الثورة نت../
احتفل العالم في الــ3 من مايو باليوم العالمي لحرية الصحافة، بينما الصحفيون في اليمن يدفعون ثمناً كبيراً ضريبة صمودهم للعام الخامس على التوالي في مواجهة العدوان والحصار وتداعياتهما وإيصال مظلومية الشعب اليمني إلى العالم.
ويعاني الصحفيون والإعلاميون في اليمن ظروفاً هي الأشد بؤساً على المستوى العملي والمعيشي ويواجهون كل أشكال الانتهاكات والمخاطر حيث تصف منظمة مراسلون بلا حدود أوضاع الصحفيين في اليمن بأنها “سيئة للغاية”.
يحتفي العالم بيوم الصحافة سنوياً للتذكير بأهمية الدور الذي يقوم به الصحفيون في نقل الحقيقة، وإبراز المخاطر والتحديات التي يواجهها العاملون في بلاط صاحبة الجلالة والتأكيد على ضرورة سن التشريعات المناسبة لحمايتهم، والدفاع عن وسائط الإعلام أمام الهجمات التي تشن على حريتها والإشادة بالصحفيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم.
واجهت الصحافة والإعلام اليمني على مدى أربع سنوات حرباً شرسة بدءاً من استهداف الصحفيين أثناء تأدية مهامهم ما أدى إلى استشهاد نحو 243 إعلامياً، وإصابة 22 آخرين وفقاً لاتحاد الإعلاميين اليمنيين، مبيناً أن تحالف العدوان استهدف بغاراته الجوية 30 مركز إرسال وبث إذاعي وتلفزيوني، وتعرضت نحو 21 منشأة ومؤسسة إعلامية للتدمير الكلي والجزئي.
ورصد اتحاد الإعلاميين اليمنيين 6 حالات استنساخ لقنوات فضائية ومواقع إلكترونية، و 8 حالات إيقاف بث على القمرين الاصطناعيين عرب سات ونايلسات، بالإضافة إلى 7 حالات حجب وتشويش على هذه القنوات.
وذكرت وزارة الإعلام أن التحالف منع خلال الفترة الماضية 143 صحفياً دولياً مبتعثين من عدة وسائل إعلامية من دخول اليمن، كما أدى حظر السفر وإغلاق مطار صنعاء الدولي من قبل التحالف إلى الحيلولة دون سفر عشرات الصحفيين من وإلى اليمن، وذلك في إطار الحد من تأثير الرسالة الإعلامية الوطنية والإنسانية على الرأي العام الدولي.
وفي إطار التعتيم على ما يحدث في اليمن أقدمت أدوات التحالف والأيادي المتواطئة معه على إيقاف عشرات الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تويتر، يوتيوب، وغيرها، بزعم عدم التزام أصحاب هذه الحسابات بالمعايير المهنية.
لقد أيقنت دول تحالف العدوان بالدور الكبير الذي يقوم به الإعلام الوطني في توضيح الحقائق وإبراز الجرائم والانتهاكات وحجم المآسي والكوارث وكشف التضليل الإعلامي وتعزيز صمود الشعب اليمني فحاول إسكات ذلك الإعلام لكنه فشل فشلاً ذريعاً.
حيث بذل الصحفيون والإعلاميون جهوداً مضنية وتضحيات عظيمة لاستمرار إيصال صوت الشعب اليمني عبر مختلف الوسائل وواصلوا العمل من دون أي أجور وفي إمكانات وظروف بالغة التعقيد وقدموا رسائل إعلامية متميزة عكست جزءاً مما يعانيه اليمن وأبنائه منذ أكثر من أربع سنوات.
حلت الدورة السادسة والعشرين لليوم العالمي لحرية الصحافة؛ والصحفيون في اليمن يكابدون شظف العيش بعد انقطاع مرتبات العاملين منهم في مؤسسات الإعلام الرسمي منذ ما يزيد عن عامين، وإغلاق العشرات من الصحف والمؤسسات الإعلامية بعد إفلاسها وعدم قدرتها على المواصلة في ظل الظروف الراهنة وتسريح المئات من العاملين فيها، ونزوح الغالبية منهم، لكنهم لايزالون يؤدون رسالتهم النبيلة تجاه وطنهم وشعبهم من خلال تعرّية وحشية العدوان وفضح زيف ادعاءاته، ونقل قصص البسالة اليمنية في مختلف مناحي الحياة.
سبـأ