الماضية، بمسيرات جماهيرية حاشدة هي الأكبر على مستوى المنطقة العربية؛ إحياء ليوم القدس العالمي تحت شعار “لا لصفقة ترامب”، وللرد على قمم مكة التي دعا إليها النظام السعودي وفي هدفها الأساسي تشريع جديد لاستمرار العدوان على الشعب اليمني وكل من يعترض على صك بيع فلسطين والقدس لليهود.
ورفعت الحشود الجماهيرية في المسيرات التي تعد الأكبر بالمنطقة العربية، الأعلام الفلسطينية واليمنية واللافتات والشعارات المنددة بجرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني.
كما رفع المشاركون اللافتات المعبرة عن ثبات موقف الشعب اليمني الداعم والمساند للشعب الفلسطيني حتى إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف .. مؤكدين أن يوم القدس العالمي هو يوم يقظة الشعوب العربية والإسلامية في نصرة القضية الفلسطينية والقدس الشريف، ورفضا لما يسمى بصفقة ترامب.
وأكدت الحشود الجماهيرية أن إسرائيل هي العدو الحقيقي للأمة، وأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى للأمة، مجددين رفضهم القاطع لخطوات الأنظمة العربية العميلة لتصفية القضية الفلسطينية خدمة لأعداء الأمة وأن القضية الفلسطينية ستظل قضية الشعب اليمني الأولى على الرغم مما يتعرض له من عدوان وحصار منذ أكثر من أربع سنوات.
وعبروا عن تضامنهم الكامل ونصرتهم للشعب الفلسطيني وغضبهم وسخطهم من نظام الاستكبار الصهيوني الأمريكي الذي يرتكب أبشع المجازر بحق أبناء الشعب الفلسطين المسلم وتحتل أراضيه وتنتهك المسجد الأقصى المبارك مسرى الرسول الأعظم الله صلى الله عليه وآله وسلم وكافة المقدسات الدينية.
وأكدت الحشود في المسيرة التاريخية ليوم القدس العالمي أن اليمنيين سيظلون الأنموذج الحي للانتصار لحق المقاومة العربية الفلسطينية في تحرير كل الأراضي المقدسة وفي مواجهة مشروع ما يسمى بصفقة ترامب ورفضهم للهيمنة وإملاءات ووصاية قوى الاستكبار العالمي على الأمة العربية والإسلامية.
وجددت الحشود التأكيد على أن أبناء الشعب اليمني رغم العدوان والحصار هم في صدارة الموقف انتصارا لقضايا الأمة وفي المقدمة القدس الشريف .. داعية الشعوب العربية والإسلامية إلى الانتفاض أمام مؤامرات الأنظمة العربية التآمرية والتحرك لتحرير المقدسات الإسلامية ورفض صفقة ترامب والقمم الأمريكية التي تعتبر القدس عاصمة لإسرائيل وتصفي القضية الفلسطينية.
وندد المشاركون بما يسمى صفقة القرن، رافضين كل خطوات الأنظمة العربية العميلة لتصفية القضية الفلسطينية خدمة لأعداء الأمة، وشددوا على أن القضية الفلسطينية ستظل قضية الشعب اليمني الأولى على الرغم من العدوان الذي تشنه أمريكا وأدواتها في المنطقة على اليمن.
ما خاب ظنك يا قائدنا
يأتي خروج الشعب اليمني بهذا الحشد غير المسبوق في تاريخه “رجالا ونساءً .. كبارا وصغارا” استجابة لدعوة قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي ابناء الشعب اليمني للحضور الكبير والمشرف يوم الجمعة الماضي في صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية إحياءً ليوم القدس العالمي، موضحا في كلمته “إن خروج الشعب اليمني في يوم القدس العالمي يأتي للتعبير عن تمسكه بمواقف الحق ووفائه لقضايا أمته الكبرى وعلى رأسها رفضه لصفقة ترامب ونصرة للشعب الفلسطيني لكون الشعب اليمني يقف دائمًا مع الحق، ومتمسكٌاً بالحق، ولن يتجه أبدًا في اتجاه النفاق”.
وأكد السيد القائد أن أمله لن يخيب في أن الشعب اليمني سيتصدر هذا العام في الحضور كما تصدر في العام الماضي، بالرغم مما يعانيه شعب اليمن من العدوان والحصار الجائر، لافتا إلى أن الشعب اليمني لن تكون مواقفه إلا إيمانية ومعادية لأمريكا و “إسرائيل” ونصرة للقضية الفلسطينية، وأن مسار العداء “لإسرائيل” هو المسار الموعود بالنصر، وعاقبة أي مسار آخر الندم والخسران.
ونوه قائد الثورة بأن يوم القدس العالمي له أهمية كبرى في ترسيخ وتثبيت هذه القضية في وجدان وذاكرة الأمة، ويعبر عن قدسية القضية وأهميتها دينيًا وأخلاقيًا للامة، ويعتبر مناسبة للالتفات لقضية القدس التفاتة عمليّة لا التفاتة عاطفية فقط، وفرصة لتدارس هذه القضية وما تعنيه للأمة الاسلامية، واتخاذ الخطوات العملية المناسبة تجاه قضية فلسطين.
اليمنيون فرضوا أنفسهم بقوة في المعادلة الإقليمية
خلال كلمته في المهرجان المسائي الذي نظمه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت بمناسبة يوم القدس العالمي، أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أن اليمنيين فرضوا أنفسهم بقوة في المعادلة الإقليمية وفي الصراع في المنطقة، وأن اليمن جزء أساسي من محور المقاومة، وأن اليمنيين أعلنوا رفضهم صفقة ترامب، وعبروا بقوة أنهم مع فلسطين ومع القدس.
وأشار السيد نصرالله الى أن قمم السعودية جاءت للاستغاثة والتوسل نتيجة الفشل في اليمن وسقوط الرهان في حرب أمريكية على إيران، مؤكدا أن النظام السعودي فشل في اليمن، وأن القمم في مكة هي قمم استغاثة سعودية أمام الشعب اليمني، موضحا أنه لا القمم ولا الإدانات تستطيع أن تحمي الغزاة من غضب الشعب اليمني.
وقال السيد نصرالله :إن الطائرات المسيرة اليمنية تمكنت من الوصول لأهدافها بدقة وضرب المنشآت النفطية، مهاجما من أدانوا استهداف المنشآت النفطية في السعودية من قبل سلاح الجو اليمني بالقول: “أنتم سكتم أربع سنوات على قصف الشعب اليمني ليلاً ونهاراً.. فلا يحق لكم أن تتباكوا على أنابيب نفط.
ختاما لقد اثبت الشعب اليمني الصامد المجاهد مجدداً انه شعب عظيم وشعب صادق وشعب يعتبر الأقصى وفلسطين قضيته الأولى على مر الازمان، شعب يملك مقومات ومؤهلات عظيمة ويملك ثقة كبيرة بالله تعالى وأعاد للأمة الأمل بتحقيق وعد الله في سورة الإسراء ويرجع ذلك إلى نعمة القيادة الحكيمة والعظيمة ونعمة الوعي ونعمة الجهاد ونعمة المواقف المشرفة التي ترفع الرؤوس وتبيض الوجوه أمام الله يوم القيامة.