حدث في أبريل

أشواق مهدي دومان
مثل المكان الذي يلتقي فيه نهرا دجلة و الفرات و المسمّى بشطّ العرب، أراه قلبي يلتقي فيه حزنان متتابعان فقبل ست سنوات بتاريخ :
16 /4/2013 قضى أستاذي و معلّمي و صديقي و قدوتي و أسطورة عمري و أيقونة حياتي : أبي ، متأثرا بـــ ( سمّ استخباراتي ناقع ) على حدّ قول أطباء كبار في الأردن ، و قبل عام من هذا التّاريخ و في يوم 19 /4 /2018 يستشهد أعظم رئيس شهده تاريخ اليمن المعاصر كرجل جسّد كمالا قد لا يمتلكه بشر ، لكنّ صالح الصّمّاد ذلك الإنسان القائد الذي نقش سيرته بحروف من لجين أقمار السّماء في نفس كلّ يمنيّ عرفه عن قرب أو عرفه في تواجده في كلّ موطن شرف و بطولة ، فاجتمع ألم ذكرى رحيل أبي العملاق مع ذكرى رحيل الرئيس العملاق ،
حزن لم أستطع تحمّله فقد وزّعته على كلّ القلوب ، و لكنّها ما وسعته ، فظلت روحي تسافر للسّماء علّها ترى طيفا لأحدهما و عادت إليّ تنهرني فقد أرسلتها في رحلة بعيدة عارجة نحو البعيد تبحث عنهما بين الأفلاك و بين النّجوم و الشّمس و القمر و السّحب التي لقربها من هذه الأرض فقد فهمتني و بكت بأسلوبها مطرا في زخّاته همس يقول : صبرا فستلتقون هناك في العالم الأسمى ، فلا تحزني ، نعم: شعرت بي تلك السّحب و ذلك الفضاء الذي ذكّرني و واساني بتصنيع جديد لرجال اللّه يدعى : بــدر ( إف ) الذي مرّ بذلك الفضاء و أخبر السّماء بأن تخبرنا بأنّه سيقوم بواجبه تجاه ذلك الرّئيس الوفي الذي رعى تلك الجهود و بارك تلك الأيادي الطّاهرة التي صنعت و طوّرت الصّواريخ لتكون من عدّة رجال صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه ، تمضي فتقذف في قلوب الذين استكبروا الرّعب ، وتتحوّل إلى جنود مجنّدة تأخذ بالثّأر المشروع المقدّس لشعب الإيمان ووطن الإيمان المحمّدي ،،
نعم : تئن الرّوح بحكايا ألم قد تخفف منه فرحة انطلاق صاروخ بدر (إف ) للخدمة ،
و هنا : فقد جعلَت روحي تحيا بين الألم و الفرح ، وقد شكرتُ اللّه ربّ العالمين على نعمة وجود رجال هم امتداد و هم روح الصّماد الذي كان يتفقّد و يزور الباليستيهات بحبّ وفي عينيه فرح المؤمنين بنصر اللّه،،
وأكيد : تصنيع تلك الباليستيهات يمانيّة الهويّة هو نصر بحدّ ذاته ، و لو كان للباليستيهات روح لنطقت بحزنها و افتقادها لصالح الصّماد الذي لم يمت فلازال وسيبقى في فؤاد ثلاثين مليونا يحيون و يترأسهم رجل المرحلة المتواضع الهادئ دمث الأخلاق ، بعيد النّظر ، المجاهد بصمت والمتحرّك بكبرياء الرّئيس / مهدي المشّاط الذي يمضي على خطى سلفه مضيا حثيثا فكلاهما مرتبط بهدف وشعار : ” يد تبني و يد تحمي ” ، وكلاهما من مدرسة المسيرة القرآنية التي لا يخيب فيها الرّجال ، و ما أسماهم من رجال !
وقد ينعتني البعض بالمتملّقة أو ( المطبّلة ) بلهجتنا واستخدامنا الشّعبي؛ و لهذا سأكتفي ، وسأضع نقطة آخر السّطر وسنترك للباليستيهات فرصة للكلام ، ففي تشظّيها بين الأعداء نصر يشفي صدور قوم مؤمنين ، و السّلام .

قد يعجبك ايضا