تعز بين روافض المدينة ونواصب الحوبان
نزار الخالد
الحرب انهكت كل بيت في اليمن عامة، وفي محافظة تعز خاصة، تعقيداتها اكبر واعظم، يشكو الكثير من ابناء المجتمع التعزي، صعوبة الوصول من مدينة تعز إلى الحوبان، وتحمل المشاق في العودة من الحوبان إلى مدينة تعز، والقليل من القيادات والمشائخ والوجاهات يستشعرون المسؤولية في التخفيف من معاناة الناس، وزادت المشكلة مع قطع طريق الأقروض.
إن القيم الإسلامية والوطنية تحتم علينا جميعا، دون استثناء، العمل الجاد للتخفيف عن معاناة المجتمع التعزي، ومن التهرب او التنصل عن المسؤولية الاخلاقية والقيمية، بخلق اعذار واهية خيانة لتعز وابنائها، بعرقلة المبادرات الانسانية بفتح معابر انسانية، والتي كانت اخرها فتح معبر صالة، وللأسف الشديد قوبل ذلك برفض شديد من الجماعات المسلحة داخل مدينة تعز، والتي تغلق الآن طريق الاقروض.
إن تجاهل معاناة الناس جريمة، والتعامل غير المسؤول تجاه المبادرات الانسانية ليست من قيم واخلاق المسلمين، او من اعراف وعادات القبائل اليمنية، واستغرب من غباء ( الرافضين ) لفتح المعابر والطرقات.. لا اعتقد أنها سادية، وحب تعذيب للمجتمع، والتلذذ بأوجاعهم، ومآسيهم من السلطة التي داخل مدينة تعز ، كل ما لاح في الافق انفراج، رفضوا بارقة الامل في التخفيف عن الناس، فتركوا انطباعاً غير جيد بأنهم ( روافض للسلام و للحب والوئام ) وكل عمل يسهم في تماسك وتلاحم النسيج الاجتماعي.
الحقيقة إن الطرف الآخر أكثر ذكاء، أو إحساساً بالمسؤولية، فكل فترة يطلقون مبادرة، ويطرحون بقدر كبير من التعاطف، معاناة المجتمع في كل فرصة سانحة لهم، و( نَصَّبوا ) انفسم مدافعين عنه وعن كل ما يخفف من همومه التي تتعاظم عند التفكير بالتنقل ما بين المدينة الحوبان، والدليل ان خط الاقروض مغلق من طرف واحد بينما سلطة والحوبان تتألم وتتوجع من كلامهم وطرحهم إغلاق المنفذ، ولديهم استعداد لفتح منفذ صالة.
الآن الكرة في ملعب مشائخ ووجاهات تعز، سواء من كان في المدينة أو العاصمة صنعاء أو القاهرة او سيئون، بالإضافة للبرلماني عبدالسلام الدهبلي ( الجميع اصحابه ) ، ان يلتقطوا الفرصة ويضغطوا باتجاه فتح معبر صالة المتفق عليه سابقا، ان كانوا محبين فعلا لتعز، ومن عشاقها، ولديهم احساس بأوجاع أبناء تعز.
نأمل أن وترمى التشعيبات، والمزايدات بعيدا، ولو هي شمس كانت من امس، واتمنى ان يتحرك هؤلاء الكوكبة لإقناع (سالم ) ان يفتح معبر صالة ويحرروا تعز من بقية الجبهات، اقول لهم ارحموا النساء و الأطفال الذين يعانون كثيراً جراء صعوبة التنقل، ونعلم أن أرحامكم وأطفالكم في رغد من العيش، ولتكن لكم حسنة تجاه تعز.