> د. الترب :الرؤية الوطنية لبناء الدولة ترد على مزاعم العدوان بأن قيادة أنصار الله (ثورة 21 سبتمبر ) لا تمتلك رؤى أو خططاً أو برنامجاً سياسياً
> د. السقاف :الرؤية الوطنية هي من مداميك الدولة الديمقراطية اليمنية الحديثة والمتحضرة والمتقدمة والتي تطبق فيها معايير الوظيفة العامة وشروط تولي المنصب
> د/ الرميمة :رؤية بناء الدولة باب للخروج من نفق الحكم السابق ومن تداعيات العدوان السعودي الأمريكي
> د/ الكمالي :مع أهمية هذه الرؤية تأتي أهمية آليتها التنفيذية التي ستواجه تحديات كبيرة ومحاولات حثيثة لإفشالها من قبل قوى الفساد والمأجورين والعملاء والطابور الخامس الذين يخدمون العدوان
الثورة / احمد السعيدي
رحل رئيس الشهداء صالح الصماد الى لقاء ربه وقد وضع بصمته في قلوب الشعب اليمني وترك لهم إرثاً وطنياً كفيلاً بتحقيق النهضة والبناء لمستقبل اليمن وهي الرؤية الوطنية ” يد تبني.. يد تحمي ” لضمان دولة حقيقية ينشدها اليمنيون وسار على تنفيذها الرئيس الحالي مهدي المشاط ليبقى الأهم كيف ستكون آليتها التنفيذية ومن ثم الثمار التي سيجنيها ابناء الشعب اليمني في عموم الوطن بما يحقق له الأمن والنهضة المعيشية التي تجعله قادر على الصمود ومواجهة العدوان من خلال تطوير واصلاح مؤسسات الدولة وتفعيل الدور الرقابي عليها رغم ما ستواجهه هذه الرؤية من صعوبات وتحديات يفرضها العدوان ومرتزقته في الداخل لإفشالها..
“الثورة” تلتقي عدداً من الأكاديميين الذين تحدثوا عن أهمية هذه الرؤية وآليتها التنفيذية.. فإليكم الحصيلة:
البداية مع الخبير الاقتصادي المعروف البروفيسور / عبدالعزيز الترب- مستشار المجلس السياسي للشؤون الاقتصادية والذي تحدث عن اهمية هذه الرؤية قائلاً :
” الرؤية الوطنية لبناء دولة مدنية حديثة بنظام وقانون ترد على مزاعم العدوان بأن قيادة أنصار ألله (ثورة 21 سبتمبر ) لا تمتلك رؤى .،.خططاً او برنامجاً سياسياً، لم تكن لليمن منذ ثورة 26 سبتمبر 1962م اي رؤى غير الأهداف الستة.
الرؤية الوطنية تعيد للثورة وجهها الحقيقي في بناء الإنسان وتصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة في الهياكل التنظيمية ولوائح العمل في كل المجالات، البدء الجاد في محاسبة كل الأطر لإعادة هيبة الدولة وتقديم الإمكانيات حتى نأكل مما نزرع ونلبس مما ننتج. والاهتمام بالتصدير والتوسع في البحوث والدراسات المتنوعة.
والاهم إيجاد كيان مستقل لتقييم أعمال التنفيذ يلحق رئيس الجمهورية يتكون من خمسة إلى سبعة قطاعات والتنمية البشرية وتطوير الأجهزة مدخل للتأسيس للدولة الحديثة بإدارة مبسطة وفعالية أكبر وتكاليف أقل والتنفيذ بالمتاح من الإمكانيات المالية.
ودفع الكوادر الوطنية نحو التنافس لصالح المجتمع وربط التعيين …الترقية والترفيع الوظيفي بالتدريب والتأهيل وجعل المعهد الوطني للعلوم الإدارية مركز لإعداد القادة ودعم اتخاذ القرار ووضع برنامج لإعادة تأهيل كل من عين خلال الفترة الماضية وتقليص فاتورة استيراد الادوية ومنع دخول السلع الكمالية حتى يتعافى الاقتصاد الوطني وتقديم الحماية الكافية.
وتشجيع القطاع الخاص (قاطرة التنمية) الإسهام في المجال الإنتاجي والزراعي من خلال المساهمة المجتمعية وتأسيس الشركات المساهمة والرؤية الوطنية تحتاج إلى جهود كل الخيرين بالمجتمع حتى ترى النور لجعل اليمن دولة حديثة بأسس علمية أساسها خطط معنا …نفذ معنا….احكم وراقب معنا….بشفافية ووضوح أساسه التقييم المستمر “.
