غلاء أسعار السلع والمستلزمات أجبر الكثيرين على الاكتفاء بالنظر عليها
“كسوة العيد” .. الأطفال أولاً والنساء ثانياً.. ثم الرجال
> تجار: حركة حيوية طفيفة في السوق لكنها قليلة مقارنة بالأعوام السابقة
> مواطنون: سنحتفل بالعيد بملابس الأعوام الماضية والعدوان لن يفسد فرحتنا بالعيد
الثورة / مصطفى المنتصر
مع اقتراب عيد الفطر المبارك، تشهد أسواق العاصمة صنعاء حركة تجارية ملحوظة لشراء وبيع مستلزمات ومتطلبات العيد المعتادة .. لكنها أقل نشاطاً مقارنة بالأعوام السابقة.. إلا أننا نلاحظ ورغم العدوان والحصار والظروف الاستثنائية التي تعيشها بلادنا أن الحركة الشرائية في الأسواق قبيل أيام العيد تزداد يوما بعد يوم ما يؤكد ان صمود هذا الشعب وحقه في ان يعيش العيد كغيره من الشعوب رغم مرارة ما يمر به هو رسالة واضحة المعالم لأعدائه بأنهم لن يفسدوا فرحتنا بقبحهم فهذا عيد الله لنا وسنحتفل، ورغم تدهور الوضع الاقتصادي وانقطاع المرتبات يصر اليمنيون وبعزيمة تقهر الصعاب على الاحتفال كغيرهم من شعوب العالم العربي والإسلامي بهذه المناسبة الدينية العظيمة وتحت وطأة عدوان غاشم يشن عليهم من قبل جارة السوء طيلة 4 أعوام، فالجميع يصر على الاحتفال بالعيد ولو بأبسط الإمكانيات.
حيوية طفيفة هذا العام واسواق تكتض بالناس استعداداً لاستقبال العيد.. إلا ان غالبيتهم يخرجون من تلك الأسواق كما دخلوها اول مرة نظرا لارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة ما دفع بالتجار الى اللجوء للتقليد المحلي والبحث عن البضائع الأقل كلفة وجودة تماشيا مع رغبة السوق والطلب .
ومما لا شك فيه أن الحصار الذي يفرضه العدوان على بلادنا طيلة الأعوام الأربعة الماضية قد كان له اثر كبير على التجار والمواطنين الذين اكدوا ارتفاع سعر الملبوسات والمستلزمات الأخرى بصورة تبدو جنونية ما يزيد من مضاعفة العبء المادي لدى المواطن ويحرم اسراً أخرى من الاحتفال بهذه المناسبة .
تطور طفيف
الأخ مجدي الكبودي احد أصحاب المراكز التجارية في حي الجراف يقول: ان الحركة الشرائية لهذا العام تبدو قليلة مقارنة بالعام السابق الذي شهدت فيه رواجا اكثر من هذا العام بالإضافة الى الغلاء الجائر للسلع والملبوسات ما دفع المواطنين للبحث عن سلع مناسبة لمتطلبات السوق والمواطن .
وأضاف: بعد صرف نصف الراتب كان هناك تطور لكنه طفيف ولا يرتقي لحجم المناسبة كون موسم عيد الفطر يعد اهم من موسم عيد الأضحى لأن البعض يشتري الملبوسات في هذا العيد ويخبئها للعام القادم وهو ما يؤكد ان الوضع لدى المواطن يزداد صعوبة يوما بعد يوم والمأساة تضاعف المعاناة، الآن المستهلك يبحث عن السلع الرخيصة التي تتناسب مع مستوى دخله فيلجأ للحراج والبعض للبسطات التي تفترش الطرقات ولهذا يضطر إلی خفض استهلاكه للبضائع إلی ربع ما كان يستهلكه سابقاً”.
وأشار الكبودي الى ان اتجاه الطلب، يشير إلى ان ملابس الأطفال احتلت المرتبة الأولى في قائمة الطلب في أسواق الملابس تليها ملابس النساء، وجاء الإقبال على الملابس “الرجالية” في المرتبة الأخيرة وهي الحالة المعتادة سنويا .
تواضع ملفت
من جانبه يرى احمد السالمي صاحب محل تجاري انه ورغم استمرار الحصار، وشحة حركة الاستيراد والتصدير نتيجة القيود التي تفرضها قوى العدوان ، لوحظ تواضع ملفت في استعدادات موسم التبضع والكساء لهذا العام بالإضافة الى غلاء السلع وارتفاع سعر الصرف الذي يشهده السوق، وفيما اكتفى عدد كبير من المولات التجارية بعرض بضائع قديمة، تتناسب أسعارها مع القدرات الشرائية للمواطن اليمني وطلب السوق لها، كما ان الأسعار ارتفعت هذا العام مقارنة بالعام الماضي الماضي بشكل أكبر برغم انخفاض سعر صرف العملات الأجنبية وهو ما يشير الى ان الأمور تدار بشكل متعمد على هذا الشعب ومحاولة استغلال وضعه الذي يعيشه وفرض عليه أسعار باهظة .
الأسواق العشوائية
مع ذلك نجد ان المواطن هو الضحية من كل ذلك إلا ان المواطن زيد السامعي يقول: الأوضاع سيئة والمعيشة صارت صعبة والأسواق مزدحمة والاسعار غالية والمواطن “يخرج من السوق عطل” أو كما قال المثل “نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً” يدخل الناس الأسواق بغرض الشراء والتبضع ويخرجون منها كما دخلوا لا يقدرون على تلك الأسعار شيئاً .
ويضيف السامعي : الحاجة دفعت الناس للبحث عن الأسواق العشوائية والبضائع الرخيصة او المستحدثة من اين يدفع المواطن قيمة كل ذلك والحال كما نراه جميعا لا رواتب ولا استقرار، عدوان يقصفنا ليل نهار وحصار يخنق ما تبقى من ذلك فالله هو احكم الحاكمين ولن يزيدهم بجبروتهم ذلك إلا خسارة وسيجنون ما زرعوه بكلتا يديهم في القريب العاجل بإذن الله .
يقول السامعي: خرجت أنا وأولادي لشراء الملابس والمتطلبات العيدية وبحوزتي أربعون الفاً عجزت عن التصرف بها في ظل هذا الغلاء ووجدت نفسي في موقف محرج وانا أحاول ان اقنع اولادي انني عاجز عن توفير كل متطلباتهم وعدت الى البيت لإيجاد حل ورجعنا لتجديد ملابس البعض حق العام الماضي وغسلها في المغاسل والاكتفاء بشراء الأشياء الضرورية حتى نستطيع توفير الأشياء الأخرى كالجعالة والحلوى وغيرها من الأمور التي تعتبر مهمة لدى البيت اليمني في العيد.