بالمختصر المفيد.. رسائل القائد في اللقاء الأول
عبدالفتاح علي البنوس
كان الحوار التلفزيوني الأول من نوعه لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي مع قناة المسيرة الفضائية ضافيا ومتميزا كما كان متوقعا ، حيث وضع القائد النقاط على الحروف ، شخص واقع الحال بالنقاش والتحليل المنطقي الدقيق ، ورسم ملامح المستقبل برؤية عميقة وتفكير سليم ينم عن كاريزما قيادية فريدة من نوعها ، لم نحس بالملل طيلة مدة الحوار الذي أداره بامتياز الزميل ملاطف الموجاني ، فالطرح كان عميقا ، والمضمون كان شيقا وممتعا ، كيف لا ونحن في حضرة السيد القائد الذي أتحفنا بتسلسل طرحه ، وواقعيته المعهودة التي كانت وما تزال وستظل واحدة من الملكات الإبداعية التي حباها الله هذا القائد الشاب الذي استطاع أن يستوطن سويداء القلوب وأن يحفرها حفرا ، بتواضعه الجم ، ودماثة أخلاقه ، وقربه من شعبه وملامسته لهمومهم و مشاكلهم وتوجيهاته المستمرة للقيادة السياسية والحكومة بالحرص الشديد على الاهتمام بالمواطنين وحل قضاياهم والتخفيف من تداعيات العدوان والحصار والحرب الاقتصادية على معيشتهم.
كان اللقاء رائعا بكل المقايس، حيث جدد القائد تأكيده على أنه ليس من مصلحة السعودية والإمارات ومن معهما إطالة أمد العدوان، مشيرا إلى أن العدو هو الخاسر الأكبر وبالنسبة لشعبنا فإنه يجني ثمرة الصمود رغم المعاناة والأوجاع ، مؤكدا على أن الالتجاء إلى الله بثقة وإيمان وعزة وكرامة وإباء ، في ظل الوعي والبصيرة بحقيقة العدوان وأهدافه ومخاطر الاستسلام ، وحجم الجرائم والمذابح التي ارتكبها العدوان في حق أبناء شعبنا كلها مجتمعة تمثل عوامل من شأنها التسريع بوتيرة الانتصار وإفشال المؤامرة العالمية التي تتعرض لها بلادنا بقيادة الشيطان الأكبر أمريكا والغدة السرطانية إسرائيل وأدواتهما في المنطقة السعودية والإمارات.
قائد الثورة نسف ادعاءات آل سعود بأن اليمنيين يمثلون مصدرا خطراً على السعودية وأكد العكس واستشهد على ذلك بتورط السعودية في اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي ، مشيرا إلى أن آل سعود يريدون بأن نكون خاضعين أذلاء لهم وأن تكون بلادنا تحت سيطرتهم ، مطالبا إياهم بتغيير نظرتهم ومراعاة حسن الجوار واحترام سيادة اليمن واستقلاله ، ويتخلوا عن الطموحات غير المشروعة ، وحينها لن يحتاجوا لأن يقدموا أموالهم للأمريكان تحت شماعة حمايتهم ، كما أرسل القائد رسائل مماثلة للغر الإماراتي، متوعدا استثماراته بالخطر إذا ما استمر في غيه وإجرامه ، مشيرا إلى أنه لولا الدعم الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي لما استمر العدوان حتى اليوم ، متوعدا السعودي والإماراتي بمفاجآت جديدة في التصنيع الحربي في مختلف المجالات وأنها ستطال كافة المصالح السعودية والإماراتية.
السيد القائد وفي أول حوار تلفزيوني له لم يغفل الإشادة بالصمود الأسطوري لأبناء الشعب اليمني والمواقف العظيمة التي سطروها خلال أربعة أعوام من عمر العدوان ،داعيا الجميع للتكاتف وتضافر الجهود وتعزيز قيم التكافل والتراحم والعناية بالزكاة وخصوصا ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك ، كما أشاد بالعلاقات مع إيران وحزب الله ، وعرج على تطبيع حكومة الفنادق مع الكيان الصهيوني والمشاركة العربية العبرية في المؤامرة الكبرى على القضية الفلسطينية تحت شماعة ما يسمى بصفقة القرن ، وأشاد بالثورة السودانية وحذر الثوار من التدخلات الخارجية الأمريكية السعودية الإماراتية التي تسعى للالتفاف عليها وحصرها في البشير فقط وتتجاهل منظمة الفساد والإجرام التابعة له والتي تتصدر المشهد الحالي.
بالمختصر المفيد ،مثلت مضامين حوار السيد القائد مع قناة المسيرة برنامجاً وخطة عمل مرحلية ومحددات ومنطلقات رئيسية للسياسة العامة للبلاد تجاه الملفات والقضايا الداخلية والخارجية ، أرسل خلاله رسائل تحذيرية لقوى العدوان على أمل أن ترعوي وتكف عن حماقاتها ، أو تنتظر من البأس اليماني ما هو أشد وأنكى وأكثر إيلاما في سياق معركة النفس الطويل ، معركة التحرير من براثن الغزو والاحتلال والارتزاق.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.