الدولة اليمنية الحديثة
بينما قال الدكتور / فتحي السقاف- رئيس المركز الوطني للرقابة وتعزيز الشفافية والنزاهة: الرؤية الوطنية هي من مداميك الدولة الديمقراطية اليمنية الحديثة والمتحضرة والمتقدمة والتي تطبق فيها معايير الوظيفة العامة وشروط تولي المنصب والعمل على رقي الإنسان والتبادل السلمي للسلطة ويجب ان تجسد فيها سيادة البلد ومفهوم التعايش والوفاق والاتفاق على قواسم وسبل الحكم المشتركة منها على سبيل الذكر لا الحصر صهر أفراد الشعب اليمني في بوتقة واحدة تحت ظل التفاهم السلمي حول سبل العيش الكريم وتحت مظلة تطبيق الدستور والأنظمة والقوانين ، على اعتبار أن الشعب مصدر السلطات وقوة الحكومات في التوافق والشراكة واستمرارها وازدهار المواطن اليمني بالوطن الموحد الذي يواجه العدوان ويتطلع الى نهضته . وهنا يجب اشراك منظمات المجتمع المدني التي تدرك مدى اهمية التفاهمات والتعايش الفكري المشترك كضرورة وطنية وأمنية وسلمية وحاجة إنسانية وجودية لا مناص منها ، والمصلحة المشتركة والمصلحة الوطنية والمجتمعية هي القاسم المشترك التي تحتم على كافة الأطراف القبول الطوعي بالتعايش بمختلف توجهاتهم ، وفي نظرنا ان منظمات المجتمع المدني هي التي توجد التكنوقراط وهي اتفاق ضمني بين كافة الأطراف المختلفة على الأسلوب والنهج المتبع في سبيل تطبيق سياسات النظام والقانون, فالتعايش معناه الحياة والمساواة والألفة والحوار الفهمي والضمني على قواسم مشتركة لا يؤذي احدهم الآخر وهي دلالات حديثة للتعايش وهي قبول آراء الآخرين مهما كان نوع الاختلاف بالرأي . فعلى كافة الأطراف الرضوخ لحق التعايش السلمي لا الفرض القصري بسبب التناقض أو أن يتم إلغاء الطرف الآخر وعدم الاعتراف بحقه بالوجود وهم في محيط واحد ، إذا كنا نتحدث عن مجتمع متحضر ، وتحقيق تنفيذ الرؤية الوطنية في هذا الوقت العصيب يعتبر تحدياً واصراراً على توصيل قرارات وأفكار الشعب والتي تخفي وراءها اهدافاً وغايات سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية ضد المؤامرة . فالتعايش له كيان شخصي وهوية خاصة يحافظ عليها الفرد في وطنه اينما كانت مكانته المجتمعية ، فالمجتمع امة إنسانية والدولة امة سياسية وللأفراد والجماعات حق الخصوصية والهوية ضمن الإطار المجتمعي ، والدولة هي إطارهم المشترك الذي يمثلهم بوحدات سياسية على أساس من المواطنة الديمقراطية ، منضبطة بحقوق وواجبات متساوية ومتكافئة في ظل منظومة الحق والعدالة ، لا ان يكون هناك الصهر المجتمعي لحساب الصهر السياسي وان يقزم التعايش على حساب الصيغ الحضارية المتقدمة للتعايش..
التباين في الآراء والاختلاف حول الاسلوب والسلوك المتبع في التطبيق وبالإجراءات والقوانين والتشريعات بين الحكومة والشعب هو امر طبيعي ، وهو امر حتمي على الجميع ان يتقبله وان يستوعبه ويتعايش معه ومن يكابر عن ذلك فهو يخالف الفطرة السوية . وكل الامم كان من اسس استمرارها وبقائها وقوتها، مدى امكانية تعايش افرادها مع بعضهم البعض وتعايشهم مع السلطات المسؤولة عن ادارة شؤون البلاد ، وكثير من الدول تلاشت وتفككت بسبب التناحر على امور كثيرة كان بالإمكان ان يتفقوا عليها ويتقبلوا بعضهم البعض في قواسم مشتركة لا يضر بها طرف بالطرف الآخر ، لكن في كثير من الاحيان نزعة التسلط والسيادة والرأي المحدد وفرضه قسراً وجبراً على الجميع ، هو اول خطوة من خطوات الانكفاء على الذات لإعطاء قرارات فوقية متكررة قسرية على الطرف الآخر مهما كانت الاساليب والممارسات المتبعة لذلك وما ينقص الرؤية الوطنية هو جودة وفاعلية الحكومة والخضوع لمبدأ الشفافية والنزاهة وقانون المحاسبة وتحقيق مبدأ المسيء إذا اساء والمبدع بالتكريم والحوكمة بتطبيق الحكم الرشيد وقانون المساءلة والاهتمام بالإنسان في التعليم والصحة والعيش بكرامة ، والقانون فوق الجميع وتمكين الشباب والمرأة في المشاركة في التنمية وتجديد ومأسسة الدولة.
باب الخير لليمنيين
بدوره قال الاكاديمي المعروف عرفات الرميمة :تعتبر الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة بابا للخروج من نفق الحكم السابق ومن تداعيات العدوان السعودي الأمريكي وطريقا سريعا يمكن من خلاله العبور باليمن إلى مصاف الدول الحديثة التي وقفت ضدها قوى الرجعية في الإقليم بواسطة ادواتها الداخلية سابقاً ولا تزال تقف ضدها حالياً من خلال هذا العدوان الذي يستهدف قيام الدولة اليمنية الحديثة المستقلة ذات السيادة والبعيدة عن الوصاية الخارجية وهي كذلك تشكل نوعاً من الوقوف ضد العدوان الغاشم ـ الذي استهدف قيام الدولة قبل أن يستهدف بناها التحتية ـ وتنفيذ تلك الرؤية على ارض الواقع يعتبر وفاء لدماء الشهداء ونوعا من رد الجميل لتضحياتهم في الوقوف ضد العدوان ، وخصوصا دم الشهيد الرئيس الصماد الذي دشن العمل بتلك الرؤية من خلال سلوكه وأفعاله قبل أقواله وتصريحاته ، وهذه الرؤية هي تطبيق لمقولة الصماد ( دولة للشعب وليس شعباً للدولة ) .
ومن المفروض أن يشكّل يمن ما بعد الرؤية الوطنية الحديثة قطيعة ايبستمولوجية مع يمن ما قبلها وخصوصا ما يتعلق بالجانب التنفيذي والعملي الذي يجعل من تلك الرؤية الطموحة واقعاً ملموساً يرى أثره المواطن البسيط في كل ما يتعلق بمناحي حياته ، من تنمية بشرية تشمل التعليم والصحة والوظيفة وعدالة قضائية تأتي لتجسد المساواة أمام القانون والدستور باعتبارها اهم أسس المواطنة ، ولن يلمس المواطن اثراً لتلك الرؤية إلا من خلال ما يرتبط ويتعلق بواقعه المعاش الذي من خلاله نستطيع أن نحكم على أن التنفيذ والعمل يتناسب مع التنظير.
التنفيذ.. التحدي الاصعب
اما عن ابرز ما تواجهه الرؤية من تحديات وصعوبات فقال الدكتور لؤي البكالي – دكتور العلوم السياسية بجامعة إب :” بلا شك ان كل يمني حر يرفض العبودية يدرك تماما اهمية الرؤية الوطنية التي اسسها رئيس الشهداء الزعيم صالح الصماد والكفيلة ببناء دولة حقيقية ينشدها كل اليمنيين في ربوع ارجاء الوطن وسار على تنفيذ هذه الرؤية الرئيس الحالي مهدي المشاط الذي دشن العمل بحلتها الجديدة حرصا منه على مستقبل البلاد ومعيشة المواطنين ونظراً لما تحمله هذه الرؤية من طريق ممهد من اجل نهضة وبناء البلاد ومؤسسات الدولة بما يخدم المواطن الذي يعاني ويلات الحرب الظالمة التي شنها العدوان الغاشم قبل اربع سنوات، ومع اهمية هذه الرؤية تأتي اهمية آليتها التنفيذية التي ستواجه بالطبع تحديات وصعوبات كبيرة ومحاولات حثيثة لإفشالها من قبل قوى الفساد والمأجورين والعملاء والطابور الخامس الذين يخدمون العدوان ويتواجدون في جل مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة ولذلك يتطلب نجاح تنفيذ هذه الرؤية تكاتف الرجال الاوفياء في القطاع الحكومي لإفشال مخططات العدوان والضرب بيد من حديد الفاسدين الذين تعودوا بل أدمنوا الفساد منذ النظام السابق لكنهم اليوم يمارسونه نكاية بالمجلس السياسي وحكومة الانقاذ وتعاونا وارتباطا بالعدوان ومرتزقته في الداخل، ولذلك فإن خروج هذه الرؤية الى النور ودخولها حيز التنفيذ والمتابعة يعد ابرز النجاحات التي تحققت لصالح المواطن في وقت يعيش الوطن فيه على وقع عدوان غاشم وحصار خانق، واتمنى من القوى السياسية والاجتماعية والعسكرية والاقتصادية توحيد الصف الوطني والوقوف الى جانب هذه الرؤية التي تعد من الانتصارات الساحقة في وجه العدوان وأدواته الذين راهنوا تكرارا ومرارا على إفشال الدولة في صنعاء والضغط بواسطة الورقة الاقتصادية لكنهم سيخسرون وسينتصر عليهم الشعب اليمني عما قريب “.